من يعيش في مدينة آرال التابعة لبينغتوان في تركستان الشرقية؟

في الصورة: يقوم الصينيون بجولات على المنازل المعدة للمستوطنين الصينيين، وهو ما يظهر في مقاطع الفيديو المتداولة على تطبيق "تيك توك" TikTok المستخدم على نطاق واسع. مارس 2020، مدينة آرال.

إعداد أكرم، مراسل إذاعة آسيا الحرة - ميونخ.

بعد عام 2020، قامت "قاعدة شينجيانغ للإنتاج والبناء" الصينية في تركستان الشرقية ببناء مدينة جديدة تسمى "آرال" عند التقاء أنهار آقسو ومجرى نهر تاريم، وبدأت في الإعلان على نطاق واسع أنها ستوفر السكن المجاني والأراضي المجانية وبدلات المعيشة الشهرية للصينيين الذين ينتقلون من مقاطعات الصين.. ومع ذلك، فإن الأويغور، الذين هم السكان الأصليون للمنطقة، لم يكن لهم أي وجود في المدينة.
 
حسب صور الأقمار الصناعية، هذه المدينة لم تكن موجودة قبل عام 2020. دعوة وتشجيع الحكومة الصينية في عام 2022 المواطنين الصينيين إلى الانتقال إلى هذه المدينة الجديدة يسلط الضوء على جانب آخر من سياسة شي جين بينغ المتمثلة في الإبادة الجماعية والتطهير العرقي والاضطهاد. ووصفت مجموعة "البيانات المفتوحة" الفرنسية ذلك بأنه "جزء من خطة الصين لإشراك مواطنيها في الاستعمار".

37cfb832-efbe-4c9a-a9e8-ea7ba32b2779

في الصورة: تظهر مجموعة من المنازل الجاهزة للمستوطنين الصينيين في مقاطع الفيديو التي شاركها الصينيون على تطبيق TikTok المستخدم على نطاق واسع. مارس 2020، مدينة آرال.

وبحسب برنامج "آثار الاستعمار" الذي تبثه قناة ARTE التلفزيونية الفرنسية، والذي يبث بلغات متعددة في جميع أنحاء أوروبا، فقد اخترقت مجموعة "البيانات العامة" قبل أيام قليلة حواجز الإنترنت في الصين وأتيحت لها الفرصة للاستيلاء على الدعاية المتعلقة بالأويغور على وسائل التواصل الاجتماعي في الصين. ما لفت انتباههم أكثر من أي شيء آخر هو سلسلة من السياسات الشريرة الصادمة التي كان النظام الصيني ينفذها من أجل جعل مواطنيه متواطئين في سياساته الاستعمارية في تركستان الشرقية. لقد انتشر الفيلم على نطاق واسع في أوروبا في غضون 3 أيام فقط وجذب الكثير من الاهتمام.
وقد تم تعريف الفيلم بشرح موجز قائلا: "منطقة شينجيانغ المحتلة صينيا هي الموطن التاريخي للأويغور المسلمين الذين يتعرضون للاضطهاد من قبل الحكومة المركزية الصينية.
وفقًا لتحقيقات مجموعة "البيانات المفتوحة"، فإن المواطنين الصينيين في الواقع هم الذين يضاعفون جهودهم في استعمار شينجيانغ ويزيدون من حجم الدعاية الكاذبة للدولة الصينية وينشرون رؤية شي جين بينغ على نطاق أوسع. وفي الوقت الذي يتم فيه سجن الأويغور في معسكرات الاعتقال أو نقلهم قسراً إلى المقاطعات الشرقية في الصين، يشجع القادة الصينيون الصينيين في المناطق الشرقية على الانتقال إلى شينجيانغ ويستخدمون المواطنين الصينيين لمحاربة "الانقسام" و"العداء الديني". لكن في الواقع، يساهم هذا النوع من سياسة الاستيطان في فقدان الهوية الوطنية الأويغورية.

9b147bf7-b689-4687-84c6-8ecc51977f12

في الصورة: امرأة صينية تقوم بالدعاية لمدينة آرال. مارس 2020.

وفي الفيلم، يُرى الصينيون الذين استقروا في مدينة "آرال" المنشأة حديثًا من المقاطعات الداخلية الصينية في المنازل المريحة والأراضي الزراعية وظروف المعيشة التي توزعها الحكومة مجانًا، ويحثون المزيد من الصينيين على القدوم والعيش فيها على مواقع التواصل الاجتماعي. وفي الوقت نفسه، تظهر أيضًا عمليات نقل الأويغور قسراً إلى البر الرئيسي للصين كقوة عاملة زائدة، وعمليات الاعتقال الجماعي في أراضي الأويغور، وسجن الملايين من الأويغور في معسكرات الاعتقال.
 
وقال أنور أحمد، محلل الوضع في ألمانيا، في الفيلم، تم الكشف عن حقيقة أن شي جين بينغ يقود بشكل مباشر سياسة تدمير الأويغور كشعب من خلال الوثائق.
 
قال محلل الوضع السيد غيور قوربان إن "فيلق شينجانغ للإنتاج والبناء" الصينية مسؤولة عن العديد من جرائم الإبادة الجماعية للأويغور والعمل القسري للأويغور. وقال إن "قاعدة الإنتاج والبناء" في الصين تتابع عن كثب السياسة الاستعمارية للصين منذ سنوات وكشفت عن وجهها القبيح على المستوى الدولي.
 
الفكرة الرئيسية التي يتم الترويج لها في البرنامج التلفزيوني "آثار الاستعمار" هي أن المواطنين الصينيين يمتثلون ويخضعون للنظام الصيني، على حساب السكان المحليين في المنطقة التي تشهد إبادة جماعية، والتواطؤ في القمع المستمر الذي يمارسه النظام.
 
ووفقا لبيانات قاعدة بيانات "بايدو" الصينية، أعلن مجلس وزراء شؤون الدولة الصيني أنه في سبتمبر 2022، تم الموافقة على إنشاء نوع جديد من "مدينة آرال" في الأراضي القاحلة بمنطقة آرال التي تسيطر عليها فرقة بينجتوان 1 في مجرى مياه نهر تاريم. تتكون المدينة بأكملها من 3 شوارع رئيسية و15 سوقًا وقرية واحدة. وبحلول نهاية عام 2022، امتلئت مدينة "آرال" بعدد كبير من المستوطنين الصينيين من المقاطعات الداخلية للصين، وبلغ عدد سكانها أكثر من 460 ألف نسمة. أكثر من 400.000 من سكان المدينة بأكملها هم من الصينيين، وقيل إن الـ 60.000 الباقين من السكان هم من "الأقليات". ولا توجد معلومات مؤكدة عن عدد الأويغور بينهم.
 
في السنوات الأخيرة، في تركستان الشرقية، بالإضافة إلى مدينة آرال، تم إنشاء مدن جديدة مثل باش أقيم (铁门关)، تومشوق (图木舒克)، قاشقوفوك (昆玉)، كوكدالا (号克达拉)، و شينشينغ (新星) واحدة تلو الأخرى، وكانت الغالبية العظمى من سكان هذه المدن مستوطنين صينيون الذين تم نقلهم من المقاطعات الصينية. في الوقت الحاضر، يتم تطوير مدن بينجتوان المنشأة حديثًا في مختلف الأقسام التابعة لمنطقة الأويغور ذاتية الحكم (تركستان الشرقية)بشكل عاجل برأس مال ضخم، وتتمتع تلك المدن بمزايا مختلفة مقارنة بالمدن المحلية الأصلية في منطقة الأويغور ذاتية الحكم، سياسيًا واقتصاديًا.
مصدر الخبر: إذاعة آسيا الحرة.

https://www.rfa.org/uyghur/mulahize/bingtan-12192023144257.html

في الترجمة من الأويغورية: عبد الملك عبد الأحد.