التفجيرات النووية وآثارها في تركستان الشرقية

         لم يكن الرئيس رجب طيب أردوغان أول من تحدث عن تعرض الأويغور للإبادة العرقية في تصريحه في مساء يوم الجمعة 10/7/2009 ، بل سبقه إلى ذلك عدد من الباحثين منهم مدير مكتب بروكسل لمنظمة مراقبة حقوق الإنسان , الذي ذكر أن السياسات التي تطبقها الصين بجملتها تصل إلى الإبادة العرقية (1)  ، ومنهم الكاتب الصيني كاو جانغ جينغ Cao Chang-Chin بمقال عنوانه : (الأويغور – الجنس الذي يموت تحت الحكم الصيني ) في جريدة تايبيه تايمز في يوم الأربعاء 1999 ، (2)

وإذا تم البحث عن تفسير مصطلح (الإبادة الجماعية ) فإن الاتفاقية الدولية لسنة 1948 Convention on the Prevention and Punishment of the Crime of Genocide (UHCG): تعرفها: ( بأنها أي من الأفعال المرتكبة عمدا لتدمير جماعة عرقية أو قومية أو عنصرية أو دينية ، كليا أو جزئيا ؛ ابتلاء متعمد لجماعة بظروف حياة يقصد بها تدميرها بدنيا أو جزئيا ، ولا تعني الإبادة بالضرورة التدمير الفوري ، و إنما يقصد الخطة المنسقة لأفعال مختلفة تهدف إلى تدمير أسس جوهرية في حياة الجماعات القومية ، بغرض إبادة الجماعات نفسها ، وأهداف مثل تلك الخطة : تحطيم المؤسسات السياسية والاجتماعية والثقافية ، اللغة ، المشاعر القومية ، الدين ، الوجود الاقتصادي للجماعات القومية ، تدمير الأمن الشخصي ، الحرية ، الصحة ، الكرامة ) ومن ذلك جرائم الإبادة التي وقعت في يوغسلافيا السابقة منذ سنة 1991 وفي رواندا سنة 1994 وأدت إلى تكوين المحاكم الدولية لمقاضاة مرتكبي جرائم الإبادة.

         وعلى ضوء ما جاء في تعريف الإبادة الجماعية يمكن تفسير الممارسات الصينية التي تطبق ضد مسلمي تركستان الشرقية ( شينجانغ )        

   وقد نفذت حكومة الصين الشعبية التجارب والتفجيرات النووية في وسط تركستان الشرقية في منطقة لوب نور التي تقع على بعد 800 كيلومترا في جنوب شرق أورومجي وذلك منذ عام 1964، ،وقد بلغ عدد التفجيرات النووية 46 تفجيرا بلغت قوتها 200 ميغا طن Megatons، منها التفجير النووي فوق الأرض الذي بلغت قوته 4 ميغا طن Megatons في يوم 17/11/1976 وتعتبر الصين الدولة الوحيدة في العالم التي تقوم بمثل هذه التفجيرات النووية الكبيرة والكثيرة في منطقة حية ، ويقدر الفيزيائي الياباني تاكادا Dr Jun Takada عدد المتضررين منها بالتشوهات الخَلقية والأمراض السرطانية بأكثر من 1,29 مليون نسمة والموتى 190 ألف شخص على الأقل ، بينما تشير التقديرات الصينية السرية نفسها إلى أن عدد الموتى 750 ألف نسمة وذلك خلال 32 عاما ، وقد تم مناقشة ذلك في ندوة ( كوارث التجارب النووية الصينية في طريق الحرير) Chinese Nuclear Test on the Silk Road and the Japanese Role) التي عقدت في طوكيو في يوم 18 مارس 2009؛( 3) , وكانت القناة البريطانية الرابعة British Channel 4 قد عرضت في شهري يوليه وأغسطس 1998 فيلما وثائقيا بعنوان : ( الموت في طريق الحرير Death on the Silk Road) عن نتائج فريق مكون من أطباء ومنتجي أفلام قام بزيارة تحت مسمى سائحين لمعرفة آثار التجارب النووية في شينجانغ ، واكتشف الفريق أن عددا كبيرا من الأطفال لهم شفاه مشقوقة أو متخلفين عقليا ، وأن كثيرا من الأويغور يعانون من اللوكيميا اللمفاوي الخبيث ، وأن السرطان بدء ظهوره عند الأويغور في عام 1970 وتزايد في عام 1990 حتى كانت نسبته أكثر من 30% ، وأن المصابين بالسرطان في أورومجي كان ضعف مما هو موجود في بقية المناطق خلال الأعوام 1993-2000 ،وفي بعض المناطق وصلت نسبته إلى35 % حسبما ذكرته جريدة إندبنديت Independent ( 4 ) ، وقدرت جريدة كريستيان سيانس مونيتور Christian Science Monitor أن عدد الموتى بسبب التسمم النووي يصل إلى 210 ألاف شخص ( 5 ) ، وكانت مجلة مينغ باو Ming Bao الصادرة في هونغ كونغ في شهر أغسطس 1981 قد نشرت تقريرا موثقا عن آثار التفجيرات النووية ، وأشارت مجلة أرابيا Arabiaالتي كانت تصدر في لندن في عددها الثالث لشهر نوفمبر 1981 إلى هذه الآثار ، حيث قالت : ذكر الموظفون الصينيون تزايد أمراض سرطان الكبد والرئة والجلد في شينجيانغ. وفي تقرير سري قدم إلى تيمور داوامت رئيس حكومة مقاطعة شينجانغ في أوائل عام 1988 أكد ولادة عشرين ألف طفل مشوه في تركستان ، وأن معظم الأمراض المستعصية هي نتيجة مباشرة لغبار الإشعاع النووي, وخاصة تلك التي تؤدي إلى تلوث مصادر المياه في أعالي الجبال ، وقد ذكرت جريدة تايبيه تايمز Taipei Times بعددها الصادر بتاريخ 14/10/1999 : أن باجه المغولي المولود في تركستان والأستاذ الزائر في معهد الشرق الآسيوي في جامعة كولومبيا في نيويورك أفاد : أنه زار بلدة ميران (Miran ) القاعدة النووية الصينية السرية ، وأخبره مدير المستشفى المحلي أن الأهالي يعانون من تساقط الشعر وأمراض جلدية متنوعة و أن عدد المرضى الذين يعانون من التغيير الباثولوجي في الدم تزيد نسبتهم عن خمسة أو ستة أضعاف عما في المناطق الأخرى ، وأن عدد الأطفال والنساء المصابين باللوكيميا وسرطان الحلق يتزايد بسرعة ، كما أن عدد ولادات الخدج والأطفال المشوهين في تزايد ، وقد ذكر باجه أن أخويه اللذين عاشا في تلك المنطقة توفيا بمرض غير معروف .

       وقد أشار كين علي بك Ken Alibekاللاجئ السوفيتي إلى أمريكا : أنه عندما كان خبيرا في مركز تخزين الأسلحة البيولوجية في الاتحاد السوفيتي ( كما جاء في كتابه Biohazard في عام 1992) ' طلب الرئيس غورباتشيف Gorbachev من المركز إعداد مشروع لتطوير الأسلحة الجرثومية (Bacteriological ) وقام على بك بالدراسة فوجد نوعين من الجراثيم : إيبولا Ebola و ماربورغ Marburg مما لم يجدهما الأطباء في غير أفريقيا ولكنهما وجدا بالقرب من بلدة ميران في شينجيانغ ، مما يعني أن الصين كانت تجري تجارب على الأسلحة الجرثومية في تلك المنطقة (6) ، وللمزيد من المعلومات يراجع مايلي :

  • Jun Takada : Nuclear Hazards in the World : Field Studies on Affected Populations and Environments , Tokyo 2005 .
  • Jun Takada : Chinese Nuclear Tests , Tokyo, 2009,p.158 ,ISBN978-4-86003-392-7 .
  • Zeeya Merali : Did China`s Nuclear Tests Kill Thousands and Doom Future Generations? Radioactive clouds hung over Villagers as China detonated nuclear bombs in the air four Decades, Scientific American Magazine, July 8.2009 .
  • 9 lakh killed in China`s nuclear tests , Times of India , April 19 ,2009 .
  • Enver Tohti : Health effects in East Turkistan, Tokyo Symposium 2009 on Chinese Nuclear Disasters ,

March 18th , 2009 .

http://www.youtube/watch/v=EFTbRJoJe=A

  • Chinese Nuclear Tests Allegedly Caused 750,000 deaths, Epoch Times ,March 31, 2009 .

بقلم توختي آخون أركين  "قراءات في قضية تركستان الشرقية"