سلطات الاحتلال الصيني تدمر قبة، بناها أحد الأويغور من المنفى لبلدته في تركستان الشرقية

محمد توختي أمين (في الوسط) يشارك في مظاهرة نظمها الأويغور أمام القنصلية الصينية في إسطنبول، للمطالبة بمعرفة أخبار أفراد الأسرة المفقودين في تركستان الشرقية، في صورة غير مؤرخة.

كان يأمل محمد توختي أمين أن يكون الموقع بمثابة مثواه الأخير في كاشغر.

بقلم: شوهرت هوشور

2021.11.24

 قامت السلطات الصينية بتدمير قبة في حديقة بناها أحد الأويغور المقيمين في تركيا في مسقط رأسه في تركستان الشرقية لمنح السكان المحليين مكاناً في الهواء الطلق للتفكر في القرآن الكريم بهدوء.

 يقول محمد توختي أمين إنه دفع 31300 دولار لبناء الحديقة في بلدة لينجر، مقاطعة توقوزاق، في تركستان الشرقية المضطربة بسبب الصين، حيث تقوم السلطات الحكومية بالقضاء على التعبير الديني والثقافي للأويغور.

 أخبر إذاعة آسيا الحرة أنه كان يريد أن يمنح السكان المحليين، بمن فيهم أبناؤه وأحفاده، مكاناً للصلاة وكمتنفس لحزنه على إنفصاله عن وطنه. تقع القبة بجانب قطعة أرض للدفن في مقبرة بوينيم في حديقة كان قد ملأها بالزهور وأشجار الفاكهة. كما قام ببناء عدة منازل في الموقع.

قال لإذاعة آسيا الحرة "سمعت أنهم دمروه". استخدم محمد توختي خرائط تحديد الموقع GPS للتأكد من هدم القبة.

شرعت الحكومة الصينية في حملة للقضاء على التراث الديني والثقافي لـ 12 مليون أويغوري معظمهم من المسلمين الذين يعيشون في تركستان الشرقية.

قال محمد توختي، الذي يعيش في تركيا منذ نصف قرن، قيل له إن 10 من أبنائه وأحفاده، من زوجته الأولى، تم إعتقالهم في معسكرات "إعادة التعليم" أو حُكم عليهم بالسجن. وقامت إذاعة آسيا الحرة بالإتصال بمسؤول في بلدة لينجر حيث قال إن سبعة من أبناء وأحفاد محمد توختي ما زالوا في السجن.

 وقد شارك في مظاهرات نظمها الأويغور أمام القتصلية الصينية في إسطنبول للمطالبة بأخبار المفقودين من أفراد الأسرة في تركستان الشرقية.

قال: قالوا إنني إرهابي وإنفصالي لأنني هنا في تركيا. قالوا إنني حاولت تقسيم الوطن، وأنني ذهبت إلى الإذاعة والتلفزيون، وأنني تحدثت في الأخبار في الإذاعة. قالوا الكثير من الأشياء غير المنطقية.

وقالت ضابطة شرطة تعمل في قرية لينجر رقم 2 لإذاعة آسيا الحرة أن الشرطة لم يكن لها دور في هدم القبة التي بناها محمد توختي.

وقالت: ليس لدى الشرطة أي علم بكيفية حدوث ذلك.

قال رئيس القرية، الذي لم يذكر إسمه، إنه كان في الحديقة في اليوم الممطر الذي هُدمت فيه القبة وأن الشرطة المحلية لم تتورط في ذلك.

وقال لإذاعة آسيا الحرة: كان هناك إجتماع حيث قالوا إن القبة ستُهدم. "لقد جاء القرار من حكومة البلدة. وفي اليوم التالي، لم نذهب إلى المكتب، وبدلاً من ذلك ذهبنا إلى القبة لتدميرها.

 وأضاف أن العمال قاموا بتفكيك الجزء العلوي من القبة وأزالوا الحطب ونظفوا المنطقة.

حديقة الحاج

ويُدفن أسلاف محمد توختي أمين في بلدة لينجر، وقد وُلد الأطفال الخمسة الذين أنجبهم من زوجته الأولى وترعرعوا هناك.

وعلى الرغم من أنه غادر المنطقة، إلا أنه قال بإنه لا يزال يشعر بإلتزام تجاه المجتمع. كان قد بنى سابقاً مدرسة إبتدائية في لينجر.

تقع حديقته على مساحة 150 ميلاً (25 فداناً) بالقرب من منحدر جبل. في عام 2009، دفع محمد توختي أمين النقود لإنشاء حديقة الزهور وأشجار الفاكهة والقبة، التي كانت ذات أربعة جوانب مفتوحة.

 كانت على ضفاف نهر، على بعد حوالي 10 إلى 20 متراً (33-66 قدماً)، لذلك كنا نذهب لإحضار المياه وإعادتها في الأواني والدلاء. وكان أطفالي وأحفادي يساعدونني.

كان لدى محمد توختي أمين قطعة أرض للدفن تم بناؤها لنفسه بجانب القبة، وهي تمثل حلمه في أن يكون مثواه الأخير في وطنه.

وبعد أن استشعر محمد توختي أمين أن صحته تتدهور في عام 2017، قام بزيارة وطنه متوقعاً أن يبقى هناك حتى وفاته. لكنه واجه ظروفاً لم تكن مثل تلك التي مر بها في الماضي.

حيث وضعته السلطات المحلية التي أشادت به سابقاً على إستثماراته المالية في البلدة الآن قيد الإقامة الجبرية، ومنعته من مغادرة منزله. أُجبر في النهاية على مغادرة محافظة كاشغر، حيث عاد ليعيش أيامه الأخيرة.

حاول محمد توختي العودة إلى كاشغر عدة مرات خلال السنوات الأربع الماضية حتى يتمكن من تقسيم أصوله بين أطفاله، لكن القنصلية الصينية رفضت طلبات الحصول على تأشيرة.

ترجمة إدارة الأويغور. بقلم روزان جيرين باللغة الإنجليزية.

 

ترجمة إلى العربية/ رضوى عادل

https://www.rfa.org/english/news/uyghur/mamattohti-imin-11242021173828.html