إدانات وعقوبات وتحركات دولية لمواجهة القمع وانتهاكات حقوق الإنسان واسعة النطاق التي تمارسها الصين بمنهجية ضد المسلمين فى شينجيانج "تركستان الشرقية"، حيث فرض الاتحاد الأوروبي مؤخرا 22\3\2021م عقوبات ضد الصين ومن قبله الولايات المتحدة الأمريكية، وصدور بيان مشترك لوزراء خارجية الولايات المتحدة وبريطانيا وأستراليا ونيوزيلندا يؤكد انتهاكات حقوق الإنسان التي ترتكبها الصين بحق الأويغور والأدلة على ذلك، كما وجهت الأمم المتحدة انتقادات لسجل الصين السيء ضد الأويغور وغيرهم من مسلمى المقاطعة، ودعمت العديد من الدول مطالبات وزير الخارجية البريطاني أمام مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة الذى هاجم سجل الصين السىء ضد الأويغور وغيرهم من المسلمين وطالب بحرية الوصول غير المقيد لشينجيانج لبحث الوضع الإنسانى بها. وغير ذلك من مواقف كثير من دول العالم والتي أدانت وانتقدت القمع الصيني للمسلمين الذى تصاعد منذ سنوات شاملا الحريات الدينية وأعمال السخرة، ومعسكرات الاعتقال الدوري لملايين المسلمين، التعقيم القسري والاغتصاب الممنهج، منع السفر، الرقابة الصارمة على كافة مناحي الحياة العامة والشخصية، التهجير القسرى، تدمير التراث، ...... تساءلت أين المسلمون!!!؟؟؟؟؟؟؟.
صمت القبور إلا من همهمات على استحياء في تركيا وماليزيا على ما تناهى لأسماعنا. أين عشرات الدول الإسلامية والعلاقات الحميمة مع الصين؟. وأين منظمتهم الضخمة "التعاون الإسلامى"؟. هل ألهتهم الدنيا وعقد الخوف ألسنتهم وشل أرجلهم فزحفوا إلى جحور الصمت بين قبور الموتى!!!؟؟؟.
دفعني هذا الصمت المريب لمراجعة ما تعاهدوا عليه فى منظمتهم التى تضم "57" دولة فوجدت في ميثاقهم الأحدث المحرر في داكار في ربيع الأول 1429هـ الآتى:
النص على مساعدة الجماعات والمجتمعات المسلمة خارج الدول الأعضاء على المحافظة على كرامتها وهويتها الثقافية والدينية.
كما أنهم عقدوا العزم على التعاون من أجل تحقيق أهداف معينة منها:- حماية حقوق الجماعات والمجتمعات المسلمة في الدول غير الأعضاء وصون كرامتها وهويتها الدينية والثقافية. ( بند 16 المادة الأولى من المبادىء والأهداف)
تعزز الدول الأعضاء وتساند على الصعيدين الوطني والدولي، الحكم الرشيد والديموقراطية وحقوق الإنسان والحريات الأساسية وسيادة القانون. ( بند 7 المادة الثانية من المبادىء والأهداف)
كما أن لدى المنظمة الهيئة الدائمة المستقلة لحقوق الإنسان، وكذلك محكمة العدل الإسلامية الدولية المنشأة في الكويت منذ عام 1987م.
إذن نحن أمام كيان ضخم له هيئات حقوقية وميثاق وأهداف تدعم حقوق الإنسان بصفة عامة وتحمي الأقليات المسلمة في مختلف أنحاء العالم.
هل هذا الكيان الضخم هيكل خداعي فارغ المضمون " نسمع جعجعة ولا نرى طحينا " كما يقول العرب.
حركت أحداث أورومجي الدامية 5/7/2009م المنظمة فأصدرت بيانا هزيلا لا يسمن ولا يغنى من جوع "جعجعة " أقرب للغزل منه للسياسة.
وما بعد ذلك فقدت المنظمة ذاكرتها ولم تتذكر مأساة الأويغور والقازاق والقرغيز وغيرهم وسائر مسلمي الصين إلا فى بيانين صحفيين؛ الأول : أعربت فيه المنظمة عن قلقها إزاء إصدار أحكام بالأعدام على الأويغور المسلمين فى منطقة شينجيانج ذاتية الحكم في الصين 14/8/2013م.
الثاني أعربت عن قلقها لما تتعرض له الأقلية المسلمة في جمهورية الصين الشعبية 2/6/2015م.
صمتت المنظمة ودولها عن الكلام في هذا الموضوع صمتا مريبا حتى في آخر قممهم التي عقدت بمكة المكرمة فى 31/5/2019م / 26 من شهر رمضان 1440هـ. لم تذكر المنظمة وقادة دولها عن مأساة الأويغور شيئا رغم أن انتهاكات الصين ضدهم كانت – ولازالت – في أوجها والعالم من حولهم يعج بالانتقادات ضد الصين.
إلا أنه وللأمانة ومن الجدير بالذكر فعلت المنظمة شيئا مثيرا ألا وهو (إطلاق مهرجان المنظمة السنيمائي) وهو للحقيقة - المرة – سيمثل استراحة المحارب –القاعد العاجز من غير أولى الضرر - بعد عناء النضال الوهمي المخادع في سبيل المضطهدين في مشارق الأرض ومغاربها !!!!!. وفرصة ذكية لمشاهدة حسناوات الفن ومواصلة الاسترخاء بعيدا عن أشواك السياسة وهموم الأقليات ومآسيهم وتحت عباءة التعاون الفني الإسلامي!!!!!!.
ويجدر بالذكر أن الأمين العام وفى ظل المأساة غرد لا فض فوه حول أمور هامة منها: حول لقاح كورونا ويوم المرأة العالمي وذلك في 18ـ 8/ 3/ 2021م تفاعلا منه مع الأحداث الجارية.
بعد عناء التفكير والبحث تذكرت حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم " كيف أنت إذا تداعت عليكم الأمم كما تتداعى الأكلة إلى قصعتهم، فقال الصحابة أو من قلة نحن يا رسول الله، قال لا بل أنتم يومئذ كثير ولكنكم غثاء كغثاء السيل " صدقت يا سيدي يا رسول الله.
د/ عز الدين الورداني
باحث متخصص في شؤون تركستان الشرقية