لوحة جدارية رسمها فنان الشارع الفرنسي ماهن كلوكس في مدينة مرسيليا الساحلية جنوب فرنسا، أكتوبر 2021، واللوحة تصور تورسوناي زياودون، المعتقلة الأويغورية السابقة التي غادرت الصين وتحدثت علناً عن تجربتها في معسكر إعتقال هناك.
رسم فنان الشارع الفرنسي ماهن كلوكس لوحة لتورسوناي زياودون على جدار مبنى في مرسيليا للتوعية بأزمة الأويغور.
إذاعة آسيا الحرة، 2021.10.18
رسم فنان جداريات يقوم بالدفاع عن المظلومين صورة لإحدى الناجيات الأويغوريات السابقات من معسكر إعتقال في مبنى في ثاني أكبر مدينة في فرنسا لزيادة الوعي بقضية الأقلية المسلمة المضطهدة في تركستان الشرقية.
تزين صورة فنان الشارع الفرنسي ماهن كلوكس جانب مبنى يمثل المقر الإقليمي لشركة الإتصالات الوطنية أورانج في مرسيليا، وهي مدينة ساحلية رئيسية في جنوب فرنسا. اللوحة لتورسوناي زياودون، التي تحدثت علناً وأدلت بشهادتها عن تجربتها في معسكر الإعتقال الصيني.
قال كلوكس، وهو ناشط في مجال حقوق الإنسان لإذاعة آسيا الحرة هذا الشهر: كنت على علم بما يحدث في الصين بشأن الأويغور، وكنت آمل أن أكون قادراً على التحدث عن ذلك.
وقد احتجزت الصين ما يصل إلى 1.8 مليون من الأويغور وآخرين في المعسكرات منذ عام 2017، ورفضت الأدلة الموثقة الكثيرة والمنتشرة لبرنامج الإعتقال، بما في ذلك شهادات من معتقلين سابقين وحراس وصفوا ما يحدث في مقابلات مع إذاعة آسيا الحرة ووسائل الإعلام الأخرى.
وقالت الصين إن المعسكرات عبارة عن مرافق تدريب مهني حيث يتعلم الأويغور والأقليات العرقية التركية الأخرى المهارات في إطار برنامج يهدف إلى منع التطرف الديني في المنطقة، حيث يعيش حوالي 12 مليون من الأويغور معظمهم من المسلمين.
وقد نشرت إذاعة آسيا الحرة وغيرها من وسائل الإعلام الدولية تقارير عن إنتهاكات واسعة النطاق تعرضت لها تورسوناي ومحتجزون آخرون بالمعسكر، بما في ذلك الضرب والتعقيم القسري.
وقد أعلنت الولايات المتحدة وغيرها من الحكومات والتشريعات الغربية الأخرى وجماعات حقوق الإنسان أن الإنتهاكات ترقى إلى مستوى الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية.
أخبر كلوكس إذاعة آسيا الحرة أنه اختار تصميم صورة تورسوناي واضعة يدها على جانب وجهها.
قال: كنت أبحث في الإنترنت، وهناك الكثير من الصور. اخترت هذه الصورة لأنه كان هناك شيء ناعم ومحزن في نظرتها، وهي تنظر بعيداً.
وأضاف: ثم قرأت مقالاً لـ بي بي سي حول تورسوناي زياودون، وبعد ذلك كنت مقتنعاً بأن هذه الصورة كانت ذات صلة بالوضع.
وبصفته ناشطاً في مجال حقوق الإنسان، فإن معظم لوحات كلوكس لأولئك الذين تعرضوا للظلم.
وقال: أرسم صوراً لأشخاص يقاتلون من أجل حريتهم ويكافحون من أجل المساواة والعدالة ومن أجل عالم أفضل. وفي كل مرة أقرأ فيها قصصاً عن أشخاص مسجونين أو يتعرضون للضرب أو أشياء من هذا القبيل بسبب خياراتهم الجنسية أو وجهة نظرهم السياسية أو بسبب حرية التعبير، أشعر أن هذا يدفعني على فعل شيء.
رسم فنان الشارع الفرنسي ماهن كلوكس لوحة جدارية في مدينة مرسيليا الساحلية جنوب فرنسا ، أكتوبر 2021 . وتصور اللوحة تورسوناي زياودون، المعتقلة الأويغورية السابقة التي غادرت الصين وتحدثت علناً عن تجربتها في معسكر اعتقال. حقوق الصورة لـ ماهن كلوكس على الإنستجرام
الجدارية كان لها تأثير عظيم
قالت ديلنور ريحان، رئيسة معهد الأويغور الأوروبي لإذاعة آسيا الحرة أن صورة كلوكس لتورسوناي قد جذبت إهتماماً كبيراً في فرنسا لأزمة الأويغور.
وقالت: من المهم أن لوحة الشاهدة تورسوناي زياودون على معسكر الأويغور قد رسمها الفنان الفرنسي الشهير ماهن كلوكس. لقد كان لها تأثير كبير في التواصل وإعلام العالم بما يحدث للأويغور.
وفي إفتتاح مركز حقوق الإنسان في جامعة كونيتيكت يوم الجمعة، أثار الرئيس الأمريكي جو بايدن قضية الأويغور من بين الإهتمامات ذات الأولوية.
"إننا نرى اليوم الأنماط والخيارات التي تظهر في جميع أنحاء العالم حتى ونحن نتحدث عن قمع الأويغور وإستخدامهم العمل القسري في تركستان الشرقية؛ ومعاملة المجلس العسكري في بورما للروهينجا؛ والإنتهاكات المتفشية، بما في ذلك إستخدام التجويع والعنف الجنسي لإرهاب السكان المدنيين في شمال إثيوبيا".
وقد أدانت الصين تورسوناي، التي تعيش في الولايات المتحدة منذ سبتمبر 2020، لتحدثها علناً لوسائل الإعلام عن الإغتصاب المنهجي في المعسكرات.
تم احتجاز المرأة الأويغورية البالغة من العمر 43 عاماً من مقاطعة كونيس إيلي القازاقية في تركستان الشرقية لأول مرة في 8 مارس 2018، وأمضت تسعة أشهر في إحدى المعسكرات.
قالت تورسوناي: إن النظر إلى صورتها، التي التقطتها بي بي سي في وقت سابق من هذا العام، يجعلها تشعر بالحزن، لكن من المثير رؤيتها في لوحة جدارية لأنها يمكن أن تساعد العالم في معرفة المزيد عما يحدث للأويغور.
قالت مستخدمة الإسم المفضل لشينجيانغ من قبل الأويغور: يمنحني هذا على الأقل بعض الأمل في أن يكون للرجال والنساء وأخواتي في المعسكرات في تركستان الشرقية صوت من خلال عرض اللوحة.
صرحت تورسوناي لإذاعة آسيا الحرة في تقرير قبل عامين أي في يونيو 2008، أنها طبيبة من أصل قازاقي ومن سكان كونيس، وبعد خمس سنوات انتقل الزوجان إلى قازاقستان، حيث رُزقا بإبن وأسسا عيادة طبية. ومُنح زوجها الجنسية القازاقية، لكن السلطات رفضت كثيراً طلبات تورسوناي لأنها كانت من الأويغور.
عادت تورسوناي إلى كونيس في نوفمبر 2016 للبقاء مع أسرتها في وقت كانت السلطات تطبق فيه سياسات جديدة صارمة تستهدف الأويغور، بما في ذلك مصادرة جوازات سفرهم وتجريم من سافروا للخارج.
في أبريل 2017، نقلت السلطات تورسوناي إلى معسكر إعتقال دون إبداء أسباب وسط بدء حملة الإعتقال الجماعي في المنطقة، لكن تم إطلاق سراحها بعد شهر واحد بسبب تدهور حالتها الصحية جزئياً.
لكن تورسوناي لم تتمكن من الحصول على جواز سفر ولم تستطع الإنضمام إلى زوجها في قازاقستان. وتم إرسالها مرة أخرى إلى معسكر في مارس 2018، حيث أفادت بأن العديد من العشرات من النساء اللاتي كن معها في المعسكر تعرضن للتعذيب وسوء المعاملة، بما في ذلك التعقيم القسري.
تم نقل تورسوناي إلى المستشفى للخضوع للتعقيم الإجباري، لكن الأطباء أنقذوها لأنها عانت من حالة أمراض نسائية معقدة جراحياً أو تؤدي إلى وفاتها. تم إطلاق سراحها في ديسمبر 2018، وتم إعطائها جواز سفرها لاحقاً، وسُمح لها بالعودة إلى قازاقستان للإنضمام إلى زوجها وابنهما.
تقرير ميهراي عبد الكريم من إذاعة آسيا الحرة لخدمة الأويغور. بقلم روزان جيرين باللغة الإنجليزية.
ترجمة إلى العربية/ رضوى عادل
https://www.rfa.org/english/news/uyghur/tursunay-ziyawudun-mural-10182021160429.html