بعد طول انتظار صدر تقرير رئيسة المفوضية السامية لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة عن زيارتها لمنطقة تركستان الشرقية بالصين، صدر التقرير بعد لغط كثير في 31/8/2022م قبل دقائق قليلة من نهاية ولاية ميشيل باشليت رئيسة المفوضية، وقد أكد التقرير على حدوث انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في المنطقة، وأشار إلى أدلة موثوقة على ممارسة التعذيب والعنف الجنسى ضد شعب الأويغور، وقال التقرير أن حجم عمليات الاحتجاز التعسفى والتمييز ضد المسلمين من الأويغور وغيرهم قد يشكل "جرائم ضد الإنسانية". وفى حين رحبت الدول التي تحترم حقوق الإنسان بالتقرير والتزمت الدول الإسلامية الصمت؛ والأسوأ ما حدث مؤخرا من رفض مجلس حقوق الإنسان بالأمم المتحدة مناقشة التقرير الذى أعدته المفوضية التابعة له حول الوضع الإنسانى في منطقة تركستان الشرقية المسلمة بالصين ( شينجيانج) وذلك في 6/10/2022م وللأسف وبدعم كبير من مجموعة الدول الإسلامية !!!! الممثلة في المجلس حاليا نجحت الصين في إسقاط مناقشة التقرير والإفلات من الإدانة والتوبيخ الدولى لسياستها تجاه حقوق الإنسان في المنطقة وذلك بأغلبية 19 صوتا ضد 17 صوتا وامتناع 11 دولة عن التصويت؛ شملت قائمة العار التي دعمت الانتهاكات والظلم الصينى لإخوانهم المسلمين ( الإمارات العربية المتحدة، قطر، السودان، السنغال، موريتانيا، باكستان إندونيسيا قازاقستان أوزبكستان، الجابون جامبيا الكاميرون، ماليزيا  ليبيا ) هذه الدول – أو بالأحرى ساستها – خافت في الحق لوم الصين ولم تخش وعيد الله، ولا نستطيع الكلام بعد كلام الله تعالى " يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا الكافرين أولياء من دون المؤمنين أتريدون أن تجعلوا لله عليكم سلطانا مبينا" الآية 144 من سورة النساء. وقوله تعالى " والذين كفروا بعضهم أولياء بعض إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير" الآية 73 سورة الأنفال، يا قائمة العار والخذلان أنتم داعمون لاستمرار الظلم واستمرار مأساة ملايين المسلمين، توالون وتظاهرون الشيوعيين على إخوانكم المسلمين أو حتى إخوانكم في الإنسانية وتُذكون فتنة في الأرض للمؤمنين وفساد كبير؛ كنتم للمجرمين والظالمين والكافرين والخائنين ظهيرا، رغم نهى الله تعالى ووعيده لمن يدافع عنهم وعن الظلم عامة ولم تأبهوا لكلامه تعالى وركنتم إلى الذين ظلموا !!!. راجعوا أنفسكم فمن يتولهم منكم فإنه منهم؛ كان من الأفضل أن تقفوا خرسا بدلا من المساهمة في قهر المستضعفين، ترقبوا عقاب الله في الدنيا والآخرة. إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر. اقرؤوا القرآن كتابكم وتفسيره واجعلوه يجاوز حناجركم إلى قلوبكم وسياستكم. " ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار وما لكم من دون الله من أولياء ثم لا تنصرون " الآية 113 سورة هود.

د/ عزالدين الوردانى

كاتب متخصص في شؤون وسط آسيا

2022.10.30