رجل صيني لكل بيت

أول سلطان مسلم وهو ساتوق بوغراخان،  وصاحب أول ديوان لغوي وهو محمود الكاشغاري الذي ألف "ديوان لغات الترك"، رجل الدولة يوسف خاص حاجب، والشاعر الذي كتب "قوتادغو بيليك"، موطن كوكتورك، موطن الأويغور، مملكة القاراخانيين، هذا المكان هو تركستان الشرقية تعاني اليوم  تحت الاحتلال الصيني ..

 الدولة التي كانت يوما ما مهدا لحضاراتنا تئن تحت وطأة الظلم والقمع.

باختصار،  يحدث هذا منذ زمن طويل... 

تلك الأرض التي قامت فيها علومنا وعرفاننا، قام أسلافنا بفتوحات عظيمة فيها، ولكن التعريف بمعاناة تلك الأرض اليوم صعب  جدا جدا.

هاجروا إلينا ...

يعيش إخواننا التركستانيون في مدن تركية كثيرة..  أما حال الذين بقوا هناك فتصعب على اللسان ذكرها.

لم ننسهم لأن المسافة بيننا وبينهم طويلة.. لا..

ولكن يبدو أننا لم نستمع لأصواتهم بما فيه الكفاية،

إنها مصدر الإشعاع القادم من الشرق،

يجب إيقاظ من يعاني من الاستماع لآلامهم وقرص آذانهم بالمرة ..

 أكثر من مليون تركستاني يقبع في السجن...

تسميها الصين ب"الإصلاح الفكري"

بين دولتنا وبين الصين توجد معاهدات (اتفاقيات) صداقة ..ولكن لحكمة ما لا تفعل ما فيه الكفاية لهذه الصداقة.

 العلماء مثل الشيخ محمد صالح دامولام يموتون في السجن تحت التعذيب..

والإرهابيون الصينيون يقفون في مواجهة جنودنا البواسل، يطلقون عليهم الرصاص..

بسكانها البالغ 35 مليونا تبلغ مساحة تركستان الشرقية ثلاث أضعاف مساحة تركيا ..

 بدخول سلطان القاراخانيين ساتوق بوغراخان في الإسلام، تشرف الشعب من ورائه بالدخول في الإسلام ونبذ الشرك وأصبحت المنطقة الحدودية في شرقي دار الإسلام. 

  الاستقرار الذي دام حتى القرن الثامن عشر، تركت مكانه الفوضى والخراب سنة 1760 بسبب الاحتلال الصيني .

 وبعد الثورات الإسلامية التي قامت في وجه الاحتلال الصيني ، نجح محمد يعقوب بك سنة 1865 في طرد الصينين وإقامة حكم إسلامي في مدينة كاشغر.

 أعلن ارتباطه بالخلافة العثمانية.. ولكن للأسف وبعد الوقوف الباسل في وجه الحملات العسكرية الصينية لمدة 12 سنة ثم جاء الاحتلال مرة أخرى واستأنف المجازر والقتل ..

 بعد ثورة على الحكم الصيني سنة 1933 حقق الأويغور حلمهم بالاستقلال وأعلنوا عن جمهورية تركستان الشرقية الإسلامية .. ولكن بعد هجوم روسيا التي اتفقت مع الصين على الدولة الجديدة عادت للاحتلال مرة أخر..

 سنة 1944 قامت الجمهورية الإسلامية مرة ثانية ولكنها بعد خمس سنوات وجدت نفسها في مواجهة الجيش الأحمرالماوي الذي قام بثورة حمراء (ثورة شيوعية) .. ثم وقعت تركستان الشرقية في الاحتلال مرة أخرى وتستمر حتى يومنا هذا  ..منذ ذلك اليوم يقاوم شعب تركستان الشرقية الاحتلال الصيني ..

 سنة 2001 أعلنت الصين عن سياسة جديدة.. اسمها "فصول شينجيانج".. أي يأخذون أطفال الأويغور، الطلاب الأويغور من أسرهم ويرسلونهم إلى مدارس سكنية بمدن داخل الصين ...

 بعد سنتين يتم منع التدريس بالأيغورية في كافة مدارس تركستان الشرقية.. ومن تخرج قبل ذلك التاريخ ودرس باللغة الأويغورية تم مصادرة شهاداته ..المهندسون، والأطباء والأساتذة، المعلمون كلهم أصبحوا في يوم واحد "موظفين غير مؤهلون"

منذ سنة 2006 تم تطبيق سياسة جديدة أخرى ..

بنات الأويغور الذي تتراوح أعمارهن ما بين 16-25 الغير متزوجات يتم إرسالهن إلى المدن الصينية الداخلية . في السنة الأولى لهذه السياسة تم إرسال 240 ألف بنت، وفي السنة الثانية مليون بنت تم أخذهن عنوة من أسرهن وإرسالهن إلى المصانع الصينية كعاملات سخرة..

تعرضن للعنف والتحرش..

 البنات المسلمات تم إجبارهن للبقاء في نفس سكن الرجال الصينيين البوذيين..

 "الظلم الصيني" لم يظهر فجأة مرة واحدة ... إنهم في كل يوم يبدعون شيئا جديدا في أسالبيهم..

هل سمعت عن سياسة "لكل بيت رجل صيني" ؟

لو كنت عرفت فقد شعرت أن دمك قد احترق..

 ولو عرفت الآن ستحترق من الآن .. إسكان رجل صيني في كل بيت في تركستان الشرقية تحت تسمية "مشروع الأسرة التوأم"، مجرد التفكير في الأمر أمر مؤلم ..

واجبنا كثير، وصعب ...

بعد عفرين يمكن أن نسير عدة محطات.. الهدف النهائي يجب أن تكون تركستان الشرقية .. وإلا ستكون عواقبنا وخيمة .. لأنه ليس هناك الآن من يستطيع مساعدتهم غيرنا..

محمد سكر

جريدة يني شفق التركية

المترجم إلى العربية: موللا ثابت

https://www.yenisafak.com/yazarlar/mehmetseker/her-eve-bir-cinli-erkek-2044360