أردوغان يزور الصين الأسبوع المقبل في ظل احتدام أزمة الأويغور

أردوغان يزور الصين الأسبوع المقبل في ظل احتدام أزمة طائفة الأويغور

 الإثنين، ٢٧ يوليو/ تموز ٢٠١٥
 
جريدة الحياة

 تروي الوثيقة الورقية المطوية التي تحمل صورة الرضيع عارف من طائفة الأويغور، حكاية ستهيمن على زيارة الرئيس التركي رجب طيب اردوغان الى بكين هذا الأسبوع.

ويعد عارف واحداً من آلاف أفراد هذه الطائفة العرقية المسلمة في الصين الذين وصلوا إلى تركيا منذ العام الماضي، الأمر الذي أغضب بكين التي تتهم أنقرة بمساعدة مواطنيها على الهرب من البلاد خلسة.

وينفي المسؤولون الأتراك أن لهم دوراً مباشراً في معاونة الأويغور على الهرب. لكن الوثيقة التي تحمل عنوان «جمهورية تركيا وثيقة سفر استثنائية للغرباء» تبوح بأمر آخر.

وقالت سمية والدة الطفل عارف إن «ديبلوماسياً في السفارة التركية في كوالالمبور سلمها وثيقة السفر مع وثائق لنفسها وأطفالها الثلاثة الآخرين»، بعدما وصلت اليها بعد رحلة استغرقت تسعة أيام دبرها مهربو البشر عبر كمبوديا وفيتنام وتايلاند.

وتوضح الوثيقة الصالحة للسفر إلى تركيا فقط، ان محل ميلاد الطفل مدينة توربان في اقليم شينغيانغ غرب الصين. وفي خانة الجنسية، تبين الوثيقة «تركستان الشرقية» وهو الاسم الذي يطلقه نشطاء الأويغور ومؤيدوهم من الأتراك على الإقليم الذي يعيشون فيه ويخضع للحكم الصيني.

وذكرعدد آخر من الأويغور الذين يعيشون في اسطنبول، انهم وصلوا إلى تركيا العام الماضي عبر مسار مماثل، واضطروا الى الاستعانة بمهربي البشر وحصلوا على وثائق السفر وهم في الطريق، الأمر غير المريح لأنقرة التي قالت إنها مستعدة لقبول طلبات اللجوء السليمة التي يقدمها من يصل إليها من ضحايا القمع. لكن تركيا تنفي التحرك في الخارج لمساعدة خروج الأويغور من الإقليم الذي اشتدت حدته في العام الماضي.

وقال ضابط الشرطة الصيني تونغ بيشان الذي يساهم في قيادة مساعي بكين لإعادة الأويغور، إن «مسألة إصدار تركيا وثائق سفر في السفارات في جنوب شرقي آسيا أثيرت على كل المستويات». وأضاف «الموقف العام للحكومة التركية لم يكن سيئاً. لكن ما نشاهده هو أن العاملين في السفارات التركية يقدمون العون».

ويرى الأتراك القوميون أن صلة قرابة عرقية تربطهم بالأويغور المعرضين للخطر، ويعتقدون بأن على الحكومة التركية بذل جهود أكبر لمساعدتهم.

وتفجرت احتجاجات في تركيا هذا الشهر، عندما قام حكام تايلاند العسكريون قسراً وتحت ضغط من بكين بترحيل ما يقرب من 100 من الأويغور إلى الصين.

 وتعرضت القنصلية التايلاندية في إسطنبول للاقتحام، فيما ترددت أنباء عن مهاجمة مطاعم صينية وسياح من شرق آسيا. وألغت فرقة موسيقية صينية حفلاً كان من المقرر أن تقيمه.

وصرح أردوغان ان «هذه الاضطرابات ربما كانت تستهدف إفساد رحلته التي ينوي أن يثير فيها محنة الأويغور».

وتنفي الصين قمع الأويغور، وتقول إنها تحترم حريتهم الدينية، واتهمت جماعة تسمى حركة «تركستان الشرقية الإسلامية» بشن حملة عنف متصاعدة لإقامة دولة مستقلة في شينغيانغ.

وأشار تونغ الى ان «بعض أفراد هذه الطائفة هم ضحايا. ونحن لا نريد لهم الذهاب إلى تركيا ليصبحوا حشواً للمدافع ومجندين جدداً للإرهابيين».

ويعترف الأويغور أنفسهم بأن بعض أفراد طائفتهم عبروا الحدود التركية للقتال مع متشددي «تنظيم الدولة الإسلامية» (داعش) في سورية، لكنهم يؤكدون أن هؤلاء يمثلون أقلية ضئيلة.

ويعيش حوالى 1000 من الأويغور في مجمع مغلق كانت تستخدمه وزارة المال التركية في مدينة قيصري التركية تحت حراسة الشرطة.

ويرفرف علمان من أحد الأدوار العليا أحدهما علم تركيا الأحمر والثاني علم تركستان الشرقية الأزرق، وتستخدم إحدى الشقق كمدرسة لتحفيظ القرآن للصبية.

وروى كثيرون من سكان المجمع قصصاً عن تعرضهم للاضطهاد في الصين، ورحلة الهروب الشاقة ودفع آلاف الدولارات للمهربين.