مقابلة: " لقد تحطم قلبي حقاً عندما اكتشفت ما حدث في تركستان الشرقية "

ترتدي العارضات ملابس من صنع المصممة لويز شين ويعرضن لافتات أيضاً خلال عرض أزياء رقمي في ستوكهولم، السويد، أغسطس 2021.

خصصت المصممة الصينية السويدية لويز شين أول عرض أزياء رقمي لها لشعب الأويغور.

إذاعة آسيا الحرة، 2021-09-02

 لويز شين هي مصممة أزياء صينية سويدية أطلقت علامتها التجارية التي تحمل إسمها ومقرها ستوكهولم في نوفمبر 2020 كأول علامة تجارية للإيجار فقط في إسكندنافيا. تقوم شين بتحويل المواد المعاد تدويرها إلى فساتين مصنوعة يدوياً ومتقنة وملونة للعملاء لإستئجارها بدلاً من شراءها، على أمل تغيير أنماط الإستهلاك كملابس مستديمة. خصصت عرض الأزياء الرقمي الخاص بها في 31 أغسطس لرفع مستوى الوعي حول سياسات الإبادة الجماعية للأويغور التي تستهدف المسلمين في منطقة تركستان الشرقية شمال غرب الصين. انتهى عرض الفيديو الذي استمر خمس دقائق بنموذج يرتدي معطفاً مطبوعاً كجريدة ويكشف عن لافتة كتب عليها "الحرية للأويغور: أوقفوا جميع الإبادة الجماعية". تحدثت شين التي وُلدت في الصين إلى المراسلة نورمان عبد الرشيد من إذاعة آسيا الحرة يوم الخميس حول سبب قرارها إستخدام الأزياء الراقية للفت الإنتباه إلى محنة الأويغور، وما الذي ألهمها للقيام بالإحتجاج في عرض الأزياء، وكيف إستخدمت مساعدة جوهر توختي، إبنة الأكاديمي الأويغوري المعتقل إلهام توختي للفت الإنتباه إلى استخدام الأويغور للعمل القسري في صناعة الملابس.

 إذاعة آسيا الحرة: كيف استطعتِ إستخدام الأزياء الراقية لتعزيز الوعي بمحنة الأويغور؟

 لويز شين: أعتقد أن جميع المشاكل التي يسببها البشر في هذا العالم تستند إلى الإعتقاد الخاطئ بأننا منفصلون، وأن هناك "نحن" و "هم" - أننا أفارقة وصينيين ومسيحيين، ومسلمين، أننا مختلفون. وأننا نرى فقط الإختلافات بدلاً من مدى تشابهنا جميعاً وكيف يمكننا أن نتحد، وأنه لا يوجد شيء يمكن لشخص أن يفعله ولن يؤثر على شخص آخر في النهاية. كل شيء في هذا العالم متصل ببعضه البعض وليس نحن فقط، ولكن أيضاً الحيوانات في الطبيعة. ويجب ألا نستخدم ما يميزنا ضد بعضنا البعض أو ضد الطبيعة أو ضد الحيوانات. وأن نفهم أن كل ما نقوم به سيعود إلينا. وبسبب هذا الإعتقاد، بدأت هذه الخطة، فهي ليست إتجاهاً للتركيز على الإستدامة أو التنوع. إنها نفس المشكلة أو القضية بالنسبة لي. نحن بحاجة إلى القيام بكل ما يلزم للمساهمة في مجتمع أفضل. مع كل ما نقوم به، يجب أن نترك العالم أفضل قليلاً مما وجدناه. إذا فكر الجميع بنفس العقلية ، فسيكون لدينا عالم رائع مذهل. لذلك خصصت أول عرض أزياء لي لمجتمع الأويغور لأنني صينية. فقد تحطم قلبي عندما اكتشفت ما يحدث في تركستان الشرقية. في البداية لم أصدق ذلك لأنه كان مخالفاً لكل شيء كنت أؤمن به عندما كنت طفلة. لم أستطع أن أفهم كيف يمكننا أن ندع شيئاً فظيعاً مثل هذا يحدث اليوم في عام 2021، وأننا لا نفعل المزيد حيال ذلك.

حاولت المساعدة مع الأحزاب السياسية والإتصال بالحكومة ومنظمات المساعدة، لكنني حصلت على "الرفض" من الجميع. لم أشعر أبداً بهذا اليأس في حياتي كلها، ولم أشعر أبداً بصغر حجمي طيلة حياتي. ثم توقفت للحظة وأدركت أن الطريقة الوحيدة التي يمكنني المساعدة بها ستكون من خلال إبداعي، وأزيائي، وملابسي. وهكذا بدأت العرض. اليوم قمت للتو بتقديم GoFundMe [نداء لجمع التبرعات] لأطفال الأويغور في المنفى، حيث يوجد معظمهم في تركيا في الوقت الحالي. أعتقد أنه إذا أعطيت شخصاً سمكة فسيحصل على طعام ليوم واحد، ولكن إذا علمته كيفية الصيد، فسيكون لديه طعام مدى الحياة. توجد هناك مدرسة تعلم الأطفال الأويغور وتحافظ على سلامتهم داخل المجتمع والأسرة. أعتقد أنه أمر رائع، وأريد دعم ذلك. هؤلاء الأطفال مثلنا تماماً. لا فرق بيننا وبينهم. لديهم أحلام وآمال. آمل حقاً أن نتمكن من تحقيق أحلامهم عن طريق هذا المشروع GoFundMe لجمع التبرعات ومع مشروع الأزياء، يمكننا تحقيق أحلامهم.

إذاعة آسيا الحرة: ما الذي ألهمك للقيام بهذا النوع من عروض الأزياء؟

 لويز شين: لقد خطرت لي عندما كنت في مرحلة متدنية جداً من حياتي وشعرت بالحزن الشديد بسبب كل ما يحدث في حياتي الشخصية. ثم فكرت أن الأشخاص الذين قلت إنني سأساعدهم يمرون بما هو أسوأ كثيراً من أي شيء مررت به طوال حياتي.  قلت لنفسي لا أستطيع الجلوس هناك والشفقة على نفسي عندما يكون هناك الكثير من الناس الذين لا يملكون حتى أصواتهم الخاصة، وقد أصبح ذلك مصدر قوة بالنسبة لي. لذلك، لقد أعطاني هذا كل الوقود والقوة اللازمين لإنشاء عرض الأزياء، كان هذا سبباً كنت متحمسة له للغاية لأكثر من عام حتى الآن منذ أن بدأت هذه العلامة التجارية. إنه ليس مجرد إتجاه، ولكنه شيء حاولت تثقيف نفسي عنه ومحاولة القيام بما يمكنني القيام به في فترة زمنية أطول.

 في الوقت نفسه، تحدثت إلى صديقة وأخبرتها أنني لا أستطيع أن أفهم كيف لم يشعر الآخرون بالدمار الذي شعرت به حيال الإبادة الجماعية للأويغور، لأن هذا هو أسوأ شيء حدث بعد الهولوكوست. كيف يمكن للناس معرفة ما يحدث ولا يهتمون بالأمر؟ ما قالته هو أن الجميع يرتبط بأشياء مختلفة إعتماداً على خلفيتهم الخاصة. أنا مرتبط بما يحدث لأنني من الصين، وهي قريبة جداً مني. لهذا السبب دعوت كل هؤلاء العارضات للمشاركة في عرض الأزياء الرقمي. لقد أتين من خلفيات مختلفة ومعظمهن صنعن ذلك بمفردهن بشغفهن وحده. إنهن يحتفلن بقضايا حقوق الإنسان، ولأنني أستخدم هذا العرض لأرفع صوت الأويغور، أريد منهن أن يرفعن أصواتهن لما هن متحمسات له أيضاً.

 

إذاعة آسيا الحرة: على الرغم من أن بعض مصنعي الملابس يعرفون عن عمل الأويغور القسري في إنتاج الملابس، إلا أنهم استمروا في التعامل مع الصين. ما هي رسالتك حول هذا الأمر إلى صناع الملابس؟

 لويز شين: أود أن أقول أولاً وقبل كل شيء، أفهم أن لديهم الكثير ليخسروه لأنه في نهاية اليوم كلنا بشر ونريد فقط أن نحاول كسب لقمة العيش. خلف شركة ضخمة، علامة تجارية ضخمة، هناك أيضاً شخص لديه قلب ومشاعر ويهتم. هذا الشخص بالذات هو الشخص الذي أتحدث إليه الآن. آمل حقاً أن نتمكن من فهم مدى قوتنا بالفعل وأننا لسنا بحاجة للخوف لأنه إذا اتحد الناس فيمكنهم فعل الكثير لتغيير العالم، إن قوة الأفراد أقوى من سلطة أي شركة أو دولة أو أي شيء يمكن أن يكون ضدنا.

  أعتقد أنه بمجرد أن تطمئن قلوب الناس، سيتوالى كل شيء آخر. لذا فإن أسوأ شيء سيحدث في البداية هو أنهم سيخسرون المال، إذا قاموا بتأييد الأويغور. ربما لهذا السبب تخشى الكثير من العلامات التجارية فعل ذلك. لكن ما الذي يمكن أن يكون أسوأ من أن تفقد إنسانيتك؟... أنا أفهمهم تماماً. أفهم أن هناك الكثير على المحك. لكنني أعتقد أننا إذا تصرفنا بدافع الشجاعة وواجهنا بدلاً من الخوف، فسيكون نوعاً مختلفاً تماماً من الصناعة ونوعاً كاملاً من المجتمع.

إذاعة آسيا الحرة: هل لديك أي خطط أخرى للإستمرار في زيادة الوعي بقضية العمل القسري للأويغور؟

لويز شين: أثناء قيامي بهذا العرض، تواصلت مع صديقة رائعة وهي جوهر توختي، التي سأجري معها حديثاً مباشراً على الإنستغرام. سنتحدث عن العمل القسري للأويغور ومدى أهميته وكيف يمكننا إستخدام قوتنا كشركة لإنهاء ما يحدث. ستتحدث عن أهمية الكيفية التي نحتاج إليها لتأييد الدعوة إلى العمل. آمل حقاً أن يتمكن أكبر عدد ممكن من الأشخاص من الإنضمام إلى هذا الحديث المباشر لأن ما ستقوله مهم للغاية. لقد علمت الكثير عنها وعن هذا الوضع كله في يومين أو ثلاثة بعد أن التقينا ببعضنا البعض.

 

تقرير نورمان عبد الرشيد في إذاعة آسيا الحرة. كتبتها باللغة الإنجليزية روزان جيرين.

 

ترجمة إلى العربية/ رضوى عادل

https://www.rfa.org/english/news/uyghur/louise-xin-09022021182940.html?fbclid=IwAR0oB1Ue-TI_ZccGRDVy0h4ESM9y0JyZ1McaFm7Fnyo76CGmDPiHDFnMtT0