أويغورية تنتظر مع أربعة أطفال في أحد شوارع كاشغر بتركستان الشرقية، 4 يونيو، 2019.
يتم إقران الشباب الصينيين الهان مع أطفال الأويغور في أحدث برنامج للإستيعاب القسري.
بقلم/ جولشيهرا خوجا
21/10/2021
تعمل الحكومة الصينية على ربط الشباب الصينيين الذين يمثلون الأغلبية العرقية من الهان بأطفال الأويغور في المرحلة الأخيرة من برنامج المراقبة والإستيعاب القسري الذي يقول الأويغور إنه يظهر نية بكين للإبادة الجماعية تجاه المسلمين في تركستان الشرقية.
إن سياسة "زهرة الرمان"، التي كشفت عنها وسائل الإعلام الحكومية الشهر الماضي، تأتي في أعقاب برنامج مثير للإستياء على نطاق واسع حيث تم إرسال 1.2 مليون موظف حكومي من الهان للعيش مع عائلات الأويغور ومراقبتها في تركستان الشرقية.
أدان الأويغور سياسة "التحول إلى أسرة" التي استمرت ثلاث سنوات بإعتبارها مدمرة للحياة الأسرية، ووصف البعض تكاثر الكوادر الصينية في المنازل بأنها "إغتصاب منظم" و "إبادة جماعية" تهدف إلى القضاء على 12 مليون أويغوري وأفراد أسرهم وثقافتهم القديمة في آسيا الوسطى.
وفي إطار البرنامج الذي يستهدف الأطفال، يتصل "الأقارب" الهان الذين يتم تعيينهم من الدولة من جميع أنحاء الصين بالشباب الأويغور عبر الهاتف ويقومون بزيارتهم إلى تركستان الشرقية.
ويعكس برنامج "زهرة الرمان" شعار الحكومة بأن جميع المجموعات العرقية في البلاد يجب أن "تعانق بعضها البعض بإحكام مثل بذور الرمان" لتحقيق جنسية صينية تتجاوز العرق. والأقليات العرقية - بدءاً من الأويغور والتبتيين، ولكن أيضاً بما في ذلك المنغوليين والكوريين الذين أُمروا بتقليل أو إنهاء التعليم بلغتهم – وهذا يُعتبر إستيعاباً قسرياً.
وفقاً لتقرير نُشر في 11 سبتمبر في موقع تنريتاغ (تيانشان)، الموقع الرسمي لحكومة شينجيانغ، قام الأطفال الصغار وتلاميذ المدارس الابتدائية في قرية واحدة في كاشغر بالتصويت على "تحقيق هدف التحول إلى أسرة" مع شباب الهان من جميع أنحاء الصين.
وقال تقرير تنريتاغ، أنه في خلال أكثر من أسبوع بقليل، تم ربط ما يقرب من 40 طفلاً في قرية واحدة، بما في ذلك مهليا محمود البالغة من العمر عاماً واحداً، مع 36 زوجاً من "أقارب" برنامج زهرة الرمان من حوالي 30 مدينة عبر 13 مقاطعة ومنطقة وبلدية في الصين.
وقال زيهو بينج تشانج، سكرتير حزب القرية، دعماً لبرنامج زهرة الرمان، إن قرية آياغ تشيجيتوغ Ayagh Chigetugh في مقاطعة ينجيسار في كاشغر كانت في يوم من الأيام واحدة من أفقر القرى في جميع أنحاء الصين، لكنها اكتسبت الأمل.
وعلى وجه الخصوص، يأمل أطفال القرية، وهم يكبرون، أن يحصلوا على الكثير من الدفء والرعاية؛ أنهم سيكونون قادرين على الذهاب ورؤية الأماكن في جميع أنحاء البلاد؛ وأنهم سيفهمون بشكل أعمق الأسرة العظيمة للأمة الصينية.
قال التقرير إن العديد من الأويغور تحدثوا بالفعل عبر الهاتف مع "عائلاتهم" المنتدبين لهم في مقاطعات صينية أخرى، والذين بدورهم يخططون للذهاب إلى تركستان الشرقية لزيارة أطفالهم.
لكن التقرير لم يشرح سبب ضرورة ربط الأطفال الصغار أو الأطفال في سن ما قبل المدرسة مع أفراد عائلة الهان أو مكان وجود والديهم.
قال إيلشات حسن، محلل أويغوري مقيم في الولايات المتحدة والرئيس السابق لجمعية الأويغور الأمريكية: "يبدو أنهم لم يقدموا أي معلومات عن ذلك". "لماذا إذا كان هؤلاء آباء هؤلاء الأطفال بجانبهم، فهل سيحتاجون إلى "رعاية "و" حب الآخرين؟"
قال إيلشات: إن والديهم إما احتُجزوا في شبكة واسعة من معسكرات الإعتقال في الصين أو نُقلوا إلى مواقع أخرى لأداء أعمال العمل القسري.
وقد احتجزت الصين ما يصل إلى 1.8 مليون من الأويغور وآخرين في معسكرات الإعتقال منذ عام 2017، بينما رفضت الأدلة الموثقة على نطاق واسع على العديد من الإنتهاكات في نظام المعسكرات. وتقول الصين إن المعسكرات عبارة عن مرافق تدريب مهني حيث يتعلم الأويغور وغيرهم من الأتراك المهارات في محاولة لمنع التطرف الديني والإرهاب في المنطقة، حيث يعيش حوالي 12 مليون من الأويغور.
وحدة الأعراق
وقد شجعت الحكومة الصينية سابقاً سياسات مثل "وحدة الأعراق" و "العناصر الثلاثة غير المنفصلة" منذ نهاية عام 2016 لجلب المجموعات العرقية المختلفة بشكل أوثق في نطاق المصلحة الوطنية والأمن.
وقال الناشط الأويغوري المقيم في كندا محمد توختي، والمدير التنفيذي لمشروع الدفاع عن حقوق الأويغور، إن الإقتران القسري بين الرضع والأطفال الصغار من الأويغور مع الهان في المقاطعات الصينية هو أحدث الأمثلة على سياسات الإبادة الجماعية في الصين.
وأشار إلى أن هذه الخطوة هي دليل آخر على ظروف نية الإبادة الجماعية ضد جماعة، على النحو المحدد في القانون والإتفاقيات الدولية.
قال محمد لإذاعة آسيا الحرة: "إذا كانت نية الحكومة الصينية هي رعاية هؤلاء الأطفال، فإنها ستخلق بيئة صحية يمكن للأطفال أن يكبروا فيها مع والديهم".
فصل الأطفال عن والديهم، أو حتى قتل الوالدين بإستخدام جميع الأساليب، وإرسال هؤلاء الأطفال إلى بيئة أجنبية، أو الخروج مع أطفال الهان، في بيئة الهان – يمكن أن يسمونها ما يريدون - إرسال الأطفال إلى مثل هذه البيئة هو على وجه التحديد مثال نموذجي للقضاء عليهم، (أي الإبادة الجماعية).
وكجزء من سياسة التحول إلى الأسرة، تنظم الحكومة الصينية أنشطة "أسبوع الأسرة" في تركستان الشرقية حيث يأكل "الأقارب" الهان ويعيشون ويعملون ويدرسون جنباً إلى جنب مع الأويغور الذين تم تكليفهم بمراقبتهم.
قالت زمرد داوود وقلب النور صديق، وهما محتجزتان سابقتان في معسكرات الإعتقال في إقليم تركستان الشرقية، لوسائل الإعلام الدولية، إن الأويغور أجبروا على تناول طعام غير حلال وشرب النبيذ من قبل أقاربهم الصينيين، وأن الفتيات والنساء الأويغور قد تعرضن للإعتداء الجنسي في منازلهم.
قال المحلل الأويغوري إيلشات حسن إن سياسة "زهرة الرمان" تتجاوز الإستيعاب وتصعيد الإبادة الجماعية.
وأضاف: أن هؤلاء الأطفال ما زالوا في وطنهم، لكن الدولة تحاول إستيعابهم، للقضاء على لغتهم وثقافتهم". "هذه إبادة جماعية."
وطالب إيلشات المجتمع الدولي بإتخاذ إجراءات عاجلة لإنهاء الإبادة الجماعية ضد الأويغور.
وقد وصفت البرلمانات في كندا وهولندا والمملكة المتحدة وليتوانيا ووزارة الخارجية الأمريكية تصرفات الصين في المنطقة بأنها "إبادة جماعية"، بينما تقول منظمة هيومن رايتس ووتش ومقرها نيويورك إنها تشكل جرائم ضد الإنسانية.
وقال: لم يكن هناك أي رد من الأمم المتحدة حتى الآن. لم يتم اتخاذ أي إجراء لوقف هذا حتى الآن. قد تكون هذه سياسة لبقية العالم، لكنها مسألة حياة بالنسبة لنا. نحن نصرخ ونحتج لإيقاف هذه الإبادة الجماعية. إنها مأساة للبشرية جمعاء، وليس فقط بالنسبة لنا.
ترجمتها خدمة الأويغور. بقلم روزان جيرين باللغة الإنجليزية.
ترجمة إلى العربية/ رضوى عادل
https://www.rfa.org/english/news/uyghur/pomegranate-flower-program-10212021092622.html