ناشط أويغوري بارز يعلم بوفاة والده في تركستان الشرقية بعد أشهر من الوفاة

عبد الكريم ذكر الله إدريس يزور المدينة المنورة بالمملكة العربية السعودية عام 2001.

إن سماع وفاة الأقارب بعد عدة أشهر ليس بالأمر غير المعتاد بالنسبة للأويغور الذين يعيشون في الخارج.

بقلم/ جولان لإذاعة أسيا الحرة قسم الأويغور، 18 أغسطس 2023

وقال ناشط بارز من الأويغور يقيم في الولايات المتحدة إنه علم هذا الأسبوع أن والده توفي قبل سبعة أشهر في تركستان الشرقية، على الرغم من أن ظروف وفاته لا تزال غير واضحة.

اكتشف عبد الحكيم إدريس، المدير التنفيذي لمركز دراسات الأويغور في فولز تشيرش، فيرجينيا، والمراقب العام السابق لمؤتمر الأويغور العالمي، يوم الأربعاء أن والده، عبد الكريم ذكر الله إدريس، 81 عاماً، توفي في يناير في مدينة هوتان، المعروفة باسم هيتيان باللغة الصينية.

تم إبلاغ عبد الحكيم بالأخبار من مصدر أصر على عدم الكشف عن هويته لأسباب تتعلق بسلامته.

وقد كان آخر اتصال له مع والده كان خلال مكالمة هاتفية في أبريل 2017.

وقد اعتقلت السلطات الصينية معظم أفراد عائلته الآخرين في تركستان الشرقية منذ ذلك الحين في حملة الاعتقالات الجماعية أو سجن الأويغور في "معسكرات إعادة التعليم.”

ويعكس هذا الوضع قمع الحكومة الصينية المستمر للأويغور في تركستان الشرقية، وكذلك للنشطاء السياسيين مثل عبد الحكيم، الذين يعيشون في الخارج ولكنهم لا يزالون تحت رقابة السلطات الصينية ويتحملون قلقاً كبيراً عندما يتعلق الأمر بأقاربهم في تركستان الشرقية.

وقال عبد الحكيم لإذاعة آسيا الحرة إن خبر وفاة والده أحزنه لأنه لم يقض إلا وقت محدود معه.

وقال عبد الحكيم:" لقد كان رجلاً مخلصاً، ومناصراً للتعليم، وفرداً مجتهداً". "إنه السبب وراء سعينا جميعاً إلى التعليم وقام برعايتنا وتشجيعنا في هذا المسار.”

 

واقع مأساوي

إن سماع وفاة الأقارب بعد عدة أشهر ليس بالأمر غير المعتاد بالنسبة للأويغور الذين يعيشون في الخارج.

وقال عبد الحكيم:" أصبحت هذه الأحداث تشكل واقع مأساوي لمجتمعنا". "يتجنب الكثيرون منا مناقشة هذه الأمور علانية، لذلك قد لا يكون عامة الناس مدركين تماماً مدى هذه التجارب المحزنة.”

يتعرض النشطاء السياسيون الأويغور للرقابة باستمرار من قبل الصين، كما يتعرضون للرصد وأشكال مختلفة من الاضطهاد. ومع ذلك، فإنهم يسعون جاهدين لتأمين حقوق الإنسان للأويغور في تركستان الشرقية ومحاسبة الصين على أفعالها. حيث يأملون في نهاية المطاف في إنشاء وطن للأويغور يسمى تركستان الشرقية.

وقال عبد الحكيم:" لا تتحقق الحرية والاستقلال والعدالة أبداً بدون تضحية". "لقد تحمل شعب تركستان الشرقية عبئاً ثقيلاً في السعي لتحقيق هذه الأفكار. لقد قدمت عائلتنا أيضاً تضحيات كبيرة ولا تزال مستعدة لتحمل المزيد.”

وصف عمر قانات، المدير التنفيذي لمشروع حقوق الإنسان في الأويغور، والد عبد الحكيم بأنه " وطني شغوف غرس روحاً قوية داخل أطفاله من خلال إرشاده.”

وقال"كانت هناك خسائر إضافية داخل عائلته، حيث ألقت الحكومة الصينية القبض على أكثر من 50 فرداً من عائلته".

في السنوات الأخيرة، عانى الأويغور في تركستان الشرقية من الإبادة جماعية و جرائم ضد الإنسانية على يد الصين، وهو ما أعلنته الولايات المتحدة والعديد من البرلمانات الغربية. 

كرس النشطاء السياسيون الأويغور والمنظمات غير الحكومية في الخارج جهوداً كبيرة لفضح أعمال بكين القمعية للمجتمع الدولي ومحاولة وضع حد لها.

28bc022b-d9f7-414f-ac35-417c176d577c

عبد الكريم ذكر الله إدريس (أسفل اليمين) مع زوجته حبيهان إدريس وابنه عبد الحكيم إدريس (أعلى اليسار) وطفلا عبد الحكيم وصديق في ميونيخ بألمانيا عام

 

متمسكين بمهمتهم

وقال دولكون عيسى، رئيس المؤتمر العالمي للأويغور، إن نشطاء حقوق الأويغور مثل عبد الحكيم إدريس لا يزالون صامدين في مهمتهم ولا يثبطهم العواقب المحتملة.

وقال:" لقد شعرت بحزن عميق عندما علمت بوفاة والد زميلي الناشط، عبد الحكيم إدريس". "لقد عملنا معا لتكريم واجبنا الأخلاقي في الدفاع عن حقوق شعب الأويغور. سواء كنت أنا أو عبد الحكيم أو أي زميل ناشط نخوض في هذا الطريق، فقد تحملنا تضحيات كبيرة على مر السنين.”

ba376afd-d29a-4a02-aa09-f5006a7b91fe

الصورة الأخيرة لعبد الكريم ذكر الله إدريس، التقطت في عام 2014 في خوتان، تركستان الشرقية.

كما أعربت روشان عباس، المدير التنفيذي لحملة الأويغور التي تتخذ من الولايات المتحدة مقراً لها، عن أسفها لخبر وفاة عبد الكريم ذكر الله إدريس-والد زوجها.

وقد غردت يوم الثلاثاء على تويتر "في هذا العصر من تقنيات #الذكاء الاصطناعي و #النانو #، لا  يستطيع #الأويغور مثلي حتى معرفة مكان أحبائنا".

في عام 2018، اعتقلت الحكومة الصينية جولشان عباس، أخت روشان الكبرى، في عمل انتقامي لنشاط شقيقتها في الخارج، وحُكم عليها بالسجن لمدة 20 عاماً. وقد ظهرت المعلومات بعد عامين.

وقد تلقى دولكون عيسى نبأ وفاة والدته أيضاً، أيجول آمت، في معسكر "إعادة التعليم"، ووالده عيسى آمت، الذي توفي عن عمر يناهز 86 عاماً، بعد عدة سنوات من وفاتهما.

ترجمة إذاعة أسيا الحرة قسم الأويغور. حرره روزان جيرين ومالكولم فوستر.

 

ترجمة/ رضوى عادل

https://www.rfa.org/english/news/uyghur/fathers-death-08182023160224.html