الأويغور في الخارج يتحدثون في وسائل الإعلام بعد إتهام الفيلم الصيني لأفراد أسرتهم

كان عبد الحميد أبا بكري (في اليسار) وعبد الأحد أبا بكري (في اليمين) يديران العديد من الأعمال التجارية في مسقط رأسهما في تركستان الشرقية.

يقوم فيلم صيني بإلقاء اللوم على الأفراد في تركستان الشرقية على ما يدعيه إنه إرهاب وتطرف في المنطقة

الثلاثاء ، 3 أغسطس 2021 

وليام يانغ - تايبيه

 دِلسار عبد الحميد (21 عاماً)، وهي طالبة جامعية أويغور في تركيا، كانت آخر مرة سمعت فيها عن والدها في تركستان الشرقية، كانت في سبتمبر 2017. في رسالة على تطبيق الدردشة الصيني WeChat، حيث طلب منها ومن شقيقها عبد السلام عبد الحميد، الذي يعيش أيضاً في تركيا، الإعتناء بأنفسهم، وقال إنه يتطلع إلى لم شملهم معهم عند إنتهاء الفصل الدراسي.

 تضيف دِلسار: بعد ذلك بقليل، توقف عن الرد على رسائلي وشعرت بأنه ربما تم القبض عليه. بينما استمريت في التحدث إلى أمي، وكلما سألتها عن مكان والدي، كانت تخبرني ألا أقلق وتقول إنه سيعود إلى المنزل قريباً جداً.

 ولكن على مدى السنوات الثلاث التالية، لم تسمع هي وشقيقها أي كلمة عن والدها حتى ظهر فجأة في فيلم بثته القناة التلفزيونية الإنجليزية التابعة للدولة الصينية CGTN في أبريل 2021.

 زعم فيلم "الحرب في الظلال" The War in the Shadows: تحديات مكافحة الإرهاب في تركستان الشرقية أن مجموعة من المسؤولين ورجال الأعمال الأويغور في تركستان الشرقية كانوا مسؤولين عن تصاعد الإرهاب والتطرف في منطقة تركستان الشرقية التي تضم ملايين الأويغور والأقليات المسلمة الأخرى. .

 وقد اتُهمت الصين بسجن ما يصل إلى مليون مسلم من الأويغور في إقليم تركستان الشرقية وإخضاعهم للتعذيب والسخرة والتعقيم. وتنفي بكين إنتهاكات حقوق الإنسان ووصفت مرافق الإحتجاز في تركستان الشرقية بأنها معسكرات تعليمية مصممة لمكافحة الإرهاب.

 في فيلم شبكة CGTN، اتُهم مسؤول حكومي سابق في تركستان الشرقية، شيرزات باودون، بأنه العقل المدبر لشبكة من "المسؤولين ورجال الأعمال الفاسدين" الذين يخططون لأنشطة إرهابية في تركستان الشرقية ويقومون بتمويل الشباب الأويغور للإنضمام إلى تنظيم داعش الإرهابي في سوريا.

قال باودون في الفيلم: "لإنجاز أي شيء، تحتاج إلى قاعدة إقتصادية، لذلك فكرت في عائلة عبد الحميد وقمت بتجنيد الشقيقين".

 تم إتهام والد عبد الحميد، عبد الحميد أبا بكري، وعمه عبدالأحد أبا بكري، في الفيلم بالإنتماء إلى حركة تركستان الشرقية الإسلامية، التي صنفتها الأمم المتحدة كمنظمة إرهابية في عام 2002، وتم إتهامهما بتمويل نمو الإرهاب والتطرف في تركستان الشرقية، بما في ذلك المساهمة بأكثر من 1.3 مليون يورو للتنظيم. 

التوصيف الكاذب

يقول عبد السلام عبد الحميد إن توصيف والده وعمه في الفيلم خاطئ، لأنهما لم يكونا أبداً جزءاً من أي تنظيم سياسي. ويضيف: "بعد أن استقال والدي من وظيفته في أورومتشي عاصمة تركستان الشرقية، عاد إلى مسقط رأسه قاراقاش وبدأ أعماله التجارية الخاصة في مجال العقارات والنقل البري ومحطات الوقود".

تقول شقيقة عبد الحميد: إن رؤية والدها وعمها متهمين زورا بتمويل الإرهاب جعلها تشعر بصدمة شديدة، "تحطم قلبي إلى ملايين القطع ولم أستطع الأكل أو النوم لمدة يومين إلى ثلاثة أيام. لا أستطيع أن أتخيل كيف يشعر أبي في السجن."

أجرت الصحيفة الإيرلندية "آيرش تايمز" عدة مكالمات هاتفية للسفارة الصينية في أنقرة والقنصلية الصينية في إسطنبول للإستفسار عن حالتي والد عبد الحميد وعمه، لكن لم يرد أحد على المكالمات.

 عبد الحميد وشقيقته ليسا وحدهما من الأويغور في تركيا الذين تعرّفوا على أفراد أسرهم المفقودين في تركستان الشرقية من خلال الفيلم الذي بثته شبكة CGTN. فقد صُدمت آيقانات وحيد جان، وهي طالبة من أويغور تعيش في تركيا، عندما شاهدت والدها في الفيلم.

والدها وحيد جان عثمان، هو محرر كبير سابق في دار النشر التعليمية في تركستان الشرقية التي تديرها الحكومة، وقد اتُهم بإدراج محتوى يشجع على الإنفصالية في كتب الأويغور المدرسية لطلاب المدارس الإبتدائية والمتوسطة في عامي 2003 و 2009.

في فيلم شبكة CGTN، قال عبد الرزاق صايم، الرئيس الأويغوري السابق لدار النشر التعليمية في تركستان الشرقية، إنه أصدر تعليمات لعثمان ومحرر آخر من الأويغور لإدراج المزيد من المحتوى حول القمع العرقي في الكتب المدرسية، وأنه دعا عثمان ليكون مسؤولاً عن محتوى الكتب المدرسية لأن عثمان كان مؤثراً.

قالت إبنة عثمان إنها كانت عاجزة عن الكلام عندما تم توصيف والدها في الفيلم بأنه إرهابي. تقول: "سواء كان يقوم بتحرير الكتب أو نشر المقالات، كان والدي يحتاج دائماً إلى الحصول على موافقة الحكومة المحلية قبل أن يتمكن من نشر هذه المواد". لقد كان يفعل ذلك منذ سنوات والآن فجأة يقولون إنه إنفصالي. هذا لا يصدق."

سلط بعض الخبراء في دراسات الأويغور الضوء على بعض المقاطع في الكتاب المدرسي التي تتناقض مع الرواية التي قدمتها شبكة CGTN في الفيلم. استخدم الفيلم الوثائقي قصة سبع فتيات من الأويغور قاومن جنود المانشو خلال القرن الثامن عشر كدليل على أن عثمان كان يحاول الترويج لـ "الكراهية العرقية ضد الجنود الصينيين".

حظر الإتصال

ومع ذلك، قال الدكتور تيموثي جروس، الأستاذ المساعد لدراسات الصين في معهد روز هولمان للتكنولوجيا، إن مقاطع من كتاب الأويغور الدراسي الذي تم عرضه في الفيلم الوثائقي كُتبت في الواقع "مانشو" بدلاً من الجنود الصينيين.

على الرغم من أنهم فقدوا الإتصال بأفراد أسرهم في تركستان الشرقية لأكثر من أربع سنوات، قرر عبد الحميد ووحيد جان التحدث علناً عن آبائهم فقط بعد أن تمكنوا من تأكيد ما حدث لهم من خلال الفيلم الوثائقي لشبكة CGTN.

 قالت دِلسار عبد الحميد: "لم نتحدث في البداية لأننا كنا قلقين من أن ذلك قد يعرض بقية أفراد أسرتنا للخطر في تركستان الشرقية". "كنا نأمل أنه إذا أطعنا الحكومة الصينية، فقد يساعد ذلك في تخفيف وضع أفراد أسرتنا. لهذا التزمنا الصمت ".

 منذ عام 2017، قطع جميع الأويغور في تركستان الشرقية الإتصال بأفراد أسرهم في الخارج، حيث أن وجود أشخاص في الخارج يمكن استخدامه كسبب لإرسال شخص ما إلى أحد معسكرات الإعتقال ل"إعادة التعليم".

 

كانت هناك حالات حيث تم معاقبة أفراد الأسرة في تركستان الشرقية بعد أن استمر أولئك الذين يعيشون في الخارج في التحدث علناً عن معاناة أفراد أسرهم. نيرولا عليمة، أويغورية في السويد، قامت بتغريدة على تويتر عن إطلاق سراح إبنة عمها ماريا يعقوب من مركز إحتجاز محلي في العام الماضي، وبعد يوم واحد من تغريدتها، قامت الشرطة بإعتقال يعقوب وأخذها بعيداً. وفد حذروا والدي عليمة وأن يخبراها بالتوقف عن التغريد عن القضية.

ومع ذلك، يعتقد جروس أنه في حالات أخرى، قد يؤدي التحدث علانية إلى ممارسة بعض الضغط على الحكومة الصينية. ويقول: "مع اقتراب دورة الألعاب الأولمبية الشتوية لعام 2022 في بكين، قد يؤدي الضغط الدولي الناتج عن الحالات الفردية إلى نتائج إيجابية". "في كثير من الحالات، حقق الأويغور والقازاق الذين تحدثوا عن أقاربهم المحتجزين بعض النجاح في ضمان إطلاق سراح أحبائهم."

تقول آيقانات وحيد جان إنها ستواصل التحدث عن والدها حتى يتم الضغط على بكين، لأنها تعتقد أنه تم إتهامه زورا. تقول: "سأستمر في سرد ​​قصة والدي لوسائل الإعلام، وآمل أن يفهم العالم أنه بريء". "وبصفتي ابنته، فإنني ملزمة بإثبات أنه ليس إنفصالياً أو إرهابياً". 

 

ترجمة/ رضوى عادل

https://www.irishtimes.com/news/world/asia-pacific/overseas-uighurs-speak-out-after-film-accuses-family-members-1.4628636