قصة مؤلمة لـ "العائلة السعيدة": التي تسوِّقها الصين حول الزواج الصيني الأويغوري

صورة تذكارية لعائلة مهر آي حبيب الله تم التقاطها عند وصولها إلى دونغقوان بمقاطعة قوانغدونغ.

من إعداد شاديه، مراسلة إذاعة آسيا الحرة من واشنطن.

في السنوات الأخيرة، قامت السلطات الصينية بتشجيع شباب الأويغور في تركستان الشرقية على الزواج بين الأعراق والأديان، وإجبار فتيات الأويغور على الزواج من صينيين كمبادرات سياسية في الصين. وحتى هذه الأنواع من الدعايات المصورة بالفيديو تأخذ حيِّزا كبيرا على وسائل الإعلام الحكومية الصينية ووسائل التواصل الاجتماعي.
 
ومن الأمثلة على ذلك الأخبار المتعلقة بما يسمى بـ"العائلة السعيدة" لرجل صيني من مقاطعة قوانغدونغ مع مهرآي حبيب الله، وهي فتاة أويغورية، والتي تم نشرها مؤخرًا على نطاق واسع في وسائل الإعلام الصينية.

في تقرير إخباري يوم 23 يناير، ذكرت "شبكة أخبار الصين" أن مهرآي حبيب الله، وهي فتاة أويغورية تخرجت من جامعة جنوب الصين التربوية وعملت كمدرسة في مدرسة دونغقوان للنسيج والملابس، تزوجت من رجل صيني من قوانغدونغ وبدأت بالعيش"حياة عائلية سعيدة".

خىتايچە كىيىندۈرۈلگەن ئۇيغۇر قىزنىڭ خىتاي بىلەن ئورۇنلاشتۇرۇلغان توي مۇراسىمىدىكى راھەتسىز ۋە نارازىلىق چىرايى.

في الصورة: فتاة أويغورية ملامحها غير مريحة ومنزعجة ترتدي ملابس صينية تقليدية في حفل زفاف نظمته الحكومة الصينية.

وأشار التقرير إلى أن مهرآي، التي تزوجت من رجل صيني في عام 2022، غيرت اسمها إلى "تشن ري" (陈热依) مع لقب زوجها الصيني، ومنحت ابنتها الاسم الصيني "تشن شوشي" (陈栩玺). يذكر التقرير أيضًا أن مهرآي، التي درست في مدرسة جيانغبو الثانوية في نانجينغ، كانت "مفتونة" بالشعر الصيني في عهد أسرة تانغ في ذلك الوقت، والآن تحتفل العائلة بأعياد تشاغان (العيد الصيني ببداية الربيع) وعيد الفطر وعيد الأضحى معًا كل عام.

كان رد فعل المحلل الهُوي المقيم في الولايات المتحدة، ماجو قويًا على هذا النوع من حملات الزواج بين الأعراق التي تروِّجه الصين.

وقال"نحن بالتأكيد لسنا ضد الحب المتبادل بين الرجال والنساء من مختلف الأعراق، وكذلك الزواج بين الأعراق المختلفة. هذه هي حرية شخصية، وليس لدينا الحق في معارضتها. ومع ذلك، فإن ما يدعو إليه الحزب الشيوعي الصيني هنا ليس قضية الحب بين الناس، بل سياسة الاضطهاد التي تنفذها القوة السياسية بالإكراه. تظهر الأدلة التاريخية أن مثل هذه التدابير السياسية القسرية ستغير بشكل كامل التركيبة السكانية والمعتقدات الدينية والهياكل الثقافية للمناطق العرقية، وتُفقد هويتها الأصلية. وبشكل أكثر دقة، فإنه سيسرع من علميات التذويب والإندماج بين الأويغور المسلمين والصينيين الملحدين من حيث الوعي والأيديولوجية. وهذا هو تدمير ممنهج مستمر. لذا فمن الواضح أن دعوة الحكومة الصينية للزواج بين الأويغور والصينيين هي نتيجة لهذه الأهداف السياسية. ويتبع الحزب الشيوعي الصيني ما يسمى بإستراتيجية "تغذية شينجيانغ من خلال الثقافة" في تركستان الشرقية.

إنها خطة جهنمية للصين للقضاء على شعب الأويغور بتذويبهم وخلط دمائهم بدمائهم واضطهادهم. "وهذا في الواقع دليل على إبادة جماعية مفتوحة ومفضوحة." 
 
وذكر تقرير "شبكة أخبار الصين" أن الفتاة الأويغورية مهرآي حبيب الله تأثرت بشدة بالإحساس القوي بالمسؤولية لدى زوجها الصيني، وادعى أنه من خلال حفل زفافهما أنهما أسهما في "علاقة الزواج بين الشعب الأويغوري والصيني". .
 
وأكد الدكتور أركين أكرم، أستاذ التاريخ في جامعة حاجي تبه التركية، أن الصين كانت لديها دائما مثل هذا الاتجاه القوي لإذابة واضطهاد المجموعات العرقية الأخرى غير مجموعتها، وحتى الصينيين يعتبرون ذلك مشروعا لـ "تثقيف المتوحشين". " وأشار إلى أن ترويج وسائل الإعلام الصينية اليوم لما يسمى "الأسر السعيدة" التي نشأت عن الزواج بين الأويغور والصينيين يحمل وراءه دعاية سياسية واضحة.
 
في الواقع، أحد أبرز مظاهر الإبادة الجماعية الحالية التي ترتكبها الصين ضد الأويغور هو تدمير عادات زواج الأويغور في السنوات الأخيرة، ومن المعروف أن الحكومة الصينية تنتهك حقوق الإنسان الأويغور، والمعتقدات الدينية، والعادات والثقافة إلى درجة غير مسبوقة.
 
يجري رون ستينبيرج (Rune Stenberg) بحثًا متعمقًا حول عادات زواج الأويغور لسنوات عديدة، وهو أحد العلماء الذين نشروا عددًا من الأعمال العلمية حول هذا الموضوع. وأشار إلى أن العدد المتزايد من حالات الزواج بين الأويغور والصينيين يرتبط ارتباطًا وثيقًا بالحملات السياسية والإجراءات القسرية التي تتخذها الصين.

وعلى حد علمنا، يوجد حاليًا تطبيق"داويين" و"ويتشات" و"تيك توك" وغيرها من وسائل التواصل الاجتماعي في الصين مثل "حياة فتاة أويغورية في بكين"، "الحياة الزوجية اليومية للصينيين والأويغور"، تم إنشاء "حديقة خيول كاشغر" و"عندي 398" و"أمير الديار الغربية 7763" وغيرها من القنوات الخاصة. تروج هذه القنوات لزواج فتيات الأويغور من صينيين وتمتعهن بحياة "سعيدة وسلمية".

ويرى الخبراء في هذا المجال أن الصين تستهدف حاليا ملايين الأويغور في المعسكرات والسجون، وترتكب جرائم إبادة جماعية ضدهم، وتشجع التزاوج بين الأويغور والصينيين لتذويبهم ودمجهم بالصينيين والقضاء عليهم نهائيا.

https://www.rfa.org/uyghur/xewerler/xitaylashturush-01242024170423.html