شقيق رئيس المؤتمر الأويغور العالمي محكوم عليه بالسجن المؤبد

دولقون عيسى، رئيس المؤتمر العالمي للأويغور، في نادي الصحافة الوطني في واشنطن، 7 مارس، 2018.

اشتهر خوشتار عيسى بأنه منظم إجتماعي وفكري أويغوري واعد، كما يقول أحد أصدقاء العائلة.

إذاعة آسيا الحرة، 2021-06-01

قال ضابط شرطة من المنطقة لإذاعة آسيا الحرة، إن شقيق رئيس المؤتمر العالمي للأويغور دولقون عيسى، تم سجنه مدى الحياة من قبل السلطات في تركستان الشرقية.

وبحسب ما ورد، اعتُقل خوشتار عيسى، وهومن سكان أقسو، في عام 1998 وحُكم عليه بالسجن لمدة عامين.

في بداية عام 2017 من حملة الإعتقال الجماعي في تركستان الشرقية، والتي يُعتقد أن السلطات بموجبها احتجزت ما يصل إلى 1.8 مليون من الأويغور وغيرهم من الأقليات المسلمة في شبكة من معسكرات الإعتقال، قال الضابط الذي رفض ذكر اسمه، أنه قد أُعيد اعتقاله أثناء عمله في مدرسة لتعليم قيادة السيارات لأنه كان سجيناً سابقاً. قال الضابط لإذاعة آسيا الحرة في 25 مايو: "لقد حُكم عليه بالسجن المؤبد".

قال ضابط شرطة آخر اتصلت به إذاعة آسيا الحرة إن خوشتار عيسى كان يعمل في مدرسة يونغان لتعليم قيادة السيارات، وأنه موجود حالياً في السجن. قال إن خمسة آخرين من المدرسة كانوا محتجزين معه، اثنان منهم حُكم عليهما بالفعل بالسجن. أضاف الضابط إنه لا يستطيع تقديم معلومات عن هوية الثلاثة الآخرين.

 وجاء الخبر في نفس اليوم الذي أصدرت فيه السلطات الصينية بياناً نفت فيه الإدعاء بوفاة والدة دولقون عيسى، آيخان محمد، في معسكر "إعادة التعليم"، وزعمت أن أسرتها تعيش بسلام.

وفي مؤتمر صحفي عُقد في أبريل، أجبرت السلطات الصينية أخت دولقون عيسى الكبرى في آقسو على التحدث في مقطع فيديو، نافية وفاة والدتها أثناء وجودها في أحد المعسكرات.

لكن السلطات لم تقدم أي معلومات عن الأخ الأكبر لدولقون عيسى، يالقون، أو أخيه الأصغر خوشتار، الذي لم يتلق أي معلومات عنه خلال السنوات الأربع الماضية.

 قال شخص يدعي أنه مطلع على الوضع في آقسو الأسبوع الماضي إن يالقون وخوشتار حُكم عليهما بالسجن لفترات طويلة، وأن السلطات لم تكشف عن المعلومات في مؤتمرها الصحفي الأخير.

لم تتمكن إذاعة آسيا الحرة من تأكيد تفاصيل الحكم المزعوم بحق يالقون.

قال موظف في قسم الإستئناف في النيابة العامة لمحافظة آقسو إنه لا يستطيع إعطاء إذاعة آسيا الحرة أي معلومات عن الأخوين.

334f6fac-2f5e-4108-9ea5-c9762746a369

خوشتار عيسى في صورة غير مؤرخة. الصورة من تقديم عائلة عيسى 

 

"جرائم" مزعومة

 بعد تخرج خوشتار عيسى من جامعة شيان جياوتونغ غونغلو Xi’an Jiaotong Gonglu في عام 1996، واجه صعوبة في العثور على وظيفة بسبب "المشاكل السياسية" لأخيه دولقون، وفقاً للمصدر المطلع على الوضع. أثناء البحث عن وظيفة، ظهرت "جرائمه المزعومة "، وحُكم عليه بالسجن لمدة عامين في عام 1998.

 كان الناشط الأويغوري دولقون عيسى زعيماً طلابياً في مظاهرات مؤيدة للديمقراطية في جامعة شينجيانغ في أورومتشي، عاصمة تركستان الشرقية، في عام 1988. دفعه الإضطهاد من قبل الحكومة الصينية إلى الفرار من الصين في عام 1994 وطلب اللجوء في ألمانيا حيث ساعد في تأسيس المؤتمر العالمي لشباب الأويغور وشغل منصب رئيسه التنفيذي. كما لعب دوراً في إنشاء مؤتمر الأويغور العالمي (WUC) في أبريل 2004.

قال حبيب الله إيزتشي، وهو صديق مقرب للعائلة يعيش الآن في سويسرا، إنه بعد إطلاق سراح خوشتار من السجن، دخل في عمل مع صديق وافتتح مطعماً يسمى أردابيل.

لكن خوشتار أُجبر على التخلي عن نصيبه في العمل بعد أن اكتشف أن الشرطة كانت تدخل وتخرج بإستمرار من المطعم لمراقبته، على حد قوله.

ثم عمل خوشتار كمدرس في مدارس زينيون أو جيلونغ Xinyun أو Jilong لتعليم قيادة السيارات، كما قالت موظفة من مدرسة هونغ تشي Hong Qi في آقسو لتعليم قيادة السيارات لإذاعة آسيا الحرة، لكنها أضافت أن الرجل اختفى من الحياة العامة منذ عدة سنوات.

  قال حبيب الله إزتشي: إن خوشتار قد تلقى عقوبة شديدة بسبب سمعته حيث أنه منظم اجتماعي وفكري أويغوري واعد، مما جعله شوكة في خاصرة السلطات الصينية.

قال: سواء في شيئان أو أورومتشي أو آقسو، أينما ذهب، كان في الأساس رجلاً نشطاً يهتم بمستقبل وطننا وشعبنا. بعض الأشياء التي قام بها كانت مشابهة جداً لعمل دولقون عيسى.

وقال المصدر المطلع على الوضع: إن السلطات احتجزت خوشتار أثناء وجوده في مدرسة لتعليم قيادة السيارات واقتادته كمدان سابق في بداية حملة الإعتقال عام 2017. أمضى عامين في معسكر اعتقال " مركزإعادة التعليم" في آقسو.

 

وأثناء وجوده في المعسكر، اتُهم خوشتار بإرتكاب أكثر من 10 جرائم وحُكم عليه بالسجن لمدة طويلة بسبب "أخطاء" ارتكبها خلال حياته، كما قال مدرس أويغوري من آقسو يعيش الآن في الخارج وتعرف على الوضع من طلابه السابقين. استنكرت السلطات مشاركته في الأنشطة الاجتماعية كطالب جامعي وتنظيم أحداث رياضية لطلاب الأويغور ووصفتها بأنها "مناهضة للثورة".

 كما قالت السلطات إن تفاعلاته الإجتماعية مع أصدقاء وزملاء شقيقه دولقون عيسى، وكذلك لقاءاته مع المثقفين الأويغور كانت "تحضيرات للإرهاب"، واعتبروا محادثاته مع زعماء دينيين معروفين في المناسبات الاجتماعية في آقسو "علامات" قال المعلم الأويغوري في الخارج الذي طلب عدم نشر اسمه.

 بعد إنكار وجود المعسكرات في البداية، غيرت الصين في عام 2019 مسارها وبدأت في وصف المعسكرات في المنطقة بأنها مراكز تدريب توفر التدريب المهني للأويغور، وتثبط التطرف، وتساعد في حماية البلاد من الإرهاب.

 لكن تقارير إذاعة آسيا الحرة ووسائل الإعلام الأخرى تشير إلى أن المحتجزين في المعسكرات هم معتقلون ضد إرادتهم ويتعرضون للتلقين السياسي، ويواجهون بشكل روتيني معاملة قاسية على أيدي المشرفين عليهم ويعانون من سوء التغذية وظروفاً غير صحية في المرافق المكتظة غالباً.

  وقد وصفت وزارة الخارجية الأمريكية – و كذلك البرلمانات في كندا وهولندا والمملكة المتحدة وليتوانيا - ممارسات الصين في المنطقة بأنها "إبادة جماعية" ، بينما تقول منظمة هيومن رايتس ووتش ومقرها نيويورك إنها تشكل جرائم ضد الإنسانية. كما صوت البرلمان الإيطالي بالإجماع الأسبوع الماضي على إدانة الفظائع الصينية ضد الأويغور والشعوب التركية الأخرى.

 

تقرير شهرت هوشور لخدمة الأويغور التابعة لإذاعة آسيا الحرة. ترجمتها خدمة الأويغور. كتبته باللغة الإنجليزية روزان جيرين.

ترجمة إلى العربية/ رضوى عادل

 

 

https://www.rfa.org/english/news/uyghur/hushtar-isa-06012021175745.html