شاعر أويغوري يقضي عقوبة بالسجن في تركستان الشرقية

الشاعر والمعلم الأويغوري عبد الأحد عبد الرشيد برقي في صورة غير مؤرخة. الصورة من مستمع لإذاعة آسيا الحرة

الشاعر عبد الرشيد برقي مسجون بتهمة "الانفصالية".

آسيا الحرة 

2022.08.02

 قال ضابط شرطة أويغوري لإذاعة آسيا الحرة أنه تم اعتقال شاعر أويغوري بارز وأستاذ مشارك في كلية المعلمين في عام 2017 باعتباره "تهديداً للاستقرار الاجتماعي" وحُكم عليه بالسجن 13 عاماً بتهمة "الانفصالية".

 يقضي عبد الرشيد برقي فترة سجنه في سجن تومشوق، مرفق احتجاز يقع في فيلق شينجيانغ للإنتاج والتعمير (XPCC)، منظمة اقتصادية وشبه عسكرية مملوكة للدولة في تركستان الشرقية.

 

 قام فيلق XPCC منذ تأسيسه في عام 1954، والمعروف أيضاً باسم بينجتوان Bingtuan، ببناء وإدارة العديد من المراكز المدنية في تركستان الشرقية، وذلك لإعادة توطين الهان الصينيين في أجزاء أخرى من البلاد كجزء من حملة تصيين تركستان الشرقية. يدير فيلق بينجتوان أيضاً السجون والشركات التجارية علناً.

 أكد تحقيق أجرته إذاعة آسيا الحرة أن عبد الرشيد برقي، اُعتقل منذ عامين وسط حملة تطهير المثقفين والمعلمين والقادة الأويغور - وهي واحدة من مجموعة سياسات الحكومة الصينية التي قامت الولايات المتحدة وبرلمانات بعض الدول الغربية بوصفها "إبادة جماعية".

 تشمل الانتهاكات أيضاً العمل القسري في المصانع والمزارع، وتحديد النسل القسري واحتجاز ما يصل إلى 1.8 مليون من الأويغور في شبكة من معسكرات الاعتقال.

 وقد أخبر مسؤول صيني في معهد شينجيانغ التعليمي- وهي جامعة لتعليم المعلمين في أورومتشي عاصمة تركستان الشرقية- حيث كان يعمل عبد الرشيد لإذاعة آسيا الحرة أنه غير مصرح له بالكشف عن معلومات حول عبد الرشيد واقترح على المراسل الاتصال بمكتب إدارة المدرسة.

وقال المسؤول: لا أعرف هذا الشخص، ولم أسمع عنه. لدينا أكثر من 1000 موظف في المدرسة. دعني أعطيك رقم هاتف لتسأل مكتب إدارة المدرسة. لكن مسؤولين آخرين في المعهد رفضوا تقديم معلومات عن عبد الرشيد.

وقال مسؤولون في مديرية التعليم المدرسي لإذاعة آسيا الحرة في وقت لاحق، أن المعهد لم يوظف مدرساً اسمه عبد الرشيد برقي.

كما اتصلت إذاعة آسيا الحرة بضابط شرطة في قرية سامبول مسقط رأس الشاعر في محافظة خوتان جنوب تركستان الشرقية، والذي أكد أنه يقضي عقوبة بالسجن لمدة 13 عاماً في سجن تومشوق.

 

 قال ضابط الشرطة: إنه في السجن، بسبب تهديد الإستقرار الاجتماعي والسفر إلى الخارج. اُعتقل عام 2017، وبعد ثلاثة أشهر حُكم عليه بالسجن لمدة 13 عاماً ويقضي الآن عقوبته في سجن تومشوق.

كما أشار الضابط إلى "أخطاء ارتكبها (برقي) أثناء التدريس في المدرسة"، بما في ذلك المقالات التي كتبها والمحاضرات التي ألقاها. وقال الضابط إن والدا عبد الرشيد يعيشان في قرية أيدينكول.

 

هدف رئيسي

 

في مقال نُشر في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، قال عبد الرشيد إنه استخدم اسماً مستعاراً لأن اسمه الحقيقي هو نفس اسم رئيس تركستان الشرقية، عبد الأحد عبد الرشيد، مما أدى إلى عدد من سوء الفهم، خاصة بعد نشر كتابات الشاعر في الصحف والمجلات.

 وقال أيضاً إن الاسم المستعار، الذي يعني "الازدهار" بلغة الأويغور، يعكس النجاح الأكبر الذي كان يأمل في تحقيقه في حياته المهنية الإبداعية.

 كتب عبد الرشيد أطروحته للدكتوراه عن عبد الخالق أويغور، الشاعر الثوري الأويغوري البارز في أوائل القرن العشرين والذي قُتل على يد شينغ شيتشاي، العسكري الصيني الذي حكم تركستان الشرقية من عام 1933 إلى عام 1944.

 درس عبد الرشيد أيضاً في جامعة حيفا في إسرائيل بين عامي 2014 و 2016، وفقاً لما قاله نمرود بارانوفيتش، محاضر في الثقافة والمجتمع الصيني في الجامعة، والذي التقى بالشاعر في أورومتشي قبل عقد من الزمان وتقدم لاحقاً بطلب للحصول على زمالة ما بعد الدكتوراه له.

 

قال نمرود بارانوفيتش لإذاعة آسيا الحرة: بقيت على اتصال معه لسنوات عديدة، ثم قررنا أن نحاول إحضاره للدراسة والبحث هنا. لقد جربنا ذلك مرة واحدة في الماضي، لكننا لم ننجح. ثم حاولناها مرة أخرى، ونجحنا.

 قبل عامين، اتهمت السلطات عبد الرشيد بـ "الانفصالية" وحكمت عليه بالسجن 13 عاماً بسبب مقالات كتبها عن الوعي الاقتصادي والتنمية في تركستان الشرقية، والتي نُشرت في مجلة حضارة شينجيانغ التي يسيطر عليها الحزب الشيوعي الصيني، وفقاً لمعلومات من مستمع لإذاعة آسيا الحرة.

 وكان آخر مرة تم ذكر عبد الرشيد رسمياً في 5 يناير 2017، في إشعار صادر عن قسم الدعاية في معهد شينجيانغ التعليمي. يفيد بأن الموضوعات البحثية التي وافقت عليها الحكومة الصينية رسمياً تضمنت مشروعاً من قبل عبد الرشيد يتعلق باستقرار تركستان الشرقية.

 في نهاية عام 2017، كان اسم عبد الرشيد برقي مدرجاً في قائمة المثقفين الأويغور الذين تم سجنهم، ولكن نظراً لسيطرة الحكومة الصينية المشددة على المعلومات، فقد علمت إذاعة آسيا الحرة بعد خمس سنوات فقط، في يوليو 2022، بإصدار الحكم الصادر ضده.

قال حسين جان، أحد زملاء عبد الرشيد بيرقي الذي يقيم الآن في الخارج، إن مصادر في أورومتشي أبلغته بأن عبد الرشيد حُكم عليه بالسجن لكنه لا يعرف مدة سجنه.

 وأضاف: "تلقيت أخباراً رسمية مؤخراً تفيد بأنه تم اعتقاله، لكنني لم أتمكن من الحصول على معلومات حول مدة الحكم عليه بالسجن".

قال حسين جان، كان عبد الرشيد برقي، ككاتب ومفكر، هدفاً رئيسياً للسلطات وسط القمع المستمر للأويغور في تركستان الشرقية.

 

ترجمه إذاعة أسيا الحرة، قسم الأويغور. كتبها باللغة الإنجليزية روزان جيرين.

ترجمة/ رضوى عادل

https://turkistantimes.com/en/news-16239.html