فورين بوليسي: معسكرات الاعتقال الجماعية الصينية ليست لها نهاية واضحة في الأفق- جيتي
نشرت مجلة "فورين بولسي" مقالا لأستاذ التاريخ المهتم في المساحة المشتركة بين الصين والعالم الإسلامي ريان ثوم، يقول فيه إن روابط الشبكة العنكبوتية بين شينجيانغ في غرب الصين وبقية العالم بدأت الصيف الماضي بالاختفاء.
ويشير الكاتب في مقاله، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن إلإيغور، الذين يشكلون أكبر مجموعة إثنية في شينجيانغ، بدأوا بحذف أسماء أقاربهم وأصدقائهم الذين يعيشون في الغرب من قائمة اتصالاتهم على "ويبتشات"، وهي منصة الاتصال الشائعة في الصين، لافتا إلى أن كثيرا منهم طلبوا من عائلاتهم ألا تتصل بهم هاتفيا.
ويقول ثوم إن "عائلة تحدثت معها قامت بتهريب رسالة أخيرة من خلال وظيفة موجودة في لعبة فيديو، وقامت الحكومة في عام 2009 بإغلاق الإنترنت تماما لمدة عام تقريبا، لكن هذا كان شيئا آخر، حيث تقوم الأقلية بالانقطاع تماما عن العالم الخارجي بحذف الأسماء من قائمة الاتصال الواحد تلو الآخر".
ويلفت الكاتب إلى أن "الإيغور أصبحوا يختفون من المحادثات عابرة الحدود، وبدأت تنشأ مجمعات في أنحاء الإقليم: مشاريع بناء كبيرة محاطة بسياجات مزدوجة، وأبراج حراسة، وكلها واضحة في صور الأقمار الصناعية، واختفى مئات الآلاف من رجال ونساء الأقليات، خاصة أقلية الإيغور اختفوا في هذه المجمعات على مدى العام الماضي، وعادة دون تنبيه لأقارب السجين ولا توجيه تهمة بارتكاب محظور".
وينوه ثوم إلى أنه "في الوقت الذي سعت فيه الشرطة لاعتقال العدد المطلوب (الحصة المخصصة) من الإيغور، أصبح أي مؤشر لاحتمال عدم الولاء مبررا للاعتقال، فمثلا ترك المشروب، أو عدم الترحيب بالمسؤولين، أصبحا سببا للاختفاء، والاتصال بالعالم الخارجي واحد من تلك المؤشرات لعدم الثقة المزعومة".
ويقول الكاتب: "أخذا في عين الاعتبار ما يترتب على الاتصال مع الأجانب من اعتقال وسجن، فإنه من المدهش مدى استطاعتنا نحن الذين نعيش خارج الصين اكتشاف برنامج السجن الجماعي للأقليات في شينجيانغ، وبناء على معلومات وتسريبات من مسؤول في الشرطة في كاشغار (وهو الآن نفسه في معزل عن العالم الخارجي)، يقدر الخبراء بأن 5 إلى 10% من البالغين من الإيغور يقبعون في المعتقلات دون توجيه تهمة بارتكاب أي جريمة".
وتورد المجلة نقلا عن الشرطة في إحدى البلدات، قولها لإذاعة (راديو فري إيشيا)، بأنه ينتظر منهم إرسال 40% من السكان، بما في ذلك الرجال كلهم في الفئة العمرية ما بين 20 إلى 50 عاما إلى المعتقلات الجماعية.
ويبين ثوم أنه "للجمهور العالمي، فإن الحكومة الصينية تنكر وجود مثل هذه المعتقلات، التي يسمونها (مخيمات إعادة تعليم)، لكن المسؤولين المحليين يستمرون في بناء تلك المجمعات، ويعلنون عن عقود بناء جديدة على الإنترنت، ويوفرون التفاصيل من حجم المجمع (حوالي 883 ألف قدم مربع) إلى أنواع المواد المستخدمة (أسطح مقاومة للقنابل)، وقد تم إطلاق سراح عدد من المسجونين لسبب أو لآخر، وقام هؤلاء بإطلاع الصحافيين على الظروف التي يعيشها المعتقلون من الصعبة إلى التعذيبية فعلا".
ويختم الكاتب مقاله بالقول: "لكن يبقى التساؤل عن الهدف الذي يؤمل تحقيقه من إقامة هذه الشبكة من مخيمات الاعتقال وما ينتظر ضحايا هذه المخيمات، هناك نطاق واسع من التحليلات، فالإعلام المحلي في شينجيانغ يصف تلك المخيمات بأنها مرافق إعادة تأهيل، لكن عائلات وأصدقاء الإيغور، الذين اختفوا لستة أشهر أو أكثر، يخشون أسوأ من ذلك، بالإضافة إلى أن ظهور إعلان لتوظيف 50 حارسا (ذوي قلوب قوية) لحراسة محرقة الجثث خارج العاصمة الإقليمية أورومتشي، غذى المخاوف بأن الحكومة الصينية تجهز لمجزرة".