حان الوقت لنسترد كل ما أخذته الصين منا

 هكذا قال أحد المحتجين فى التظاهرات التى اندلعت فى هونج كونج (الميناء العطر) فى بداية العام الجديد 2018م احتجاجا على قيام الصين ببناء قسم فى محطة القطارات فائقة السرعة فى قلب المدينة ليربط بينها وبين كبريات مدن جنوب الصين واعتبار ذلك الجزء من المحطة منطقة تخضع للقانون الصينى، مما يعنى تواجد شرطة ومسئولين صينيين لمراقبة حركة الدخول والهجرة بالاشتراك مع مسئولى هونج كونج. فيما اعتبره المتظاهرون انتهاكا للقانون الأساسى الذى عادت بمقتضاه هونج كونج إلى الصين، وهذا يدل على وعى المتظاهرين بخبث القيادة الصينية فى انتهاك القوانين والالتفاف عليها لدعم سلطتها القاسية.

وهونج كونج إحدى المناطق الإدارية الخاصة فى الصين وهى جزيرة كبيرة يتبعها أكثر من مائتى جزيرة صغيرة وتبلغ مساحتها 1104كم2، وسكانها نحو 7مليون نسمة، وعملتها دولار هونج كونج احتلتها بريطانيا عام 1842م وعادت للصين عام 1997م كمنطقة إدارية خاصة. ونظامها الأساسى طبقا للاتفاق الذى عادت بموجبه للصين: أنها منطقة إدارية خاصة تتمتع بحكم ذاتى واسع ولها سيطرة كاملة على شئونها الداخلية والأمن، وتختص الصين بالدفاع الخارجى، كما تشرف الصين على العلاقات الخارجية للجزيرة ولايمنع ذلك حكومة المنطقة من إقامة علاقات خارجية خاصة بها، وللمنطقة حق استعمال علم محلى خاص غير العلم الصينى، ولايطبق بها النظام الاشتراكى الصينى ولاسياساته، ونظامها الرأسمالى وأسلوب الحياة بها سيستمر كما كان قبل عودتها للصين دون تغيير لمدة 50 سنة. اللغة الرسمية الإنجليزية بجانب الصينية، وهى تتمتع بسلطة تشريعية وقضائية وتنفيذية مستقلة، وللمنطقة مجلس تشريعى برلمان مستقل له حق سن القوانين وإلغائها واعتماد الميزانية وتعديلها، وأيضا رئيس منتخب شعبيا تصدق السلطة المركزية فى الصين على تعيينة. ودخول الصينيين من كافة أنحاء الصين للمنطقة يتطلب الحصول على موافقة إدارة الإقليم.

وقد شهدت المنطقة احتجاجات واسعة عام 2014م للاعتراض على محاولات الصين التأثير على الديموقراطية فى إدارة المنطقة. ولا يزال الديكتاتور الصينى القاسى " شى جين بينغ" يحاول الحصول على موطىء قدم لديكتاتوريته ولو فى محطة قطارات هونج كونج إذ ربما ينجح من هناك فى جعل المنطقة تستقل قطار الديكتاتورية - الذى يدهس كافة مستعمرات الصين وأقلياتها العرقية فى تركستان الشرقية والتبت بل وأنصار الديموقراطية فى قلب الصين - قبل موعده عام 2047م. فالديكتاتور دائما متعجل ونافذ الصبر.   

د/ عزالدين الوردانى

باحث متخصص فى شئون وسط آسيا