قيرغيزستان: صمت المسؤولين في حملة قمع شينجيانغ

(الصورة: موقع الرئاسة القيرغيزية)
 

من غير المرجح أن يكون المجتمع المدني المفعم بالحيوية في هذا البلد حذراً جداً.

 

27 نوفمبر 2018، أوراسيانت Eurasianet

 

يشير رد فعل قيرغيزستان الأول على التقارير التي تفيد بأن القيرغيزيين العرقيين قد اعتقلوا بشكل جماعي كجزء من حملة قمع عملاقة في منطقة شينجيانغ (تركستان الشرقية) إلى أن الحكومة التي تعتمد على بكين غير راغبة في حدوث مشاكل.

 

وسواء كان الساسة القيرغيزيون الآخرون سيكونون حذرين أم لا فذلك ما سنراه لاحقاً.
 

وفي حديثه أمام البرلمان في 27 تشرين الثاني/نوفمبر عقب مناشدات من المشرعين والجمهور، صرح وزير الخارجية جنكيز إيداربيكوف للصحفيين بأن المسؤولين يراقبون قضية شينجيانغ وإنهم سيتعاملون مع الوضع بعناية فائقة. وأضاف أن التقارير الخاصة بالإعتقالات لم تتأكد.
 وقال إيدار بيكوف مخاطباً إيرينا كاراموشكينا، عضو البرلمان الذي طرح هذه القضية على جدول الأعمال العام، إنه مستعد لتقديم معلومات للمشرعين طالما لم تكن هناك وسائل اعلام للتنصت. وربما كانت مسألة وقت فقط قبل أن ينجذب الإهتمام بمحنة الأقليات العرقية في الصين التي جنحت إلى قيرغيزستان من قازاقستان المجاورة.

 

وفي 26 تشرين الثاني/نوفمبر، ناشد أقارب قلقون الرئيس سورونباي جينبيكوف لتولي قضية القيرغيز المحتجزين دون سبب وإرسالهم إلى معسكر-وهي اشارة إلى منشآت إعادة التثقيف السياسي سيئ السمعة التي برزت في شينجيانغ على مدار العامين الماضيين. ويقول الناجون أن هذه المنشآت، التي شبهتها الصين بشكل كبير بمراكز التدريب المهني، ليست أقل من سجون.
 وقد قررت لجنة تابعة للأمم المتحدة أن أكثر من مليون شخص من الأقليات العرقية، معظمهم من الأويغور ربما معتقلون في المعسكرات.

 وأدرجت المناشدة الخطية الموجهة إلى جينبيكوف أسماء أكثر من اثني عشر معتقلاً معروفاً، من بينهم اثنان من المثقفين القيرغيز في الصين. وأشارت المناشدة إنه تم احتجاز مواطنين قيرغيزيين. وفي نفس اليوم طالب النائب داستان بيكشيف في خطاب برلماني بأن تشرح وزارة الخارجية الوضع الحقيقي في المنطقة.
ويبلغ تعداد الأقلية القيرغيزية في الصين حوالي عشر الأقلية القازاقية، التي تقدر بحوالي 1.5 مليون نسمة. 
وتشير شهادات الضحايا في المنطقة إلى أن بكين تستهدف جميع الأقليات المسلمة هناك كجزء من حملتها المعروفة بالضربة القاسية (سترايك هارد)، لإخضاع شينجيانغ.
في قازاقستان، أثبتت شبكة مخصصة من أورالمان oralman، أن القازاق الذين ولدوا في الصين وعادوا إلى وطنهم التاريخي، مصدراً حيوياً للدعاية لضحايا شينجيانغ. وقد حثت الحكومة في آستانا على حوار متردد مع بكين حول هذا الموضوع ويمكنها المطالبة بالإفراج عن العديد من المعتقلين الذين كانوا مواطنين قازاق.
 وقد أخبر هؤلاء السجناء السابقون قصصهم إلى العالم في وقت لاحق، مما ساعد على رفع الغطاء على قائمة انتهاكات حقوق الإنسان.

إن قيرغيزستان مدينة إلى الصين أكثر من قازاقستان، وبالتالي ستكون قلقة بشكل خاص بسبب عدم السماح لهذه المسألة الحساسة بكسب الكثير من الزخم. لكن القلق بشأنه قد حدث بالفعل.

 ومما ينذر بالسوء بالنسبة لإدارة جيينبيكوف أن الضجيج بشأن هذه المسألة ينبغي أن ينطلق من كاراموشكينا. في الأشهر الأخيرة، عملت كارموشكينا كواحدة من الموالين المتبقين في البرلمان لجينبيكوف الذي تحول إلى عدوالرئيس السابق ألمز بيك أتامباييف.
 وهذا يدل على أن أنصار أتامباييف قد يكونون على استعداد للعب البطاقة الصينية ومناشدة المشاعر القومية حيث أن التوترات بين القادة القدامى والجدد لا تزال تشكل المشهد السياسي المحلي.

في قازاقستان المجاورة، يتم احتواء هذه القضايا بسهولة أكبر. وتتجاهل وسائل الإعلام الوطنية بشكل كبير أزمة شينجيانغ. ويقول العديد من النشطاء المقيمين في ألماتي والذين يواصلون عقد المؤتمرات الصحفية المخصصة للقضية إنهم تلقوا تحذيرات من السلطات.
 
https://eurasianet.org/kyrgyzstan-officials-muted-in-first-words-on-xinjiang-crackdown