اعتقالات واسعة للأويغور في شينجيانغ مستمرة رغم التعهد بإنهائها بعد المؤتمر

 منذ أكثر من شهرين لانعقاد مؤتمر الحزب الشيوعي في بكين تواصل السلطات فى منطقة شينجيانغ (تركستان الشرقية) بشمال غرب الصين وضع الأويغور الذين تعتبرهم "متطرفين" في معسكرات "إعادة التعليم السياسي" بالرغم من تأكيدات المسئولين لأسر المحتجزين بأن الاعتقالات ستنتهي بعد الاجتماع السنوي للحزب.

  منذ أبريل2017، تم سجن آلاف الأويغور بتهمة إيواء "متطرفين" في المعسكرات في جميع أنحاء شينجيانغ، حيث يشتكي الأويغور منذ فترة طويلة من التمييز العرقي والقمع الديني و الثقافي تحت الحكم الصيني.

 وازدادت الاعتقالات قبل المؤتمر الوطني التاسع عشر للحزب الشيوعي الصيني الذي عقد في الفترة من 18 الى 24 اكتوبر الماضي حيث ادعى مسئولون بأن الحملة كانت جزءا من "اجراءات الأمن" لمنع وقوع حوادث عنف أثناء انعقاد المؤتمر.

 وكان بعض المسئولين المحليين في شينجيانغ قد قالوا إن الاعتقالات ستنتهي ويعود المحتجزون إلى بيوتهم عندما يتم اختتام المؤتمر، بيد أن المصادر أكدت لإذاعة آسيا الحرة بأن السلطات تواصل احتجاز السكان منذ عدة أشهر.

  طبقا لمسئول من قرية آقساراى في محافظة خوتان الذي كان يتحدث الى إذاعة آسيا الحرة بشرط عدم ذكر اسمه بأن السلطات اعتقلت آلاف الأويغور ووضعتهم في معسكرات "إعادة التعليم" في الشهر الماضي. وقال إن هناك 85 شخصا أرسلوا إلى المعسكرات في بلدتنا 18 ديسمبر2017م وتم نقل المزيد منهم إلى السجون في 28 ديسمبر2017 مؤكدا أنه تم اعتقال 33 شخصا إضافيا في الجولة الثانية - وهو ما يمثل 118 محتجزا خلال فترة 10 أيام.

 وصرح مسئول من مقاطعة بوسكام المجاورة لمدينة كاشغر الذي طلب ايضا عدم ذكر اسمه بأن السلطات قد أصدرت تعليمات لها للتأكد من أن كل شئ على مايرام، بينما تقوم دوريات مكثفة في شوارع المدينة، تم تزويدها بمذكرات تتضمن قائمة أسماء وصور أشخاص يتم اعتقالهم. وقد تم التعرف على احد المشتبه فيهم على انه عبد الصمد محمد كريم، 23 عاما، من قرية كولباغ فى بلدة بوسكام. وقال المسئول عن محمد كريم بأن لديه مواد دينىة غير قانونية، مضيفا أن السلطات اصدرت مذكرة اعتقال له في سبتمبر. وقال إن أسماء إضافيين على القائمة لم تكن متاحة على الفور، حيث تم قفلها فى درج.

معسكرات مكتظة

 وجدت تقارير سابقة من قبل إذاعة آسيا الحرة بأنه مع ازدياد الاعتقالات في شينجيانغ في الأشهر الأخيرة، فقد اكتظ المعسكرات مع المحتجزين الذين أجبروا على تحمل ظروف سيئة وسوء في المرافق.

  وتقول المصادر بأن السلطات غالبا ما تحول المباني الحكومية والمدارس إلى معسكرات مؤقتة لإعادة التعليم للتعامل مع الاكتظاظ، وتحول المعتقلين بشكل روتيني بين المواقع - التي تشمل السجون - دون إبلاغ أفراد أسرهم.

 وفي مدينة باينغولن وهي مدينة تتمتع بالحكم الذاتي، حيث قالت مصادر لوكالة فرانس برس في الأسبوع الماضي إن ما يصل إلى 1000 شخص قد دخلوا إلى مراكز الاحتجاز في المدينة على مدى بضعة أيام، وصرح موظف حكومي محلي يدعى أركين باودون مؤخرا بأن معسكرات اعادة التعليم فى المنطقة مكتظة تماما.

وقال باودون الذي يساعد في الإشراف على قرية لنغر في كورلا: "سمع أحد أصدقائي مدير المخيم وهو يصرخ على الشرطة عبر جهاز اتصال لاسلكي، قائلا:" يرجى التوقف عن جلب الناس، ليس هناك مكان في المخيم لأي شخص ".

 تحتجز السلطات السكان الأويغور بانتظام بزعم حوادث "متطرفة" بعد تعيين رئيس حزب شينجيانغ تشن تشوانغو لمنصبه في أغسطس / آب 2016 وبدأ تنفيذ العديد من السياسات الصارمة التي تستهدف الحرية الدينية في المنطقة.

ووفقا لباودون تحتفظ بلدة آوات مجموعة من 13 امرأة تم احتجازهن مؤخرا لأنهن تجمعن واستمعن إلى الوعظ الديني  قبل نحو ست سنوات. وأكد باودون بأنهن تجمعن في منزل وأجرين تعاليم دينية في عام 2012.

وقال المدير ان "اربعة منهن اعتقلن في يوليو2017 وتم نقل 9 منهن في نهاية كانون ديسمبر2017، وأن أيا من النساء لم يتلقين أحكاما، وليس واضحا أين تم احتجازهن. وأضاف لن يتم نقلهن الى "معسكرات اعادة التعليم" لانهن يعاملن كجزء من قضية خاصة وسيتم التعامل معهن بشكل منفصل.

 وتجري الصين بانتظام حملات "ضربة قوية" في شينجيانغ، بما في ذلك مداهمات الشرطة على الأسر الأويغورية، والقيود المفروضة على الممارسات الإسلامية، والحد من ثقافة ولغة شعب الأويغور، بما في ذلك مواقع الإنترنت وغيرها من المواد.

 في حين أن الصين تلوم بعض الأويغور لهجمات "إرهابية"، يقول خبراء خارج الصين إن بكين قد بالغت في التهديد الذي يمثله الأويغور وأن السياسات المحلية القمعية هي المسؤولة عن تصاعد العنف هناك الذي خلف مئات القتلى منذ عام 2009.

تقرير شوهرت هوشور مراسل إذاعة آسيا الحرة.

http://www.rfa.org/english/news/uyghur/detentions-01082018164453.html