الجارديان: سجن المسلمون الجماعي في الصين يجب ألا يمر مرور الكرام

نشرت صحيفة الجارديان البريطانية مقالة للأكاديمي تيموني جروز أستاذ الدراسات الصينية في جامعة “أنديانا” أوضح فيها المعاناة التي يعيشها مسلمي الإيجور في تركستان الشرقية جراء الانتهاكات التي يتعرضون لها على يد الحكومة الصينية.

وبحسب الصحيفة قال الكاتب أن حوالي 12 مليون مسلم يعيشون حياة المساجين في اقليم تركستان الشرقية والمسمى حاليا “شينجيانج” ويوجد منهم حوالي مليون سجين في معسكرات الاعتقال الصينية المعروفة رسميا بمعسكرات إعادة التثقيف.

ويؤكد الكاتب أنه لولا جهود التوثيق التي يقوم بها هو ونظراؤه لما اعترفت الحكومة الصينية بوجود تلك المعسكرات من الأساس.
وتابع جروز موضحا سرد المعايير التي يتم على أساسها وضع المرشحين في هذه المعسكرات وتتلخص في الديانة ، السن ، العمارسات الدينية ، والعلاقات الخارجية ، والسفر للخارج.

وشبّه الكاتب الانتهاكات اليومية التي تتعرض لها أقلية الإيجور المسلمة بالسياسات التي تعرض لها الهنود الحمر في أمريكا، وسكان استراليا الأصليين في قرون خلت بهدف محو ثقافتهم واجبارهم على ارتداء زي موحد يمنع فيه منعا باتا ارتداء الحجاب أو أي إشارة للتدين. كما  يتم اجبارهم على دراسة تاريخ الصين القديم وترديد شعارات وطنية وحضور محاضرات عن الأفكار الاشتراكية .

وأضاف جروز أن حملات الاعتقال التي يتعرض لها الأب والأم من كل أسرة تستهدفها القوات الصينية يُعرّض الأطفال للمعاملة كأيتام وبالتالي يتم عزلهم وإيداعهم في دور أيتام بعيدا عن الأهل لتنشئتهم على القيم الصينية وفصلهم عن قيم الدين الاسلامي. وأشار جروز إلى قيام الحكومة الصينية بتصميم نظام رقابة صارم عبر الكاميرات وآلات التدقيق الالكترونية يضمن رصد كل حركة ورمشة عين للمسلمين الصينيين في الاقليم المسلم . واختتم جروز مقالته بقوله لكن الكارثة أن لا احد سواء على مستوى المنظمات أو السياسيين أو القادة يتحرك لتغيير هذا الوضع تجاهلا أو خوفا من رد الفعل الصيني الاقتصادي والسياسي، بينما لا يمكن الاستمرار في تجاهل هذا الأمر.

تاريخ من الاضطهاد 

تعد تركستان دولة مسلمة ينحدر سكانها من العرق التركي، وتتخذ من التركية لغة لها ويستخدمون أيضا اللغة العربية، مساحتها خمس مساحة الصين1,7 مليون كيلومتر مربع، فتحها قتيبة بن مسلم عام 95 هجرية، ومنذ ذلك الوقت والإسلام هو الدين الرسمي للبلاد، وبقيت دولة مستقلة حوالى عشرة قرون، وفى عام 1759 حدث أول احتلال صيني لتركستان لمدة أربع سنوات، ثم احتلتها مرة أخرى عام 1881 لكن أهل تركستان ثاروا ضد الحُكم الصيني وأعلنوا قيام دولتهم باسم ” جمهورية تركستان الشرقية الإسلامية ” في مدينة كاشغر عام 1933م، لكن روسيا رفضت قيام دولة إسلامية مستقلة بجوار مستعمراتها، وقدمت مساعدات حربية لحليفتها الصين الشيوعية لمحاربة المسلمين وإنهاء دولتهم .

ظلت تركستان جزءًا من العالم الإسلامي حتى قيام دولة الصين الشعبية، التي احتلّتها مرة أخرى عام 1949م، بعد مجازر دموية ضد المسلمين وأطلقت عليها اسم “إقليم شينجيانج ” أي الحدود الجديدة ، وبعد سياسة التهجير ونزوح كثير من أهلها لمناطق أخرى، قل عددهم، وفرضت الصين النظام الشيوعي الإلحادي علي كل المسلمين بأبشع صور الإرهاب وانتهاك حقوق الإنسان، وما زالت هذه الانتهاكات مستمرة إلى اليوم، حاولت تركستان الشرقية أن تدخل تحت مظلة الأمم المتحدة وحمايتها، لاسيما أنها تتعرض إلى شتى أنواع الاضطهاد والتهجير، إلا أن كل محاولتها باءت بالفشل وتم رفض جميع الطلبات التي قدمتها للأمم المتحدة.