والدة زعيم الأويغور في المنفى توفيت في المعتقل

دولقون عيسى في نادي الصحافة الوطني في واشنطن7 مارس2018.

 توفيت والدة دولقون عيسى رئيس مؤتمر الأويغور العالمي، الذي يتخذ من ميونيخ مقراً له، أثناء احتجازها في "معسكر لإعادة التثقيف السياسي" في منطقة شينجيانغ (تركستان الشرقية) ذاتية الحكم لقومية الأويغور في شمال غرب الصين، وفقاً لمسؤولي الأمن.

 في الشهر الماضي، علم السيد عيسى من صديق قريب من العائلة أن والدته آيخان محمد، توفيت في 17 مايو عن عمر ناهز 78 عامًا، لكن السيد عيسى لم يكن متأكداً مما إذا كانت قد سجنت في أحد "معسكرات إعادة التأهيل السياسي" الكثيرة في جميع أنحاء شينجيانغ، حيث كانت السلطات تحتجز الأويغور متهمة إياهم ب "التطرف" و "الانفصالية" منذ أبريل 2017.

 وأكثر المستهدفين أقارب الأويغور المقيمين في الخارج بهذه الحملة، وفي خضم حملة المعلومات في المنطقة، يجد العديد من الأويغور في المنفى صعوبة في التعرف على ظروف أقاربهم في الوطن - وهو وضع يزداد غضباً لأولئك الذين لديهم أقاربهم. أقارب المتوفين لا يستطيعون تكريمهم بمراسم الدفن الأويغورية وفقا للتقاليد الإسلامية.

أثناء التحقيق في وفاة آيخان محمد،تأكد مراسل إذاعة آسيا الحرة أنها ماتت أثناء احتجازها في مركز احتجاز في بلدتها الأصلية آقسو بتهمة "التطرف الديني".

وأكد مسؤول في مركز احتجاز محافظة كلفين التابعة لمدينة آقسو للمراسل أن آيخان قد ماتت في مركز اعتقال، لكنه لم يكن راغباً في الافصاح، لأن المعلومات كانت تعتبر "سراً من أسرار الدولة". وأضاف المسؤول أن آيخان لم تمت في مركز اعتقالها.

ورفض مسؤول في مقر شرطة مدينة آقسو التعليق، محيلاً الأسئلة إلى مكتب الأمن العام.
 لكن مسؤولاً من مركز الشرطة في حافظة كلفين أكد أيضاً وفاة آيخان محمد، قائلاً إن والدة عيسى قد توفيت أثناء وجودها في "مركز احتجاز "حيث احتجزت لمدة عام تقريبا .. بسبب تأثير"التطرف الديني".

استطاع مراسل الإذاعة تحديد أن هناك ما لا يقل عن أربعة مراكز احتجاز في مدينة آقسو وثلاثة في كلفين، وأن كلا المنطقتين فيها مراكز الاحتجاز ولم يعرف في أي المراكز توفيت والدة عيسى.

دولقون عيسى الذي عاش في المنفى منذ عام 1994م وتحدث مع والدته قبل أكثر من عام، قال لإذاعة آسيا الحرة إنه يشعر بحزن عميق لمعرفة الظروف التي ماتت فيها. وقال: "لا أعرف كيف أعبر عن حزني على وفاتها وغضبي تجاه معاملة الصين لها، إن قتل الأم للرد على نشاط ابنها السلمي في مجال حقوق الإنسان هو أكثر أشكال الثأر جبنا من قبل حكومة استبدادية. أحزن لوفاتها وأواصل الكفاح من أجل الحقوق المشروعة لشعب الأويغور بكرامة، على الرغم من معاناتي الشخصية وتضحياتي".

 كما أعرب عيسى عن قلقه بشأن سلامة والده عيسى محمد، قائلاً إنه ليس لديه أي معلومات عن مكان وجوده. وقال: "لا أعرف ما الذي يمر به على أيدي الحكومة الصينية، مضيفاً أن والده "قد يكون أيضاً في معسكر اعتقال".

عندما علم عيسى بوفاة والدته في الشهر الماضي قال لإذاعة آسيا الحرة بأن عائلته واجهت دائمًا مضايقات مستمرة بسببه، وأن شقيقه قد سجن لمدة عامين. وأعرب عن أسفه لكونه هو وزملاؤه الأويغور في المنفى محرومون من الحق الأساسي في الحصول على المعلومات في الوقت المناسب حول وفاة الأحباء والأقارب، مضيفا أنه بقطع الاتصالات إلى الأصدقاء والعائلة داخل  شينجيانغ، أنشأت السلطات الصينية حالة يعيش فيها الأويغور داخل المنطقة وخارجها في "عصر المعلومات المظلم".

 20180614_024311

في الصورة والد دولقون عيسى محمد ووالدته آيخان محمد

 في ذلك الوقت، كتب مايكل كوزاك وهو مسؤول كبير في مكتب الديمقراطية وحقوق الإنسان والعمل في وزارة الخارجية الأمريكية، والسفير الأمريكي لدى إدارة الحرية الدينية الدولية سام براونباك، رسالة مشتركة إلى عيسى عبروا فيها عن تعازيهم لخسارة أمه وأسفهم لألمه المضاف من حرمانه القدرة على مشاركة مراسم جنازته وفقا لطقوس الدفن الأويغورية وتقاليد المسلمين الخاصة ". وقالت الرسالة: "إن شجاعتك ونشاطك يأتيان للأسف بتكلفة باهظة كنا نتمنى أن لا تضطر لدفعها".

 وضغط براونباك في الآونة الأخيرة على الرئيس الامريكي دونالد ترامب لفرض عقوبات على الزعماء الصينيين الذين يقول إنهم مسؤولون عن حملة بكين الصارمة على العرقيات الدينية، ودعا على وجه التحديد وزارة الخارجية الامريكية ووزارة الخزانة الامريكية إلى تجميد أصول سكرتير الحزب الشيوعي الصيني شين تشوانجو لتبني سياسات قمعية في المنطقة.

  في مايو / أيار2018، أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية تقرير الحرية الدينية الدولية لعام 2017، قال  براونباك إن الصين التي كانت تعتبر دولة ذات اهتمام سياسي منذ عام 1999، لا تزال "دولة مقلقة للغاية بشأن الحرية الدينية"، مشيرا على وجه الخصوص إلى أعداد الأويغور المحتجزين الآن في "معسكرات إعادة التعليم"، هذا هو السبب في أننا وضعناها في هذا التقرير من أجل اتخاذ المزيد من الإجراءات."

 وأشار تقرير وزارة الخارجية أنه في منطقة شينجيانغ أويغور، فرضت السلطات قيودا لمشاركة الأويغور "للصيام في شهر رمضان وغيرها من الشعائر الدينية"، وأن مئات الآلاف من المسلمين الأويغور أعتقلوا في  معسكرات منتشرة في جميع أنحاء شينجيانغ.

شبكة المعسكرات

 لم تعترف سلطات الحكومة المركزية الصينية علانية بوجود "معسكرات إعادة التأهيل" في شينجيانغ، ولا يزال عدد السجناء في كل مرفق سرا محصنا، لكن المسؤولين المحليين في أجزاء كثيرة من المنطقة قاموا بإجراء مقابلات هاتفية مع إذاعة آسيا الحرة. واعترفوا بإرسال أعداد كبيرة من الأويغور إلى المعسكرات وحتى وصف الاكتظاظ في بعض المرافق.

نقلا عن تقارير موثوق بها قال ماركو روبيو، الذي يرأس اللجنة التنفيذية للجنة الكونغرس حول الصين، مؤخرا أن ما بين 800،000 إلى مليون شخص تم احتجازهم في "معسكرات إعادة التعليم"، واصفين إياه بأنه "أكبر سجن جماعي لأقلية من سكان العالم اليوم".

 وقال أدريان زينز، وهو محاضر في المدرسة الأوروبية للثقافة واللاهوت ومقرها ألمانيا، إن العدد "يمكن أن يكون أقرب إلى 1.1 مليون، أي ما يعادل 10 إلى 11 بالمائة من السكان المسلمين البالغين عددهم 11 مليونا في المنطقة".

 أعد التقرير شوهرت هوشور لقسم الأويغور في إذاعة آسيا الحرة

https://www.rfa.org/english/news/uyghur/mother-07022018164214.html