هل من الممكن بناء معسكرات عقابية في تايوان في المستقبل؟

في الصورة: رسم كاريكاتوري عن العمل القسري للأويغور في المعسكرات الصينية.

من إعداد أكرم، مراسل إذاعة آسيا الحرة المستقل من ميونخ.

على الرغم من المناورات العسكرية والتهديدات السياسية والدبلوماسية الشديدة للصين قبل انتخابات تايوان، تم انتخاب لاي تشينغ ده، مرشح حزب الديمقراطية والتنمية التايواني، رئيسًا جديدًا لتايوان بأصوات أكثر من 5.5 مليون شخص في انتخابات 13 يناير. . واحتفلت الصحافة الغربية بنتائج الانتخابات بعبارات مثل "انتصار عظيم للديمقراطية" و"صفعة على وجه النظام الاستبدادي في الصين".
ومع ذلك، وفقا للمثقفين التايوانيين، في الوضع الدولي المعقد الحالي، فإن هذا "الانتصار العظيم للديمقراطية" ليس مضمونا بشكل كامل. في السنوات العشر القادمة، سيتم بناء معسكرات مماثلة لتلك الموجودة في تركستان الشرقية في تايوان، وسيتم سجن ملايين الأشخاص وملايين الأطفال التايوانيين في المعسكرات والحكم عليهم بالانتهاكات اللاإنسانية وعقوبات غسيل الأدمغة من قبل النظام الاستبدادي الشيوعي الصيني.
 
وقد طرح هذا الرأي من قبل المفكر التايواني تشنغ تشنغ بينغ في مقال بعنوان "قد تصبح تايوان بالفعل جزيرة غولاغ (Gulag Island) في عام 2033" نُشرت في "تايوان نيوز". أشارت "إذاعة صوت فرنسا" في خبر أوردته في 14 يناير/كانون الثاني إلى أن المقال، الذي يكشف عن مخاوف الشعب التايواني، قد جذب انتباه الرأي العام باعتباره إشارة تحذير قوية.
 
وتعليقا على حقيقة هذا الرأي، ذكر محلل أويغوري في ألمانيا، السيد غيور قوربان، أن الشيوعيين الصينيين أثبتوا نوع النظام الاستبدادي الذي هم عليه من خلال سياساتهم وقمعهم لأكثر من 70 عاما بعد احتلال تركستان الشرقية والتبت، وسياسة القمع في هونغ كونغ، إنها حقيقة ينبغي أن يأخذ الشعب التايواني منها العبر والدروس.
توفر مقدمة هذا المقال المعلومات التالية حول معسكر جزيرة غولاغ (Gulag Island):
 
في عام 1813، عندما طارد الآلاف من جنود الإمبراطور الروسي ألكسندر الأول قوات نابليون ووصلوا إلى باريس، انبهروا بالديمقراطية والتطور والازدهار الذي كان يشهده الغرب. وعندما عادوا إلى موسكو الفقيرة، اشتدت رغبتهم في الحصول على دساتير غربية وبدأوا في دق ناقوس الخطر من أجل الإصلاح السياسي. وشعر القيصر ألكسندر الأول، بأن هؤلاء الجنود الذين ذاقوا طعم الديمقراطية الغربية، يشكلون خطراً على نظامه، فقتل القادة العسكريين والجنرالات، وسجن الجنود في معسكرات عقابية لتصفية عقولهم.
 
وعلى نحو مماثل، في عام 1945، عندما طارد جيش ستالين فلول هتلر إلى برلين، أصيب الجنود الروس بالصدمة والفزع إزاء ازدهار وتطور الحضارة الغربية. عندما عادوا إلى وطنهم بعد قضاء بعض الوقت في برلين، قام ستالين بإنشاء جزر غولاغ في سيبيريا وبدأ في تغيير الطبيعة البشرية لهؤلاء الجنود الذين انفتح عيونهم.
 
في عام 1950، أطلق ماو تسي تونغ "حملة قمع" وذبح ما يقرب من مليوني عضو في حزب الكومينتانغ. وفي 1955-1957، قام بعملية تطهير أخرى وقتل ملايين الأشخاص عبر ربطهم بجيانغ جيشي.
 
وفي عام 2014، بدأ شي جين بينغ في إنشاء معسكرات اعتقال باسم مراكز "إعادة التثقيف" في تركستان الشرقية، وفي عام 2017، عندما تصاعدت عمليات الاعتقال، قُتل أكثر من مليون من الأويغور. تعرضوا للإهانة والتجويع والحبس الانفرادي والضرب والتعذيب والسجن طويل الأمد والاخفاء القسري والإعدام كعقوبات للمعتقلين.
وفقًا لـ تشنغ تشنغ بينغ، الأستاذ في جامعة تايوان الوطنية للعلوم والتكنولوجيا، "قد تصبح تايوان بالفعل جزيرة غولاغ في عام 2033"، وستؤدي العوامل التالية إلى جعل تايوان "جزيرة غولاغ":
 
الأول هو أن الصين تنظر إلى تايوان باعتبارها «تهديداً» فيما يتعلق بنظامها السياسي. ثانياً، سوف تستمر الصين في تعزيز قدراتها العسكرية؛ ثالثا، تصميم شي جين بينغ على غزو تايوان في السنوات العشر المقبلة؛ رابعا: اتساع نطاق الحروب والصراعات الدولية.
 
ويعتقد بختيار عمر، محلل الوضع في النرويج، أنه لا داعي للشك في أن الصين ستبني معسكرات اعتقال بعد غزو تايوان. بل إن الصين تتطلع إلى بلدان آسيا الوسطى، التي قد تتذوق طعم معسكرات الاعتقال في المستقبل.
 
وفقًا للمقال، إذا تم احتلال تايوان، فقد تحدث المآسي الأربع التالية على الأقل:
 
1. سيتم ذبح عدة ملايين من الجنود والسكان المحليين المستسلمين بلا رحمة، وسيطبق شي جين بينغ الآن نفس أسلوب القتل الذي استخدمه ماو تسي تونغ في الخمسينيات من القرن الماضي على التايوانيين.
 
2. بعد غزو تايوان، سوف يشتد الصراع بين الولايات المتحدة واليابان وأستراليا والصين. في هذا الوقت، ستقوم الحكومة الصينية بتوسيع جيشها البالغ قوامه مليون جندي بشكل كبير واستخدام تكتيك "مساعدة كوريا الشمالية في محاربة الإمبريالية الأمريكية" في الخمسينيات من القرن الماضي، وبناء "جيش تايوان التطوعي". إن العديد من الشباب التايوانيين الذين لا يريدون القتال ضد الصين، والذين يتسمون بالسلام، سيضطرون إلى القتال والموت من أجل الصين، وليس من أجل بلدهم.
 
3. تقوم الصين ببناء معسكرات اعتقال ضخمة في تايوان، على غرار تلك الموجودة في تركستان الشرقية، وتحتجز ملايين التايوانيين، لكون تايوان الأقرب إلى الثقافة اليابانية والأميركية من الصين، ستكون أساليب القمع التي تتبعها أكثر وحشية، وستعذب التايوانيين باستخدام إجراءات عقابية أكثر تقدماً لـ (تطهير) أفكارهم.
 
4. معسكرات الأطفال ستنتشر على نطاق واسع في تايوان. ستصبح معسكرات الأطفال هذه سمة فريدة لتايوان، والمعروفة باسم "جزيرة غولاغ الجديدة". وكما قام بغسل أدمغة أطفال الأويغور وأطفال التبت، سيبدأ نظام شي جين بينغ في تغيير التايوانيين بشكل جذري عن طريق تغيير أطفالهم. يُجبر هؤلاء الأطفال على تعلم قراءة الكتب الحمراء، وتعلم أيديولوجية شي جين بينغ، وحب الحزب الشيوعي، وكراهية والديهم، ورفض الحرية والديمقراطية، ويصبحون عبيدًا (للحزب الشيوعي الصيني).
 
وشدد السيد غيور قوربان في كلمته على أن المزيد من التايوانيين تعلموا من تجارب الأويغور والتبتيين وهونغ كونغ وبدأوا يدركون بشكل متزايد تهديدات النظام الصيني، ويعتبر فوز لاي تشينغدي في هذه الانتخابات مثالاً واضحًا على ذلك.
 
ويرى الكاتب في المقال أن الطريقة الوحيدة لمنع مثل هذه المآسي هي "التعاون مع الدول الصديقة مثل الولايات المتحدة واليابان وأستراليا للتعامل مع عدوان الصين". وشدد في خطابه على أن اتخاذ أي مسار آخر ضد الصين، مثل الاستسلام للصين أو التوقيع على اتفاقية سلام مع الصين، لن يدمر وجود تايوان السلمية والمسالمة والديمقراطية اليوم فحسب، بل سيخلق أيضًا "جزيرة غولاغ جديدة" التي لا مفر منها.

مصدر الخبر: إذاعة آسيا الحرة.

https://www.rfa.org/uyghur/xewerler/teywenda-gulag-jaza-
‏lageri-01152024095632.html
في الترجمة من الأويغورية: عبد الملك عبد الأحد.