تفاصيل جديدة للنقل السري للأويغور

بيتر ونتر

 على الرغم من الجهود الحثيثة التي تبذلها السلطات الصينية، ظهرت المزيد من التسريبات في الخدمات اللوجستية والمعاملة اللاإنسانية، والخوف الذي تحمله المحتجزون الأويغور.

 وقد نشرت جريدة ذا بيتر وينتر The Bitter Winter العديد من التقارير حول النقل السري للمحتجزين الأويغور إلى مقاطعات أخرى. ولكن مراسلينا ما زالوا يتلقون معلومات جديدة حول عمليات الترحيل، وتسلط هذه التفاصيل مزيداً من الضوء على تقنيات الحزب الشيوعي الصيني والظروف التي يعاني منها المعتقلون.

 ولا تزال تفاصيل حجم عملية النقل وتعقيداتها تدهش المراقبين. ووفقاً لما ذكره المطلعون على الحزب الشيوعي الصيني، فإن مكاتب السجون المحلية متورطة بعمق في هذا الجهد. وبعد أن تقوم السلطات العليا بنقل الأويغور من شينجيانغ إلى أماكن أخرى، تتولى سلطات السجون في الولايات القضائية المحلية الأمر. ثم يُنقل المعتقلون في عربات مخصصة إلى زنزاناتهم الجديدة. وقال أحد ضباط الشرطة المتورطين إن المعتقلين في منطقته نُقلوا بواسطة قطار محلي خصيصاً في منتصف الليل. وكانت عيون الأويغور مغطاة، ولم يُسمح للشرطة بالتحدث طوال الرحلة، لتجنب إعطاء أي تلميحات للسجناء حول وجهاتهم.

 وقبل إستقبال الأويغور، كان يُطلب من السجون إعداد الموظفين وتعديل المرافق. فعلى سبيل المثال، خضع الأشخاص المكلفون بالذهاب إلى شينجيانغ لإتقاط السجناء ونقلهم لتدريب مكثف قبل مهمتهم. وقد تمت تغطية جميع لوحات الإعلانات واللافتات أو إزالتها لمنع السجناء من رؤية إسم المنطقة التي يقع فيها السجن.

وكانت السرية مصدراً رئيسياً للقلق خلال جميع جوانب عمليات النقل. ولم يتم إبلاغ أفراد أسر المحتجزين الأويغور بحركة أحبائهم من أجل منع تسرب المعلومات. وأثناء العمل، لا يًسمح لموظفي السجون بتلقي أو إجراء مكالمات هاتفية، ويجب أن يبقوا هواتفهم مقفلة في خزانة. وحتى الآن، علمت صحيفة بيتر وينتر إنه تم فصل إثنين على الأقل من ضباط الأمن العام من مناصبهم لأنهم تحدثوا عن نقل السجناء.

 وبمجرد وصولهم إلى سجونهم الجديدة، فإن الظروف المعيشية للمعتقلين صعبة وصادمة. وعلى سبيل المثال، فإنه يتم إحتجاز الأشخاص المنقولين بمعزل عن السجناء المحليين. ويُسمح للسجناء المحليين بالذهاب إلى الخارج كل يوم لممارسة الرياضة والهواء النقي، ولكن لا يُمنح السجناء الأويغور هذا الإمتياز. يجب أن يُبقوا في زنزاناتهم، كل سجين يجلس على كرسي صغير. ولا يُسمح لهم بالتواصل لفظياً أو من خلال الإيماءات. يتناوب أربعة حراس الإشراف كل نوبة حراسة. وفي حالة وفاة السجين في الحجز، يجب على السجن أن يتصل أولاً بمكتب الشؤون المدنية المحلي؛ بعد ذلك فقط يتم إبلاغ الأسرة عن المتوفي.

 ولا أحد محصن من نظام الإحتجاز والترحيل. حيث تم نقل أكثر من 200 من المسنين في الستينات والسبعينات بعيداً عن منازلهم إلى سجن أوردوس في منغوليا الداخلية، وفقاً لما ذكره المطلعون على الحزب الشيوعي الصيني،

قصة مفجعة تساعد على توضيح الخوف والصدمة التي عانى منها السجناء المنقولون. علم مراسلنا من أحد المعتقلين الأويغور الذي تم إرساله إلى سجن جديد، حيث رأى حفارة تحفر في الأرض. وكان السجين مرعوباً، معتقداً أنه يتم حفر القبور لدفن السجناء أحياء. مثل هذه الصدمات اليومية الآن مصير مئات آلاف من الأويغور المعتقلين في جميع أنحاء الصين.

 

تقرير/ لي زايلي