بشارة خير أم نذير شر

  استقبل الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامى معالى السيد \ حسين إبراهيم طه ، معالى السيد - " هكذا ورد" يرفعون من وضعهم الله ومن يؤذون المؤمنين- \ تشان رويفانغ رئيس اللجنة القومية للشؤون الدينية بجمهورية الصين الشعبية. وذلك يوم الأحد 17\12\2023م فى مقر الأمانة العامة – الأمينة على المسلمين-  بجدة.

 حينما قرأت الخبر استبشرت خيرا وقلت لعل فرق البحث الصينية قد عثرت على السيد بامخرمة ولجنته التى ذهبت إلى الصين ومنها إلى تركستان الشرقية - "شينجيانج " حتى لا يغضب صاحبا المعالى – لتقصى أحوال رعايا المنظمة من المسلمين فى الصين وبالأخص فى تركستان المنكوبة بالاضطهاد الصينى، وذلك فى 17\8\2023م أى منذ أربعة أشهر كاملة؛ وحتى الآن لم يصدر عن تلك اللجنة وعن المنظمة التى أرسلتها أى أنين، أو حتى تأوهات ولو فى عشق الصين وليتهم من دون المؤمنين؛ ولقد ظننت أن اللجنة قد هلكت أو ضلت طريقها وتاهت فى قفار تركستان أو فى جبال قراقورم أو التن تاج، لكن اللجنة بعين الله التى ترعاهم وتراقبهم قد عادت سالمة غانمة وفى فمها ماء كثير يمنعها من الكلام.

لكن صاحبي المعالى للأسف الشديد لم يتطرقا إلى هذا الموضوع بالتحديد، حيث بحثا خلال اللقاء تعزيز آفاق التعاون بين المنظمة والصين، ووضع المجتمع المسلم فى الصين – التى تسحقه – وذلك فى إطار الحوار المتواصل بين الجانبين. كما تم التطرق إلى تطورات القضية الفلسطينية.

السؤال الذى يطرح نفسه لماذا جاء رئيس اللجنة القومية للشؤون الدينية بالصين!؟.

 أولا : ليس من اختصاصه بحث القضية الفلسطينية لا سياسيا ولا إنسانيا، كما أنه ولا بلده الصين ولا منظمة التعاون سيفعلان شيئا للقضية الفلسطينية فتلك القضية بالنسبة لهؤلاء مجرد فرصة للنواح واللطيم المشترك للإعلان عن وجودهم الهامشى على مسرح السياسة الدولية.

ثانيا : لا شك أن صميم اختصاص السيد \ تشان هو الشؤون الدينية وجوهر القضية التركستانية هو اختلاف الهوية الدينية ومن ثم الهوية الثقافية والحضارية للتركستانيين عن عموم الصين الشيوعية التى تضطهدهم بعنف ممنهج لطمس تلك الهوية، فمن المفترض فى لقاء كهذا أن يتم بحث أحوال المسلمين الدينية والثقافية والإنسانية بل وسائر حقوقهم. فالمنظمة تعتبر نفسها الصوت الجامع للعالم الإسلامى، وأنها تهدف لحماية المصالح الحيوية للمسلمين. فلماذا لم يذكر أي شىء عن تركستان أو الأويغور وسائر الأعراق المسلمة؟. وماذا عن تقرير لجنة بامخرمة!!!؟.

فهل جاء معالى السيد \ تشان رويفانغ ليتأكد من انتهاء مراسم دفن لجنة بامخرمة وتقريرها الذى طال انتظاره!!!؟. أم جاء ليتأكد من استمرار صمت الحملان فى العالم الإسلامى لكى تواصل الصين حملتها المسعورة لمحو هوية مسلمى تركستان الدينية والحضارية، أو للبدء فى جولة جديدة أكثر عنفا لاستكمال سحق تركستان الشرقية وشعبها المسلم؟؟؟؟؟. أتوجس شرا . وحسبنا الله ونعم الوكيل فى كل ظالم ومقصر فى أداء واجبه.

د\ عز الدين الوردانى

كاتب متخصص فى شؤون وسط آسيا