ولدت في باكستان من أبوين مهاجرين من تركستان الشرقية مع دخول جيش التحرير الشعبي الصيني لتركستان في شهر أكتوبر 1949 ووجدت أبي وغيره من المهاجرين يلقبون أنفسهم بالتركستانيين ، ولا يزال عدد كبير من المهاجرين الذين يقيمون في المملكة العربية السعودية يلقبون أنفسهم بالتركستانيين ، وقد رحبت بهم حكومة المملكة العربية السعودية منذ عهد مؤسسها الملك عبد العزيز طيب الله ثراه, ومنحتهم الإقامة بأوامر خاصة بالتركستانيين تقديرا لظروفهم .
ومع الانفتاح السياسي والاقتصادي الذي نهجه دينغ شاو بينغ Deng Xiaoping منذ عام 1980بعد موت الزعيم الشيوعي ماوزيدونغ Mao Zedong وتطور علاقات الصين السياسية والتجارية مع الدول العربية والإسلامية ؛ بدأ المهاجرون التركستانيون يواجهون ضغوطا شديدة تجبرهم على التخلص من لقبهم ( تركستاني) ، وقد استغربت من هذا التغير ، بيد أني عرفت - من بعض المهاجرين التركستانيين الزائرين لبلادهم التي كانت مغلقة عليهم قبل ذلك ، وقدوم التركستانيين لأداء فريضة الحج إلى الأراضي المقدسة ، وإلى تركيا وباكستان ومصر ودول أوروبا وأمريكا - أن حكومة الصين الشعبية لا تعترف بوجود منطقة اسمها (تركستان ) داخل حدودها ، وإنما تطلق اسم ( مقاطعة شينجيانغ _أويغور الذاتية الحكم ) على البلاد التي خرج منها المهاجرون التركستانيون إلى أنحاء العالم ، وأن هذه البلاد أراض صينية كانت تعرف باسم شي يوXi Yu ( بلاد الغرب) منذ القدم ، وأنها لم توجد داخل حدودها أرض باسم ( تركستان ) و أن أهلها ليسوا التركستانيون إنما هم أقليات عرقية تتكون من الأويغور- القازاق – القيرغيز – الأوزبك – التتار – التاجيك – المغول – المانشور- المسلمين الصينيين – الروس ، وأن الصينيين ( الهان Han ) فتحوها و سكنوها منذ ما قبل التاريخ , ومن الأمثلة على ما تقول :
1-( ظهر اسم " تركستان الشرقية " في أواخر القرن التاسع عشر، ولكن " تركستان الشرقية" ليست مفهوما جغرافيا بسيطا، بل هو مفهوم سياسي طرحه بعض المستعمرين القدامى من أجل تجزئة الصين ... وأنه ابتداء من عام 60 ق. م. أقامت أسرة هان مقر القيادة الحدودية في المناطق الغربية ، وكانت منطقة شينجيانغ جزءا من أراضي الصين وفيما بعد لم ينقطع حكم السلطة المركزية لشينجيانغ (1) .
2-الاسم القديم لشينجيانغ هو شي يو ( الإقليم الغربي ) و قد أصبحت جزءا لا يتجزأ من الصين منذ القدم ، وبقيت تمثل الحدود الغربية حتى اليوم ... وشينجيانغ منطقة متعددة القوميات تحتل فيها القومية الأويغورية المكانة الأولى ، و يقطن فيها 13 قومية : الأويغور ، وهان ، والقازاق ، وهوي ، والقرغيز، ومنغوليا ، والطاجيك ، وألاوزبك ، وشيبوه ، مانشور ، والتتار، ودوار ، وروسيا (2)
3- In the year 2000 Xinjiang had a population of 19.25 million, including 10.9696 million people of other ethnic groups in Xinjiang than the Han , China`s Majority ethnic group .There are ethnic groups in Xinjiang , mainly the Uyghur, Han, kazak, Hui , Monglian , Kirgiz, Xibe, Tajik , Ozbek , Manchu, Daur, Tatar, and Russian. It is one of China`s five autonomous regions for ethnic minorities .
Since ancient times Xinjiang has been inhabited by many ethnic groups believing in a number of religions . Since the Western Han Dynasty 206 B.C.-24 A.D.) it has been an inseparable part of the unitary multi-ethnic Chinese nation.(3).
4- خه ن سولاليسي دوريده جيك سولالسينك داوكواك يللريغيجه بولغان 2000 يلدين كوبراك واقيت ئيجيده ، ئيلمزنيك تاريخ كتابلريده شنجاكني " غه ربي يورت" دب ئاتيغان.
بيرينجي ، شنجاك قه ديمدين بويان جوككو زيمينينك ئايريلماس بير قسمي ، مه يلي مه ركزيي سولاليله ر بيواسته باشقوروب هوكومكرانليق قيلغان دورله رده بولسون ، ياكي يرليك هاكيميه تلر باشقوروب هوكومرانليق قيلغان دورله رده بولسون ، ئولار باشقوروب هوكومرانليق قيلغان جايلارنيك هه مميسي جوككونيك تاريختكي زيمني دائريسيكه كيريدو.
ئوجنجي ، شينجاك قه ديمدين تارتيب كوب ميلله ت ئولتوراقلاشقان تيريكجيليك قيلغان ، كوب ميلله ت ئورتاق كولله ندوركه ن رايوان ، شينجاكدا ياشيغان ، ئه مكاك قيلغان هه رقايسي ميلله تله رنيك هه مميسي جوكخوا ميلله تليري جوك ئائيليسنك ئه زاسيدور ، هه ر قايسي ميلله تله ر شنجاكني كولله ندوروش قورولوشيغا و تاريخ ته رققياتيغا توهبه قوشقان (4)
وقد استغلت حكومة الصين الشعبية نفوذها وعلاقاتها الاقتصادية مع بعض الدول الإسلامية في العمل على حذف اسم ( تركستان ) من مطبوعاتها و حتى على إلغاء صفة ( تركستاني) من جنسيات المهاجرين التركستانيين ، بل بدأت بعض الهيئات الإسلامية تتجنب الإشارة إلى ( تركستان) وأحوال شعبها المسلم ، وتستخدم الاسم الصيني ( شينجيانغ) ، وقد أثارت هذه الأمور عددا من الأسئلة في نفسي : لماذا اعتبر آباؤنا وأجدادنا أنفسهم تركستانيين ؟ أين تركستان ؟ ما هو تاريخها ؟ من هم التركستانيون ؟ ما هذه القوميات : الأويغور ، القازاق ، القيرغيز ، الأوزبك ، التتار ؟ ماذا تعني شي يو ؟ وما تاريخها ؟ ماذا تعني شينجيانغ ؟ و غير ذلك من الأسئلة التي دفعتني على البحث لمعرفة الحقيقة ، وألخصها في الآتي:
أولا- تشير الحوليات الصينية إلى قبائل دي – دينغ لينغ – قانغيل – تور التي عاشت في شمال الصين في الألف الثاني قبل الميلاد ، على أنهم أجداد الأتراك و الأويغور (5) - كما يرد اسم ( تور) في الكتابات القديمة الإيرانية ، مثلا في الأبستاق Avesta،وهي تراتيل زرادشت الذي عاش في القرن الثاني قبل الميلاد وقد تطرق الباحثون إلى العلاقة بينه و بين ( ترك) ، وفي الوثائق السنسكريتية القديمة يرد اسم ( تروشكاه ) ، ويذكر أن قبائل الهون التي هاجرت إلى الهند عرفت باسم ( ترك) ، وفي تاريخ هيرودوت يرجع بعض الباحثين اسم (يوركا ) على أنه تحريف لأسم ( ترك) ( كما أن بومبيونيوس Pomponius في القرن الأول بعد الميلادي يشير إلى اسم شعب ( توركاي Turkai )( 6) .
بيد أن اسم ( ترك) بشكله ومعناه الحالي قد ظهر في عهد دولة كوك تورك التي أسسها بومين قاغان في 552م. وقد كشفت الحوليات الصينية التي يعود تاريخها إلى عهد دولة كوك تورك إلى كلمة ( توكيو Tu-ku-e ) اسما على القبائل التي انضوت تحت راية دولة كوك تورك ورعاياها ، واعتبرها الباحثون - ومنهم الفرنسي باول بيللو P.Pelliot - تحريفاً صينياً لكلمة ( توركوت Turkut ) وهي صيغة جمع مغولية لاسم ( ترك) وتعتبر وثيقة Tung-ci العائدة لأسرة سونغ Sung الحاكمة فيما بين 420-501 م. أول وثيقة صينية ذكر فيها اسم ( توكيوTu-kue ) ثم في فيغ شو Veg-shu التاريخ الرسمي لأسرة توبا Toba الحاكمة فيما بين 386-549م.، ومن دراسة نقوش أورخون التركية التي تركها ملوك وأمراء كوك تورك ، وترجمها المستشرق النمساوي وليم ثومسون Wilhelm Thomsen يتضح أن كلمة الترك تعني القوة , وربما كانت اسم شخص في البداية ثم صار اسم أسرة ثم قبيلة ، وبعد أن تمكنت هذه القبيلة من بسط نفوذها وسيادتها على القبائل التي تنتسب إليها وتوحدت تحت قيادتها ، استعملت اسم ( ترك) عنوانا موحدا لهم جميعا.(7)
وقد ورد اسم الترك في 60 موضعا في نقوش أورخون التركية (8), و وجد في نقش الأمير تونيوقوق Tonyukuk العائد لعام 712 م عبارة ( تورك بودون أي شعب الترك) (9),و في النقوش الأخرى الخاصة بملوك وأمراء دولة كوك تورك أيضا ترد تلك العبارة. و خاقان كوك تورك يقول لقبائل الأغوز و توركش والأويغور وباسميل واون اوق و قيرغيز و غيرها التي تنتسب إلى شعب واحد: (توركوم .. بودونوم ارتى… اتراكى و شعبى) (10), و يشير إلى أنه و سائر القبائل التي يتفرعون إليها هم من الأتراك, ويؤكد على هذا المعنى الشامل لاسم الترك فيقول: (تورك اوغوز به كلرى بودونى اشديك … يا أمراء الترك والأغوز و شعوبهم اسمعوا!) (11),
وأما العرب القدماء فقد ذكر شاعرهم النابغة الذبياني(المتوفى عام 604 م.):
قعودا له غسان يرجون أوبه و ترك و رهط الأعجمين وكابل (12)
وإذا كانت بلاد الأتراك القدماء - إبان حروب أفراسياب الذي يسميه الأتراك ألب أر تونغا مع كيقباد ملك فارس - عرفت باسم (توران ) نسبة إلى ( تور ) ، فقد عرفت باسم ( تركستان ) في عهد الإمبراطورية الساسانية التي دخل معها إستمي خان ملك كوك تورك في حروب طويلة ، ثم شاع اسم ( تركستان) حيث تناوله مختلف المؤرخين منذ ذلك الزمن ، ومنهم المؤرخ الأرمني سبيوس Sebeos الذي عاش في القرن السابع الميلادي الذي قال : إن فهروت Vehrot - أي جيحون - ينبع من تركستان(13) . كما يذكر في مكان آخر تركستان مع دلهستان -أي دهستان- وهى بالقرب من بحر قزوين إلى الشمال من نهر أترك(14) . و في القرن الثامن الميلادي استعمل المؤرخ الأرمني موسى خريناكى Mosa Harinaki اسم( تركستاناك) Turkastanak مرادفا لاسم (اسكيثيا Scythia )ثم ذكر حدود (تركستان ) من ناحية الغرب نهر ايديل ( فولغا) ومن الشرق السفوح الشرقية لجبال ايماوس أى تنكرى تاغ ( تيان شان) ومن الجنوب سوديكSodik أي الصغد وأريك Arik أي خراسان(15), وفي الوثائق التبتية القديمة عرفت باسم (Dru-gu-yul يعني بلاد الترك (16).و يجمل البروفيسور زكي وليدي توغان الحديث فيقول: حسب الأساطير الإيرانية فإن الأراضي التي تقع شمال ممر مزدوران في خراسان و جبال كوهى زار تسمى (تركستان), وفى عهد الساسانيين والعرب الفاتحين كان اسم ( تركستان ) يطلق على الأراضي التي تقع شرق ما وراء النهر , وبالأخص على تركستان الشرقية وقيرغيزستان و قازاقستان (17) .
و لما تقدمت الفتوحات الإسلامية صوب الشرق عبر إيران التقى الفاتحون العرب بالأقوام التركية القاطنة في حوض نهر جيحون , واحتل الأحنف بن قيس بلخ عاصمة الهياطلة عام 32 هـ/653م, ثم بدأت الفتوحات داخل تركستان(18), وفى هذا الوقت أطلق العرب على جنوب تركستان اسم ما وراء النهر أي ما وراء نهر جيحون(19), وهى الأراضي الممتدة بين نهرى جيحون وسيحون(20) و قد عرفت لاتينيا باسم( ترانسوكسيانا Transoxiana ) في المصادر الأوروبية(21) . و استمر استعمال اسم( تركستان )أو( بلاد الترك) على موطن الأتراك في شمال وشرق ذلك ,
وفي العهد الإسلامي استمر استعمال اسم تركستان كما يذكره اليعقوبي المتوفى في عام 284 هـ/897 م في ( كتاب البلدان) بقوله : ( فترك إستان والترك عدة أجناس وعدة ممالك فمنها الخرلخية والتغزغز وتركش و كيماك و غز، ولكل جنس من الترك مملكة منفردة ، و يحارب بعضهم بعضا ، وليس لهم منازل و لا حصون ، و إنما ينزلون القباب التركية المضلعة ، و مساميرها سيور من جلود الدواب والبقر ، و أغشيتها لبود ، و هم أحذق قوم بعمل اللبود لأنها لباسهم ، وليس بترك إستان زرع إلا الدخن ، وهو الجاروس ، وإنما غذاؤهم ألبان الحجور و يأكلون لحومها ، وأكثر ما يأكلون لحوم الصيد ، والحديد عندهم قليل ، وهم يعملون سهامهم من عظام ، إلا أنهم يحيطون بأرض خراسان ، ويحاربون من كل ناحية ، ويغزون ، فليس بلد من بلدان خراسان إلا وهم يحاربون الترك وتحاربهم الترك من سائر الأجناس( 22)
وغيره من الجغرافيين المسلمين يستعملون ديار وبلاد الترك فمثلا ابن خرداذبه المتوفى في عام 312 هـ/ 924م في كتابه (المسالك والممالك ) يذكر: وبلدان الأتراك التغزغز وبلدهم أوسع بلاد الترك حدهم الصين والتبت والخرلخ والكيماك والغز والجفر والبجاناك والتركش وأذكش و خفشاخ و خرخيز ومنها المسك ,الخرلخ والخلج وهي من هذا الجانب من النهر فأما مدينة فاراب فيها مسلحة للمسلمين ومسلحة للأتراك الخرلخية ، وجميع مدائن الترك ست عشرة مدينة ( 23)، وبلاد أتراك التغزغز ، وهم تقوزأوغوز أي الأويغور( 24) يعني سكان تركستان الشرقية ، وهي كما أشار تحُد الصين والتبت ، وأما شهاب الدين أبو عبد الله ياقوت الحموي المتوفى في عام 626هـ / 1229 م في كتابه ( معجم البلدان ) فقد شرح علاقة تركستان ببلاد الترك بقوله: تركستان : هو اسم جامع لجميع بلاد الترك ... وأوسع بلاد الترك بلاد التغزغز و حدهم الصين والتبت والخرلخ والكيماك والغز والجفر والبجناك والبذكش واذكس و خفشاق و خرخيز ، وأول حدهم من جهة المسلمين فاراب ، قالوا : و مدائنهم المشهورة ست عشرة مدينة ، والتغزغز في الترك كالبادية (25) ،و أبو الفداء المتوفى عام 726هـ/ 1326 م. في كتابه ( تقويم البلدان ) يقول عن كاشغر التي تقع في تركستان الشرقية ( التي يسميها الصينيون حاليا مقاطعة شينجيانغ ) قاعدة تركستان (26)، ويأتي بعده القلقشندي المتوفى في عام 821هـ/1418م. الذي أطلق على ما بيد بني جنكيزخان مملكة توران ، وقسمها إلى ثلاثة أقسام ، جعل في القسم الأول منها : غزنة وبخارى وعامة ما وراء النهر وتركستان ، وكتب عن تركستان : وهي مملكة لو انفردت لكانت ملكا كبيرا وسلطنة جليلة ( زهرة الدنيا وطراز الأرض بلاد الترك)، وهو المراد بقولهم بلاد الأتراك ، وقال: قاعدتها قاشغر وذكر من مدنها :فاراب ، ختن، جند، إسفيجاب ، طراز ، ئيلي (إيلي) ، ألماليق ، كجك ( غولجه)(27) ، ويعود انتشار اسم ( تركستان) إلى أهلها المسلمين والجغرافيين المسلمين ، وعندما وقعت تركستان مثل غيرها من الدول الإسلامية فريسة الاستعمار الصيني والروسي في القرن التاسع عشر الميلادي ، واضطر الناس إلى التمييز بينهما ، عرف الجزء الشرقي الذي احتلته الصين بالتركستان الصينية نسبة إلى المحتل الصيني أو بالشرقي نسبة لموقعه ، وكذلك الجزء الغربي الذي احتلته روسيا عرف بتركستان الروسية نسبة إلى المحتل الروسي ، أو بالغربي نسبة إلى موقعه ، واستعمل التركستانيون اسم ( تركستان) في شطري تركستان الشرقية والغربية, وقد ذكرته آلاف الكتب والمقالات التي نشرت و تنشر إلى اليوم ، وحتى في تركستان الشرقية نفسها فقد نشرت عدة كتب قبل الحكم الشيوعي الصيني .
- توركستان تقويمي ( لعامي 1354-1355 هـ) الذي نشرته مطبعة البعثة السويدية في كاشغر في عام 1936 .
- جريدة ( شرقي تركستان حياتي) في كاشغر التي صدر العدد الأول منها في 28 ربيع الأول 1352 هـ .
- أورتا آسيا نينك تاريخي ، سويدش ميشيون باسمه خانه سي ، كاشغر 1936 ،( تاريخ آسيا الوسطى ، مطبعة البعثة السويدية ، كاشغر) ذكر اسم ( تركستان) في صفحات 5، 6،8 وغيرها .
- بولاد قادري ( اولكه تاريخي = تاريخ البلاد ) التاي نشرياتي ، اورومجي 1948، وهو من جزئين : الأول : تاريخ تركستان الشرقية مختصرا من كتاب ( شرقي توركستان تاريخي = تاريخ تركستان الشرقية ) للمجاهد محمد أمين بوغرا ، والجزء الثاني : ثورات الأويغور و جمهوريتي تركستان الشرقية في كاشغر و إيلي .
- وحتى في كتب التراث التركستانية التي أعيد نشرها في السنوات الأخيرة في أورومجي و كاشغر يذكر في بعضها اسم (تركستان) في طياتها :
= قدير خان ياركندي المتوفى في عام 1571م. ( ديوان قديري ) قشغر عام 1986 صفحات : 7 و 37 .
= مولا مير صالح كاشغري ( جنكيز نامه ) قشغر 1985 ، صفحات : 22، 27 ، 38، 43 .
= موللا هاجي ( 1245هـ.) : ( بوغرا خانلار ته زكيرسي) قشغر 1988 ، صفحات 27، 28، 38 وغيرها .
= يوي تيه نخيك ( ته رجمه ؛ ئسلامجان شريف) غه ربي يورت مد نيه ت تاريخي , شنجاك خه لق نه شرياتي ، ئورومجي 1986 ، في صفحات : 1 و2و6 .
وحكومة جمهورية الصين الوطنية ( الكومنتانغ) قبل جمهورية الصين الشعبية 1949كانت تعترف بتركستان فمثلا في الكتاب المنشور باسم :
China Yearbook 1976, China Publishing Co. Taipei 1976
وهو الكتاب السنوي لجمهورية الصين يرد في صفحة 51 : كو شو هان Ko Shu-han عين نائب لمقاطعة كانت تضم الجزء الأكبر من تركستان المعروف حاليا باسم مقاطعة سنكيانغ ، وفي صفحة 52 : تم الاعتراف بشعب تركستان كأحد الأجناس الخمسة مع الهان ( الصينيون) والمانشور والمغول والتبتيين التي يتكون منها شعب الصين .وفي النسخة المنشورة في عام 1989 يذكر في صفحة 39 : الأويغور شعب سنكيانغ أو تركستان الصينية .
وقد استعمل الصينيون أنفسهم أيضا ، المسؤولون منهم والمسلمون اسم ( تركستان) في مؤلفاتهم منهم :
- محمد توضع ( Da Pusheng ) رئيس البعثة الصينية في مصر ، نائب رئيس الجمعية الإسلامية الصينية في عام 1952 والمستشار الديني لرئيس الوزراء شوئن لاي و عضو الوفد الصيني لمؤتمر عدم الانحياز في باندونغ عام 1955 في كتابه ( الصين والإسلام ) المطبوع في القاهرة 1945 حيث خصص فصلا بعنوان : ( التركستان الصينية) 104-113
- محمد مكين Ma Jian المتوفى في عام 1978 عضو المؤتمر السياسي الاستشاري الأول في عام 1951 و عضو المؤتمر الوطني الشعبي الأول في عام 1956 ، ومؤسس قسم اللغة العربية في جامعة بكين في كتابه ( نظرة جامعة إلى تاريخ الإسلام في الصين و أحوال المسلمين ) المطبوع في المطبعة السلفية بالقاهرة 1932 .
- Badruddin ween liang Hai : Muslim Minority in China, Columbia University , M.A.Thesis, 1955, p.37: .
في أوائل حكم الإمبراطور المانشوري جين لونغ Chi`en Lung 1739-1794 احتلت الصين تركستان الشرقية ، وحيث إنها كانت أراض تم فتحها حديثا فقد سميت باسم (سنكيانغ )، ويعني المستعمرة الجديدة .
- Wen-Djang Chu : The Moslem Rebellion in Northwest China 1862-1878, Mouton & Co., The Hague 1966, p.1 & 2
الجزءان الشمالي والجنوبي من تركستان الصينية التي عرفت فيما بعد بمقاطعة سينكيانغ أو تيان شان في لو وتيان شان نان لو ، تم احتلال هذين الجزأين من تركستان الصينية و سميت سنكيانغ أي المستعمرة الجديدة .
- Ch`en Ch`ing-lung : Cin ve Bati Kaynaklarina Gore 1828 Isyanlarindan Yakup Bey`e Kadar Dogu Turkistan Tarihi, Doktora Calismasi , Taipe 1967 .
تاريخ تركستان الشرقية من ثورات عام 1828 إلى عهد يعقوب بك ، رسالة دكتوراه
- Aitchen K.Wu : Turkistan Tumult ,Methuen & Co. Ltd. London, 1940
- Jack Chen : The Sinkiang Story , Macmillan Publishing Co. Inc. New York 1977 .p.352 :
تركستان هي آسيا الوسطى ، وآسيا الداخلية ، وتتاريا ، وتتاريا الكبرى وتنقسم إلى تركستان الصينية( الشرقية) وتسمى الآن مقاطعة سنكيانغ – أويغور الذاتية الحكم في جمهورية الصين الشعبية ، وتركستان الروسية ( الغربية ) وهي الآن جمهوريات تركمانستان ، أوزبكستان ، قازاقستان ، قيرغيزستان و تاجيكستان
- Immanuel C.Y.Hsu : The Rise of Modern China, Oxford University Press, London ,2nd.1976.p.49:
في عام 1768 أعيدت تسمية المنطقة التي كانت تعرف باسم ( تركستان الصينية ) أو شي يو بالاسم سنكيانغ و معناه الأراضي الجديدة أو المنطقة الجديدة .
- Tsing Yuan: Yakub Beg 1820-1877 and the Moslem Rebellion In Chinese Turkestan, Central Asiatic Journal m Vol.VI, No.20 ( June 1981),p.130 :
القول : إن إطلاق المصطلح الحديث سنكيانغ على تركستان الصينية لم يتم إلا بعد عهد دولة يعقوب بك في عام 1882 .
11- Wang lixion : Wo de Xiyu, ni de dongtu ( My west land , your East Turkistan ) , Taipei , Dakual wenhua , 2007 .
وهكذا استمر المؤرخون والجغرافيون والباحثون في استعمال اسم ( تركستان) إلى الوقت الحاضر في مختلف دول العالم الإسلامي وغيره ، ولا يمكن حصر ما يكتب عن تركستان وما يكتب عنها ، إذ يبلغ ما كتب عنها باللغة العربية فقط عدة مئات ، ولكن لإثبات انتشار استعمال اسم ( تركستان ) وتداوله على نطاق تاريخي وإقليمي وعالمي؛ يمكن إيراد بعض الأمثلة فيما يلي :
+ في المملكة العربية السعودية :
- كتاب ( علم تقويم البلدان) الذي قررت وزارة المعارف السعودية العامة تدريسه في السنة السادسة الابتدائية ووضعه كل من عبد الله الطاهر الساسي ومصطفي صبري الإياسي و عبد الرحمن باحنشل وطبع في عهد الملك عبد العزيز آل سعود – يرحمه الله - في عام 1368 هـ . وذكر في صفحة 28 خريطة تركستان الشرقية وجغرافيتها .
- كتاب ( الجغرافية الإقليمية للعالم الإسلامي ) المقرر في القسم الأدبي بالصف الثالث الثانوي لمؤلفه الدكتور عبد الرحمن حميدة وزملاؤه ، وزارة المعارف ، المملكة العربية السعودية ، 1397هـ/ 1977 م. تضمن فصلا عن تركستان الشرقية والغربية ص 168-177 )
- الدكتور على المنتصر الكتاني : المسلمون في المعسكر الشيوعي : رابطة العالم الإسلامي ، مكة المكرمة 1393 هـ .
- محمد على المغربي : لعنة هذا الزمن: مؤسسة قنديل التجارية للطباعة و النشر والتوزيع ، جده 1387 .
- الدكتور محمد على البار : المسلمون في الاتحاد السوفيتي عبر التاريخ ، دار الشروق ، جده 1983 ( مجلدان )
- الدكتور محمد على البار : التركستان مساهمات و كفاح ، الدار السعودية ، جدة 1990 .
- محمد بن موسى الشريف : علماء آسيا الوسطى ( التركستان) بين الماضي والحاضر ، ونبذة عن أهم مدن التركستان ، دار الأندلس الخضراء- جده ، 2009.
+في جمهورية مصر العربية :
- أصدر الدكتور عبد الرحمن زكي ( المسلمون في العالم اليوم ) مكتبة النهضة المصرية، القاهرة 1958 في الجزء الرابع :( آسيا الإسلامية ) يورد فصلا باسم ( تركستان الصينية ) ص 74-78 .
- محمد شفيق غربال ( إشراف) : الموسوعة العربية الميسرة ، القاهرة 1966 ، مادة ( تركستان) في صفحتي : 1023-1024 .
-الشهيد سيد قطب : دراسات إسلامية ، القاهرة ، 1967صفحات 200-211
-الشيخ محمد الغزالي : الإسلام في وجه الزحف الأحمر ، المختار الإسلامي ، القاهرة ، 1975 ، ص 107 .
- الدكتور محمد حرب : الإنتاج الذري الصيني و صلته بمسلمي تركستان الشرقية ، المختار الإسلامي ، القاهرة 1979 .
- الدكتور ربيع حامد خليفة : فن التصوير عند الأتراك الأويغور و أثره على التصوير الإسلامي ، دار طيبة للطباعة ، القاهرة 1996 .
-الأستاذ نصر الله مبشر الطرازي : تركستان ما ضيها و خاضرها ، مكتبة الآداب ، القاهرة 2010 .
- الدكتور عز الدين الورداني : تركستان الشرقية والصين .. صراع حضارتين ، مركز الحضارة العربية ، القاهرة 2009 .
- الدكتورة ميادة أحمد محمد : دور عيسى يوسف ألبتكين في قضية تركستان ، مطابع إدارة المطبوعات والنشر ق.م. القاهرة 2009 .
+ في لبنان :
كتب الأديب نجيب الكيلاني : ليالي تركستان، دار النفائس ، بيروت 1972 ، محمود شاكر : تركستان الصينية ( الشرقية) ، مؤسسة الرسالة ، بيروت 1973.
+ في سوريا :
الدكتور أسامة أحمد تركماني : جولة سريعة في تاريخ الأتراك والتركمان.. ما قبل الإسلام و ما بعده ، دار الإرشاد للنشر ، حمص 2007 ، ص 49 و غيرها .
وفي دول الجوار لتركستان الشرقية في الهند وباكستان وأفغانستان وإيران ومنغوليا وروسيا وشقيقاتها جمهوريات آسيا الوسطى يستمر استعمال اسم تركستان .
+ في باكستان :
Mohammad Anwar Khan: England, Russia and Central Asia: A study in Diplomacy 1857-1878 , University Book Agency , Peshawar , p.159: .
عرفت كاشغريا بأسماء مختلفة عبر تاريخها المتباين ، فقد سماها العرب الأوائل توران أو تركستان ، والمؤرخون المتأخرون بغية التمييز بينها وبين تركستان الغربية فسموها بلاد تركستان الشرقية ، والمؤرخ رشيد الدين في تاريخه الرشيدي سماها مشرق تركستان .
- خليل أحمد حامدي : سرخ اند هرول مين ، Islamic Publication Ltd, Lahore 1969 ,بالأردو .
+ وفي إيران :
كثير من الكتب التاريخية الخاصة بتركستان و شعوبها كتبت باللغة الفارسية وهناك العديد منها الذي لا يمكن حصره ، مثل تاريخ البيهقي ، وجوامع التواريخ وحتى بعض الكتب التي كتبها التركستانيون كانت باللغة الفارسية مثل تاريخ رشيدي لمحمد حيدر دوغلات ، ويتجلى ذلك في دائرة المعارف الإيرانية Iranica و دائرة معارف بزرك إسلامي .
نادرة بديعي : فرهنك وازه هاي فارسي درزبان أويغوري جين ، نشر بلخ وابسته به بنياد نيشابور ، طهران 1998 ص 16 و39
+ في قازاقستان :
Nicanbaev, E and Others : Turkistan Khaliqaralik Encyclopedia,
Kazak Encyclopediasidining Bas Redakciaysi , Almati 2000 , p.6 592 ,644 and 646 .
+ وفي أوزبكستان :
Uzbek soviet Encyclopediasi , Tashkent , Tom. 11 , p.367
Alihkantura sagony : Turkistan Kaigosi, Shark Nashriet m Tashkent 2003 .
+ في روسيا الاتحادية المعاصرة أو الاتحاد السوفيتي :
فقد استعمل الباحثون الروس اسم تركستان الشرقية ( Vostochnyi Turkestan ) على نطاق واسع بدءا من دائرة المعارف السوفيتية إلى كتب ونشرات منها :
- Boris Anatol'evich Litvinsky: Vostochnyi Turkistan Arkhitektura, iskusstvo, kostium - [Eastern Turkistan in Antiquity and Early Middle Ages: Architecture, Fine Arts and Costumes] Moscow , 2000, ASIN: B00398V69Y .
- O. V Zotov : Kitai i Vostochnyi Turkestan v XV-XVIII v Mezhgosudarstvennye otnosheniia , Nauka, Moscow 1991,
- V Zotov (Author)
› Visit Amazon's O. V Zotov Page
Find all the books, read about the author, and more.
See search results for this author
Are you an author? Learn about Author Central
ISBN-13: 978-5020170780 .
- S. G. KliashtornyiM. K. Baskhanov A. A. Kolesnikov:
Vostochnyi Turkestan Glazami Evropeiskikh Puteshestvennikov
Almati : Gylym (January 1, 1991) ISBN-13: 978-5628008959 .
- Litvinskiy ,B.A. : Vostocnyi Turkestan I Srednhaja Asija , Istorija, Kultura , Srjasi, Verlag Nauka , Moscow 1984 .
+ في الهند:
- Dr A.M.Matto : A short History of Chinese Turkistan , Srinagar ,Centre of Central Asian Studies 1981 .
- Worikoo, Kulbhushan : Socio-economic conditions in Chinese Turkistan as described by European Travellers during the nineteenth Century , .
- Dr Abdul Majid Mattoo : Tarikh-i-Turkistan , Srinagar .
- Bagchi, Prabodh Chandra : India and Central Asia, Calcutta , National Council Education , Bengal 1955 .
- Mahesh Ranjan Debata: China`s Minorities , Ethnic-Religious Separatism in Xinjiang ,Pentagon Press, New Delhi 2007 , p.xii etc
ويلاحظ مما سبق أن اليعقوبي يعتبر من أوائل من ذكر اسم (تركستان ) في عام 284 هـ/ 897م. . ومنذ ذلك التاريخ أو قبله، و المسلمون يستعملونه بدون انقطاع في مختلف بلدانهم و مجتمعاتهم ، وليس هذا فقط ، فالصينيون - الذين لا تعترف حكومتهم جمهورية الصين الشعبية بوجود هذه البلاد التي تحمل اسم (تركستان) ضمن حدودها الحالية وتحاربه بشتى الطرق والأساليب – يستعمل كثير منهم اسم ( تركستان ) في مؤلفاتهم معترفين بوجود هذه البلاد في الصين الحالية .
ومن المؤسف أن بعض الحكومات تحقيقا لمصالحها السياسية والاقتصادية تخضع لمطالب حكومة الصين الشعبية و تفرض استعمال الاسم الصيني ( شينجانغ ) بدلا من ( تركستان) ،وهي تعرف أن الصين عندما تنكر وجود ( تركستان) إنما تريد أن تبتلع هذه الأراضي الإسلامية و تجعلها أراض صينية ، وبخاصة بعد أن صنف شعبها أقليات قومية ، وهي تمارس تماما ما يمارسه الصهاينة في فلسطين عندما تفرض اسم ( إسرائيل ) و تطالب العرب بالاعتراف بدولة إسرائيل اليهودية ، حتى تطرد العرب الباقين من فلسطين وتمنع عودة اللاجئين إليها .
والسؤال الذي يطرح نفسه على مجامع الفقه الإسلامي و علماء المسلمين ، هل يجوز لأية دولة أو جماعة إسلامية إلغاء الاسم المتعارف عليه في التاريخ الإسلامي لأي بلاد إسلامية يستهدفها المحتل الأجنبي لضمها إلى أراضيه لمنع شعبها المسلم من حقه ، تحقيقا لمصالحه الخاصة ؟
ما هي الأسماء التي يطلقلها الصينيون على تركستان الشرقية
من الغريب أن جمهورية الصين الشعبية لا تعارض استعمال اسمي التبت و منغوليا وهما بلدان تحتلهما كما تحتل تركستان ، مع أنها تسمي التبت (شي زانغ Xizhang ) و منغوليا الداخلية ( ني منغوNei Menggu ) ذلك لأنها وجدت الاتحاد السوفيتي يقف مدافعا عن جمهورية منغوليا الخارجية حتى نالت الاعتراف الدولي عام 1945 وترى اليوم الهند وغيرها من الدول الأوروبية تدافع عن التبت و استقلالها ، أما تركستان فالعالم الإسلامي مشغول عنها بمصالحه .
وجمهورية الصين الشعبية تدعي اليوم أن هذه البلاد التي يسميها التركستانيون ( تركستان الشرقية ) كانت تعرف في تاريخها باسم شي يو Xi yu يعني البلاد الغربية ثم سميت شينجيانغ Xinjiang وتخفي الأسماء الصينية الأخرى التي أطلقها الصينيون عليها ،
ويقول الدكتور بهاء الدين أوغل : ( إن أول اسم ورد لتركستان الشرقية في المصادر الصينية القديمة الأولى هو (بلاد 26 دولة) ، وقد جاء ذلك في خطاب مته خاقان الهون إلى إمبراطور الصين في عام 176 ق.م.، والذي ذكر فيه خبر الاستيلاء على 26 دولة ، وأنها أصبحت تابعة لإمبراطورية الهون ) ثم يشير إلى أن المستشرق الياباني ماتسودا صحح الرقم إلى 36 دولة ، كما يشير إلى أن الممالك الغربية التي خضعت لحكم الصين إبان الإمبراطور شياو وو Wu Hsiao كان عددها 36 دولة ، ويذكر أيضا : ( في بداية اتصال الصين بالغرب في عهد الإمبراطور شياو ووHsiao Wu كان عدد الدول 36 ، ثم بالتدريج انقسمت إلى أكثر من 50 دولة في عام 6 ق.م. ، وبعد الميلاد وصل عددها إلى 55 دولة ) (28)
ويقول الدكتور هولسوي A.E.P.Hulsewe : ( حاول المفسرون الصينيون بصعوبة بالغة ربط الرقم 36 بالدول التي ذكرت فعلا في النص ، ولكن يحتمل جدا أن يكون هذا الرقم قد ذكر لضرب المثل أو بمفهوم أسطوري (29) ، كما أن مته Mete (Mao-tun ) خاقان الهون لم يقل إن الدول التي استولى عليها هي في تركستان الشرقية ، بل ذكر أن تلك الدول - التي لم يوضح أسماؤها - كلها أصبحت خاضعة لحكمه كما سجله المؤرخ الصيني سيما جيان Sima Qian في تاريخه شي جي Shiji حيث ذكر في الفصل رقم 110 الخاص بالهون قول الخاقان: (بفضل وعناية الله ثم بحكمة الأمراء وقوة الخيل تمكنت من تمزيق جيش ياوجيين ( التوخاريين) واخضعت روران واويسون والأغوز والست وعشرين دولة التي في أطرافها لحكم الهون ) (30)، وحيث إن البحث في هذه الأسماء يحتاج إلى وقت ومجال غير هذا ، فسيتم إيراد التفسير الخاص بالاسم فيمايلي :
Hsi yu = Xi yu غربي يورت البلاد الغربية =
لقد أطلق الصينيون القدماء شي Xi ( هسي Hsi ) على غرب بلادهم جونككوZhongguo (Chungkuo) الاسم الذي يطلقه الصينيون على بلادهم حاليا و معناه الدولة الوسطى ، وقد تأسست في أواسط مابين نهري يانغتسي والأصفر قبل الميلاد ، لأن كلمة جونغ Zhong (Chung ) تعني الوسط أو الوسطى، وغو guo (kuo ) تعني دولة ، وكانت عاصمة تلك الدولة حينذاك شيآن Xi`an ) Chang`an) أو لو يانغ Luoyang ) Luo-yang ), وما كان في غرب حدود بلادهم حينذاك، كان يسمى مناطق أو بلاد أو دول غربية ، وقد اختلف الباحثون في ترجمة مصطلح ( شي يو Xi yu Hsi-yu = ) ومن أمثلة ذلك:
المناطق الغربية Western Regions ( 31 )
الأراضي الغربية ( غربي زيمين ) ( 32)
البلدان الغربية Western Countries (33 )
آسيا الغربية Western Asia ( 34)
البلدان التي في الغرب The countries in the west ( ( 35
الأمم الغربية Western Nations ( (36
العالم الغربي Western World (37)
وذلك لأنه لم يكن له تفسير محدد ، وهو كما يفيد تركيبه الأراضي أو المناطق أو البلدان التي تقع غرب الصين ، ومن هنا كان تحديد مدلوله الجغرافي يعتمد على التفسير التاريخي ، إذ كان مدلوله الجغرافي التاريخي عندما أطلق يحدد الأراضي الغربية التي كانت تقع غرب مملكة زو Zhou (Chou) 1046-771 ق.م. ، وعندما ظهر الهون في الغرب أطلق عليهم الصينيون شي هو Xi hu البرابرة الغربيين ، وفي هذا الوقت بدأ المصطلح يأخذ طريقه إلى الظهور الفعلي المعرفي ، وبخاصة بعد أن كتب الملك مته Mete (Mou-tun)خاقان الهون Hsiung-nu إلى ملك الصين يذكر له أنه بسط حكمه على 26 دولة في الغرب في عام 176 ق.م.(38) و بعد أن استولى الإمبراطور وودي Wu Di ((Wuti ( ( Hsiao Wu = Xiao Wuالملك السابع من عائلة هان الغربية الذي حكم مابين 140-87 ق.م. على أراضي التوخاريين والهون القدماء في عام 121 ق.م. و بنا قلعتي يومين غوان ويانغ غوان Yumen Guan and Yang Guan ،(وهما البوابتان في مقاطعة كانسو) ، وعاد سفيره جانغ جين Chang Ch`ien)= Zhang Qian )من رحلته إلى غرب آسيا في عام 126ق.م. عرفت الصين لأول مرة البلدان التي تقع في غرب حدودها حينذاك ،وكانت معلومات الصين قبل هذا التاريخ كما يقول هولسيوي Hulsewe : مبهمة ومتناثرة لأن السجلات الصينية القديمة تصف الغرب بأنه موطن الأرواح والأساطير التي تقع خارج المعرفة الإنسانية ، ( 39 ) ، و يشير إلى ذلك أيضا الباحث الصيني الأمريكي جارليس ي . هو Charles Y.Huبقوله : إن مصطلح ( المناطق الغربية = Si yu ) كان يستعمل استعمالا غامضا تماما في السجلات الصينية القديمة ) (40) ، لأن بعض أسماء البلدان التي ذكرها جانغ جين شملت دولا في غرب آسيا مثل بلاد فارس ( آن –هسي An-hsi ) ، والإمبراطورية الرومانية لي جين Li-Chien ، وكانت بلاد كوشان – أفغانستان- يوجيه Yueh-chih التي قصدها أبعد دولة غربية سمع عنها الصينيون قبل رحلته .( 41) ، وفي مذكرات عن الدول الغربية في الفصل (96) من كتاب تاريخ أسرة هان Han Shu الذي يتضمن تقرير السفير جانغ جين عن الدول الغربية يشير إلى أن الممالك الغربية تبدأ بعد القلعتين اللتين تقعان في الجزء الغربي لمقاطعة كانسو الحالية في غرب كيا يو كوان Kia yu Kuan وهو أحد الأبواب الرئيسة لسور الصين الكبير (42) ، والوصف الطبوغرافي الوحيد الذي ذكره عن تركستان الشرقية هو في قوله : ( ترتفع الجبال العالية في الشمال والجنوب ، و يجري في وسطه نهر، (حوض تاريم) ويبلغ طوله من الشرق إلى الغرب أكثر من 6000 لي وعرضه من الشمال إلى الجنوب أكثر من 1000 لي ، وحدوده في الشرق تتاخم الصين حيث تفصله بوابتي يومين ويانغ ، وفي الغرب جبال بامير(Ts`ung-ling) وجبالها الجنوبية تظهر في جين جنغ (Chin-ch`eng) في الشرق وتتصل بجبل نان شان (Nan-shan) في أراضي مملكة هان (Han )، و تنبع أنهاره من جبال بامير( Ts`ung-ling )، و خوتن ( Yu-t`ien ) وتقع عند منحدرات الجبل الجنوبي و يصب النهر الذي ينبع منه شمالا في نهر بامير ( Ts`ung-ling)، ثم يتجه شرقا إلى بحيرة لوب نور) P`u-ch`ang ) ، ومنها إلى بوابتي يومين ويانغ 300لي ، وهي بحيرة مالحة ، ومساحتها 300 لي و ماؤها مستقر في الشتاء والصيف ، ويجري ماؤها من تحت الأرض جنوبا ويظهر في جبل جشي (Chi-shih ) ويصب في نهر( (Hoالصين )(43) .
وهذا يعنى أن الأراضي التي كانت تقع بعد سور الصين و تعتبرها الصين حاليا أراضي صينية كانت حينذاك من البلدان الغربية التي يوجد لها فصل مستقل في تواريخ الأسر المالكة بدءا من تاريخ هان Han Shu، وهذا ما جعل الباحث الصيني المسلم بدر الدين حي الصيني يقول :إن المراد من البلاد الغربية غير واضح ، لكنها تشمل على أغلب الظن بلاد العراق وأرمينيا والشام (44) ، ويقول المستشرق بريشتنايدرE.Bretcshneider : واستمر استعمال مصطلح البلاد الغربية بصفة عامة على المناطق الإسلامية في وسط وغرب آسيا، ( 45 ) وفي عهد أسرة يوان Yuan المغولية في الصين صار لمصطلح شي يو مدلولا جغرافيا أوسع في كتب الصين ، حيث استعمل على الأراضي التي تمتد من بلاد تانغوت والأويغور وممالك المغول الثلاثة إلى أوروبا الشرقية (46)، وفي عهد إمبراطورية جينغ المانشورية الأخيرة في الصين بدأ المصطلح يأخذ شكله الحالي في التحديد الجغرافي على البلاد التي تقع في غرب الصين ،مما شمل مضمونه تركستان الشرقية والتبت ومقاطعة جنغهاي كما في كتاب تقارير طبوغرافية لغوية عن البلدان الغربية Hsi-yu-t`ung-chih الذي أشرف على تحريره فو هنغ Fu heng وكتب مقدمته الإمبراطور جين لونغ Ch`ien lung نفسه بتاريخ 29/1/1772 .
ومع أن الباحثين الصينيين المعاصرين يؤكدون في كتاباتهم أن مصطلح شي يو يعني عموما البلدان التي تقع في غرب الصين ، إلا أنهم يصرون على أنه الاسم الصيني لتركستان الشرقية حيث تورد دائرة معارف شينجيانغ في مقدمتها: ( كانت شينجيانغ تسمى قديما شي يو ( غربي يورت Xi Yu ) (47) ، مع أنه كما سبق لم يكن مشمولا إلا ضمن المفهوم اللغوي لمصطلح شي يو الذي يعني المناطق أو البلدان في غرب الصين ، فمثلا في الكتاب ( التاريخ المحلي لشينجيانغ ) الذي أعدته المجموعة الخاصة بوضع كتب التاريخ الدراسية للمعاهد العليا في لجنة المعارف في حكومة شينجيانغ أويغور الذاتية الحكم في عام 1991 وفرضت تدريسه على المعاهد العليا في تركستان يقول : ( في القديم كانت شينجيانغ تسمى (غربي يورت Xi yu) وهو يفيد أنها أرض في غرب الصين ) ، ثم يقول : يفسر القدماء اسم شي يو ( غرب يورت Xi yu) على معنيين :
الأول : يعني شينجيانغ وما يقع في غربها: آسيا الوسطى وأفريقيا الشمالية ، وشرق البحر الأبيض المتوسط ، وشمال الهند .
الثاني : الأراضي التي تقع غرب بوابتي يامين كوان و يانغ كوان وشرق بحيرة بالقاش وجنوبها وشرق جبال بامير ، وهذا يعني أنها أكبر من أراضي شينجيانغ الحالية ، ولكن الاحتلال الاستعماري وتعدياته أدى إلى تقلص مساحتها إلى الوضع الحالي (48) .
ويتأكد هذا بما جاء في كتاب ( مختصر تاريخ شينجيانغ ) الذي وضعه مركز دراسة القوميات التابع لأكاديمية شينجيانع الاجتماعية في عام 1982 حيث يشير إلى ما يلي : هذه الأراضي سميت قديما بالمنطقة الغربية ( غربي رايون = شي يو ) ثم سميت شينجيانغ في عهد سلالة جينغ ) (49) ، ثم يشرح في الهامش ما يتضمن مصطلح شي يو من معنيين ، محدود: ويطلق على تركستان ( شينجيانغ)، و عام: و يعني كل البلدان التي في غرب الصين ، وهكذا أيضا في الكتاب الحكومي الذي نشر أصلا باللغة الصينية ثم ترجم إلى الأويغورية بعنوان ( سؤال - جواب عن تاريخ شينجيانغ ) فقد تضمن السؤال الخامس : هل شي يو (غربي يورت) وشينجيانغ اسمان لمكان واحد؟ ويجيب عليه : اعتاد الناس ( الصينيون) منذ القدم تسمية شينجيانغ شي يو(غرب يورت) ، وفي الواقع إن الحدود الجغرافية لمصطلح شي يو (غربي يورت ) ، كانت تختلف من زمن لآخر خلال ألفي السنة الماضية ، وهو اسم رسمي أطلق للأراضي التي كانت غرب بوابة يومين كوان ، وحتى إن أراضي شينجيانغ التي ضمتها سلالة جينغ إلى الصين في أول عهدها كانت أكبر من 500 ألف كيلومتر مربعا من مساحتها الحالية ، وإن روسيا القيصرية بموجب اتفاقيات غير عادلة اغتصبت أجزاء منها ، وكان في عهد أسرة جينغ المالكة اسما شي يو وشينجيانغ يستعملان معا، ثم اقتصر على اسم شينجيانغ ، فقد غير داو كوانغ اسم كتابه من( شينجيانغ التي في شي يو ) إلى ( تعريف عام بشينجيانغ) و هكذا حل اسم شينجانغ مكان شي يو(غربي يورت ) أي البلاد الغربية (50) ولايستطيع الباحثون الأويغور في تركستان الخروج عن هذا التفسير الرسمي لمصطلح ( شي يو) في مقالاتهم وكتبهم التي نشروها حديثا، فمثلا نور الله مؤمن يولغون يشرح : مصطلح (غربي يورت ) الذي يوجد في المصادر الصينية على شكل ( شي يو ) يعني في اللغة الأويغورية مناطق غربية ، أراضي غربية ، الديار الغربية ، ويرجع تاريخه إلى أن سيماجيانSima Qian وهو أول من ذكره في كتابه ( خواطر تاريخية) ، وحسبما جاء فيه أن شي يو (غربي يورت) يطلق عموما على المناطق التي كانت غرب بوابتي يومين كوان ويانغ كوان ، ثم أصبح الناس يفسرونه على معنيين عام وخاص ) (51 )، ثم يذكر ما تمت الإشارة إليه بعاليه ، وعلى منواله عبد الأحد نور الدين ، وخواتاو وغيرهما, وتعمل حكومة الصين الشعبية بإصرار على استعمال شي يو وترجمتها بالمناطق الغربية على أن تركستان كانت جزء من الصين منذ أن استعملت ذلك الاسم في القرن الأول قبل الميلادي ، وأنه لم يكن لها اسم سواه .
وإذا تم التدقيق في مصطلح شي يو الذي ترجم رسميا باللغة الأويغورية المعاصرة إلى (غربي يورت ) كما جاء في تحليل النصوص السابقة لم يكن يطلق عبر التاريخ على تركستان ( شينجيانغ) فقط ، بل كان اسما عاما يطلق على كل البلدان الأجنبية التي كانت تقع في غرب الصين ، ولما كانت تركستان بلدا من تلك البلدان الغربية أصبح المصطلح يعنيها، وهو من باب إطلاق الاسم العام على الجزء ، وحيث إن معناه العام البلدان الأجنبية التي كانت في غرب الصين ومنها بلاد تركستان فقد شمله المسمى بمعناه ، ولا مجال أن يقال أن (شي يو ) هو اسم تركستان ، إلا إذا كان اسم الجزء يطلق على العام ، وهذا يخالف الواقع التاريخي كما سبق شرحه ، علاوة أن المصطلح لم يكن يعني مناطق احتلال الصين التي سيطرت عليه ، فمن المعروف أن فارس وبلاد العرب والهند والرومان التي يشير إليها المصطلح لم تكن مستعمرات صينية ، والموسوعة الصينية Ci Hai تؤكد في تفسيرها أنه يعني البلدان أو الدول الغربية(52) وهذا ما تؤكده الباحثة الأويغورية جيمن كول مطلب : بعد أن احتلت أسرة جينغ المالكة البلاد في عام 1759 كان من الأسماء المستعملة (شينجيانغ التي في الغرب / غربي يورتتكي شينجيانغ) (53) .
بلاد طريقي شمال وجنوب تنغري تاغ :
إن تاريخ العائلات المالكة الصينية القديمة - التي اعتبرت السفير جانغ جين فاتح الطريق إلى الغرب - ذكرت الطرق المؤدية إلى ديار الغرب , كما جاء في مذكرة فرغانة أي الفصل رقم 63 من تاريخ عائلة هان الأولىEarly Han Shu ،( 54) و في الفصل 96 الخاص بالممالك الغربية في تاريخ عائلة هان المتأخرة Late Han Shu التفصيل التالي : بعد الخروج من بوابتي يومين ويانغ غوان هناك طريقان ، الأول يبدأ من بشامشام ويسير بمحاذاة شمال جبال قوروم وعلى طول نهري تاريم وياركند ، ويتجه نحو الغرب ليصل إلى ياركند و يسمى الطريق الجنوبي ، ومن ثم يعبر جبال بامير إلى يوجي الكبرى (كوشان ) وفارس . والثاني يبدأ من عاصمة مملكة الدي قوش على أطراف شمال جبال تنغري تاغ ( تيان شان ) وعلى طول نهر تاريم الأعلى ويصل إلى مملكة كاشغر ، ويسمى بالطريق الشمالي ، ويؤدي عبر جبال بامير إلى فرغانه والصغد وبلاد اللآن (55)والدكتور هولسوي A.F.P.Hulseweالذي ترجم هذه الفقرة يوضح ذلك بقوله أيضا : هناك طريقان يؤديان من يومين ويانغ إلى المناطق الغربية ، فالطريق الجنوبي الذي يعبر شان شان يمتد بمحاذاة الطرف الشمالي للجبال الجنوبية على طول الطرف الغربي للنهر إلى ياركند (So-chu ) ثم يقطع بامير ( جبال البصل Ts`ung-ling) ويصل إلى بلخ (Ta Yueh-chih ) وفارس (Ahn-hsi) ،؛ وأما الطريق الشمالي فيبدأ من بلاط تورفان ) Chu-shih ) على طول حافة الجبال الشمالية ، ويحاذي النهر إلى الغرب ليصل إلى كاشغر ) Shu-lu ) ثم يتجه شمالا عبر جبال بامير ليصل إلى فرغانه ( Ta Yuan) والصغد ( Kang-chu ) واللآن (Yen-ts`ai ) (56)،ومع مرور الزمن استعمل الصينيون مصطلح بلاد (طريقي جبال تنغري تاغ الجنوبي والشمالي) على تركستان و هما :
1-طريق جبال تنغري تاغ الجنوبي T`ien Shan Nan Lu ويطلق على منطقة حوض نهر تاريم وما فيه من مدن كروران ، جرجن ، كريا ، خوتن ، ياركند .
2-طريق جبال تنغري تاغ الشمالي T`ien Shan Pei Lu ويطلق على منطقة حوض جونغاريا وما فيه من مدن قمول، تورفان ، قراشهر، كوجا ، اقسو ، تومشوق ، كاشغر .
ومع مرور الوقت اتخذ الجغرافيون والمؤرخون الصينيون مصطلح بلاد طريقي جبال تنغري تاغ ( تيان ِشان) الشمالي والجنوبي اسما على تركستان الشرقية ، ويقول الباحث الصيني جن اغنيس فانغ جيه Ch`n Agnes Fang-chih: إن منطقة إيلي ( جونغاريا) عرفت باسم طريق تيان شان الشمالي ، وجنوبها المعروف في العالم الغربي باسم كاشغريا (حوض نهر تاريم) , عرف باسم طريق تيان شان الجنوبي (57 ) ، وفي الأطلس الملكي للمنطقة الغربية لعام 1762 م Ch`in-ting Huang-yu Hsi-yu t`u-chih : جونغاريا وتاريم يعرفان بالطريق الشمال والطريق الجنوبي (58)، وكذلك عند الباحث الصيني الأصل والأمريكي الجنسية جارليس هوCharles Y.Hu الذي يذكر : أن قطاع طريق جبال تيان شان الجنوبي أو حوض تاريم مع شقيقه حوض جونغاريا أو طريق جبال تيان شان الشمالي سميا باسم سنكيانغ Sinkiang ،ثم يذكر أن المناطق الغربية التي عرفت في السجلات الصينية القديمة المقصود منها طريق جبال تيان شان الجنوبي أو حوض تاريم (59) ويقول المؤرخ العثماني الدكتور رضا نور : في القرن الميلادي الأول عرف الصينيون من بلاد الترك قاشغاريا وجونغاريا ، و سميت قاشغاريا بطريق نان لو يعني الطريق الجنوبي و جونغاريا بطريق بي لو يعني الطريق الشمالي ، وبالتفصيل عرف الطريق الشمالي باسم تيان شان بي لو يعني طريق شمال جبال تنغري تاغ ، والطريق الجنوبي باسم طريق تيان شان نان لو يعني طريق جنوب جبال تنغري تاغ ، ثم عرفا باسم طريق الحرير (60) والياباني اكيدا هانيدا Akida Haneda يؤكد ذلك أيضا بقوله : هذه الأراضي التي تقسمها جبال تيان شان ( تنغري تاغ) إلى جزأين يعرفان باسم الطريق الشمالي والطريق الجنوبي ( 61)، وهو ما يتطابق مع ما ذكره الباحث الصيني المسلم بدر الدين وي ليانغ Badruddin Wee- liang في بحثه الخاص بالماجستير ( 62) وبدرالدين الصيني في كتابه ( العلاقات بين العرب والصين ) يوضح الطريق الجنوبي نان لو والطريق الشمالي بيلو لو( 63) ، ويشير وين جانغ جو Wen- Djang Chu : إلى أن عائلة جينغ المالكة بعد أن أكملت احتلال الجزأين الشمالي (T`ien shan pei lu ) والجنوبي ( T`ien shan nan lu ) لتركستان الصينية أسمتهما سنكيانغ (64)وكذلك هو عند الفرنسي كاميل امبول هوارت Camille Imbault-Huart ( 65) ، وعند الباحث الباكستاني الدكتور محمد أنور خان (66) والخبير الأمريكي بالشؤون الصينية أوين لاتيمور Owen Lattimore يشرح هذين الطريقين : يوجد طريقان تجاريان كبيران ، وكلاهما يبدءآن من جنوب تركستان الصينية ، طريق لوب نور وجزء منه مهجور ، والطريق الثاني هو تيان شان نان لو أي الطريق الجنوبي لجبال تيان شان ، وهذا طريق عظيم لا يزال موجودا حتى اليوم ، يبدأ من كانسو ويمر إلى قمول ثم أورومجي الذي يقع في شمال تيان شان ، ثم يرجع عبر الجبال إلى تورفان و توقسون وقراشهر وكورلا وكوجار و اقسو ومرالباشي إلى كاشغر، وهنا يتصل بجزء من طريق لوب نور الذي لا يزال مطروقا في الداخل ، حيث يصل من لوب نور على طول حافة جبال كون لون وقره قورام إلى كريا وخوتن وياركند إلى كاشغر، هذان الطريقان يربطان معا الواحات الزراعية في شرق آسيا الوسطى ، وبينما الطريق الجنوبي لتركستان الصينية هو الطريق التقليدي لتجارة الحرير ، فالطريق الشمالي أو جونغاريا هو طريق الهجرة ، ومعروف عند الصينيين باسم تيان شان بي لو T`ien Shan Pei lu أي طريق جبال تنغري تاغ الشمالي ، وحيث إن هذا الطريق يتجه إلى تركستان الروسية ، فالطريق يتفرع في شي هو Hsi hu قبل نصف المسافة إلى الحدود الروسية ، أحدهما يعبر وادي إيلي إلى تركستان الروسية ، والثاني يعبر مدينة جوكوجاك في وادي اميل إلى جنوب سيبيريا (67 ) .
وفي كتاب التسجيلات اللغوية لطبوغرافية بلدان الغرب His-yu-t`ung-wen-chih الذي أشرف على تحريره فو هنغ Fu Hengوكتب مقدمته الإمبراطور جين لونغ Ch`ien lungبتاريخ 29/1/ 1772 وهو معجم لغوي جغرافي ، أعد ليكون مرجعا أساسيا لضبط كتابة الأسماء باللغة الصينية ، ويشتمل على 24 فصلا، منها الفصول (1و5 و7و8و9و10 ) عن أسماء الأماكن والأنهار والأشخاص في قطاع طريق جبال تنغري تاغ الشمالي ، وفصول( 2و3 و6 و11و12و13 ) عن أسماء الأماكن والأنهار والأشخاص في قطاع طريق جبال تنغري تاغ الجنوبي ، وفصل (4 ) عن أسماء الجبال في القطاعين ، والفصول الباقية عن جنغهاي والتبت . وفي الأطلس الملكي الرسمي لمناطق الغرب لعام 1762 Ch`in-ting Huang-yu His-yu t`u-chih عرفت هضبة جونغاريا باسم الطريق الشمالي وحوض تاريم باسم الطريق الجنوبي .
ويقول المؤرخ التركستاني موللا موسى سايرامي : إن الصينيين يطلقون على منطقة يتي شهر اسم نان لو باجينغ يعني المدن الثمانية التي في الطريق الجنوبي ، والمدن الثمانية هي : كاشغر ، ياركند ، خوتن ، اقسو ، اوج تورفان ، كوجار ، تورفان ، كورلا ( 68 )، ويشير إلى ذلك أيضا الفرنسي ف. دابري دي ثيرسانت P.Dabry de Thiersant : ( الحكومة الصينية بعد احتلالها الأراضي الشاسعة حولتها إلى مقاطعة شبه عسكرية عرفت باسم حكومة إيلي ، تضم قطاعي تيان شان نان لو وتيان شان بي لو ، وقطاع تيان شان نان لو يضم ياركند ، كاشغر ، اقسو ، خوتن ، قراشهر ، كوجار ، اوج ،ينكي حصار ، وقطاع تيان شان بي لو يضم إيلي في الغرب و تاربغتاي في الشمال و كور قراسو في الشرق ) ( 69 (وهو ما يؤكد عليه الدكتور هودونغ كيم Hodong Kim : (المدن الثمانية في القطاع الجنوبي يعني المدن الثمانية في الطريق الجنوبي ( نان لو باجنغ Nanlu Bacheng ) (70) ، أما إبراهيم نياز فيقول : القسم الجنوبي يسمى الطريق الجنوبي ، وهو ما يعرف حاليا باسم شنجانغ الجنوبية وكان يضم ست وثلاثين دولة التي منها : شان شان ( جارقيليق) كوسان ( كوجار) ، جوسو ( جاش) ، أودون ( خوتن) ، سولي ( قاشغر) ؛ والقسم الشمالي يعني الطريق الشمالي ، وهي في الوقت نفسه شينجيانغ الشمالية ، وكان يسكنها الأويغور ، أويسون ، سيانبي ، الترك ، جورجان ، واويرات وغيرها من الأقوام . ( 71)
ومارتين ر. نورين Martin R.Norwinيقول : ان الصينيين القدماء غالبا ما يسمون ما يعرف حاليا باسم سنكيانغ Sinkiangباسم المناطق الغربية (شي يو( Hsi Yu أو باسم قطاعي طريقي تيان شان الجنوبي و الشمالي ( تيان شان نان لو وتيان شان بي لو T`ien- Shan-nan-lu & T`ien-shan-pei-lu) (72 )، كما أن هرمان قد ذكره في أطلس الصين التاريخي ( 73 )
وأما الدكتور جيمس أ. ميلوارد 0James A. Millward : فيقول : (عرف الجزء الشمالي من شينجيانغ في عهد جينغ باسم ( زومبو Zhumbu ) أي منطقة جونغاريا أو القطاع الشمالي يعني طريق تيان شان الشمالي (تيان شان بي لو Tianshan beilu) والجزء الجنوبي منها بالقطاع الجنوبي يعني طريق تيان شان الجنوبي ( تيان شان نان لو Tianshan nanlu ) ( 74)
خوي جيانغ Hui Chiang= Huijiang
وعندما احتلت القوات الصينية تركستان الشرقية عام 1759 م ، وهي بلاد الأويغور المسلمين أطلقت على بلادهم خوي جيانغ Huijiang (Hui Chiang ) ، وكلمة خوي Hui مأخوذة من الاسم الصيني للاويغور خوي خو Huihu أو خوي خه Huihe ، وكان الصينيون يطلقون على المسلمين الأويغور خوي خوي Huihui أو خوي جياوHuijiao في ذلك العصر75)) ، وعلى ذلك يكون معنى اسم خوي جيانغ Hui Chiang(بلاد الأويغور ) ويكتب فو-هنغFu-heng ورفقاؤه في عام 1782: أن عائلة جنغ Ch`ingالمالكة احتلت خوي بو Hui pu يعني أرض المسلمين (76)، وكذلك والي كاشغر المانشوري هو نيينغ Ho-ning في كتابه التقويم الشامل لبلاد الأويغورHui-chiang t`ung-chih في عام 1804 ،وهو من أهم الكتب الخاصة بتركستان الشرقية ويتكون من 12 مجلدا (77) وسو إره ته Su Erh-te في كتابه تقويم بلاد الأويغور Hui-chiang chih (78) وكذلك تساو جن يونغ Tsao Chen- yung في كتابه الحملة العسكرية ضد مسلمي بلاد الأويغور P`ing-ting Hui-chiang Chiao- ch`in Ni-i-fang-lueh المنشور فيما بين 1820-1830 (79)،و في كتاب تقويم المناطق الغربية Hsi-yu Shui-tao-chi يشير إلى أن هوي جيانغ Hui-chiang تقع على حدود خانية خوقند (80)، ويذكر الحاكم المانشوري لمنطقة زيلي فيما بين 1813-1816 ( Zhili ) نا ين جنغ Na-yen-ch`eng :أنه مضى على احتلال خوي جيانغ Hui-chiang ستون عاما (81)، وقد نقل الأوروبيون ذلك في كتاباتهم منهم : الكابتن لوباج Capitaine Lepage في مقاله ( استسلام قبائل تركستان الصينية الإسلامية فيما بين 1757- 1760(82) .
والباحث الصيني المسلم بدر الدين وي ليانغ هاي يشير في بحثه الجامعي إلى أن كاشغريا كانت تعرف في المصادر الصينية هوي جيانغ Hui Chiang بلاد المسلمين ( 83) والكاتب الصيني وو جي يوWu Ch`i-yu في مقاله المنشور بعنوان : الحركة الاستقلالية لمسلمي بلاد الأويغور والدبلوماسية في الفترة الأخيرة لإمبراطورية جنغ Ch`ing-chi Hui-Chiang tu-li Chih shih-mo chi ch`i wai-chiao المنشور في مجلة كو وين جو باو Kuo-wen Chou-pao (84) . و لي جين Li Ch`ien في كتابه الوثائق العامة لمقاطعة الأويغور Hui Pu kung tu المنشور في شنغهاي في عام (85)1925 .
وفي بحث الكاتب الياباني اكيدا هانيدا Akida Hanedaبعنوان ( السياسة الإدارية للمانشورين في تركستان الصينية ) الذي نشره باللغة التركستانية عبد الله تيمه ن اميل اوغلي يقول: إن جنوب تنغري تاغ ( تيان شان) سماه الصينيون خوي جيانغ (86) والباحث الياباني تورو ساغوجي Toru Saguchi في كتابه التاريخ الاجتماعي لتركستان الشرقية في القرنين 18-19 المنشور في طوكيو في عام 1963 وكذلك في بحثه ( التجارة الشرقية لخانية خوقند ) يشير إلى اسم خوي بوHui Pu ويترجمه بالتركستان الصينية و كاشغريا و يترجم خوي جانغ Hui Chiang بالتركستان الشرقية ويورد بيانا لعدد من المصادر الصينية التي ذكرت تركستان الشرقية باسمي خوي جيانغ Hui-chiangأو خوي بو Hui pu (87) .
والواقع أن خوي Hui من الأسماء التي استعمالها الصينيون على الأويغور ، لأن السجلات التاريخية لأسرة تانغ T`angالمالكة تشير إليهم باسم خوي خوHui- hu أو خوي خه Hui-he ، وفي عهد أسرة يوانYuan المالكة المغولية كان أكثر المسلمين المستوطنين في الصين هم من الأويغور و الأتراك ، المقيمين في غرب الصين والمرافقين للمغول إبان حكمهم الصين ، الذين سماهم المسلمون دونغان Dungans أي العائدون إلى دين الحق ( الإسلام) وسماهم الصينيون خوي خوي Huihui واستعمل هذا الاسم علما على جميع المسلمين ، وفي عهد أسرة جينغ المالكة المانشورية و بعد أن احتلت تركستان ميز الصينيون بين المسلمين الصينيين والمسلمين الأويغور بإضافة صفة هان إلى المسلمين الصينيين ، فسموهم هان خوي Han Hui ، بينما عرف المسلمون الأويغور جانتو خوي خوي Ch`an-t`ou hui hui أو مختصرا جان خوي Chan Hui يعني المسلمون ذوي العمامة ، (88)ومن هنا أصبح مصطلح خوي جيانغ يترجم بلاد الأويغور ، كما يترجم بمعنى بلاد المسلمين ، واستمر هذا الحال إلى أن تقرر كتابة اسم الأويغور بالشكل الصيني (---) الذي تكون من ثلاثة مقاطع وتلفظ وي-وو ئيرWei-wu-er وذلك في عام 1943(89)، ومنذ ذلك الوقت أصبحت كلمة خوي Hui تعني فقط المسلمين الصينيين ، ويقول بريشتينايدر E.Bretcshneider: استعمل الصينيون اسم خوي-خو الذي يعني الأويغور اسما على المسلمين (90) .
والباحث الفرنسي كاميل ايمبول-هوارت : عرفت باسم خوي جيانغ Houei tciang المقاطعة الإسلامية ، وسكانها باسم خوي بوHouei Pou (91) ورئيس جمهورية الصين يوان شيكاي Yuan Shikaiفي مرسومه المؤرخ في 22 إبريل 1912 يؤكد أن مناطق المغول والتبت وبلاد الأويغور Huijiang تتساوى مع المقاطعات الداخلية في الحقوق على قدم المساواة The reason is that Mongolian , Tibetan and Huijiang are placed on equal footing with interior provinces.
ويقول الباحث الصيني في بحثه العلمي الخاص بدرجة الدكتوراه : إن مصطلح (خوي جيانغ ) بلاد الأويغور أو بلاد المسلمين ظهر في عهد إمبراطورية جينغ Ch`ing انطلاقا من قومية ودين الشعب الذي كان يسكن المنطقة (92). وفي دائرة معارف شينجيانغ ( شينجيانغ ئينسكلوبيديسي ) : بلاد المسلمين اسم تاريخي عام استعمل علي الأراضي التي كان يقطنها الأويغور المسلمون في جنوبي جبال تنغري تاغ في عهد عائلة جينغ Ch`ingالملكية ، وكان في البدء يستعمل على مناطق قمول وتورفان وياركند وكاشغر ، وبعد أن احتلت عائلة جينغCh`ing جونغاريا ومناطق الخانية السعيدية التي عرفت ببلاد الأويغور المسلمين في عام 1759 م (93) .
سنكيانغ / شينجيانغ = Xinjiang /Sinkiang :
تقول الباحثة الأويغورية جيمن كول مطلب : أول من طالب بتسمية و تأسيس مقاطعة رسمية في تركستان ، هو كونغزي جين Gong Zizhen في مقاله المنشور بعنوان : ( طلب تأسيس مقاطعة في بلاد الغرب ) حيث طالب بتأسيس مقاطعة إدارية و تسميتها مقاطعة جونغار – أويغور) وأن جوفينغ جيا Zhu Fengjia الذي أيده طلب تسميتها ( مقاطعة بلاد الغرب)، ولكن تن جونغ لين والي عام شانشي – كانسو، و ليو جين تانغ Liu Jintang ناظر العمليات الحربية في تركستان أكدا على أن تسمى ( شينجيانغ) ، ثم قررت إمبراطورية جينغ تكليف ليوجين تانغ تأسيس مقاطعة شينجيانغ الإدارية في 17 نوفمبر 1884 وفي اليوم الأول من أكتوبر 1955 تحول اسمها إلى ( مقاطعة شينجيانغ أويغور الذاتية الحكم ). ( 94)
ويقول الدكتور جو نايلن جوزفين Chou Nailene Josephine في بحثه الخاص برسالة الدكتوراه : إن مصطلح شينجيانغ يعني الأراضي الجديدة ، وقد استعمل هذا الاسم بالتدريج على هذه المنطقة ، وجانغ تعني الأراضي أو الحدود ، ومما تجدر الإشارة إليه أن هذه المنطقة هي الوحيدة التي سميت بمثل هذا الاسم خلال توسع عائلة جينغ المبكر. وكانت قد وضعت برعاية الإمبراطور جين لونغ بعض المؤلفات والكتب الرسمية عن منطقة الحدود الجديدة ، كما تطرق إليها بعض الباحثين في بحوثهم التاريخية الجغرافية، علاوة أن شينجيانغ كانت منفى بعد الغزو الصيني لها ، مما شجع الكثير من رجال الدولة على زيارة منطقة الحدود الجديدة ، والعودة منها بتقارير و ملاحظات ساعدت على تكوين صورة أولية عن منطقة الحدود الجديدة شينجيانغ (95)
والباحث الأمريكي المعروف أوين لاتيمور يقول : صدر مرسوم إمبراطوري بجعل تركستان الشرقية مقاطعة و تسميتها هسين – جيانغ Hsin-chiang يعني الأراضي الجديدة و كانت تترجم دائما بالمستعمرة الجديدة (96) ، والباحث الصيني تسينغ يوان Tsing Yuan يقول : على كل حال فإن استعمال المصطلح الحديث سنكيانغ على تركستان الصينية لم يكن إلا بعد دولة يعقوب بك في عام 1882 . (97)
والكاتب الصيني المسلم محمد تواضع يقول : ( المناطق المعروفة اليوم بتركستان الشرقية والتي تحكمها الصين و تستعمرها تسميها سنكيانغ أي المستعمرة الجديدة ( 98 ) وبدر الدين وي ليانغ هاي يقول : Since It was a newly conquered territory , It was called Sinkiang, meaning " The New Dominion." (99)
(ولأنها أراض احتلت حديثا ، فقد سميت سنكيانغ بمعني المستوطنة الجديدة )
والباحث الصيني جاك جن Jack Chenيذكر أن : سنكيانغ تركستان الصينية أو الشرقية ومعناها المستعمرة الجديدة (100)
ومارتين ر. نورينس Martin R. Norins يقول : اعتاد الباحثون على ترجمة سنكيانغHsin-chiang بالمستعمرة الجديدة New Dominion ، والترجمة الحرفية لشكلي الكلمتين يمكن أن تقدم مادة للبحث العلمي ، فالشكل لكلمة هسين /شين Hsin/Xin التي تترجم عادة ( جديد) يتركب من الأجزاء التالية :
لي Li رجل يقف مستقيما على الأرض
مو Mu شجرة
جينChin فأس مقوس
وأما شكل كلمة جيانغ Chiang/Jiang التي تترجم إلى حدود أو أرض ، تتكون من الأجزاء التالية :
تو T`u الأرض
كونغ Kung قوس
جيانغ Chiang والذي شكله نفسه يصور حقلين مقوسين بجدار يمكن تفسيره بأنه حدود .
وبناءا على هذه المعلومات يقول الباحث أن شكل هسين Hsinيفيد رجلا يقطع خشبا أو يحصل على وقود أو حطب ، أو يصلح أو يحدد أو يجعله جديدا ، وكذلك بالنسبة لشكل جيانغ Chiang يبدو أنه يعطي معنى حدود أو حدا جديدا ( 101)
وفي قاموس بينين الصيني- الإنجليزيThe Pinyin Chinese-English Dictionary :Xin شين = جديد ، طازج ، حديثا ( 102) ، وجيانغ Jiang = حدود ، تخوم ( 103) ويقول الباحث التركستاني أنور رحمن : إن الكلمتين معا تعني الأراضي الجديدة أو التخوم الجديدة ، وقد ترجمها بعض الغربيين بالمستعمرة الجديد New Dominion ( 104) ، و س. فردريك ستار S.Frederick Starr يقول : ومنذ عام 1949 فإن حكومة الصين الشيوعية ترفض بقوة أن تكون شينجيانغ منطقة جديدة على الصين منذ عام 1760، و تصر على أن تاريخ الحكم الصيني لها يرجع إلى ما قبل ألفي عام ، مع أن كثيرا من الشعب التركي المحلي يصر أنها موطن أجدادهم ( 105)، والكاتب الصيني وانغ لي شونغ Wang Li-shong يقول : إن معنى كلمة شنجانغ الأرض الجديدة أو البلاد الجديدة ، وهي عند الأويغور موطنهم الأصلي, وهذه البلاد ورثوها عن أجدادهم ، ولكنها جديدة فقط عند الذين احتلوها (Ni du dung tu –Wodu Shi Yu / Sening Sherqi Turkistaning –Mening gherbiy Diyarim / بلادك تركستان الشرقية هي بلاد الديار الغربية : حديث عن الكتاب بنفس العنوان نشر في تايبيه في أكتوبر 2007 ، وأذاعه أركين تاريم من راديو آسيا الحرة في يوم 6/11/2007(106)
بقلم الأستاذ توختي آخون أركين "قراءات في قضية مسلمي تركستان الشرقية"