جواسيس صينيون حاولوا خلق "إرهابيين أويغور" زائفين في أفغانستان

شي جين بينغ مع الرئيس التنفيذي لأفغانستان، عبد الله عبد الله.

 المصدر: وزارة الخارجية الصينية

01/14/2021 

بقلم/ ماسيمو إنتروفيجن

تم القبض على عشرة عملاء صينيين وطُردوا بهدوء بعد محاولتهم تأسيس فرع زائف لحركة تركستان الشرقية الإسلامية المنحلة

فى الأسبوع الماضى غادرت طائرة مستأجرة مطار كابول الى وجهة مجهولة في الصين. وكان على متن الطائرة عشرة صينيين تم القبض عليهم في أفغانستان في العاشر من ديسمبر، بعضهم في منزل لي يانغ يانغ الذي يعتقد أنه عميل إستخبارات بارز حيث عُثر أيضا على أسلحة وذخائر ومخدرات.

 وفي البداية، اتُهم العشرة بالإرهاب والتواطؤ مع شبكة حقاني، وهي الذراع العسكري لطالبان. وطلبت أفغانستان من السفير الصيني وانغ يو إعتذاراً رسمياً لطرد العملاء وأبلغته أنه بدون ذلك سيُحاكمون أمام محكمة جنائية محلية.

 ومع ذلك، فإن الأفغان أخطأوا في ذلك. ومع تقدم التحقيق، اتضح أن الجواسيس الصينيين لم يكونوا يحاولون دعم منظمة إرهابية حقيقية، بل إنشاء منظمة مزيفة. كانت حركة تركستان الشرقية الإسلامية ETIM موجودة في الماضي كمجموعة من المسلمين الأويغور "المتطرفين"، التي تأسست في عام 1989. ما فعلته الحركة، أو لم تفعله، هو مسألة أخرى. تكونت المجموعة من مجموعات صغيرة من المغتربين الأويغور في أفغانستان وباكستان وأوزبكستان. لقد قاتلوا جنباً إلى جنب مع الطالبان في مراحل مختلفة من الصراعات الأفغانية. وفي عام 2002، أدرجت الولايات المتحدة المجلس الدولي لحركة تركستان الشرقية الإسلامية ETIM كمنظمة إرهابية لها صلة بتنظيم القاعدة. وفي عام 2003، قُتل زعيم الحركة حسن مخدوم برصاص الجيش الباكستاني. وقد كان ينفي حتى قبل وفاته أي صلة له بالقاعدة، رغم إعترافه بأنه يدعم حركة طالبان.

 ولم يسمع الكثير عن " ETIM" في السنوات اللاحقة.  في عام 2008، بدأ ما يسمى الحزب الإسلامي التركستاني (TIM) يُظهر نفسه كحليف آخر على نطاق صغير من طالبان، مع صلات يشتبه بها مع تنظيم القاعدة. فقد أصدرت تهديدات ضد أولمبياد بكين 2008، قد يكون بعضها حقيقياً، والبعض الآخر اخترعته الإستخبارات الصينية، ولم تعقبه هجمات حقيقية. وفي فبراير 2010، قُتل زعيمها عبد الحق التركستاني بصاروخ أطلقته طائرة بدون طيار تابعة لوكالة الإستخبارات المركزية في باكستان. وادعت الصين أن"ETIM " و" TIM" هما نفس الشيء، ولكن آخرين شككوا في ذلك.

alleged-etim-militants

حقيقية أم كذب؟ يعرض تلفزيون الصين المركزي التابع للحزب الشيوعي الصيني صوراً لمقاتلين مزعومين من الحركة.

ويعتقد معظم علماء الإرهاب إنه لا يوجد دليل على أن ETIM أو حتى TIM مسئولة عن هجمات إرهابية فى شينجيانغ "تركستان الشرقية" بالرغم من أن السلطات الصينية نسبتها الى أكثر من 200 شخص. وقعت بعض الهجمات فى شينجيانغ، غير أن ETIM أو TIM لم تعلنا مسئوليتهما عنها. بعضها كان حقيقياً، والبعض الآخر ربما اخترعته الدعاية الصينية. في عام 2020، أزالت الولايات المتحدة ETIM من قائمة المنظمات الإرهابية، مدعية أنه لا يوجد دليل على أنها لا تزال موجودة. ومن ناحية أخرى، لا يزال مجلس الأمن الدولي وعدة دول يدرجون الحركة على قائمة الجماعات الإرهابية.

ولكن، إذا لم تعد ETIM موجودة، فإن علامتها التجارية كانت جاهزة للإستيلاء عليها. ويعتقد أن العملاء الصينيين كانوا في أفغانستان لإنشاء ETIM كاذبة، وكانوا يأملون في جذب بعض المغتربين الأويغور، وتنفيذ الهجمات الإرهابية، وإلقاء اللوم على الشعب الأويغوري، وبالتالي تبرير القمع في شينجيانغ.

وقد اكتشف المخابرات الأفغانية المؤامرة، ولتجنب المشاكل مع الصين، أعيد العملاء بهدوء إلى بلادهم. ولكن ليس هناك ما يدعو للإعتقاد بأن بكين لن تعيد مثل هذه الألعاب مرة أخرى.

ترجمة/ رضوى عادل

https://bitterwinter.org/chinese-spies-tried-to-create-false-uyghur-terrorists-in-afghanistan