أتباع الكنيسة المسيحيون يتعرضون للتعذيب في معسكرات الاعتقال في تركستان الشرقية

11/26/2020

بقلم/ تشانغ شين

غالبًا ما يتم إعتقال أتباع الجماعات الدينية المحظورة في معسكرات الاعتقال. 

ثلاثة من المسيحيين الذين أرسلوا إلى معسكرات الاعتقال يروون قصصهم.

تم القبض على عضوة في الكنيسة من منطقة شينجيانغ " تركستان الشرقية" في مارس 2019، خلال عملية موحدة للشرطة ضد كنيستها. وتتذكر المرأة يوم اعتقالها حيث قالت: "في غرفة الإستجواب، قيدوني بجهاز تعذيب يسمى "مقعد النمر" واستجوبوني أين أموال كنيستنا". وأضافت: كما عرضوا علي بعض الصور من الأويغور والهان الصينيين، وطلبوا التعرف على أعضاء الكنيسة. وبعد أن فشل الضباط في الحصول على المعلومات منها، أخذوها إلى الحمام دون كاميرات مراقبة وصفعوها بقوة على وجهها وضربوا أردافها وفخذيها بمقبض مجرفة. وعندما حاولت حماية فخذيها بذراعيها، قاموا بشد شعرها بالقوة، والإمساك ببطنها بقوة، واستمروا في صفع وجهها.

وقالت المرأة: إن الضباط صرخوا في وجهي بأن الايمان بالله هو ضد الحزب الشيوعي وأن المؤمنين سيسجنون ويضربون حتى الموت.

 واستمرت أعمال التعذيب بعد إرسالها إلى "مركز للتدريب على المهارات المهنية" - وهو الإسم الذي تطلقه السلطات على معسكرات الاعتقال في شينجيانغ حيث يتم احتجاز حوالي ثلاثة ملايين من الأويغور وغيرهم من المسلمين، فضلاً عن أفراد الجماعات الدينية المحظورة.

 وبعد ذلك بوقت قصير، تم اصطحابها إلى مركز للتدريب على المهارات المهنية. ووصفت المعسكر بأنه "موقع دموي للتلقين الإجباري".

 وتتذكر قائلة: يبدو الأمر وكأنه قاعدة عسكرية. في بعض الأحيان، كان علينا أن نجلس على الكراسي لمدة 14 ساعة كل يوم، لا يسمح لنا بالكلام أو البكاء أو الإبتسام. لم يُسمح لنا بإستخدام المرحاض وكان علينا أن نطلب الإذن لتسريح شعرنا أو حكة جلد. وكان العديد من المحتجزين مصابين بتورم في الساقين وألم في أردافهم من الجلوس لفترات طويلة؛ كما عانى البعض من الإمساك الشديد.

 كان على المحتجزين أن يتناوبوا على أداء واجباتهم، وعدم السماح لهم بغلق أعينهم أو التحدث أو القيام بحركة، حيث كان الحراس يراقبونهم من خلال كاميرات المراقبة. وكان يتم توبيخ كل من ينتهك القواعد علناً وكان عليه أن يكتب بياناً بالنقد الذاتي. وكاد الناس أن ينهاروا أو التعرض للإنهيار العصبي بسبب الوقوف لفترات طويلة.  

  وفقاً لما تقوله العضوة، لا يُسمح للسجناء بالإستحمام إلا لمدة عشر دقائق ولمرة واحدة في الأسبوع، بما في ذلك وقت خلع ملابسهم وإرتداءها مرة أخرى. وكثيراً ما كان الحراس الذكور يشاهدون النساء وهن يقمن بالإستحمام من خلال كاميرات المراقبة، ويحثونهن على خلع ملابسهن بشكل أسرع من خلال الإتصال الداخلي. قالت المرأة: لقد حرمني ذلك من كل كرامتي. لقد عوملنا أسوأ من الوحوش. كان لدي أمنية واحدة فقط في ذلك الوقت، هي الخروج على قيد الحياة.

 وعند الإفراج عنها، طُلب منها التوقيع على إتفاق سري، وهُددت بإعتقالها مرة أخرى إذا كشفت عما حدث في "مدرسة التدريب".

 تم إعتقال عضوة أخرى من الكنيسة في شينجيانغ "تركستان الشرقية" في أحد معسكرات الإعتقال في عام 2018. وكانت تُجبر على حضور "دروس" كل يوم لدراسة قوانين الصين ولوائحها أو مشاهدة أفلام مناهضة للدين والإستماع إلى محاضرات التلقين التي تهدف إلى جعل المؤمنين المحتجزين يتخلون عن عقيدتهم. وكثيراً ما أُرسل أعضاء الكنيسة المحتجزين في المعسكر إلى الحبس الإنفرادي لرفضهم التوقيع على بيانات التخلي عن دينهم. قالت المرأة: "ذات مرة، تم إعتقال 32 من أتباع الكنيسة في الحبس الإنفرادي في نفس الوقت". "تم تقييد إثنين إلى كراسي حديدية، ووضع أغطية سوداء على رؤوس عشرة منهم.

وتابعت قائلةً: "في مرة أخرى، تم نقل جميع أعضاء " CAG" إلى قبو في مكتب الأمن العام المحلي للتحقيق معهم". وبما أنها رفضت الكشف عن معلومات عن الكنيسة، تم صفعها على وجهها، وجلد ذراعيها بأنبوب بلاستيكي، وجلد باطن قدميها. كانت قدماها متورمتين لدرجة أنها لم تستطع المشي إلا على الكعب أو أصابع القدمين.

 وفقاً لعضوة أخرى في " CAG" التي أُرسلت إلى معسكر اعتقال في مدينة شيهيزي في شينجيانغ، أُجبر جميع المعتقلين على حفظ لوائح السجن وقواعده ويعاقبون إذا لم يتمكنوا من تلاوتها. أما الذين رفضوا كتابة البيانات التي تنبذ عقيدتهم فقد أجبروا على الوقوف وأيديهم مرفوعة أفقياً لساعات؛ وتكرار التعذيب في بعض الأحيان عشرة أيام على التوالي.

 كانت المحنة كل يوم في المعسكر. شعرت بالكثير من الضغط على ذهني وعبئاً ثقيلاً في قلبي، وأضافت أنه حتى بعد إطلاق سراحها، غالباً ما يتم استدعاؤها إلى مكتب المجتمع المحلي لكتابة تقارير عن أيديولوجيتها.

بقلم/ تشانغ شين

يستخدم إسم مستعار لأسباب أمنية.

ترجمة/ رضوى عادل

https://bitterwinter.org/cag-members-tortured-in-xinjiangs-internment-camps