سجينات الرأي من عضوات الكنيسة يتحدثن.. العمل بالسخرة في السجون الصينية

ضابطات شرطة يقمن بدوريات في ورش عمل السجون النسائية

 04/09/2021 يانغ لوغوانغا

لا يتعلق الأمر بمعسكرات تركستان الشرقية فقط. تروي عضوات كنيسة (كاج) كيف كان عليهن العمل من 13 إلى 15 ساعة في اليوم في السجون العادية

 الأويغور وغيرهم من السجناء الأتراك الخاضعين للعمل بالسخرة في تركستان الشرقية يحتلون الكثير من الأخبار، وهم محقون في ذلك. ومع ذلك، فإن العمل بالسخرة هو واقع قاتم لجميع سجناء الرأي، في جميع المقاطعات الصينية. وجدت ثلاث عضوات (صينيات) في كنيسة (كاج)، وهي حركة دينية مسيحية جديدة محظورة، الشجاعة للتحدث إلى صحيفة بيتر وينتر حول المحن التي كان عليهم تحملها في السجون العادية.

 أدى العمل لمدة 15 ساعة في اليوم مع المواد الخطرة إلى حدوث إجهاض.

وصرحت عضوة من كنيسة (كاج) من منطقة جوانغشى تشوانغ في جنوب الصين لصحيفة بيتر وينتر إنها عملت لما يقرب من 15 ساعة يومياً خلال احتجازها، وما زالت غير قادرة على الوصول إلى الحصة عالية الكمية التي حددها السجن.

 يتطلب المنتج النهائي من الزهور الإصطناعية العديد من إجراءات العمل. كانت حصة مهمتي 250 زهرة كل يوم. إذا لم أتمكن من الإنتهاء من ذلك، سوف أعاقب على الوقوف كحارس. وفي الواقع، عوقبت بالوقوف كحراسة لمدة أربع إلى ست ساعات كل ليلة تقريباً، مما تسبب لها في مشاكل صحية خطيرة بسبب الحرمان من النوم.

 وتابعت قائلةً: "كانت رائحة علكة الزهور الإصطناعية سيئة للغاية، وكانت الخطوات المستخدمة شديدة الغبار، مما جعل شعري وملابسي ووجهي مغطى بالغبار. بعض الزهور الإصطناعية كانت صغيرة لدرجة أنني اضطررت إلى وضعها بالقرب مني لرؤيتها بوضوح. وبسبب التلامس لساعات طويلة مع هذه الأشياء، شعرت دائمًا بالسوء في حلقي وأنفي وعيني، وشعرت بطبقة سميكة من شيء مجعد على لساني، وتدريجياً، أصبح إحساسي بالذوق أقل حساسية.

ولأن البلاستيك المستخدم لهذه الزهور الإصطناعية يحتوي على المواد الكيميائية والعناصر المعدنية الثقيلة الضارة لجسم الإنسان، مثل كلوريد الفينيل، الفورمالديهايد والرصاص، يؤدي التلامس لفترات طويلة مع هذه الأمور بسهولة إلى إضطرابات الغدد الصماء، وانخفاض المناعة، وفقر الدم اللاتنسجي، وسرطان الدم وأمراض أخرى متعلقة بالدم.

وأضافت: إن بعض السجينات يأتيهن الحيض مرة واحدة خلال شهور قليلة، ولم يكن لدى بعضهن الحيض على الإطلاق خلال عام أو عامين، وأضافت أنه إلى جانب الظروف الصحية السيئة للغاية فى دار الإحتجاز فإن ملابسنا الداخلية لم تكن تجف حتى بعد وقت طويل من تعرضها للهواء، الأمر الذي غالباً ما تسبب لنا بأمراض نسائية. وفي السجن، كانت قلقة مما إذا كان ذلك سيؤثر على خصوبتها.

 أصبحت مخاوفها حقيقة واقعة. وعندما أُطلق سراحها بعد أن سُجنت لمدة سنة وثلاثة أشهر، كانت في ذلك الوقت تبلغ من العمر 30 عاماً، ظهرت بعض البقع العمرية على وجهها ويديها. وفي وقت لاحق، تم تشخيص إصابتها بفيروس الورم الحليمي البشري عالي الخطورة، وبرد الرحم، وفرط نفايات الدم، وعدم كفاية الأجسام المضادة (المعرضة للتسبب في الإجهاض) وغيرها من الأمراض. بعد إجهاضن، أخبرها الطبيب أنه من الأفضل ألا تحاول الولادة.

كان على “فريق الموت" العمل لمدة 13 ساعة كل يوم أثناء الوقوف. 

 وتم تعيين عضوة أخرى من أعضاء "كنيسة كاج" في سجن للنساء، حُكم عليها بالسجن لمدة ثلاث سنوات، في "فريق الموت" (أي "فريق يعمل حتى الموت") في سجن للنساء.

"إن التواجد في "فريق الموت" يعني السعي للحضور أمام الفرق الأخرى حتى لو كان العمل حتى الموت، وتجاوز الحصة على أساس ضمان الجودة. وأوضحت أن هذا هو السبب في أنه يسمى "فريق العمل حتى الموت.

وفي أبريل 2019، تم تعيينها في "فريق الموت" الذي يعمل في ورشة لصنع الملابس، حيث اضطرت إلى العمل وإنهاء 550 فستاناً أثناء الوقوف لمدة 13 ساعة يومياً. كان عليها أن تتحرك بشكل مستمر بين طاولات الكي، مع عدم وجود وقت حتى لتناول مشروب. كانت قد وخزت كفها بالمقص عدة مرات لإكمال المهمة بسرعة، حيث نزفت بشكل سيء.

 ولأن الوقوف لفترات طويلة تسبب لها بألم في الخصر، اضطرت إلى إستخدام المرحاض من خلال دعم نفسها بيدها على الحائط. وبسبب ألم لا يرحم في خصرها، تقدمت بطلب لنقل وظيفتها، ولكن تم توبيخها من قبل رئيسة خط الإنتاج (وهي سجينة أخرى)، التي قالت: الجميع مرضى هنا، لست وحدك.

 وبعد إطلاق سراحها من الاحتجاز، شُخصت حالتها بأنها مصابة بهبوط القرص الفقري القطني. كان لديها الكثير من الألم في الخصر لدرجة أنها لم تستطع تحمله بعد الجلوس لأكثر من عشر دقائق.

أُجبروا على العمل على الرغم من خلع الكتف

 وقد حُكم على عضوة في كنيسة كاج من مقاطعة خنان الوسطى بالسجن لمدة ثماني سنوات بسبب أنشطتها الدينية. وقد أخبرت صحيفة بيتر وينتر أنه خلال فترة سجنها، كان عليها أن تربط الحبال المرنة في خصر 1300 سروال كل يوم، ولم يُسمح لها بالحصول على راحة حتى عندما أصيبت.

 وفي إحدى المرات، أصيبت بالدوار وسقطت، مما تسبب في خلع كتفها الأيسر. وعلى الرغم من الألم الشديد، لم يُسمح لها بالتوقف عن العمل. وفي مرة أخرى، تعرض الجزء الأمامي لباطن ساقها اليمنى للإصطدام بزاوية قضيب معدني، وأصبحت ملابسها الداخلية الطويلة غارقة في الدم. استخدم الطبيب غرزاً لجروحها، ولكن قبل إزالة الغرز، أُجبرت على العمل مع العرج. ولأنها نزفت أكثر من اللازم وكانت سيئة التغذية لفترة طويلة، فقد أغمي عليها وسقطت في عدة مرات. كانت في حالة صحية سيئة لدرجة أنها شعرت أنه سيكون من المستحيل بالنسبة لها للخروج من السجن على قيد الحياة.

في الواقع، نجت لتروي قصتها. ولكن العمل لساعات طويلة للغاية تركها مع آلام المفاصل، والكتف المتجمد، وفتق القرص القطني، وخشونة في فقرات الرقبة، وغيرها من الأمراض. الآن لا يمكنها حتى رفع قطعة ثقيلة من الملابس.

ترجمة/ رضوى عادل

https://bitterwinter.org/slave-labor-in-chinese-jails-cag-women-prisoners-of-conscience-speak/