بانكسي الصيني: لا تفقد الأمل، سيأتي الضوء

رسام الكاريكاتير المنشق الصيني باديوكاو يقف أمام خمسة ملصقات صنعها احتجاجاً على دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في بكين لعام 2022، في مؤتمر منتدى الحرية في أوسلو في ميامي، فلوريدا، 4 أكتوبر 2021.

يناقش الفنان المنشق باديوكاو مشروعه الأخير لدعم الأويغور.

بقلم/ نورمان عبد الرشيد

2021.10.28

 يُعرف باديوكاو، وهو فنان منشق ورسام كاريكاتير سياسي وناشط حقوقي صيني يعيش في أستراليا، بإسم بانكسي الصيني. فنان الشارع والناشط السياسي المقيم في المملكة المتحدة، والذي لم يتم تأكيد إسمه الحقيقي وهويته. ولد باديوكاو في شنغهاي عام 1986، ودرس القانون في جامعة محلية، لكنه أصيب بخيبة أمل من الصين بعد مشاهدة فيلم وثائقي عن ميدان تيانانمين في مسكنه. في عام 2009، غادر موطنه للدراسة في أستراليا. اكتسب باديوكاو، وهو إسم مستعار، سمعة سيئة في جميع أنحاء العالم فضلاً عن غضب بكين بسبب صوره لاحتجاجات المتظاهرين في هونغ كونغ ورسمه غير الجذاب لقادة الحزب الشيوعي الصيني، بما في ذلك الرئيس الحالي شي جين بينغ. يتضمن أحد مشاريع باديوكاو الأخيرة مناصرة الأويغور، وهم مسلمون مضطهدون في تركستان الشرقية التي تقع بشمال غرب الصين. تحدثت المراسلة نورمان عبد الرشيد في إذاعة آسيا الحرة قسم الأويغور مع باديوكاو حول أحدث مساعيه الفنية التي شملت حقوق الإنسان للأويغور والأحذية الرياضية والإتحاد الوطني لكرة السلة (NBA).

إذاعة آسيا الحرة: أخبرنا عن نفسك.

 باديوكاو: إسمي باديوكاو. أنا فنان صيني المولد وأعيش الآن في أستراليا. ويركز فنّي على إنتهاكات الصين لحقوق الإنسان ومعارك حقوق الإنسان في جميع أنحاء العالم. هذه فرصة عظيمة. إنه تعاون بيني وبين نجم الدوري الاميركي للمحترفين إينيس كانتر. حيث علم عني من صديق مشترك وقرر أنني يمكن أن أكون فناناً مثالياً للتعاون معه في هذا المشروع.

إذاعة آسيا الحرة: ما هو تعاونك الأخير مع إينيس كانتر، لاعب سويسري لفريق بوسطن سلتكس في الدوري الأميركي للمحترفين؟

باديوكاو: نعلم جميعاً أنه من المهم جداً العثور على منصة يمكن للناس في الغرب الإرتباط بها، وقد وفرت لي إحدى ملاعب الدوري الأميركي للمحترفين هذه الفرصة الذهبية لي كفنان لنقل الرسالة عبر فني. لذلك، هذا التعاون في الواقع هو شيء أسعى إليه دائماً. لذلك كان نجم الدوري الأميركي للمحترفين إينيس يرتدي ثلاثة أزواج من الأحذية التي صممتها ورسمتها، والتي كانت تحمل هذه الرسالة القوية للغاية التي تدعو إلى حرية التبتيين والأويغور والصينيين أيضاً. لذلك بدأ المشروع بالفعل من قبل الرياضيين. لقد وجدني عن طريق صديق مشترك حيث كان يخطط لإقامة معرض مثل معرض مصغر على حذائه أثناء لعبه وأراد أن يدرك العالم الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية ضد الأويغور في الصين. لذا فإن الفن يتأثر بشكل كبير بالمرجع الذي تم تسريبه من الصين، والذي يوضح كيف يتعرض الأويغور أو السجناء أو الناس بشكل عام لهذه الجريمة المعادية للإنسانية.

 من الواضح أن علم تركستان الشرقية مميز ولون هذا العلم يظهر أيضاً في هذا العمل الفني على الحذاء. في العام الماضي، تم تسريب هذه اللقطات من الصين والتي تُظهر نقل أشخاص من الأويغور بالقطارات إلى معسكرات الإعتقال أو السجون في الصين. ومن الصعب جداً مشاهدة اللقطات لأنها وحشية جداً لدرجة أننا نرى العشرات من الأويغور يُجبرون على الجلوس على الأرض، وأيديهم مقيدة من الخلف مع وضع غطاء على رؤوسهم. لذلك تتم الإشارة إلى هذه الصورة بالذات في التصميم على الحذاء.

لكنني أعتقد أنه من المهم جداً أن نرى الأمل بعيداً عن هذا الواقع القاسي. يجب أن نرى المعركة في المستقبل. لذلك استعرت صورة كوميدية مشهورة جداً تشبه سوبرمان يتحرر من الأغلال والسلاسل والأسلاك الشائكة، لكنني غيرت سوبرمان بعلم الأويغور الذي يرمز إلى قوة مجتمعكم ويرمز إلى أمل مجتمعكم.

 أريد أيضاً أن أوضح هذه الرسالة أننا نريد تحرير المجتمع من إضطهاد الصين، ونريد أن يعرف العالم أن هناك إبادة جماعية تحدث في الصين. بقيادة الحكومة الصينية، وهناك تحرش جنسي ضمن معسكرات الإبادة الجماعية والإعتقال، وإغتصاب وعمل قسري منهجي في مجتمعات الأويغور في جميع أنحاء الصين، والعديد من الجرائم الأخرى. لذلك، هذا هو السبب والدافع وراء هذا الفن.

ee3b67a6-0e20-42e4-b9ca-3e9ced853cc0

 إحدى إبداعات باديوكاو تظهر شخصية تشبه سوبرمان مع رمز تركستان الشرقية، موطن الأويغور على صدره، وعلى الحذاء الرياضي، في صورة غير مؤرخة. حقوق الصورة: باديوكاو

 

إذاعة آسيا الحرة: ما هي رسالتك للرياضيين والمؤثرين الآخرين؟

باديوكاو: أولاً، أود أن أبدي إعجابي بإينيس كانتر لحملته الشجاعة للغاية، لأنه في الواقع يخاطر كثيراً بما في ذلك حياته المهنية في الدفاع عن الأويغور، ومن أجل التبتيين، ومن أجل الشعب الصيني. هذا شيء غير عادي ونادر في عالمنا اليوم. حيث نرى مشاهيرنا ونجومنا ورياضييننا ونجوم البوب ​​جميعاً يركعون أو يتملقون الأسواق الصينية، وكل ما يفكرون فيه هو كيف يمكنهم أن يصبحوا أغنياء من هذه "الكعكة '' المربحة تحت إشراف الحكومة الصينية، مما يحد من قدرتهم على حرية التعبير. وقد اختاروا أن يكونوا متواطئين مع هذه الجريمة، وهو أمر مخزٍ للغاية.

 آمل حقاً أن نرسل من خلال حملتنا رسالة واضحة جداً مفادها أنه بصفتنا مشاهير ونجوم، هناك أشياء أكثر أهمية بكثير من مجرد كسب المال أو الترفيه عن الناس. ولديهم القدرة على التأثير، لذلك يجب أن يتحملوا أيضاً مسؤولية التمسك بأهم القيم الإنسانية لإيقاف المنتهكين مثل الحكومة الصينية بصوت عالٍ.

 أعتقد أن هناك إمكانية لمزيد من هذا النوع من الحملات في المستقبل. كما قلت، إذا تمكنا من إيقاظ المزيد من الناس وجعل المزيد من الناس يدعمون هذا النوع من الحملات فسيكون ذلك رائعاً، وفي يوم من الأيام كان الكثير من المشاهير، بما في ذلك نجوم السينما والمغنين، مهتمين حقاً بحقوق الإنسان. كانوا يدافعون عن التبتيين في السبعينيات والثمانينيات. ولكن بطريقة أصبحت الصين أقوى، وستخدمت إقتصادها لإفساد الكثير من عقول الناس وروحهم ومبادئهم، فإنني آمل أن يتغير هذا قريباً.

 

إذاعة آسيا الحرة: ما هي رسالتك للأويغور؟

 

باديوكاو: أريد أن أقول إنه كفنان من أصل صيني، فأنا آسف حقاً لكم كشعب وثقافة تمر بهذه الإبادة الجماعية، وأنا بصفتي صيني أريد أن أفعل المزيد للمساعدة في المستقبل مع الجميع بموهبتي وفني وقوتي. أرجو أن تبقون أقوياء وتحافظون على الأمل حياً، لأنني متأكد من أن الحرية ستعود إلى شعب الأويغور في يوم من الأيام. وإذا أراد الأويغور بحلول ذلك الوقت أن يكون لهم وطنهم الخاص، وأن يكون لهم مجتمعهم الخاص، فسأدعم هذه الحركة حقاً أيضاً. لذا لا تفقدوا الأمل، سيأتي الضوء.

 

بقلم/ روزان جيرين باللغة الإنجليزية.

ترجمة إلى العربية/ رضوى عادل

https://www.rfa.org/english/news/uyghur/badiucao-interview-10282021182109.html?fbclid=IwAR2qGGEF35Eu9WwUN-kh6X9hWaRjCiB01tRymg2uSRDtPOAYxUS26bTSz0A