استهدف قراصنة صينيون المئات من النشطاء والصحافيين والمعارضين الأويغور الذين يعيشون في الخارج، فقاموا بايقاعهم في الفخ والتجسس عليهم عبر فيس بوك ومواقع تواصل وتطبيقات أخرى، وفق ما أعلنت إدارة وادي السيليكون الأربعاء 24 مارس/ آذار.
وأوضح ناثانيال جلايشر المسؤول عن ضوابط الأمن الرقمي في فيس بوك خلال مؤتمر صحفي ودون اتهام النظام الصيني "نرى روابط واضحة مع الشركات والمواقع الجغرافية لهذا النشاط، لكن لا يمكننا أن نثبت بشكل رسمي من يقف وراء هذه العملية".
ووفق الشركة التي تتخذ من كاليفورنيا مقرا لها فإن القراصنة دفعوا ضحاياهم للنقر على روابط والدخول إلى مواقع ويب مفخخة أصابت أجهزة الكمبيوتر أو الهواتف الذكية ببرامج تجسس.
"عملية طويلة الأمد وذات موارد كبيرة"
وأضاف ناثانيال جلايشر في بيان أن "هذا النشاط له كل السمات المميزة لعملية طويلة الأمد ذات موارد كبيرة وتستر هوية من يقف وراءها".
ووفقا لفريقه للأمن الرقمي، فإن مناورات القراصنة تتم بشكل أساسي خارج فيس بوك، على مواقع إخبارية شرعية تم اختراقها أو عن طريق تطبيقات مزيفة يرجح جلبها اهتمام هذه الأقلية المسلمة المضطهدة في الصين، على غرار القواميس وتطبيقات الصلاة وما إلى ذلك.
وتسمى هذه التقنية بـ "حفرة الري" أو "the watering hole"، والتي تتمثل في تفخيخ مكان يرتاده الناس دون اتخاذ الحذر.
وعلى الشبكة الاجتماعية، ينتحل القراصنة صفة صحافيين أو مدافعين عن حقوق الإنسان أو أعضاء من الجالية لكسب ثقة الأويغور واستدراجهم إلى الفخ. تسمح هذه الاستراتيجيات للجواسيس بالوصول إلى المعلومات والكاميرات والميكروفونات التابعة لهواتف ضحاياهم.
ينحدر الأويغور المستهدفون بالأساس من شينجيانغ بالصين ويعيشون في أستراليا وكندا وكازاخستان وسوريا وتركيا والولايات المتحدة ودول أخرى.
يعلق ناثانيال جلايشر قائلا "رغم أن هذه العمليات طالت عددا قليلا من المستخدمين، أقل من 500 مستخدم عبر العالم، إلا أن التداعيات يمكن أن تكون خطيرة، فيمكنكم تخيل حجم أدوات المراقبة التي تم وضعها".
وفي إطار التصدي لعمليات التجسس هذه يقول فيس بوك إنه حظر تقاسم أسماء النطاق المفخخة على منصته، وأزال حسابات مجموعات وحذر الأشخاص المعنيين. كما قامت الشركة بتقاسم المعلومات مع شبكات اجتماعية أخرى.
تُعرف مجموعات القراصنة تحت أسماء "إيرث أمبوزا" أي "Earth Empusa" أو "بوازون كارب" "Poison Carp" أو "إيفيل أيز" "Evil Eye".
ويذكر أن الولايات المتحدة وعدة دول أوروبية شددت مؤخرا اللهجة ضد الصين التي تتهمها باحتجاز مئات الآلاف من مسلمي الأويغور وإخضاعهم لـ "عمليات تعقيم للعمل القسري" من جهتها تنفي بكين ذلك بشكل قاطع.