الحكم بالمؤبد على الأديب الشاعر عبد القادر جلال الدين

في تقاريرنا السابقة، تأكدنا أن الشاعر والكاتب عبد القادر جلال الدين كان في السجن، على الرغم من أنه كان معروفاً وأنه يقضي عقوبة بالسجن بعد تسريب قصيدته "لا يمكن لي العودة" العام الماضي ، إلا أن مدة عقوبته لم تكن واضحة. في سياق تحقيقاتنا الأخيرة، تم الكشف عن الحكم على الأديب الشاعر بالسجن المؤبد.

ومن المعلوم، فإن السلطات الصينية كانت تحاول محو الشعراء والكتاب الأويغور المحبوبين من قلوب شعبهم من خلال رميهم في السجون. ومع ذلك، فإن القراء والطلاب والزملاء المغتربين للشعراء مثل عبد القادر جلال الدين لم ينسوهم يومًا. تلقى السيد حسين جان ، أحد قراء الشاعر عبد القادر جلال الدين ، المقيم حاليا في النرويج، معلومات عن الحكم على الأديب الشاعر بالسجن المؤبد قبل ستة أشهر. بعد مزيد من البحث للتحقق من صحة الخبر، تلقى نفس المعلومات من أديب صيني زميل للشاعر في المقاطعات الصينية الداخلية.

لتوضيح دقة هذه المعلومات، قمنا بالاتصال أولاً بجامعة شينجيانغ، حيث يعمل الشاعر. قال أحد المسؤولين الذين ردوا على هاتفنا إنه لا علم لديه بالحكم على الشاعر، وقام الآخر بنفي وجود شخص اسمه عبد القادر جلال الدين في هذه الجامعة. في الواقع، أثناء التحقيق الذي أجريناه قبل عامين، أكد فينغ ونتشيانغ Feng Wenqiang، ضابط القسم السياسي في هذه الجامعة، بعد النظر في الوثائق ، أن عبد القادر جلال الدين قد اعتقل من قبل شرطة أمن ولاية أورومتشي في 28 يناير 2018.

على الرغم من أن السلطات الصينية أبقت على مصير الأويغور المعتقلين طي الكتمان لسنوات عديدة عن المجتمع، واكتفت بإعلام ذويهم، إلا أنها لم تكشف ذلك لعائلة المعتقل في بعض الحالات الخاصة. على سبيل المثال، مصير الشاعر عبد القادر جلال الدين، والصحفي قربان محمود ، والأستاذة الدكتورة راحله داود ، كلهم معتقلون ومحتجزون طي الكتمان.

وردَّ بابور عبد القادر نجل الشاعر عبد القادر جلال الدين المقيم في الولايات المتحدة على محطتنا الإذاعية بأنه لم يتمكن من الحصول على أي معلومات عن الحكم الصادر بحق والده.

في سياق تحقيقاتنا السابقة، علمنا من شرطة كوجار عن الحكم الصادر بحق قربان محمود، ومن شرطة آتوش أن المغنّي زاهرشاه معتقل كذلك.

بعد الإعتقالات على نطاق واسع في عام 2017، علمنا أن المعتقلين تم إحالتهم إلى سلطات الشرطة في مسقط رأسهم بدلاً من مكان عملهم أو سكنهم، أو تم رفع الأحكام إلى السلطات القضائية في مسقط رأس المدان. لذلك اتصلنا بالمركز القضائي في بشكيرام بكاشغر لتحديد مدة الحكم للشاعر عبد القادر جلال الدين.

ذكر ضابط المناوبة في البداية أن إدانة عبد القادر جلالدين مسجلة في الملف. ثم أشار إلى وجود تحذير بشأن الحفاظ على سرية المعلومات، ورفض تقديم أيّ معلومات حول مدة الحكم.

كشف شرطي في قرية بشكيرام أنه علم بالحكم على عبد القادر جلال الدين بالسجن المؤبد من خلال التحدث إلى أقاربه وأصدقائه.

يقال إن محاكمة سرية عقدت بحق عبد القادر جلال الدين منتصف أواخر عام 2019.

التقى أحد أقارب عبد القادر جلال في مسقط رأسه ببشكيرام بمحاميه وأعرب عن رغبته في مساعدته في الحصول على عقوبة مخففة. لكن المحامي ذكّره بخطورة الجريمة التي اتهم به عبد القادر جلال الدين ونصحه بعدم بذل المزيد من الأموال والجهد.

بعض زملائه الكتاب، الذين سمعوا نبأ حكم عبد القادر جلال الدين لأجل غير مسمى، تذكروا القصيدة التي كتبها في السجن بعنوان " لا يمكن لي العودة ". قال الباحث عبد الولي أيوب أنه من خلال قصيدة الشاعر "ياناريم يوق"( لا يمكن لي العودة) ، لم يعبر فقط عن المصير المأساوي لجميع الأسرى الأويغور ، ولكن أيضًا نقل‘ إلينا صراحة أو إشارة أنه تم الحكم عليه بالسجن المؤبد.

أعزائي مستمعي الراديو ، الشاعر والكاتب عبد القادر جلال الدين من مواليد كاشغر عام 1964. تخرج من معهد كاشغر التربوي عام 1986. من عام 1990 إلى عام 2009 ، قام بالتدريس لما يقرب من 20 عامًا في كلية علم اللغة في كلية التربية في معهد شينجيانغ. في وقت لاحق، انتقل إلى جامعة شينجيانغ التربوية، حيث عمل كمشرف لطلاب الدراسات العليا حتى تم اعتقاله في عام 2018. كان الشاعر والكاتب عبد القادر جلال الدين من المفكرين والمثقفين الذين كان لهم تأثير كبير لدى شعب الأويغور ليس فقط من خلال قصائده المتعددة ومذكراته الأدبية ومقالاته العلمية ورواياته عن الرحلات والترجمات، ولكن أيضًا من خلال محاضراته وخطبه في الأكاديميين والجمهور.

مصدر الخبر : إذاعة آسيا الحرة

https://www.rfa.org/uyghur/xewerler/abduqadir-jalalidin-01132023161109.html

الترجمة من الأويغورية: عبد الملك عبد الأحد