دستور نيوز10 أغسطس 2021
جوهر إلهام توختي- واشنطن
10/08/2021
من فضلك انتظر.. سأخرجك من هناك. بقلب مكسور وجهت جوهر توختي رسالتها. في مقابلة مع “أخبار آلان” تحدثت جوهر توختي عن معاناة كونها ابنة الباحث الأويغوري المسجون إلهام توختي، الذي يواجه عقوبة بالسجن المؤبد فقط لكونه مفكرا وباحثا، أراد الكشف عن الحقائق التي أرادت الحكومة الصينية دفنها عن أعين العالم. وبحسب إلهام، فإن كل هذه الحقائق دُفنت بعيدًا عن أعين العالم ولم يتمكن الناس من الوصول إلى كل هذه المعلومات لعدم وجود حرية الوصول إلى وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي في الصين. كان إلهام توختي يحاول استعادة الناس وإنشاء جسور من التواصل الحر والوصول الحر إلى الحقيقة. وبحسب ابنته جوهر، فقد استخدم إلهام توختي الكلمات كسلاح للدفاع عن حقوقه والدفاع عن حقوق شعب الأويغور، وكان عمله لأكثر من عقدين لتعزيز الحوار والتفاهم بين شعب الأويغور وشعب الهان الصيني.. قالت جوهر: كان والدي من أوائل المثقفين الأويغور الذين تم اعتقالهم وكان في الواقع أول شخص يحمل جواز سفر صينيًا وحُكم عليه بالسجن المؤبد منذ الثورة الثقافية. وذكرت أن هذا من الأسباب المحتملة لسجنه، حيث يعاني الأويغور من المعاناة وهناك فوارق كبيرة تحدث في شينجيانغ (تركستان الشرقية)، مثل احتلال الصينيين الهان لجميع الوظائف في السوق، والتمييز في عملية التوظيف وعدم إعطاء حقوق الأويغور كافية في التعليم أو الوصول إلى التعليم.
جائزة ساخاروف، أعلى جائزة أوروبية في مجال حقوق الإنسان، قالت جوهر إلهام، أثناء حصولها على الجائزة في مدينة ستراسبورغ الفرنسية بجوار كرسي فارغ تم استخدامه كرمز لشغور والدها: “إنها ممتنة لفرصة سرد معاناة والدها”. والدها الذي يقبع خلف القضبان بتهم لا أساس لها “. اشتهر إلهام توختي بأبحاثه حول العلاقة بين المسلمين الأويغور، الذين يعيش معظمهم في شينجيانغ (تركستان الشرقية)، ومجموعة هان العرقية التي تضم الغالبية العظمى من الشعب الصيني. اتهم موقع إلكتروني أدى به إلى عقوبة السجن المؤبد في بكين الباحث الاقتصادي بتشجيع انفصال شينجيانغ عن الصين من خلال أوراقه البحثية التي كان ينشرها على موقعه على الإنترنت، وتم اعتقاله ومحاكمته في عام 2014. حكمت محكمة الشعب في أورومتشي على توختي عاصمة شينجيانغ ذاتية الحكم بشمال غرب الصين في 23 سبتمبر 2014 إلى السجن مدى الحياة. وأكد الباحثون أن أفكار إلهام توختي لم تتجاوز نطاق الاعتدال. على العكس من ذلك، شكلت صوتًا دعا إلى ضرورة الحوار بين جميع أطياف المجتمع الصيني وعدم قبول الأفكار التي تحاول بكين نشرها حول الأويغور. تم إنشاء موقع الأويغور من قبل إلهام في عام 2006 كمنصة استشارية له ولغيره من المثقفين الأويغور للترويج للأصوات من داخل مجتمعهم لشعب الصين والعالم بأسره. كما قالت جوهر، تحاول الصين بشتى الطرق منع حرية التواصل في أرضها، حيث كان والدها يحاول استعادة الناس، وحرية الاتصال، وحرية الوصول إلى الحقيقة بطرق مختلفة. تم استخدام الموقع للفت الانتباه إلى التمييز الذي يواجهه الأويغور في منطقة شينجيانغ من القيود المفروضة على ممارسة الدين واستخدام اللغة الأم، والقيود الأخرى المفروضة على الممارسات الثقافية، حيث سعت السلطات لقمع شعب الأويغور وغيره من الشعوب المسلمة. جوهر تطالب بالإفراج عن والدها، وحصل والدها، الذي حكم عليه بالسجن المؤبد بتهمة التحريض على انفصال شينجيانغ عن الصين، على جائزة ساخاروف نيابة عنه. في مقابلتها مع أخبار الآن، أرسلت جوهر رسالة إلى والدها المحتجز، “أرجوك إنتظر.. سأبذل قصارى جهدي وفي يوم من الأيام أخرجك من هناك”. الصين ترفض مسعى الاتحاد الأوروبي للقاء إلهام توختي. وفي السياق ذاته، رفضت الصين المطالب الأوروبية بمقابلة الباحث المنتمي لشعب الأويغور إلهام توختي، مما يشير إلى تراجع فرص تحقيق انفراج في الجمود وسط توترات بين البلدين. وقال المتحدث باسم حكومة شينجيانغ، شو جويشيانج للصحفيين إنه لم يكن هناك “تقدم جوهري جديد” في المفاوضات للسماح للدبلوماسيين الأوروبيين بزيارة المنطقة، وألقى باللوم على “الطلبات غير المعقولة” من بروكسل، مثل مطالب مقابلة الأويغور المسجونين بما في ذلك توختي. بينما تحث الصين بانتظام الدبلوماسيين ووسائل الإعلام والمراقبين الأجانب الآخرين على زيارة شينجيانغ، فإن الزيارات الرسمية تخضع لرقابة مشددة والزيارات غير الرسمية غالبًا ما تخضع لتدخل الشرطة. وأضاف شو أن أولئك الذين يزورون “بعقول منحازة” لن يكونوا موضع ترحيب. ومع ذلك، قال شو إن الصين تولي اهتماما كبيرا لجهود استضافة كبار الدبلوماسيين الأوروبيين وستوفر أكبر قدر ممكن من الراحة وسهولة الوصول إليها. وقال: نأمل أن تتاح الفرصة للناس من جميع أنحاء البلاد للذهاب إلى شينجيانغ.
