الأويغور المحتجزون في تايلاند يواجهون "الجحيم"

أكثر من 50 أويغوري يقبعون في السجون التايلاندية منذ عقد من الزمان، جاك تايلور، وكالة فرانس برس

28/10/2022

 بانكوك (أ ف ب) - بعد ما يقرب من عقد من الزمان على فرارهم من الصين، يعيش أكثر من 50 أويغوري في مراكز الاحتجاز التايلاندية، ويعيشون في رعب دائم من الترحيل.

 وقد اتُهمت الصين بارتكاب انتهاكات مروعة لحقوق الإنسان في تركستان الشرقية ضد الأويغور منذ تسعينيات القرن الماضي، حيث وصفت الولايات المتحدة معاملة بكين للأويغور المسلمين بأنها "إبادة جماعية".

 وقد قدم تقرير للأمم المتحدة صدر في أغسطس تفاصيل الانتهاكات من بينها التعذيب والسخرة والاحتجاز التعسفي "على نطاق واسع فيما تسميه بكين "مراكز التدريب المهني" (لكنها في الواقع معسكرات الاعتقال على الطريقة النازية).

 إن الأويغور، الذين تم اعتقالهم في عامي 2013 و 2014، محتجزون حالياً في مراكز الهجرة في جميع أنحاء تايلاند بينما تفكر السلطات في مصيرهم.

 لم يتضح موقعهم بدقة ولا عددهم بالضبط - تقول مجموعة من المنظمات الحقوقية التايلاندية إن عددهم 52، لكن السناتور الذي يعمل على القضية قال 59.

 ولم تستجب سلطات الهجرة لطلبات وكالة فرانس برس للحصول على معلومات.

كان عبد الله سامي، الأويغوري البالغ من العمر 35 عاماً من تركستان الشرقية والذي فر من الصين عبر تايلاند ويعيش الآن في النمسا، على اتصال ببعض المحتجزين.

وقال لوكالة فرانس برس ان "الوضع مروع، إنهم يعيشون مع الرعب من ترحيلهم إلى الصين، فإنهم سيعانون من الاضطهاد هناك."

إنه ليس خوفاً فارغاً - ففي عام 2015 رحلت الحكومة التايلاندية قسراً 109 من الأويغور إلى الصين، في تحدٍ لمناشدات الولايات المتحدة لحمايتهم.

 وأثارت هذه الخطوة إدانة شديدة من واشنطن والأمم المتحدة، التي قالت إن ترحيلهم انتهاك للقانون الدولي.

كما أثار احتجاجات عنيفة في تركيا - حيث يرى القوميون الأويغور كجزء من عائلة عالمية ناطقة بالتركية - مما أدى إلى إغلاق سفارة وقنصلية تايلاند مؤقتاً.

 وبعد شهر، أدى هجوم بقنبلة على ضريح في بانكوك إلى مقتل 20 شخصاً، معظمهم من السياح الصينيين. وتستأنف محاكمة رجلين من الأويغور متهمين بالهجوم الأسبوع المقبل بعد تأخير سنوات طويلة.

 

مخاطر أمنية

 في نفس الوقت تقريباً، في منتصف عام 2015، أرسلت تايلاند 170 امرأة وطفل من الأويغور إلى تركيا.

ولكن بقي بعض الأويغور، وفي يوليو، احتل ثلاثة رجال عناوين الصحف في وسائل الإعلام التايلاندية بعد فرارهم من مركز الهجرة الجنوبي، ويعتقد أن أحدهم لا يزال طليقاً.

خالدة تاجارونسوك، رئيسة مؤسسة التمكين للشعب، من بين أولئك الذين يطالبون بالإفراج عن الأويغور. لكن التفاصيل حول أولئك الذين ما زالوا رهن الاحتجاز لا تزال غامضة، مع عدم توفر معلومات محددة حول هويتهم.

 وقالت خالدة تاجارونسوك، رئيسة جمعية حقوق الإنسان، مؤسسة تمكين الشعب، التي قادت الدعوات الأخيرة للإفراج عن المعتقلين: "من الواضح أن الأويغور قضية أمنية خاصة".

 يُعتقد أن الأويغور المحتجزين قد تم نقلهم من مركز الهجرة إلى مركز الهجرة على مدى السنوات الثماني الماضية. وأضافت خالدة: "لا أحد لديه إجابة عن مدة بقائهم هناك".

thaisenator

سعى السناتور التايلاندي زكي فيثاكومبول إلى رفع مستوى الوعي حول وضع الأويغور المحتجزين، جاك تايلور.

 

 التوازن دبلوماسي 

 تساءل السناتور التايلاندي زكي فيثاكومبول، أحد قادة المجلس المركزي الإسلامي، الذي يمثل ثمانية ملايين مسلم في المملكة "ما هي الحياة في هذا النوع من الزنزانات منذ ما يقرب من 10 سنوات؟".

 وقد تصاعد الدعم للمحتجزين في الأشهر الأخيرة، حيث حثت ثماني منظمات حقوقية تايلاندية السلطات في يوليو على عدم ترحيلهم إلى الصين.

 يأتي هذا الاهتمام المتجدد في الوقت الذي تستعد فيه تايلاند لاستضافة قمة التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ (APEC) الشهر المقبل، حيث تتنافس الصين والولايات المتحدة بشكل كبير على النفوذ في جنوب شرق آسيا.

 تقرب المجلس العسكري التايلاندي إلى بكين بعد الاستيلاء على السلطة في عام 2014، لكنه سعى في السنوات الأخيرة إلى السير في طريق بين الصين والولايات المتحدة، أقدم حليف للمملكة.

 وصرح الاستاذ السياسي ثيتينان بونجسوديراك من جامعة شولالونغكورن لوكالة فرانس برس: في الآونة الأخيرة، أعادت بانكوك التوازن لعلاقاتها بين واشنطن وبكين وتتقرب أكثر إلى الولايات المتحدة.

 قد تساهم التداعيات الدبلوماسية والأمنية الهائلة لترحيل 2015 أيضاً في تردد الحكومة، لكنها تبقى صامتة بشأن تحركاتها التالية.

وقال متحدث باسم وزارة الخارجية في اتصال مع وكالة فرانس برس ان موقف المملكة بقي على حاله دون الخوض في مزيد من التفاصيل.

 قال سامي، الذي كان على اتصال بعدد من المحتجزين، إن مخاوفهم لن تتغير.

في كل مرة يتحدثون: أقول لهم بحزن أنه لا يوجد أخبار، ولا شيء عنهم.

قال فيل روبرتسون، نائب مدير قسم آسيا في هيومن رايتس ووتش، إن معاملة الأويغور كانت مروعة للغاية وإن على تايلاند إطلاق سراحهم على الفور.

 وصرح روبرتسون لوكالة فرانس برس "الهجرة التايلاندية تتصرف وكأنها ستحتجز هؤلاء الرجال الى ما لا نهاية لبقية حياتهم إذا لزم الأمر لتفادي الإساءة الى الصين".

"إذا كان هناك جحيم على الأرض، فقد خلقته تايلاند لهؤلاء المعتقلين الأويغور".

 

ترحمة/ رضوى عادل

https://www.france24.com/en/live-news/20221028-forgotten-uyghurs-locked-up-in-thailand-face-hell-on-earth