الدبلوماسيون الأجانب في الصين يقومون بجولة في تركستان الشرقية للترويج عن

مبعوثون أجانب يزورون معرضاً حول أعمال تركستان الشرقية لمكافحة الإرهاب ونزع التطرف في أورومتشي، 4 أغسطس 2023.

تروج بكين لرؤية بديلة لحياة الأويغور في ظل الإدانة الدولية لانتهاكات حقوق الإنسان.

بقلم/ غولشيرا هوجا، إذاعة آسيا الحرة قسم الأويغور

2023.08.11

تعرضت زيارة برعاية الحكومة الصينية إلى تركستان الشرقية قام بها 25 سفيراً ودبلوماسيين آخرين من الدول النامية إلى تركستان الشرقية لانتقادات من قبل نشطاء حقوق الإنسان لترويجهم رواية رسمية مفادها أن الأويغور ومعظمهم من المسلمين تركستان الشرقية سعداء ومزدهرون، على الرغم من تعرضهم للقمع الشديد .

وزار الوفد الذي ضم دبلوماسيين من دومينيكا وميانمار وإيران وقرغيزستان وأوزبكستان وباكستان ونيكاراغوا والمكسيك، تركستان الشرقية من 31 يوليو إلى 3 أغسطس.

قامت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) وشبكة CGTN، القناة التلفزيونية الدولية الرسمية للدولة الصينية، بتغطية زيارة الدبلوماسيين لعاصمة تركستان الشرقية أرومتشي، ومدن آكسو وكاشغر، ومواقع أخرى مهمة لمراقبة "التقدم الاقتصادي والاجتماعي" في المنطقة وتأكيد أن "السكان المحليين في تركستان الشرقية يعيشون حياة سعيدة".

ويبدو أن جهود الحكومة الصينية أثمرت.

قال مارتن تشارلز، السفير لدى الصين من الجزيرة الصغيرة الكاريبية دومينيكا، لشينخوا "خلال فترة وجودنا في تركستان الشرقية (شينجيانغ)، تحدثنا مع السكان المحليين ولاحظنا أنهم يعيشون حياة مرضية وسعيدة".

وقال: "لم نصادف أي حالات عمل قسري، ولم تكن هناك مؤشرات على انتهاكات لحقوق الإنسان".

تعتمد الصين على الزيارات التي تنظمها الحكومة للمسؤولين الأجانب والأشخاص المؤثرين من مختلف المهن للترويج لرؤية بديلة لحياة الأويغور في تركستان الشرقية وسط إدانة متزايدة من قبل الدول الغربية بسبب سوء معاملتها للأويغور والأقليات التركية الأخرى.

أعلنت الحكومة الأمريكية والعديد من البرلمانات الغربية أن سجل انتهاكات حقوق الإنسان المستمرة، بما في ذلك الاعتقالات التعسفية والتعذيب والتعقيم القسري لنساء الأويغور والعمل القسري، يشكل إبادة جماعية وجرائم ضد الإنسانية.

نددت الصين أيضًا بتقرير أصدرته مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان قبل عام تقريباً، والذي وثق حالات انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في تركستان الشرقية. وقال التقرير إن هذه الانتهاكات قد تشكل جرائم دولية، وعلى وجه الخصوص جرائم ضد الإنسانية.

على الرغم من أن المجموعات المدعوة لزيارة تركستان الشرقية متنوعة، إلا أن لديها شيئًا واحدًا مشتركًا: جميعها تدعم "سياسة تركستان الشرقية" الصينية.

 

"سرد قصة تركستان الشرقية بشكل جيد"

في بداية فبراير، قام وفد آخر من السفراء المقيمين في بكين ودبلوماسيين من دول أفريقية، بما في ذلك السنغال وبنين ومالي ورواندا ومدغشقر وملاوي وأوغندا وليسوتو وتشاد، بزيارة تركستان الشرقية وأعربوا عن دعمهم للسياسات الصينية هناك.

تحتفظ جميع هذه الدول بعلاقات اقتصادية قوية مع الصين لأن العديد منها استفادت من مشاريع البنية التحتية التي أقامتها الصين ومولتها في إطار مبادرة الحزام والطريق. كما أنهم يدعمون الصين داخل الأمم المتحدة.

fe34d024-dd1f-4b55-8463-af353af1170a

هيكتور دوربيكر، مستشار الشؤون الاقتصادية والتجارية والمالية في سفارة المكسيك في بكين ، يحاول العزف على الدوتار، وهو عود طويل العنق ذو وترين، في قرية جيايي بمقاطعة شينخه، تركستان الشرقية ، 2 أغسطس 2023.

كما أعرب أعضاء الوفد الدبلوماسي الذين زاروا تركستان الشرقية في يوليو أيضًا عن رفضهم لاقتراح سابق قدمته أعلى هيئة لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة لعقد نقاش حول انتهاكات حقوق الإنسان ضد الأويغور والأقليات العرقية الأخرى في تركستان الشرقية. تم التصويت على الاقتراح المقدم من الدول الغربية في الغالب، بما في ذلك الولايات المتحدة ، في أكتوبر 2022.

قبل ستة أيام من زيارة الدبلوماسيين لتركستان الشرقية، نظمت الحكومة الصينية ندوة في أرومتشي لنقل رؤيتها للمنطقة. خلال مناقشات حول "سرد قصة تركستان الشرقية بشكل جيد"، أكد المشاركون على الوصول إلى الجماهير الأجنبية من خلال نقل الرواية بلغات أخرى غير لغة الماندرين الصينية.

في أواخر ديسمبر 2018، قام وفد من الدبلوماسيين من كازاخستان وروسيا وقرغيزستان وماليزيا و12 دولة أخرى، جميعها موجودة في بكين، بزيارة لتركستان الشرقية بجدول أعمال نظمته الحكومة الصينية، والتي قدمت "معسكرات إعادة التعليم" على أنها مراكز تدريب مهني طوعية.

كما قامت الحكومة الصينية بدعم صحفيين أجانب في رحلاتهم إلى تركستان الشرقية.

نظم المسؤولون الصينيون زيارة لمجموعة من الصحفيين من 10 وسائل إعلام أجنبية لجولة في المدن الكبرى في تركستان الشرقية في إبريل 2021 للدفاع عن سياستهم في المنطقة وتبديد التقارير عن انتهاكات حقوق الإنسان.

في أغسطس 2019، استضاف مسؤولو الحزب الشيوعي الصيني مجموعة أخرى من الصحفيين الأجانب، معظمهم يعملون في محطات البث الحكومية من الدول الواقعة على طول الحزام الاقتصادي لطريق الحرير، ونزلوا في فنادق فاخرة أثناء جولتهم في تركستان الشرقية، وأعطوهم محاضرات حول تدابير الصين لوقف الإرهاب والانفصالية في المنطقة.

قاد المسؤولون الصينيون الصحفيين إلى بعض المساجد التي لا تزال قائمة على الرغم من إغلاق السلطات للعديد منها أو هدمها أو تحويلها إلى متاحف في تركستان الشرقية، وإلى "معسكر إعادة التعليم" حيث ادعوا أنه مركز تدريب مهني، وإلى عروض يؤدون فيها الشباب الأويغور الرقص والغناء.

 

قام ناشطو حقوق الإنسان بإبداء آرائهم

قال هنريك شادزيفسكي، مدير الأبحاث في مشروع حقوق الإنسان للأويغور: "إن الزيارات المرتبة هي تكتيك ثابت تتبعه الحكومة الصينية لإخفاء انتهاكاتهم" وأثناء هذه الزيارات يستخدمون الآخرين لتضخيم رسائلهم.

وأضاف "سواء كان ذلك مدوّن فيديو غربي يقوم بكتابة مدونة سفر أو دبلوماسيون من دول الصديقة أو دول تعتمد على الصين من حيث اقتصادها، أو تواجه تهديدات أو ضغوط، فإنهم ينشرون هذه الرسالة بأن تركستان الشرقية آمنة ومزدهرة الآن".

بينما تدعو الصين أشخاصًا من الدول التي تشترك في وجهة نظرها لزيارة تركستان الشرقية، فإنها رفضت طلبات من الولايات المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان لزيارة تركستان الشرقية من قبل محققين مستقلين.

صوفي ريتشاردسون، مديرة قسم الصين في "هيومن رايتس ووتش"، قالت إن جميع الزيارات التي يقوم بها دبلوماسيون أجانب إلى تركستان الشرقية تُصمم من قبل الصين لتغطية انتهاكات حقوق الإنسان.

وتتسائل "إذا كان كل شيء على ما يرام، لماذا لا تسمحون للمحققين الدوليين المستقلين بالزيارة، خصوصًا في ظل تراكم الأدلة على بعض أخطر الجرائم بموجب القانون الدولي؟".

وأضافت "لذا، ليس من الواضح لماذا يُسمح لبعض الأشخاص بالذهاب ويُمنع البعض الآخر ما لم يكن لدى بكين شيء يخفيه".

وقامت سايراغول ساويتباي، من أصل كازاخي والتي شهدت على الإساءة التي تعرضت لها أثناء اعتقالها في "معسكر إعادة التعليم " في تركستان الشرقية، بتحذير الدبلوماسيين الزائرين من تجاهل انتهاكات الصين لحقوق الإنسان في المنطقة والتورط فيها.

قالت "إنهم يعلمون أن الصين تكذب، لكنهم يغضون الطرف". "هذه هي الدول التي تعتمد على الصين، ولكن بالنسبة لهم، هذه فرصة نادرة. إنهم يذهبون هناك للمساعدة في نشر الدعاية والتستر على الجرائم التي ترتكبتها الصين".

ترجمة/ إذاعة آسيا الحرة قسم الأويغور

.تحرير / روزان جيرين ومات ريد.

ترجمة/ رضوى عادل

https://www.rfa.org/english/news/uyghur/foreign-diplomats-08112023160729.html