الإرهاب في تركستان الشرقية

 

 

الإرهاب في تركستان الشرقية

 

بقلم: توختي آخون أركين

       إن النضال الوطني والمقاومة الشعبية لم تتوقف منذ أن وطئت أقدام الاحتلال الصيني أرض تركستان الشرقية، ولما دخلت قوات الجيش الأحمر الصيني  البلاد في 12/10/1949 ثار الزعيم الوطني الشهيد عثمان باتور الذي أعدم في 29/4/1951 ثم أعلن الحاكم العام لمقاطعة شينجيانغ( تركستان) عن إعدام 120 ألف شخص من العلماء والزعماء المقاومين في 1/1/1952 ، واستمرت حركة التحرير الوطنية من انتفاضة و ثورة عارمة بدون توقف ، حتى أن هناك مثل شعبي يقول : ( ينتفض الأويغور في كل خمسة أعوام  و يثورون في كل عشرة أعوام ) وإذا تم تطبيق هذا المثل على واقع الحياة في تركستان المعاصرة يلاحظ أن الانتفاضات تكاد تحدث في كل عام ، والاحتلال الصيني الذي يتابع هذه الأحداث لم يكن يصنفها إرهابا حينذاك بل سماها  (أحداث ثورة  عرقية) وحللها على أنها ثورة رجعية للمفكرين الانفصاليين ، كما جاء في البحث الرسمي المنشور سريا بعنوان : بانئيسلاميزم وه بانتوركيزم هه ققيده ته تقيقات = دراسات حول القومية الإسلامية والتركية ) أعدته لحنة برئاسة يانغ فارين ونشره أكاديمية شينجيانغ للعلوم الاجتماعية في اورومجي عام 1994م

      وعندما بدأ الإعلام الغربي يروج لظاهرة الإرهاب بعد أحداث 11 سبتمبر2001 بادرت الصين لانتهاز فرصة توجه أمريكا وحلفائها لمحاربة الجهاد الإسلامي تحت مسمى الإرهاب على دعمها لأمريكا في مقابل تعاونها معها لمحاربة الحركات الوطنية التركستانية ، ومع أن أمريكا كانت ذكية في تجاوبها حيث ساعدت على تصنيف حركة تركستان الشرقية الإسلامية منظمة إرهابية فقط من ضمن عشرات الهيئات والمنظمات التركستانية ، إلا أن الصين التي استطاعت أن تكسب صمت دول العالم الإسلامي شنت هجوما شرسا على كل نضال وطني للأويغور قولا كان أو عملا ، وأمريكا التي كانت تراقب ذلك من دون دول العالم الإسلامي حذرت الصين من سوء استعمال تهمة الإرهاب التي تمارسها ضد المسلمين الأويغور   

     والحقيقة إن ما يقوم به التركستانيون الأويغور ( وقتل الأبرياء مرفوض في كل الأحوال) هو نضال وطني لحماية حقوقهم الوطنية والإنسانية ( التي كفلها لهم قانونيا على الأقل وإن كان شكلا بدون مضمون) الأنظمة الدستورية التي ألتزمت بها حكومة الصين الشعبية بتوقيعها على الاتفاقيات والمعاهد الدولية أو بموجب الأنظمة الخاصة التي وضعتها لحقوق الأقليات القومية ومقاطعات الحكم الذاتية والتي تم بحثها في فصل آخر من هذا الكتاب وفي ثناياه

والمقاومة الوطنية كما يحدث في فلسطين وفي غيرها من البلدان التي يحتلها الأجنبي هو حق مشروع وليس إرهابا ، وقد فرق العلماء والفقهاء بين الإرهاب والجهاد والدفاع عن الوطن و النفس ، فقد صرح شيخ الأزهر الإمام الدكتور محمد سيد طنطاوي بتاريخ 17/7/2003 : أكدت أكثر من مرة أن من يقاتل دون أرضه أو ماله أو عرضه و يقتل فهو شهيد ، وإن مقاومة الاستعمار والاحتلال واجبة و بكافة الوسائل ، والجهاد حق متاح ومباح للدفاع عن النفس والأرض والعرض والمال ) كما أن سماحة مفتي عام المملكة العربية السعودية في بحثه ( الإرهاب ووسائل العلاج) المنشور في جريدة الرياض بعددها الصادر برقم 12982 و تاريخ 9/1/2004 أكد أن من يحارب و يقاتل لتخليص بلاده من الاحتلال ليس إرهابا ، وكان المجمع الفقهي الإسلامي في دورته السادسة عشرة المنعقدة في مكة المكرمة في الفترة من 21-26/ 10/ 1422 التي توافقها 5-10/2002 قد أصدر بيانا يوضح أن الجهاد ليس إرهابا ، فجاء في البند الخامس من البيان الذي عرف ببيان مكة المكرمة : أن الجهاد في الإسلام شرع نصرة للحق و دفعا للظلم و إقرارا للعدل والسلام والأمن ، وتمكينا للرحمة التي أرسل محمد صلى الله عليه وسلم بها للعالمين ، ليخرجهم من الظلمات إلى النور ، مما يقضي على الإرهاب بكل صوره ، فالجهاد شرع لذلك ، وللدفاع عن الوطن ضد احتلال الأرض و نهب الثروات و ضد الاستعمار الاستيطاني الذي يخرج الناس من ديارهم و ضد الذين ينقضون عهودهم ، ولدفع فتنة المسلمين عن دينهم ، أو سلب حريتهم في الدعوة السلمية إلى الإسلام ، قال تعالى : لا ينهاكم الله عن الذين يقاتلونكم في الدين و لم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن يحب المقسطين ، إنما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم في الدين وأخرجوكم من دياركم و ظاهروا على إخراجكم أن تولوهم و من يتولهم فأولئك هم الظالمون ( 8-9 سورة الممتحنة )

   ويوضح تقرير المفوضية السامية للاجئين التابعة لمنظمة الأمم المتحدة UNHCR: United Nations High Commission for Refugees  : قد لا تحدث ثورة عارمة و لكن لا يعني ذلك أن الأويغور يقبلون الاحتلال الصيني ، وقد يقبل بعض الأويغور بذلك رغما عن أنفسهم ، وبعضهم قد يقبله خوفا من الاضطهاد الوحشي ، وأكثرهم يستعمل وسائل غير العنف للمقاومة ، مثلا يقاومون السياسة الصينية المستبدة من خلال حديثهم ، و يستعملون الأغاني الشعبية ، والفكاهة و الهجاء والملابس ، و حتى الشعر لرفض السيطرة الصينية ، مما يشير إلى فشل السياسة الصينية في شينجيانغ( تركستان)   بالرغم من مرور خمسين عاما , و لا يزال الأويغور ينظرون إليها أنها غير قانونية و عدائية ، لأن سياسة الاضطهاد التي تمارسها لمنع  تنامي الشعور الوطني الأويغوري لم تحقق نتائجها ، وفي نظر بعض الكتاب الصينيين أدت إلى نتائج عكسية ، وفي الواقع أدت سياسة بكين إلى تعزيز الهوية الوطنية للأويغور ، ومن ذلك :أن الأويغور يرفضون سياسة حد المواليد ، و ينتقدون اختيار لوب نور في بلادهم مركزا لتجاربها النووية ، و يرفضون تدفق الاستيطان الصيني الذي أدى إلى التغير الديمغرافي في البلاد ، و ينتقدون استغلال ثروات بلادهم لمصلحة الصينيين ، و معاناتهم من تمييزهم اقتصاديا، وفرض القومية الصينية عليهم ومعاملتهم بالدونية والاحتقار و عمليات تذويب الهوية الشخصية لهم بفرض اللغة الصينية و الاضطهاد الديني والثقافي 

      ومع أن الصين تتهم بعض حركات النضال الأويغوري بعلاقاتها بالقاعدة و الطالبان و حركة أوزبكستان الإسلامية إلا أن بعض هذه الإدعاءات مشكوك فيها و لا يوجد أي دليل يؤكد على هجوم أي منها على الأراضي الصينية ، ومع ذلك فالسلطات الصينية تصر على ربط نشاط منظمات الأويغور بالإرهاب العالمي الذي تحاربه أمريكا ، وقد أعلن حسن مخصوم رئيس ما يسمى حركة تركستان الشرقية الإسلامية استنكاره لهذه المزاعم التي أتهمته بكين بها و ذلك في تصريح إذاعي في 22 يناير 2002  

   ومع أن الصين تدعي أن الكثير من الأويغور تلقى التدريب العسكري في أفغانستان ، ولكن لا توجد معلومات أكيدة توضح عدد المقاتلين الأويغور ، وعدد الذين تقدرهم المصادر الغربية يتراوح ما بين 200- 300 شخصا ، والاويغور الذين  اعتقلهم جنود التحالف كان انضمامهم إلى طالبان بالصدفة بسبب دراستهم في مدارس بباكستان وأن تدريبهم العسكري كان محدودا

و يحتمل أن بعض الأويغور بهدف مقاومتهم للاضطهاد الذي يمارس ضدهم اختار سبيل المقاومة المسلحة ، ولكن كل منظمات الأويغور رفضت إدعاءات بكين لها بالإرهاب أو علاقة الأويغور ببن لادن ، بيد أن الصين استغلت أحداث 11 سبتمبر 2001 مبررا لما تمارسها من سياسات قمعية في تركستان / شينجيانغ ولم يكن الإرهاب موجودا في الواقع إلا في الدعاية الإعلامية ، حيث رأت الصين أن تتهم الأويغور بالإرهابيين بدلا من أن تبحث ذلك في سياستها ، وتدخل مع الأويغور في حوار يحل الإشكاليات ، و بصرف النظر عن الانتقاد العالمي و نصائح الخبراء فقد شددت من قسوتها على تصفية الانفصاليين الأويغور بالقوة ، و قد أعلن كل من لوو غان Luo Gan عضو المكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني ، و وانغ ليجوان سكرتير الحزب الشيوعي الصيني لمقاطعة شينجيانغ( تركستان) أن اضطهاد الأويغور سيستمر بنفس القوة في عام 2002 ، وقد تمت ترجمت سياسة الاضطهاد في صيغة إيديولوجية ، حيث نفذت السلطات الصينية في مقاطعة شينجيانغ( تركستان) حملة استهدفت تشديد المراقبة على التعليم والفنون في يناير 2002 ، فمثلا قرر عبد الأحد عبد الرشيد بقوله : في هذا الوقت في المواجهة الإيديولوجية نحتاج إلى إعادة تعليم الشعب لصياغة إيديولوجية جديدة ،علينا أن نراقب عن كثب الكوادر في أنظمة التعليم الثانوية والعليا ، واجبنا أن نراقب نشر كل الكتب والمجلات والصحف و إعمال الفن و الأدب و يجب إعادة تعليم العمال في هذه المجالات إيديولوجيا ) ، وهكذا تم تشديد التحكم على الإعلام والنشر منذ سبتمبر 2001 ، ودعا يانغ سي  Yang Siرئيس الشرطة رسميا قوى الأمن لتكون الحرب على الانفصال هدفهم الأول ، و في يناير 2002 قال البيت الأبيض : أننا ننبه بكين  أن التحالف الدولي ضد الإرهاب لا يعني تبرير الاضطهاد السياسي ، وإنما مقاومة الإرهاب يتطلب احترام حقوق الإنسان الأساسية) ولم تنجح محاولات بكين لتنال على الاعتراف الدولي بقانونية ما تمارسها من اضطهاد  في شينجيانغ ( تركستان)  ، ومما زاد حرجا في موقفها السياسي التقرير الذي نشرته منظمة العفو الدولية الذي ركز على توثيق تزايد الممارسات القسرية في شينجيانغ ، وأدى أن تعيد واشنطن تحذيرها لبكين ألا تستخدم الحرب ضد الإرهاب مبررا لزيادة قمع أقليات المقاطعة ، ومع ذلك يجب أن يقال أن ما يمارس من ضغوط على بكين في هذا المجال ضعيفا

Thierry Kellner : China: The Uighur Situation from Independence for the Central Asia Republics to the Post 11 September Era ,UNHCR  Emergency & Security Services ,Writenet Paper No.2/2002 ,ps.8 , 23 -26      

      وكتب مراسل جريدة سانداي تايمز من كاشغر ميكائيل شريدان بعنوان : (حرب بكين ضد الإرهاب تخفي قمعا وحشيا ضد المسلمين ) : فقد أعدم إسماعيل عبد الصمد البالغ من العمر من 37 عاما بتهمة أنه مفكر سياسي مع أنه لم يقوم بأي نشاط إرهابي أو قتل ولأن الصين اكتشفت أن الحرب ضد الإرهاب يساعدها على قمع الشعب التركي الذي يراقب فقدان هويته الوطنية .

Michael Sheridan : Beijing`s War on Terror hides brutal crackdown on Muslims, the Sunday Times ,July 22,2007      

والسيد إيلن بورك Ellen Bork  مدير قسم الديمقراطية وحقوق الإنسان في المعهد الدبلوماسي الأجنبي في واشنطن كتب عن الأحداث الأخيرة في أورومجي : ( إن الاضطرابات في شينجيانغ ليس شيئا مستغربا ، لأن السلطات تستعمل ضغوطا شديدة وعنيفة ضد الأويغور ، و سيطرة الحزب على الإعلام يعيق معرفة حقيقة ما حدث في تحول المعارضة السلمية إلى عنف ، والسلطات الصينية ألقت القبض على المئات و أرسلت الجنود و بدأت بالدعاية ضد الأويغور ، بينما شوهدت الأغلبية الصينية تحمل العصي و الفؤوس و أنابيب الحديد ، مما يعني أن تحكم حكومة الصين على الإعلام جعلت الصينيين يعتقدون أن الأويغور إرهابيون ، ويمكن مقارنة ذلك بما حدث في التبت عندما استعملت الصين العنف ضد الرهبان المسالمين ، ومثل التبتيون فالأويغور يعانون اضطهادا عنيفا في دينهم ولغتهم ، و كما التبتيون فالأويغور يبذلون جهودهم للمحافظة على هويتهم التي تستعمل السلطات الصينية شتى الوسائل لقمعها ( David Kilgour : End Violence in Xinjiang , The Epoch Times , Juky 10 , 2009 

    وتؤكد منظمة مراقبة حقوق الإنسان أن حكومة الصين تقود حملة شاملة من القمع الديني ضد المسلمين الأويغور تحت ذريعة محاربة النزعة الانفصالية والإرهاب ، ويقول براد آدامز مدير قسم آسيا في منظمة مراقبة حقوق الإنسان أن الصين تستخدم القمع الديني سوطا في وجه الأويغور الذين يتحدون أو يتذمرون من الحكم الصيني لتركستان ، وفي حين يتمتع الأفراد بمجال أكبر من حرية العبادة في أجزاء أخرى من الصين , إلا أن الأويغور المسلمين يواجهون تمييزا وقمعا موجها من قبل الدولة ، و تمتد الرقابة الدينية والتدخل القسري ليطال النشاطات الدينية العادية  و ممارسي النشاطات الدينية والمدارس والمؤسسات الثقافية و دور النشر ، وحتى المظهر والسلوك الشخصي لأفراد الشعب الأويغوري ، وتقوم السلطات المركزية بتقييم كل الأئمة سياسيا بشكل منتظم ، وتقيم جلسات نقد ذاتي لهم ، وتفرض رقابة شديدة على المساجد و تصفية المدارس من المعلمين والطلاب المتدينين ، وتراقب الأدب والشعر بحثا عن إشارات سياسية معادية ، ويعتبر كل تعبير عن عدم الرضى من سياسات بكين نزوع انفصالي ، ويعتبر حسب القانون الصيني جريمة ضد أمن الدولة تصل عقوبتها إلى الإعدام في الحد الأقصى ، والمسلمون الذين يمارسون دينهم بطرق لا تروق لحكومة الصين وحزبها الشيوعي يعتقلون ويعذبون و أحيانا يعدمون ، ويتم توجيه أقصى العقوبات لمن يتهمون بالتورط فيما يسمى بالنشاط الانفصالي ، ويميل المسئولون أكثر فأكثر إلى تسميته إرهابا وذلك للاستهلاك الداخلي والخارجي و على المستوى الاعتيادي ، و يحظر عليهم الاحتفال في أيام عطلهم الدينية أو دراسة النصوص الدينية أو أن يظهر الشخص دينه من خلال مظهر شخصي ، فالحكومة هي التي تختار من يمكن أن يصبح رجل دين ، وما هي النسخة المقبولة من القران الكريم ، وأين يمكن أن تعقد التجمعات الدينية ، وماذا يمكن أن يقال فيها .

    وقد صرح شارون هوم المدير التنفيذي لمنظمة مراقبة حقوق الإنسان في الصين ومقرها هونغ كونغ : أن بكين تنظر إلى الأويغور على أنهم تهديد عرقي قومي على الدولة الصينية ، و ترى أن  الإسلام  يمثل دعامة لهوية الأويغور العرقية ، و اتخذت خطوات قاسية جدا لقمع الإسلام بهدف إخضاع المشاعر القومية عند الأويغور ، وتكشف الوثائق التي تم الحصول عليها والمقابلات التي أجرتها منظمة مراقبة حقوق الإنسان وفرعها في الصين عن نظام متعدد الأطر لمراقبة و ضبط وقمع النشاط الديني لمسلمي الأويغور ، كما أكد وانغ لوجون سكرتير الحزب الشيوعي فيشينجانغ ( تركستان ): أن المهمة الكبيرة التي تواجهها السلطات في تركستان هي : إدارة الدين و توجيهه ليكون خاضعا لمهمة الحكومة المركزية في البناء الاقتصادي و حماية الوحدة الوطنية ( الصين : القمع الديني للمسلمين الأويغور – مشاهد من فصول القمع في كسينجيانغ – نيويورك 12 أبريل 2005 http://www.hrw.org)

     ونشرت جريدة إيبوش تايمز  : أن السلطات الصينية أصدرت تعليماتها على فصل إي موظف أو عامل أويغوري عن عمله إذا وجد أنه لا يأكل في أيام رمضان ، وذكرت أن ذلك من الضغوط التي تمارسها ضد المسلمين لمنع ممارسة الشعائر الدينية خلال شهر رمضان ، وقد أجبرت المطاعم على فتح أبوابها و بيع الكحول في أيام شهر رمضان ، ومن يخالف يغلق و يسحب التصريح منه (China`s Muslim Uyghurs Forbidden to Fast During Ramadan :The Epoch Times :Sept.3-9 2009 )

       بعد أن أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية أن حركة تركستان الشرقية الإسلامية منظمة إرهابية أخذت أجهزة حكومة الصين الرسمية تدعي أن أسامة بن لادن من أنشط المؤيدين للانفصاليين في شينجيانغ ( تركستان) ، مع أنه لم توجد أدلة تؤكد ارتباط الأويغور بالقاعدة أو بالمنظمات الإرهابية الأخرى أو يبرهن أن معظم انفصالي شينجيانغ يعملون في مناشط إرهابية ، كما أكدها زانغ غوباو Zhang Guobao نائب رئيس اللجنة الحكومية لتخطيط التطوير  وقد حذر الرئيس بوش الرئيس الصيني جيانغ زمين : ألا يكون محاربة الإرهاب مبررا لاضطهاد الأقليات     

 والدكتور تاش بولات طيب نائب رئيس جامعة شينجيانغ قال لأعضاء اللجنة الزائرة له في الجامعة : نحن لا نسمح لأي ممارسة دينية في الجامعة ، و أي طالب يقبض عليه متلبسا بممارسة شعيرة دينية يفصل في الحال ، وعلى الجميع التقييد بأنظمة الجامعة وعدم المشاركة في أي نشاط ديني ( لجنة الكونغرس التنفيذية الخاصة بالصين خلال زيارتها له في عام 2002 –Xinjiang-Uighurs : CECC 2002 Annual Report , Congressional Exectuive Commission on China ).

ومراسل جريدة الغارديان البريطانية ايريك ت شلوسيل Eric T Schluessel كتب في14 يوليه 2009 :  تضع حكومة الصين قيودا صارمة على النشاط الدينى في تركستان ، فإنه بموجب القانون لا يسمح لأي شاب يقل عمره عن 18 عاما بصلاة الجمعة في المساجد ، كما لا يسمح للنساء بالصلاة ، و لا يسمح لأي عضو من أعضاء الحزب الشيوعي الحاكم أن يؤدي الشعائر الدينية حتى لو كانت من المناشط التي تنظمها الأجهزة الحكومية مثل الجمعية الإسلامية الصينية ، وفي السنوات الأخيرة منع الطلاب من أداء الشعائر الدينية ، فالجامعات والمدارس تغلق أبوابها في أوقات الصلاة و تفرض عليهم تناول الوجبات في أيام رمضان ، ( Eric T Schluessel : Islam in Xinjiang: an ancient rival for a young China, Guardian , July 14,2009  

       والإسلام بجملته تحت قمع حكومة الصين لأنها تعتبر الإسلام أداة تميز لهوية الأويغور ، وهي باسم معارضة الانفصال تقود حربا بصفات خاصة بها ضد الإرهاب , و مجموعات حقوق الإنسان تفيد أن الصين اعتقلت آلآف  الأويغور و أعدمت منهم عددا لا يمكن حصره ، ومنذ عام 2001 أصبح 9% من السجناء في شينجيانغ( تركستان) هم من المتهمين بتهم أمنية بينما في كل الصين لا تزيد نسبتهم عن 0,005 %( Joe Havely: Xinjiang: On the new Frontier, CNN , http://cnn.com?2005/world/asiapcf/04/27/eyeonchina.newxinjiang

      وتعرف الصين جيدا أن تاريخ النضال التركستاني طويل بدء منذ أن وطئت أقدام الصينيين بلاد تركستان وهي أقدم من ظهور القاعدة ، وأكبره ما حدث في عام 1962،  عندما أضطر آلآف من الأويغور والقازاق على الفرار إلى الاتحاد السوفيتي حينذاك ، ولم يتوقف النضال التركستاني وإن أختلف أساليبه وحدته ، وقد اعترفت الصين بذلك في الكتاب المنشور ، ولكنها اتخذت الموقف الدولي من القاعدة ذريعة لإرهاب الأويغور المسلمين ليس في نضالهم الوطني المشروع ولكن أيضا بمنعهم من ممارسة شعائرهم الدينية العادية مثل الصلاة والصيام وقراءة القران الكريم،

وتقول منظمة مراقبة حقوق الإنسان : لا يوجد دليل على أن منظمات الانفصال الأويغورية تتلقى مساعدات من مراكز الأصوليين الإسلاميين في الخارج ، أو أن الإسلام له دور في إثارة الحركات الانفصالية ، وهناك صعوبات عديدة تقف ضد ادعاء بكين أنها تواجه الإرهاب الدولي : مثلا أن المزاعم بدعم الطالبان لمجموعات الانفصال الأويغورية في شينجيانغ غير وارد ، ذلك لأن الشريط الحدودي الصيني-الأفغاني الذي يعرف بممر واخان يسيطر عليه التحالف الشمالي المعادي لطالبان ، ولا اتصال بينهما ،و الأويغور اقرب عرقيا إلى الأوزبك وهم أقلية في أفغانستان التي يسيطر عليها الباشتون ، وباكستان أكثر اهتماما بحماية حدودها مع الصين ، وهي لا تسمح بنشاط الأويغور الانفصاليين في أراضيها ، وقد منعت الطلاب الأويغور من مدارسها الإسلامية وأغلقت منازل استضافة الأويغور في إسلام آباد ، و لا تسمح بمشاركة الأويغور في الحرب في كشمير أو في أفغانستان ، وقد تم إجراء مقابلة مع الأويغور الذين اعتقلتهم قوات الائتلاف الشمالي ( نشرتها جريدة لوموند الفرنسية في 30 سبتمبر 2001 ) تشير أن وصولهم إلى أفغانستان كان أفرادا للمشاركة في الجهاد قبل ظهور طالبان ، و لم يعرف عن عملهم إنشاء مركز عالمي ، وعلى أي حال إن مزاعم بكين بأن الاضطرابات في شينجيانغ ذات صلة بالإرهابيين الدوليين أو أنه له ارتباط بالقوى الدينية المتطرفة هو لتبرير حملاتها ضد المسلمين أدت إلى الاعتقالات غير المبررة و إغلاق أماكن العبادة و منع الممارسات الدينية التقليدية ومنع الأفراد من الممارسات الدينية الشخصية  في المكاتب والمدارس و إلى إصدار أحكام اعتباطية بالاعتقال وإعدام آلآف المسلمين الأويغور من خلال محاكمات صورية  غير عادلة في الصين التي يعتبر فيها إعدام السياسيين منتشرا ، والأويغور مثل التبتيين يعانون من المحافظة على هويتهم الثقافية التي يهددها التهجير الصيني إلى بلادهم ويواجهون الاضطهاد الوحشي لمقاومتهم القانونية أو السلمية ، والسلطات الصينية لا تفرق بين المقاومة السلمية والعنف ، وتستخدم عبارات الانفصال والتطرف الديني تبريرا لقمعها الشامل الذي تمارسه ضد الأويغور

(Xinjiang after September 11 , China: Human Rights Concerns in Xinjiang, Human Rights Watch Background , Oct.2001 

ويكتب بانيان في الإيكونوميست : إن هستيريا الإبر الملوثة بالإيدز سبق أن انتشر في مدينتي تاينجين وبكين في أوائل هذا العقد ، واليوم في أورومجي حيث تدعي الصين إصابة 500شخصا بذلك ، بيد أن الفحوصات أظهرت عدم تعرض معظمهم بذلك ، والصينيون الآن يدعون تعرضهم لهجوم بالأسيد ، وهذه الإشاعات الهستيرية قضت على الثقة المتبادلة بين الصين والأويغور، واستياء الأويغور من تدفق الصينيين لبلادهم ليس جديد ، ولكن الجديد في الأمر هو رسالتهم إلى الصينيين  أن وانغ ليجون  سكرتير الحزب الشيوعي لمقاطعة شينجيانغ( تركستان) المعروف بقسوته ضدهم قد فشل في سياسته الطاغية ولم يتمكن من حماية الصينيين .

Banyan: Calling for Old Wang`s head; The Economist ,Sep.7,2009  

       ويذكر ثيري كيلنيرThierry Kellner الباحث في معهد بروكسل للدراسات الصينية المعاصرة : أن تعامل الساسة الصينيين وخططهم الاقتصادية في مناطق الأويغور كانت ضد متطلبات الهوية السياسية والدينية والثقافية الذاتية للأويغور  ، وكافة أنشطة الأويغور السياسية والدينية وحتى الثقافية والاتصالات كانت دائما تحت المراقبة في أعوام التسعينات في القرن العشرين ثم تضاعفت منذ عام 2001 بدعوى محاربة الإرهاب ، ورفض الصينيون الحوار مع الأويغور بإختيارهم السيطرة والاضطهاد  مما أدى إلى تزايد عدم الثقة بينهم ولم تؤدى وعود التطوير السياسي والاقتصادي التي وعدتهم بها بكين ولم تحقق أبدا تحسن وضعهم ، و حتى التطوير الاقتصادي الذي بدأ منذ 1990 لم يؤدي إلا إلى تزايد الفجوة المادية بين الأويغور والصينيين ، لأن تدفق الصينيين المستمر إلى بلادهم أدى إلى صراعهم على  استنزاف ثروات شينجيانغ ، وتلاشي فرص العمل لأهل البلاد الأويغور مما جعل  الأويغور يشعرون أن التنمية التي تحدث هي ليست لهم ، بالإضافة إلى أن جشع المسئولين الصينيين وفسادهم و سعيهم لفرض الثقافة الصينية كانت كلها عوامل كافية لإشعال نار العداء (Thierry Kellner : China`s minority challenge in Xinjiang , Asia Briefing July 15,2009 www.yub.ac.be/biccs

     وتقول جريدة العامل الأسبوعيةWeekly Worker  لحزب الشيوعي البريطاني : ( على أي حال فإن الشيوعيين يتفقون أن الأويغور بوضوح شعب مضطهد ، وتاريخهم الحاضر والماضي يؤكد هذا بوضوح ، تماما مثل التبت ، والأويغور ضحية القمع القسري لسياسة المستعمر الشوفينية التي نفذتها سلطات الصين المركزية ، والشيوعيون يؤيدون تماما حق الأويغور والتبتيين أيضا في تقرير مصيرهم ، بصرف النظر أن يؤدي ذلك إلى منحهم الحكم الذاتي الحقيقي أو الاستقلال ، لأن مستقبل الأويغور ومقاطعة شينجيانغ لابد أن يقرره شعب الأويغور نفسه بالطرق الديمقراطية ومن الأسس الرئيسة للأقلية أن تقرر بنفسها حرية ، وعلى هذا لا بد أن يقرر الأويغور بأنفسهم من هم ؟ وليست بكين الدكتاتورية الفاسدة التي تفعل ذلك!

ومن الواضح أن هذا المطلب وهو منطق سياسي بديهي ، وإن كان يؤدي إلى إنهاء احتلال الصينيين لمقاطعة شينجيانغ ( تركستان) ، لأن الشيوعية التي لا تدخرا وسعا لحرية حركة الشعوب ، فإنها بنفس القوة تعترض سيطرة شعب على آخر أيا كان ذلك الروسي أو الصيني , الفرنسي ، البريطاني  ،

  Eddie Ford :Freedom for the Uyghurs , Weeky Worker,Communist Party of Great Britain ,29 Jan.2010

           في الواقع منذ زمن طويل تواجه الصين نشاط مجموعات دينية مستقلة والمطالبين بالانفصال التي تعتبرها الصين  جريمة ضد أمن الدولة بموجب قانون الجريمة الصيني ، ولكن يجب أن يلاحظ أنها لم تنسب ذلك أبدا إلى الإرهاب ، وكانت  السلطات الصينية تعتبر ذلك مشكلة داخلية قبل أحداث 11 سبتمبر 2001 ، وبعد هذا التاريخ بدأت الصين تدعي علاقات نشاط الانفصاليين الأويغور بالقاعدة وأن أسامة بن لادن يمول نشاطهم وأنه يعمل مع منظمات إرهابية في غرب ووسط آسيا على شن حرب مقدسة في الصين ، ولكن المثير أن حكومة الصين لم تتمكن من إبراز أي دليل مؤكد يوضح علاقة الأويغور بالقاعدة

Jagannath P.Panda : China`s Anti-Terror Raid in Xinjiang , IDSA, Institute for Defence Studies and Analyses , May 11,2007

ومن نماذج الإرهاب الذي يمارسه الصينيون المهجرون بقوة من السلطات الصينية في شينجيانغ  :في شهر مايو 2009 حدث  أن مدرسا صينيا أسمه زاو Zhao يبلغ من العمر 33 عاما أغتصب أكثر من 20 طالبة قاصرة في مدينة ياركند ، وعندما تقدم الأهالي بطلب معاقبته رفض مدير المدرسة ليو يو مي Liu Yu Mei ذلك . فقدم أحد أولياء الطالبات إلى أورومجي طالبا محاكمته من السلطات المركزية فيها بيد أنها تجاهلت طلبه  ،

China`s oppression of Uyghurs remains largely ignored by the global community , JURIST July 20,2009 >http://jurist.law.pitt.edu/hotline/2009/07/vhinas-oppression-of-uyghurs-remains.php

  ويكتب الباحث الهندي بريتي بهاتاجارجي Preeti Bhattachatji: أتهمت الصين حركة تركستان الشرفية الإسلامية بأكثر من مائتي هجوم إرهابي منذ عام 1999 ، ولكن الخبراء يقولون أنها تبالغ ، كما أن معظم الأويغور لا يؤيدون الحركة ، مع أن الأويغور محبطون من السياسة العنصرية التي تمارس ضدهم بسب دينهم ولغتهم وثقافتهم مما يتمتع الصينيون الأغنياء من حريات .

Preeti Bhattacharji : Religion In China , Council on Foreign Relations , May 16,2008    

وكتب مراسل وكالة الأنباء الفرنسية من بكين في 13 ابريل 2005 : أن الصين تقود حملة دينية قمعية ضد المسلمين الأويغور باسم محاربة الانفصال والإرهاب ، وأن حكومة الصين والحزب الشيوعي يريان أن الحرية التي يتمتعون بها الأويغور في ممارسة نشاطهم الديني غير مقبولة ، وأن على السلطات الصينية منع ذلك بأقسى العقوبات من الاعتقال والتعذيب والإعدام ، وتستعمل في ذلك مصطلح الإرهاب لأنها تسوق ذلك للاستهلاك الداخلي والخارجي ، وقد نفذت ذلك على القوانين المحلية والصحف الرسمية و من خلال المقابلات التي تمت في شينجيانغ ، لأن بكين ترى أن الأويغور يهددون أمنها وأن الإسلام يدعم هويتهم القومية وتتخذ الصين سياسة متشددة لقمع الإسلام وسيلة للقضاء على الشعور القومي الأويغوري ( وقد جاء في تقرير نشرته منظمة مراقبة حقوق الإنسان و منظمة حقوق الإنسان في الصين بعنوان : الضربات القاضية – الاضطهاد الديني للمسلمين الأويغور في شينجيانغ Devastating Blows : Religious Repression of Uighurs in Xinjiang )

China`s Crushing Muslim Uighurs , Arab News ,13 April 2005

         مع أن الأويغور موجودون  في أفغانستان من قبل ، إلا أن الصين بعد أحداث 11 سبتمبر 2001 أعلنت أن الأويغور الإرهابيين يتدربون في معسكرات أسامة بن لادن في أفغانستان و ذكرت صحيفة يملكها الشيوعيون في هونغ كونغ أن بكين تعتزم استخدام تهديدها بالإرهاب ذريعة لتقييد حريات الأقليات بقوة أكثر ، وبينما ركزت إعلاميا على الشرور الثلاثة : الإرهاب والانفصال والتطرف في شينجيانغ( تركستان) ، فإنها عمليا تربط  الشرور الثلاثة كلها بالانفصاليين و ضمت إليهم المنشقين وأصبح مصطلح الانفصالي يعني الإرهابي والمتطرف ، وادعت أن القاعدة دربت آلآف الإرهابيين وبعثتهم إلى شينجيانغ( تركستان)

      وانخفض عدد الأويغور المسموح لهم بالحج من ثلاثة آلآف وألفين إلى أقل من ألف في السنة ، ولم يسمح إلا لمن كان عمره خمسين عاما أو أكثر ، كما لم يسمح لمن كان عمره أقل من 18 عاما بدخول المساجد ، ويتم اختيارهم من قبل الحزب الشيوعي 

   ومع أن الولايات المتحدة الأمريكية وضعت حركة تركستان الشرقية الإسلامية في قائمة الإرهاب وأيدت وضعها في قائمة منظمات الإرهاب المعلنة عنها من قبل مجلس الأمن ، لكن كثيرا من منظمات حقوق الإنسان اعترضت على ذلك مدللة أن من قابل أسامة بن لا دن من أعضاء الحركة يتراوح عددهم ما بين 4 إلى 14 شخصا ، وقال بعض الأكاديميين الذين لهم علاقة وثيقة بالحركة ، أن الولايات المتحدة قامت بتصنيف الحركة بالإرهاب ، لأنها أرادت أن تحسن علاقتها بالصين قبيل اللقاء المقرر عقده بين الرئيس جورج بوش والرئيس جيانغ زيمين في أكتوبر 2002

June Teufel Dreyer : China`s Vunlerability to Minority Separatism , Asian Affairs ,Vol.32, No.2 ,Summer 2005,  pp.69-85

ونشرت منظمة مراقبة حقوق الإنسان العالمية تفيد : أن الصين منذ أحداث 11 سبتمبر 2001 بدأت تخلط بين الإرهاب وبين دعوات الاستقلال التي ينادي بها الأويغور في مقاطعة شينجيانغ اويغور الذاتية الحكم ، بهدف كسب التعاون العالمي في حملتها الخاصة ، وقد استخدمت جهود محاربة الإرهاب العالمية لتبرير عنف اضطهادها في شينجيانغ ( تركستان) .

      وقبل أحداث 11 سبتمبر 2001 لم تكن السلطات الصينية تفرق بين المطالبات السلمية و أفعال العنف الانفصالية ، لأن كل ذلك كان يصنف على أنها مطالبات انفصالية و تعامل ببساطة على أنها جرائم ، ولكن بعد الأحداث أعتبرت الحركات الانفصالية أنها تستعين بالإرهابية العالمية ، و أطلقت مصطلح الانفصالية على المطالبات السلمية بالحرية الدينية والثقافية والأدبية ، ولكنها في كل حادثة تمزج بين الاثنين بالإرهاب .

Human Rights Watch : in The Name of Cpunter-Terrorism: Human Rights Abuses Worldwide, A Human Rights Watch Breifing Paper for the the 59th Session of the United Nations Commission om Human Rights , March 25,2003 .p.10

كتب مليك كايلان : إن الثروة لن تعالج الوضع في شينجيانغ لأن الكثيرين  يلاحظون أن المستفيدين منها هم الصينيون المستوطنون فيها والذين يحصلون على معظم الأعمال ، كما أن القصة ليست الجهاد العالمي الذي يضرب استقرارها كما تدعي بكين ذلك وتطلب منا أن نؤمن به ، إذ لم يكن الأويغور جماعة دينية متعصبة ، وقد يقال أنه نوع من التطرف الإسلامي الذي نتج عن الإحباط كما حدث في الشيشان ، ولكن الحقيقة أنهم ليسوا كذلك  ، لسببين اثنين :

الأويغور لا يميلون إلى الجهاد لأسباب منها : المرأة ليست معزولة في مجتمع الأويغور ، لأنها تعمل وتدرس و تمارس شؤونها مع الرجل تماما ، والمسلمون ينتهجون في إسلامهم الحياة الدينية التقليدية التي يمارسها قبائل القيرغيز والقازاق باعتدال في آسيا الوسطى ، والأويغور يتصفون بقوميتهم التركية قبل أي شيء آخر، وخلال زيارة الرئيس عبد الله غول وهي أول زيارة لرئيس تركي  لشينجيانغ( تركستان) لم يلاحظ أحد أن الاضطرابات حدثت بعدها بأسبوع مع أنه تحدث بأن الأويغور هم جسور الصداقة بين البلدين 
مع أن الصين الشيوعية احتلت شينجيانغ بوعد منح أهلها حكما ذاتيا في عام 1949 ، فإنها أنكرت تاريخ شينجيانغ وحضارتها وتراثها الخاصة بها و عملت على نقل الصينيين إليها بأعداد كبيرة ، وتعمل على صبغها بالشكل الصيني كما تعمل في كاشغر الآن ، والاستفادة من ثرواتها وتحويل الأويغور إلى عمال ومستهلكين ،والصينيون هم المستفيدون.

         ولم يترك للأويغور فرصة للتعبير عن رغباتهم  أو الشعور بما تشعر به بقية الصينيين ، ولم تكن لهم الرغبة في الهجرة إلى الصين ، ولم يستوردوا الجهاد الذي أزعج الصينيين الذين جاؤوا إليهم بدون دعوة أو شرعية سابقة

Melik Kaylan : The Road from Xinjiang , Forbes, 07/21/2009

والمسؤولون الصينيون يتهمون رابية قادر بالاضطرابات التي حدثت في أورومجي في يوم السبت ( 5/7/2009) مثلما أتهم دلاي لاما في الأحداث التي وقعت في لهاسا في العام الماضي ، ولكنهم يتجاهلون أساس المشكلة والتي تتبلور في كيفية تعامل المجتمع الصيني مع الأويغور ، ويبتعدون عن فرصة معالجة المشكلة ، و المفروض أن الأويغور والتبتيين يتمتعون قانونيا بالحكم الذاتي ولكن بلادهما تواجه تدفق المهجرين الصينيين منذ نصف قرن ، وفي الظاهر يبدو أن الهدف هو إلا يحدث  مثلما حدث للاتحاد السوفياتي ، ويقول بعض الباحثين أن بكين بدأت بالقبضة الحديدية منذ أوائل 1990 بعد أن تعاملت بالمرونة فترة .

 و يقول نيكولاس بكيولين : أن المشكلة الرئيسة أن الصين تريد أن تنتقل من امبراطورية متنوعة الأعراق إلى دولة تحكمها أمة واحدة ، والأويغور غاضبون من هذا من زمن بعيد ، والاضطراب الذي حدث مؤخرا ليس مستغربا ، مع أن جماعات حقوق الإنسان قد حذرت منه مررا

Peter Ford : Why China has clenched its fist in Xinjiang , in The Christian Science Monitor , July, 8, 2009

      والبروفيسور الصيني شو وجي ياوShujie Yao   مدير معهد الدراسات الصينية المعاصرة قال في مقابلة له مع تلفزيون بي بي سي أن الاضطرابات التي حدثت في أورومجي مؤخرا تعود إلى عدم التساوي المادي بين الأويغور والصينيين ، وعندما تشعر الأقلية بالغبن تشتعل القضية ويكون الاضطهاد الاجتماعي والتمييز الاقتصادي وقودا لها

Professor Shujie Yao interviewed by BBC about Xinjiang unrest , http://www.nottingham.ac.uk/chinese ,july 2009
إن سياسة نظرية قوى الشر الثلاثة التي تطبقها الحكومة الصينية في شينجيانغ( تركستان)  لمعالجة التغيرات المفاجئة السياسية الدولية في آسيا الوسطى في العقد الأخير في القرن العشرين قد تكون مقنعة في أول الأمر  ، ولكن إصرارها على تطبيق هذه النظرية أدى إلى الأضرار بقدرتها على حفظ الاستقرار الاجتماعي  فيها , ولم تكن نظرية القوى الثلاثة بناءة لمعالجة الإشكاليات ،لأنه ليس من الضرورة أن يكون الانفصال دعوة من الإرهاب أو العنف الثوري أو الالتزام الكامل بالإسلام الأصولي ، وتتهم الحكومة الصينية المقاومة كلها بتهمة واحدة غامضة ،  و لا تسمح لهم بتوضيح الجرائم التي يتهمون بها ، وترى أن أية شكوى تظهره القوميات غير مسموح بها و يجب معاقبتهم عليها ، فالأولوية عندها  هو ترويج الوحدة الوطنية ، وأما القضايا الاجتماعية مثل حقوق الإنسان و الصحة وحماية البيئة و محاربة المخدرات و المساواة الاقتصادية والاجتماعية وتطبيق السياسة الخاصة بحقوق الأقليات في الثقافة واللغة والتعليم أمور تم تسيسها  أو إهمالها ، وهكذا إن التهم الصينية بمقاومة الإرهاب تعزز من موقع المقاومة و لا تترك مجالا لحوار منطقي .

Shih Chien-Yu : The Creation of Modern Uighur Nationalist Figures: the World Uighur Congress and its Leadership.

 

والسيدة رابية قادر رئيسة مؤتمر الأويغور العالمي التي تتهمها السلطات الصينية بالإرهاب والعنف وأنها المحرضة على الأحداث الدامية تؤكد : أن هدف منظمتنا والأغلبية العظمى من الأويغور هو أن تحل القضايا التي يواجهها الأويغور سلميا ، ونحن ندعو إلى مبادئ اللاعنف ونطالب بتحقيق الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان بالوسائل السلمية ، ونشجب كل أعمال العنف ، والشعب الأويغوري لا يشجع ما يؤدي إلى سفك الدماء وقد كان يقابل وحشية حكومة الصين الشعبية بالسلم دائما ، ونعرف أن الحكومة الصينية تستعمل التهديد بالإرهاب لقمع الأويغور ، وحكومة الصين الشعبية لا بد أن تسمح بتحقيق مستقل لإثبات ما تدعيها ، ونطالب المسؤولين في بكين بتسهيل مهمة الهيئات الدولية المستقلة للمشاركة في التحقيق من المناشط الإرهابية التي تدعي حدوثها في شينجيانغ ، لأننا نجزم أن السلطات الصينية في خضم الحرب الدولي على الإرهاب تستخدم الإرهاب لتبرر اضطهادها العنصري و تذويبها الثقافي لشعب الأويغور بالقوة

ويجب أن يعامل الأويغور مثل غيرهم من الشعوب وفق القانون الدولي وبالحرية والشفافية في محاكماتهم التي يشهدها الإعلام الأجنبي و يسمح لهم باختيار المحامين

Information on Alleged Uyghur Terrorism for the Press, Uyghur American Assosiation,www.uyghuramercian.org

      ومعظم الأويغور يريدون أن تكون لهم دولة مستقلة مثل دول آسيا الوسطى الإسلامية و قد أظهر المسح الأول أن 60% من الأويغور يتطلعون إلى الاستقلال ، وعلى ذلك لا يفضلون استعمال شينجيانغ الذي معناه الأراضي الجديد أو المحتلة حديثا لما تمارسه الصين من سياسة دمج البلاد بالصين ، والمسلمون الأويغور في كاشغر وخوتن مثلا اللتان تمثلان مركز الوطنية لمسلمي تركستان الشرقية أبعد من أن  تشبه بكين  

وإدوارد وونغ يكتب من خوتن  : توجد لوحة كبيرة معلقة عند الباب الرئيسي للمسجد الكبير تعلن عن أوامر الحزب الشيوعي : يجب الآي زيد خطبة الإمام في صلاة الجمعة عن نصف ساعة ، الصلاة تكون في داخل المسجد لا يسمح بها في الخارج ، لا يسمح لسكان خوتن الصلاة في المساجد الأخرى خارجها ، عمال الحكومة والأشخاص غير المتدينين لا يسمح لهم بدخول المسجد ،

      و معنى أن تكوم مسلما ممارسا لشعائر الدين في شينجيانغ معناه أن تعيش مقيدا بسلسلة من القوانين والأوامر التي تراقب انتشار ممارسة شعائر الإسلام، والأوامر تلمس كل جانب من جوانب حياة المسلم ، النسخ الرسمية للقران الكريم هي النسخ القانونية ، لا يسمح للإمام بتدريس القران في جلسات خاصة ، و لايسمح بتعليم العربية إلا في مدارس الحكومة ،وصيام رمضان وفريضة الحج من أركان الإسلام تسيطر عليهما الحكومة الصينية ، والطلاب وموظفو الدولة مجبورون على تناول الطعام في نهار رمضان ، وجوازات سفر الأويغور تمت مصادرتها في كافة شينجيانغ ( تركستان) لأجبار الاويغور على التقييد بالنظام الذي تفرضه الدولة في السفر إلى الحج،   وموظفو الدولة ممنوعون من ممارسة شعائر الإسلام ووضع المرأة الوشاح على رأسها قد يؤدي إلى إطلاق النيران عليها.

وبينما وانغ ليجون يقول : إن الحكومة مشغولة في معركة الحياة أو الموت في شينجيانغ فإن رئيس المقاطعة نور بكري : يقول أن القضية الدينية أصبح البارومتر لمعرفة الاستقرار في شينجيانغ ( تركستان) ، وأن القوى الغربية المعادية والقوى الانفصالية تعمل على ممارسة نشاطات دينية غير قانونية و تثير العصبية الدينية ، وأصبح الدين ميدان معركة مهمة لمقاومة الأعداء .

والاويغور الذين يكونون 46% من سكان شينجيانغ( تركستان) يقولون أن الصينيين يضطهدونهم بسبب لغتهم ودينهم ، والكثير من الصينيين يرون أن الإسلام هو أساس المشاكل الاجتماعية في شينجيانغ( تركستان) ، ويقول أحد العمال الصينيين في كاشغر واسمه زاو Zhao  : الأويغور كسالى بسبب دينهم يقضون جل وقتهم في الصلاة ، ولماذا هم يصلون ؟القيود الحكومية التي تفرضها على الدين مشددة في الداخل ، وفي كل مكان في شينجيانغ( تركستان) ، وبخاصة أن المسؤولين يعملون على منع المسلمين من أداء فريضة الحج خارج الإطار الذي يحدده الحزب الشيوعي و قد كتبت عبارات المنع في معظم الحيطان في مدينة كاشغر ,

Edward Wong : Wary of Islam, China Tightens a Vise of Rules, Oct.19,2008   

ويقول الكاتب الصيني باول لين Paul Lin في مقال بعنوان : الإرهابيون الحقيقون هم الذين في بكين ، لم تكن شينجيانغ من الأراضي الصينية منذ القدم ، وإنما ألحقت كمقاطعة إلى الصين في عام 1884 ومن هنا جاء تسميتها شينجيانغ الحدود الجديدة و تأسست فيها جمهورية تركستان الشرقية نتيجة حركة تحرير أبان جمهورية الصين وعندما أحتلها الشيوعيون في عام 1949 قامت السلطات الصينية بممارسة القبضة الحديدية على تصيينها ، وطبق فيها الجنرال وانغ زين سياسة صارمة ، وبينما كان الأويغور يكونون ثلاثة أرباع سكان شينجيانغ في عام 1953 صارت نسبتهم 45% في عام 2000 ، والحياة الاقتصادية فيها يتولاها الصينيون وحكومة الصين تعمل على تصيين التعليم لحمل الأويغور على ترك معتقداتهم و اعتناق دين الصينيين

    والحكم الذاتي في شينجيانغ( تركستان)  أمر فارغ لا معنى له لأن الصينيين يحتلون المناصب القيادية فيها ، وبعد أحداث 11 سبتمبر 2001 بدأت الصين تصف كل أويغوري بأنه إرهابي ، والأسلحة التي يحملها الأويغور هي السكاكين وهم عادة يحملون سكاكين صغيرة في أحزمتهم  ، وهل ذلك يجعلهم إرهابيين ؟!

والأحداث الدامية التي تسبب بها الأويغور إنما هو انتقام منهم لما تمارسها الدولة من قمع دموي والسلطات الصينية تعرف أن منظمات تركستان الشرقية في الخارج ليست وراء الأحداث التي في كونمينغ أو شنغهاي ، و الأحداث التي رأينها ليست كلها مرتبطة بالحركات التحررية ، وإنما هي مظاهرات ضد الشرطة والمسؤولين الحكوميين مما يعني أن حكام الصين هم الذين يتسببون في الإرهاب بالاعتقال وإطلاق النار على الناس

Paul Lin : Real Terrorists are those in Beijing , Taipei Times , August 18 , 2008

وبالرغم أن الحزب الشيوعي أبان الحروب الداخلية وعدت الأقليات العرقية في منغوليا والتبت وشينجيانغ بمنحها حق تقرير المصير في مستقبلها ، إلا أن ماو تسي تونغ بعد أن استولى على الحكم رفض تقسيم الصين إلى جمهوريات فيدرالية وقرر تأسيس مناطق ومقاطعات الحكم الذاتي ، واعدا إياها بالتساوي في المعاملة مع الأغلبية الصينية ، وأجبر معظم سكان شينجيانغ( تركستان) للانضمام إلى الصين الكبرى وقام جيش التحرير الشعبي بقمع كل من يعارض ذلك ، وبهذا تأسست مقاطعة الأويغور الذاتية الحكم في 1955

 ومعظم الوظائف الرئيسة وكل المناصب العسكرية في شينجيانغ يتولاها الصينيون بتعيين من بكين ، و يسيطر الصينيون على الصناعات الرئيسة ومراكز الاقتصاد التي وجهت توجيها مباشرا لخدمة بكين ، وبقي المسلمون عموما يمارسون الزراعة والرعي وقليل منهم من تمكن أن يصل إلى القطاعات الأخرى ، وأما ثروات شينجيانغ (تركستان) فإنها تصادر إلى الصين حيث يتم تصنيعها و أعادت تصديرها بأسعار عالية  ، بالإضافة إلى أن شينجيانغ صارت منفى لآلآف المجرمين والسياسيين الذين يتم اعتقالهم ونفيهم إلى شينجيانغ حتى عرفت باسم سيبيريا الصين .

     وعلى الرغم أن المسلمين الأتراك لا يمثلون إلا جزءا يسيرا بالنسبة إلى أكثر من بليون صيني ، فإن الصين تعتبرهم خطرين عليها ، بسبب الموقع الاستراتيجي لشينجيانغ ( تركستان) ، وبما تضمها من ثروات غنية ومدخلا لنفوذها إلى جمهوريات آسيا الوسطى التي تذخر بالطاقة والمواد الخامة ،

ولم تتوفر أية دلائل تؤكد ارتباط الحركات الانفصالية في شينجيانغ بالقوى الخارجية بالرغم أن الصين تتهم قوى خارجية بذلك ومنها الولايات المتحدة الأمريكية

Paul George : Islamic Unrest in Xinjiang Uighur Autonomous Region ,Commentary No.73 , spring 1998

       وفي مساء يوم 26/9/1417 الموافق 4/2/1997 وهي ليلة القدر التي يحث فيها الإسلام على التعبد والصلاة ، سارت مجموعة من النساء الأويغوريات في مدينة غولجه إلى المسجد لأداء صلاة التراويح والتهجد ولكن السلطات الصينية اعتبرت ذلك تطرفا واستعملت الضرب والركل لمنعهن من دخول المسجد بدعوى أنه تجمع غير قانوني ، وقام المصلون بالدفاع عنهن واستعملت الشرطة المسلحة النيران ضدهم ، وأمام هذا التصرف الوحشي قام المسلمون بمظاهرة سلمية في يومي 27و28 رمضان 1417 ولكن السلطات الشيوعية بوحشيتها قامت بإطلاق النيران عليهم ، مع أنهم في مسيرة سلمية للاحتجاج على الاضطهاد الديني الذي حصل بمنع المسلمات بالقوة من الصلاة ، ثم أعلنت السلطات الصينية عن مقتل تسعة مسلمين واعتقال 300 مسلما ، بينما المصادر غير الرسمية ذكرت عن مقتل 70 شخصا و اعتقال أكثر من ألف شخص

 

(Xinjiang: Trials after recent ethnic unrest ,AI Index: ASA 17/18/97,Distr:SC/CO/GR, Action Ref: Chiran 1/97 , 21 March 1997

ويشير الباحث الأمريكي درو غلادني أن سلطات الصين لا تفرق كثيرا بين الحركات الانفصالية والإرهابية و الحقوق المدنية ، وقد تتهم أحدا بالإرهاب وهو مناضل يطلب الحرية ، وهل الأويغور في شينجيانغ إرهابيون أو انفصاليون أو مناضلون يطلبون الحرية ؟

   واركين البتكين نجل الزعيم الانفصالي الشيخ عيسى يوسف البتكين هو رئيس منظمة الشعوب غير الممثلة في الأمم المتحدة التي مقرها لاهاي بهولندا ، علاوة على ما لا يقل عن 25 منظمة دولية لتركستان الشرقية تعمل لاستقلالها في كل من أمستردام ، ميونخ ، استانبول ، ملبورن ، واشنطون العاصمة ، ونيويورك أعلنت منذ أحداث 11 سبتمبر 2001 نفيها عن مساعدة العنف أو الإرهاب ، مؤكدة أنها تعمل على معالجة قضية تركستان بالحل السلمي

كما أن كثيرا من النشطاء المحليين لا يطالبون انفصالا أو استقلالا تاما ولكنهم يعبرون عن مخاوفهم من تلوث البيئة و يطالبون بوقف التفجيرات النووية وبالحرية الدينية و ارتفاع الضرائب و تحديد النسل ، و كثيرا من زعماء الأقليات يطالبون ببساطة حكما ذاتيا حقيقيا طبقا لدستور الصين ، ومقاطعات الحكم الذاتي يديرها حاليا الصينيون الذين يحتلون منصب السكرتير الأول لحزب المقاطعة الشيوعي و المراكز القيادية)

Dru Gladney : Ethnic Conflict Prevention in Xinjiang Uyghur Autonomous Region : New Models for China`s New Region,Draft 02.07.20 v.1 ,dated on 3 july 1996

ويقول الباحث كولين كوكمان : أن السياسات العنصرية التي تمارسها الصين هي أساس الاضطرابات التي تحدث في شينجيانغ( تركستان) أكثر من أي عامل آخر ، وهي التي تدفع الأويغور إلى أن يبحث عن دعم المليشيا الإسلامية لتأكد لبكين حقيقة ما تمارسها

Colin Cookman : Uyghur Separatism and the Politics of Islam in China`s Western Frontier , IR 586 –Islam in South Asia , 12/05/2004 , p.2

       وفي الاجتماع الذي ترأسه العضو بيل ديلاهونت Bill Delahunt في الكونغرس الأمريكي في 16 يونيه 2009 ذكرت المحامية سوزان بكر مانينغ Susan Baker Manning في شهادتها أن الأويغور الذين احتجزتهم القوات الأمريكية في معتقل غوانتنامو لم تثبت التحقيقات أنهم لهم علاقة بالقاعدة وأن حركة تركستان الشرقية الإسلامية لم تكن لها علاقة أيضا بالقاعدة أو بالطالبان ، كما ردت المحكمة دليل الحكومة بعلاقة الحركة بهما لعدم كفاية الدليل ، وأن ما قيل في ذلك ما هو إلا دعاية لحكومة الصين ضد الأويغور ، وأن احتجاز الأويغور في معتقل غوانتنامو لم يكن بسبب تهمة الإرهاب و إنما خوفا لحياتهم لأن إعادتهم إلى الصين سيعرضهم على التعذيب أو القتل .that they cannot be lawfully returned to China, where they would likely be tortured or killed  وأن إعلان حكومة بوش على أن حركة تركستان الشرقية الإسلامية منظمة إرهابية جزءا من سياستها لتأمين مساعدة الصين لها في حرب العراق )

Testimony of Susan Baker Manning before the subcommittee on International Organizations, Human Rights , and Oversight House Committee on Foreign Affairs, hearing on : Exploring the Nature Uighur Nationalism: Freedom Fighters or Terrorists? June 16 , 2009

ومؤتمر الأويغور العالمي الذي تأسس في ميونخ بألمانيا وفي اجتماعه الذي عقد في الفترة من 16-18 أبريل 2004 وحضره ممثلو أهم منظمات الأويغور والتركستانيين في 13 دولة يقيمون فيها و يزاولون نشاطهم الوطني ، كان من أهم قراراته أنهم يلتزمون بحق استخدام الوسائل السلمية والديمقراطية واللاعنف لتقرير مستقبل تركستان الشرقية السياسي ، وأنهم ينبهون  العالم إلى تزايد انتهاك الصين لحقوق الإنسان والحرية الدينية لشعب تركستان الشرقية بعد أحداث 11 سبتمبر 2001

Newly founded World Uyghur Calls for Peaceful Solution in East Turkestan , Munich , April 19 , 2004   

وتقول مبعوث لوموند ديبلوماتيك الفرنسية  مارتين بولار : لم يكن أحد يتخيل قبل شهرين حصول هكذا مواجهات بين القوميات ، ولكن كان من الممكن حينها تلمس الغضب المحتقن لدى جماعة تتعرض للإهانة والتنكيل المستمرين ... وبالتالي لم يكن بالأمر العادي تحديد موعد لقاء مع أشخاص من الأويغور سواء كانوا مناضلين أم لا ، إذ كان يجب معاودة الاتصال مرارا و إجراء المقابلات في أماكن عامة ، حيث تبدأ الأحاديث و تنتهي في الشارع دون شهود ، حتى أنه كان يقتضي الأمر أحيانا تقديم الضيفة ( الكاتبة) لأمين الحزب من (عرق الهان الصيني) لإظهار أنه ليس هناك أمور تحاك في الخفاء ، فكل شخص يستضيف أجنبيا قد يتهم فورا ب` نشاطات قومية` و تلك أسوأ الاتهامات بعد ` تهمة الإرهاب` .. فحسب ما يقوله عبد الرحمن وهو مهندس مدني من الأويغور يبقى التشكيك والقمع ممارسات سائدة بالنسبة إلى الأويغور .. وعند ما يتحدث عن أشكال التمييز التي يتعرض لها أعضاء جماعته يخفض صوته ، وحين ينتقد مناهج التدريس دون أن يسمعه أحد يفضل أن يكتب على يده ` أنه غسيل للأدمغة `

(مارتن بولار : الصراعات الأثينية تقوض بكين – عندما ثارت حمى الاضطرابات في أقصر غربي الصين ، النسخة العربية من لوموند ديبلوماتيك ، نشر جريدة الرياض ، يوم الجمعة 23 شعبان 1430 الموافق 14 أغسطس 2009)

 ويقول الباحث الهندي براكريتي غوبتا : وقد كان هذا الإقليم موطنا للأويغور على مدى 2000 عاما على الأقل و بقي دولة حرة تتمتع بالاستقلالية خلال معظم الفترات ، ولكن يزعم الصينيون إن إقليم شينجيانغ الذي كان يطلق عليه في السابق تركستان هو جزء لا يتجزأ من الصين منذ قديم الأزل ، وتقليديا يتبع الأويغور مزيجا معتدلا من المذهب السني الإسلامي والصوفية المتأثرة بدرجة كبيرة بالتقاليد الريفية المحلية

و تنظر الحكومة الصينية إلى الأويغور على أنهم مصدر إزعاج بل وتهديد إلى لوحدة الصين القومية ، وعليه فإنها تهدف إلى التخلص من شعب الأويغور بصورة تدريجية عن طريق إبادة جماعية داخل شينجيانغ ، وعندما يقاوم الأويغور هذه السياسات التي تفتقر إلى العدالة تصفهم الصين أنهم إرهابيون وانفصاليون و متطرفون إسلاميون

    ومن أجل منع حدوث انتفاضة من أجل الاستقلال بين السكان الأصليين في المنطقة اتخذت الصين إجراءات صارمة من أجل طمس لغة ودين وتقاليد الإيغور بأقصى قدر ممكن و هم يعيشون في أقل مستويات العيش

 وقد تم ترتيب النظام التعليمي في شينجيانغ على عمد للإبقاء على الإيغور متمتعين بأكبر قدر ممكن من الجهل ، وتحظر هناك المدارس الإسلامية التقليدية ، و تعتقد السلطات الصينية أن بإمكانها استيعاب المؤمنين عن طريق محو نظامهم العقائدي وفرض قيود على نظام التعليم و يقدر أن نحو 60 % من البالغين في شينجيانغ يعانون من الأمية ، و لا يستطيع الأويغور تحمل مصاريف التعليم العالي لأن معظمهم من عائلات فقيرة ، ويتم تدريس 70 % من المواد الدراسية باللغة الصينية ، وهو ما يمثل مشكلة كبيرة للأويغور الذين لا يتحدثون اللغة الصينية على نطاق واسع ، وبعد أن يتخرج الأويغور الذين يذهبون إلى مدارس لغات صينية لا يمكنهم التحدث بلغتهم بصورة جيدة ، ويستخدمون كلمات صينية باستمرار و ينسون بذلك تقاليدهم 

 (براكريتي غوبتا :الأويغور .. شعب يتمرد خوفا من الانقراض – 60% من البالغين في شينجيانغ أميون .. والسلطات اتخذت إجراءات لطمس لغتهم و دينهم وتقاليدهم ، جريدة الشرق الأوسط ، العدد 11196 في 24/7/2009 ص 13)

الدكتور عبد العزيز بن عبد الله الخضيري  يكتب : لم يكن أحد يتوقع أن تصرفا أحمقا مثل الذي حدث في 11/9/2001 سيؤدي إلى ظلم عظيم على الإسلام والمسلمين ، هذه الخاطرة جاءت وأنا أتابع بكل الألم والحسرة ما يحدث في إقليم شينج يانج الصيني المسلم من قتل واضطهاد و ظلم و مع ذلك ينظر إليه العالم على أنه ضمن مفهوم محاربة الإرهاب ، فحكومة الصين تطلب من العالم الوقوف معها ضد الإرهاب الإسلامي في ذلك الإقليم ، وبهذا أصبحت أي مطالبة إسلامية بأي حق مشروع سيتحول إلى إرهاب ، والأخبار تنقل لنا أن جميع المساجد في إقليم شينج يانج أغلقت و منعت الصلاة فيها منعا لانطلاق الأعمال الإرهابية منها ، وبهذا أصبح المجتمع المسلم يعذب و يقتل ، و لا يتحرك العالم لأنه أصبح يخاف من المسلمين و الإسلام و ينظر إليهم على أنهم دعاة إرهاب و قتل وإفساد في الأرض .

( الدكتور عبد العزيز بن عبد الله الخضيري : الإرهاب و إضعاف الحق الإسلامي ، جريدة الاقتصادية ، العدد 5775 و تاريخ 3/8/2009 )

وفي الخبر الذي نشرته جريد الرياض بعددها الصادر رقم 14991 و تاريخ 17 رجب 1430 الموافق 10/7/2010 أتهم الرئيس الصيني هو جينتاو ثلاث قوى بالوقوف وراء الاضطرابات في شينجيانغ ( تركستان) في الداخل والخارج في إشارة فيما يبدو للمتطرفين الدينيين والانفصاليين والإرهابيين ... فما هي حقيقة ذلك؟  

    وفي خبر أذاعته قناة  س إن إن  قال سجاد مالك : أن باكستان لعبت دورا مهما لصرف بعض الدول الإسلامية من بحث قضية العنف في مقاطعة شينجيانغ في منظمة المؤتمر الإسلامي و أنقذت الصين من موقف محرج قال ذلك لو زاوخوي Lou Zhaohui  السفير الصيني في إسلام آباد ، وقال السفير ذلك في إجابة لأحد الأسئلة مؤكدا أن باكستان قامت بذلك الدور في الوقت الذي تمول بعض الدول الغربية مسلمي الأويغور ، وقال إن باكستان تقدم مساعدة مهمة لقمع حركة تركستان الشرقية الإسلامية التي تثير الاضطرابات في شينجيانغ ، وقال السفير الصيني أن الصين قدمت مساعدات مالية بنحو 1,5 بليون دولار منذ عام 1998، وأن في باكستان 120 مشروعا صينيا للاستثمار و يعمل فيها أكثر من 1000 مهندس صيني ( 3/3/2010 )

  http://edition.cnn.com/2009/world/asiapcf/09/china.urumqi.unrest/

    وفي إعلان التحالف الآسيوي الحر الذي يضم ممثلو: حركة الصين الديمقراطية لما وراء البحار ومؤتمر الأويغور وجماعة التبت الدولية ، تايوان و منغوليا الداخلية جاء فيه : نؤكد دعمنا المطلق لكل ما تضمنه ميثاق الأمم المتحدة المدني والحقوق السياسية و من ذلك حق تقرير المصير لكل الشعوب طبقا للميثاق ؛

ونؤكد على تحالفنا على المعارضة السلمية للاضطهاد السياسي والنظام الاستبدادي السياسي لحكومة جمهورية الصين الشعبية

ونعترف أن الحريات الأساسية و حقوق الإنسان العالمية يمكن تحقيقها فقط من خلال ممارسة الضغوط السياسية المرئية والمستمرة

The Free Asia Alliance Declaration of Principles , July 20 , 2009

   وفي الاجتماع الذي عقد في 9/2/2009 لمجلس الأمم المتحد لحقوق الإنسان و اشتركت فيه أكثر من عشرين هيئة دولية مستقلة لبحث حقوق الإنسان في الصين أكد التقرير تعرض الأويغور لعدم المساواة في فرص التعليم والعمل ، والتمييز العنصري ضدهم ، وفرض القيود في ممارسة شعائر الدين والثقافة ، إغلاق مواقع الإنترنت ، والتغيير السكاني لتركستان الشرقية ومعاملة الأويغور كإرهابيين  مؤكدا على توفر ثلاثة عناصر استبدادية  : منع استعمال اللغة الأويغور في  التعليم ،و تشويه ثقافة الأويغور وتاريخهم ، النقل الإجباري لفتيات الأويغور بعيدا عن موطنهم و بالتالي انتهاك حقوقهم ، و استغلال الحرب على الإرهاب وسيلة لقمع إستياء الأويغور

 Conscience Foundation : Analysis Report of the UN OHCHR Compilation of NGO Reports on UPR of CHINA , Feb.4, 2009 , www.consciencefoundation.org 

وقد صرح ووشي مين Wu Shimin   نائب الوزير المسؤول عن لجنة شؤون  الأقليات الحكومية المركزية في الصين محللا أسباب الأحداث في اورومجي : أن قوى التطرف والانفصال و الإرهاب الثلاث في الداخل والخارج هي التي خططت و نفذت الأحداث ولم لم يشترك فيها أي من أئمة المساجد في شينجيانغ ( Official : Real Ourpose of Urumqi riot `Xinjiang`Indepence ` ,Beijing , Xinhua July 21, 21, www.xinhuanet.com  

   وذكر اثنان من رجال المخابرات الغربية أن الصين تبالغ دائما بعلاقات الأويغور بالقاعدة لاستغلالها لضرب المعارضة الداخلية و المعلومات الصينية غير موثوقة ، والاستخبارات الغربية لم تعيد مسلمين متهمين بالإرهاب إلى الصين ، وقال أحدهم أن القضية الأساسية أن الاضطهاد الصيني هو الذي يخلق أسباب الإرهاب ،وصحيح أن الجيش الصيني المحتل نجح على قمع المعارضة ولكنه فشل أن يكتسب الولاء0 (  Michael Sheridan: Beijing`s war on terror hides brutal crackdown on Muslims, Times, July 22, 2007 ,http://www.timesonline.co.uk/tol/news/world/article2116123.ece?print=yes&randnum

    وموقع شينجانغ السلام  Xinjiang Peace Net ذكر في تقريره المؤرخ في 31 مارس 2002 : أن حكومة محافظة كاشغر أقامت 2101 محطة مراقبة الكترونية في الشوارع والطرقات والمقاهي والأسواق وغيرها من الأماكن العامة لمراقبة الناس في كاشغر ، وقالت إذاعة آسيا الحرة في 26/8/2010 أن السلطات الصينية و ضعت في بلدة أوات في ولاية آقسو أجهزة تسمع بواقع جهاز لكل خمسة عشر شخصا ( RFA: Awat nahiyiside her 15 ademge birdin tingtingchi bekitilgen , 26/08/2010)

      وقد تزايد نمو الفوارق الاقتصادية والاجتماعية والسياسية في المقاطعة مما أدى إلى تزايد نمو الشعور بالتهميش عند الأويغور ، بالإضافة إلى رفع مستوى دمج الأويغور بالصينيين أدى إلى شعور الأويغور بخطورة الحرمان ، وتسبب في  تعميق غضب الأويغور، وتمسكهم بهويتهم وإسلامهم ، ومنذ تسعينات القرن العشرين شددت السلطات الصينية القيود على ممارسة الأويغور لدينهم الإسلام ، وهي قيود صارمة عليهم أشد بكثير مما تمارسها على المسلمين الآخرين في الصين ، وقد وثقت ذلك منظمات مراقبة حقوق الإنسان والعفو الدولية في السنوات الأخيرة ( Matthew D. Moneyhon : Taming China`s ` Wild West` Ethnic Conflict in Xinjiang ,p.13   

   ويستغرب الكثير من المحللين على تصنيف حركة تركستان الشرقية الإسلامية منظمة إرهابية ، وأن ذلك لم يكن إلا لتوثيق العلاقات الأمريكية الصينية فقط ، وقد ذكرت نشرة تحليل أكسفورد أن حركة تركستان الشرقية الإسلامية وغيرها لم تكن سوى كبش الفداء لتبرير زيادة الاضطهاد ، و في الوقت ذاته يشتكي كثير من الأويغور أن الغرب والولايات المتحدة الأمريكية لم تصف أي من التفجيرات التي نفذها المعارضون  في التبت بالإرهاب و لم تصنف المنظمات التبتية الداعية إلى الاستقلال عن الصين بالإرهابية  ، وكان هناك احتجاج عالمي على إعدام كاهن تبتي أتهم بالتفجير في التبت في 27 يناير 2002 ، فإن موقفهم كان مستغربا

والمنظمات التركستانية التي أعلنتها الصين إرهابية لا تتوفر عنها معلومات كثيرة في الانترنت ، علاوة أن هذه المنظمات و المواقع التركستانية في الانترنت لم تدعي مسؤوليتها عن أي من الأحداث ، وإن أظهرت تعاطفها مع تلك الأحداث لكونها تحديات لحكم الصين في تلك المقاطعة ، ومن الملاحظ أن الأويغور لا يدعمون الإسلام الأصولي ، كما أن البحث في مواقعهم في الانترنت يكشف عن عدم وجود دعوة إلى الجهاد ضد الصين ، كما لاحظ كل من جانكوياك  Jankowiak و رودليسون Rudleson  أن الأويغور الوطنيين هم علمانيين في توجهاتهم ، وأن أفكارهم في الاستقلال عن الصين إنما تقوم على رغبتهم في السيادة و حقوق الإنسان وليس على أساس ديني , وبالمقارن كثير من الأويغور المنشقين الذين اجتمعت بهم في الولايات المتحدة الأمريكية وكندا و تركيا وأوروبا بالرغم أنهم ملتزمون دينيا و لكني نادرا ما سمعت أحدهم يدعو إلى حرب مقدسة ضد الصين ، وإن كانت تطلعاتهم تقوم على أسس تاريخية و أنها بلاد أجدادهم و إلى رغبة الخلاص من سوء معاملة الصينيين لهم و تحقيق تركستان الحرة

(   Dru C.Gladney : Freedom Fighters or Terrorists? Exploring the Case of The Uighur People. Testimony to the United States Congress Committee on Foreign Affairs, Subcommittee on International Organization, Human Rights and Oversight, Washington DC, June 16,2009 ,p.23-24 

      يقول الكاتب الصيني زاو داغونغ Zhao Dagong  : إن القنابل الانتحارية في الصين لا علاقة لها بالعرق أو بالدين ، وليست نتيجة أعمال إرهابية منظمة ، ولكنها أفعال فردية ظهرت نتيجة أحكام متطرفة لانتهاك حقوقهم ، إن انتهاك القوى الحاكمة لقانون الحقوق في مجتمع لا يسوده العدل ، والتنكر لحقوق الموطنين المدنية هي الأسباب الرئيسة التي تؤدي إلى القنابل الانتحارية ، Zhao Dagong : Suicide Bombing : An Alarm for the CCP , Epoch Times International , http://en.epochtime.com/news/6-4-17/40322.html

و خلص جامي كيللي إلى ثلاث قضايا رئيسة في شكوى الأويغور من الصين : حرمانهم  الاقتصادي الذي حصل من استغلال الصينيين  لثروات بلادهم بدون أن يستفيدون منها والاضطهاد الديني والثقافي  مع تكثيف التهجير الصيني إلى بلادهم ثم القمع الدموي لأي حركة تطالب ولو سلميا بتحقيق الحكم الذاتي الذي سبق أن منحهم الحزب الشيوعي الصيني  والقوى العسكرية التي تسيطر على كل مجالات  حياتهم وبلادهم

Jaime Kelly : Resistance in Xinjiang : Building a transnational Third Party Agenda ,Journal of Scholarship and Opinion,p.19

وحكومة الصين إنما تركز مخاوفها على الشرور الثلاثة : الإرهاب والانفصال والتطرف ، ومع أن الإرهاب قليل نسبيا ، إلا أن الحكومة الصينية تصر على استعمال هذه الأنماط من المخاوف ، حتى تستعمل ردود الأويغور السلبية  تبريرا  قانونيا لتشديد سيطرتها عليهم .

James D, Pippin : Education on the edge of Empire: Chinese Teachers` Perceptions of Development and Education in Xinjiang , China , College of Bowling Green State University , Master Art Thesis , May 2009 ,p.1004     

    وإن منظمة حركة تركستان الشرقية الإسلامية  ETIM التي صنفت على أنها منظمة إرهابية بتوصية من الولايات المتحدة الأمريكية أصدر مركز الإعلام الواقعي في هونولو بتمويل من قيادة آسيا الهادي USCINCPAC  تقريرا خاصا عنها بعنوان : الانفصاليون المسلمون الأويغور في 28 سبتمبر 2001 لم يشير إليها بذكر عابر فحسب  بل ذكر أنه لا توجد مجموعة يمكن وصفها بذلك ، وإنما هناك مقاومة عنيفة  بتعاون مجموعات في المنفى مع منظمات في داخل شينجيانغ ( تركستان) ، و بما أنه لم يتم توضيح الأسباب التي صنفت منظمة حركة تركستان الشرقية الإسلامية إرهابية دون غيرها من المنظمات الأويغورية العديدة ، مما يوضح أنها جعلت كبش فداء لتحقيق الهدف السياسي لتعزيز العلاقات الأمريكية – الصينية ، وقد استنتج تقرير نشره تحليل أوكسفورد Oxford Analytica  أن مسألة إرهاب منظمة حركة تركستان الشرقية الإسلامية وغيرها من المجموعات إنما هو تهديد وهمي استعملته الصين تبريرا لزيادة الاضطهاد ، ومع أن الجبهة الثورية المتحدة التي يتزعمها يوسف مخلصي أدعت مسؤولتها عن التفجيرات التي في عام 1997 إلا أنها لم تصنف على أنها إرهابية ،  ويشتكي الأويغور أن التفجيرات التي تحدث بين وقت لآخر ضد السلطات الصينية في التبت لم تصفها الولايات المتحدة الأمريكية بالإرهاب ولم تؤيد الصين على اعتبار أن منظمة التبت المستقلة منظمة إرهابية ، بل وجد الراهب التبتي الذي أتهم بالتفجيرات المميتة في التبت مطالبة دولية بالإفراج عنه قبل إعدامه في 27 يناير 2002، ويشعر كثير من الأويغور بالأسى عن ذلك ، وأن تصنيف مجموعة منهم بالإرهاب أنما تم لأنهم مسلمون

       وحيث إن المعلومات المتوفرة عن معظم المنظمات الأويغورية قليلة بالإضافة إلى أن المعلومات التي تنشرها لا تفيد عن مسؤوليتها عن الأحداث التي وقعت ضد الحكم الصيني في شينجيانغ ( تركستان) ، وإن كان أكثرها يتعاطف معها ، ومن المثير أن الأويغور لا يؤيدون الإسلام المتطرف و لا يستعملون مصطلح الجهاد الإسلامي ضد الصين ، وكما ذكر جانكويك و رودليسون أن الوطنين الأويغور علمانيون في توجهاتهم و هدفهم تغير الحكم الصيني في بلادهم بما يحقق السيادة و حقوق الإنسان ، وقد قابلت العديد من زعماء الأويغورفي أمريكا و كندا و تركيا و أوروبا ووجدتهم ملتزمين بالدين ولكني لم أسمع من أحدهم دعوة إلى الحرب المقدس ضد الصينيين ، وحتى أنهم لا يستعملون المصطلح المعتدل ( الجهاد الدفاعي) أو حماية الإسلام من الاضطهاد

Dru C. Gladney : China`s Minorities : the Case of Xinjiang and the Uyghur People , Commission on Human Rights, Sub-Commission on Promotion and Protection of Human Rights Working Group on Minorities , 9th Session   12-16 May 2003, E/CN.4/Sub.2/AC.5/2003/WP.16, 5 May 2003 , GE.03-14169 , p.16-17

    وقوى الشر الثلاث التي تدعى السلطات الصينية بمحاربتها في تركستان وهي الإرهاب والدعوة إلى الانفصال والتطرف الديني ويشمل الممارسات الدينية غير القانونية ، فما هو التطرف الديني الذي يفسره النظام الشيوعي الصيني فقد جاء في وثيقة أصدرتها مجموعة الدراسة في لجنة الحزب الشيوعي الصيني لمقاطعة شينجيانغ ( تركستان) وهي أعلى سلطة سياسية في تركستان عن تفسير الإرهاب مايلي :

توجد في البلاد مجموعة من المفكرين الضيقي الأفق الذين يدفعون بموضوعات احترام هوية القوميات الذاتية ودينها إلى التطرف و يحرضون على إذدراء ثقافات القوميات الأخرى ، و ينظرون لهذه القضية الاجتماعية من طرف واحد ، و يروجون لمشاعرهم عن عدم الرضى عند الجماهير،ومن الأمثلة التي ذكرت لشرح التطرف الذي تدعيه السلطات الصينية أن إمام مسجد سيديتووي Sidituwei في بلدة خوتن ذكر في خطبة  الجمعة :أن النساء والشابات الأويغوريات بسبب البطالة أصبحن مشردات و دعا الله عز وجل أن ينقذهن و يسهل لهن العمل و يستجيب لبكائهن ، فأمن المصلون على الدعاء ، وهذا الدعاء الذي يعتبر موضوعا عاديا لوضع اجتماعي يومي ، اعتبرته السلطات الصينية مشاعر عدم الرضى و مسألة انفصالية

The Repressive Framework of Religious Regulation in Xinjiang , Human Rights Watch and Human Rights in China, China Rights Forum ,No.2, 2005

Study Group of the Xinjiang Party Committee,` Investigation report on correctly apprehending and resolving Xinjiang`s nationality problem under the new situation ` = Xinjiang weiwuer zizhiquwei zuzhibu ketizu : Guanyu zhengjue renshi he quli xingshixia Xinjiang renmin wenti de diaocha baogao , February 2001

وحتى الخبراء في الدول المجاورة لمقاطعة شينجيانغ الذاتية الحكم يشككون في أن الأويغور المسلمين يشكلون خطورة لبكين وهم ينتقدون سياسة الاضطهاد التي تمارسه بكين فالسيدة فينرا غاليموفا Venera Galiamovaمن معهد الدراسات الإستراتيجية في الماأتا بقازاقستان تقول : إن إصرار الصينيين على عدم الاستجابة لأي مطلب لتحقيق الحكم الذاتي  ، ولو كان ثقافيا يساعد على  تأصيل الحركة الانفصالية ، وتضيف إن إهمال شباب الأرياف ( الأويغور) لصالح شباب المدن  ( الصينيين) في شينجيانغ معناه دفعهم إلى الانضمام إلى الحركات الإسلامية ، ويعتقد باحث من المعهد كونستانتين سيروزكين Konstantin Syroezkin  أن السياسة الصينية تقود الأويغور إلى اتخاذ الإسلام عقيدة في كفاحهم الوطني .ومع أن الصين تدعي أن الأويغور هم جزء من الإرهاب العالمي ولكن نضال الأويغور أبعد من أن يكون تطرفا دينيا ( Sebastian Peyrouse : Facing the Challenges of Separatism: The EU, Central Asia and the Uyghur Issue, , Eu-Central Asia Monitoring , No.4, January 2009 , p.4   

وقد لعبت الصين دورا مهما لمساعدة الولايات المتحدة الأمريكية في حربها ضد الإرهاب حيث أيدت مساعيها في الحصول على القرار الخاص بمحاربة الإرهاب من مجلس الأمن ، كما أنها ضغطت على باكستان لمساعدتها على حملتها العسكرية في أفغانستان ، وفي المقابل حصلت الصين على دعمها لدعم حملاتها ضد الحركات الانفصالية الإسلامية في شينجيانغ ، ولكنها ساءت سمعتها في السنوات الأخيرة ، لأن العديد من مجموعة ولجان حقوق الإنسان اتهمت حكومة الصين على حملاتها الوحشية الغير مبررة بدعوى مقاومة الإرهاب و استهدفت المقاومة السياسية وممارسة الشعائر الدينية التي تمارسها الأقليات القومية وأي نشاط تشك أنه يهدد الاستقرار والنظام في المقاطعة

Ming T. Wong : Xinjiang and China`s National Security: Counter-Terrorism or Counter Separatism ? , Strategy Research Project , 07 April 2003 ,p.iii 

  والدكتور ميكائيل كلارك يطلب تحليل ظاهرة الإرهاب ومفهومه على أساس من السياق التاريخي  والسياسي والاجتماعي والاقتصادي ، وكيف أن المجموعات أو الأفراد الذين يشتركون أو يتفاعلون مع الأنشطة التي توصف أنها إرهابية يرتبطون بالإرهاب العالمي في أعمالهم ، و أي تطور لعنف الانفصاليين الأويغور لا بد أن يأخذ في الاعتبار السجل التاريخي لمقاطعة شينجيانغ ( تركستان) و بخاصة علاقتهم بالحكومة الصينية المعاصرة (

Michael Clarke : China`s `War on Terror `in Xinjiang: Human Security and Causes of Violent Uighur Separatism ,Griffith Asia Institute , Regional Outlook  Paper No.11, 2007 , p.5

  وتقول التقارير الإعلامية الغربية والصينية أن التأثير الدين العربي أو الأجنبي قد أنتشر في شينجيانغ ، ولكن أشكال الإسلام السلفي  لا تجد ترحيبا كبيرا في أوساط الأويغور ، ويمكن أن يتحول الشباب إلى أصوليين عندما يشعرون أن لغتهم ودينهم تحت التهديد ، وإذا توجهت بكين إلى الدعم السلمي لشعائر الدين المحلية ، وأتاحت للأغلبية القومية استعمال لغتها وصيانة ثقافتها ، فإن جمهورية الصين الشعبية ستستعيد دعم الأويغور لها كما كان في ثمانينات القرن العشرين

Xinjiang Conflict: Uyghur Identity, Language Policy and Political Discourse p.3-4

    والدكتور جين بنغ جونغ Chien-peng Chung  أستاذ العلوم السياسية في جامعة  لينغنان Lingnan في هونغ كونغ يقول :  بعد أحداث 11 سبتمبر 2001اعتبرت الصين محاربة الإرهاب جزءا من سياستها الدولية لتستغل علاقتها مع أمريكا ، وتبرر ما تمارسها ضد الأنشطة التي تراها إرهابية في أراضيها ، و أحداث 11 سبتمبر 2001 لا ينبغي أن تؤخذ على أنها بداية حرب الصين ضد الإرهاب ، و لكن يجب دراسة الأحداث التي كانت تجري في الصين قبل هذا التاريخ ، فقد حدثت مظاهرات في منغوليا الداخلية قمعها الجيش بالقوة وأدت إلى وفيات عديدة في عامي 1989 و 1990 ، و أعمال الإرهاب أو العنف السياسي مظاهر لقضايا جذرية ، لا يمكن بالقمع وحده معالجتها ، وكما في كل مكان لا يمكن تفسير الإرهاب منفصلا عن ظروف التي تسببت في ظهوره ، إذ لا بد أن ينظر إليه في سياقه العام ، و  بخاصة أن الإرهاب مصطلح يستعمل ضد الانفصاليين و على المجموعات الدينية غير الرسمية في مناطق الحكم الذاتي للأقليات العرقية في شينجيانغ و التبت ومنغوليا الداخلية .

و الإرهاب في لغة بكين هو أحد الشرور الثلاثة ، لأنها تعتبره مع الانفصالية والتطرف الديني تهديدا يهدد الأمن الوطني والاستقرار الإقليمي ، و على ضوء ذلك إن هذا التركيب الثلاثي الإرهاب و الانفصال و الدين يرتبط بالخوف و الاستياء و أن آمال معظم الأقليات العرقية لم تجد وسيلة لتعبر عن مشاعرها غير ذلك ، كما أن مصطلح الشرور الثلاثة يعني أن الحرية الدينية و الحكم الذاتي و مستوى المعيشة و الحقوق السياسية للأقليات القومية لم تتم معالجتها (

Chien-peng Chung : Confronting Terrorism and Other Evils in China : All Quiet on the Western Front ? China and Eurasia Forum Quarterly , Vol.4 ,No2 ( 2006) p.75-87   

  

الإبادة الثقافية :

          إذا كانت الصين قد ضمنت من خلال منظمة تعاون شنغهاي عدم مساندة جمهوريات آسيا الوسطى لحركات الأويغور للاستقلال أو مطالبهم لتحقيق الحكم الذاتي الكامل ، وتمكنت من خلال الاقتصاد والمال أن تضمن عدم تأييد الدول الإسلامية و صمتها لمظالم الأويغور، واستغلت هذه الظروف على توجيه سياستها الجائرة إلى تذويب هوية الأويغور التي تتركز على قاعدتين أساسيتين هما : الدين الإسلامي والقومية التركية ،مما قد شجع    السلطات الصينية على تطبيق مجموعة سياسات تهدف القضاء على الهوية الشخصية لشعب الأويغور التركي المسلم وتسريع تذويبه في الإناء الصيني  ،و قد أعتبر ديلون تطبيق السياسة المزدوجة في الاضطهاد الديني والثقافي مع تكثيف التهجير الصيني إبادة ثقافية للأويغور ( Dillon , Michael : Xinjiang-China`s Muslim of Northwest , New York , Routledge Curzon , 2004  ، والإبادة الثقافية لأي شعب يعني تجريده من لغته وتاريخه وتقاليده وتراثه الخاص به فهو قضاء له ، وإن كان أفراده يعيشون أحياء ولكنهم سيكونون في هوية مغايرة لأصلهم  ، وقد أكدت المادة السابعة لإعلان الأمم المتحدة لعام 1994 على منع ما يؤدي إلى الإبادة الثقافية لأي شعب أو قومية ، كما أن دستور جمهورية الصين الشعبية المعدل في 14/3/ 2004 يؤكد ضمنيا على ذلك في المادة الرابعة التي نصت على أن : جميع القوميات في جمهورية الصين الشعبية متساوية في الحقوق والواجبات ، وأن الدولة تحمي الحقوق القانونية ومصالح الأقليات القومية ، وتعمل على تطوير علاقات التساوي والوحدة والتعاون المشترك بين كل القوميات على قدم المساواة، وتمنع تمييز واضطهاد أية قومية ، كما تمنع ممارسة الأفعال التي تؤدي إلى الإضرار بوحدة القوميات ، وتفاهمها.

         وأن الدولة تساعد المناطق التي تسكنها الأقليات القومية على تطوير اقتصادها و ثقافتها بما يتفق مع خصائص و احتياجات الأقليات القومية المتنوعة ، وتطبق الحكم الذاتي في المناطق التي تتركز فيها الأقليات القومية ، وتأسيس هياكل الحكم الذاتي لممارسة حق الحكم الذاتي فيها ، وكل مناطق الحكم الذاتي أجزاء لا تنفصل من جمهورية الصين الشعبية ، ويحق لشعوب كل القوميات حرية استعمال وتطوير لغاتها المكتوبة والمنطوقة وحماية وإصلاح أساليب حياتها وعاداتها

       وإذا كانت المادة (33) قد تضمنت احترام الدولة لحقوق الإنسان و حمايتها ، فإن المادة (36) كفلت لمواطني جمهورية الصين الشعبية حرية الاعتقاد الديني وعدم الاعتقاد الديني وحماية الدولة لممارسة الشعائر الدينية المعتادة بشرط عدم الأضرار في النظام العام والصحة ونظام التعليم الحكومي ، وعدم التمييز بين المواطنين بحسب اعتقادهم في الدين أو عدم الاعتقاد فيه .(  F:/CONSTITUTION OF THEPEOPLE`S REPUBLIC OF CHINA.mht)

والدستور الخاص بمقاطعات الحكم الذاتي أيضا Regional Autonomy for Ethnic Minorities in China , Information Office of the State Council of People`s Republic of China, Beijing ,Feb.2005 المعلن كما يمكن مطالعته في الموقع الرسمي www.gov.cn.com  لا يختلف كثيرا عما ورد بعاليه، كما في مواده 10 و 11و12و36 و37 ، وكذلك المادة 12 من قانون التعليم لجمهورية الصين الشعبية الذي أقره مؤتمر الوطني الشعبي الثامن في 1995 نصت على أن : اللغة الصينية المنطوقة والمكتوبة ستكون أساس اللغة المنطوقة والمكتوبة للتعليم في المدارس ومعاهد التعليم الأخرى ، والمدارس والمعاهد التعليمية الأخرى التي تضم عموما طلابا من الأقليات القومية يمكن لها أن تستعمل لغاتها القومية أو اللغة المحلية المستعملة عموما في منطقتها.

            ولكن هل يطبق ما ورد في هذا النظام وجاء بعاليه في الواقع اليومي والعملي في تركستان ( شينجيانغ )  ، أم أن انتهاكه  هو الذي يثير غضب المسلمين الأويغور ، ويطالبون السلطات الصينية بتنفيذ ما جاء في دستورهم لحماية حقوقهم المشروعة ، بيد أن حكومة الصين بدلا من العمل على تنفيذ دستورها وما ألتزمت به قانونا  ترد على المطالبات القانونية لمسلمي الأويغور بالقتل والاعتقال ، ناهيك عن تنفيذها القرارات والأنظمة الدولية لمنظمة الأمم المتحدة وهيئاتها التي يفترض أن تلتزم بها أيضا جمهورية الصين الشعبية بحكم عضويتها وتوقيعها على الاتفاقيات الدولية ، ومن ذلك في يوم 13 سبتمبر 2007 فقد صوت مندوبها لصالح الالتزام بتطبيق إعلان الأمم المتحدة لحقوق الشعوب الأصلية ، و يقول أرينه م.دوير Arienne M.Dwyer : بالنسبة في مقاطعة شينجيانغ تحولت الحكومة الصينية من احترام تعدد الثقافات واللغات  إلى فرض لغة وثقافة واحدة ( The Xinjiang Conflict Uyghur Identity ,Language Policy and Political Discourse, East-West Center ,Washington 2005, Policy Studies No.15 , p.ix ، وتذكر المجموعة الدولية لحقوق الأقليات أنه على الرغم من الضمان القانوني الذي يوفره نظام الحكم الذاتي لجمهورية الصين الشعبية ،  إلا أن الأقليات غير قادرة على تفعيل هذا النظام أو ممارسة حقها في الحكم الذاتي في مجموعتها ، مما يعني عدم توفير الشروط التي تساعد على المشاركة الشعبية ، بالإضافة إلى انتهاك حكومي لحقوق الثقافة واللغة وممارسة الشعائر الدينية( Report: China: Minority Exclusion, Marginalization and Rising Tensions, Human Rights in China, Minority Rights Group International,2007 , p.7 ذلك لأن الحكومة الصينية تعتبر ظهور الهوية الثقافية والتاريخية والدينية المتميزة في ممارسات الأويغور اليومية و في الإعلام والمدارس والمؤسسات الأكاديمية في تركستان عائق يحول دون تذويبهم في الأمة الصينية التي يسعى على تكوينها من خلال فرض وحدة ثقافية وتعليمية وتاريخية صينية واحدة على الأويغور

           وفي الواقع إن نظام الحزب الشيوعي الصيني الحاكم الخاص بالأقليات القومية في الصين مر بمراحل عدة  ، فقد أعترف خلال حروبه الأولى لفرض سيطرته الشمولية على الصين بحق الشعوب في منغوليا الداخلية ومنشوريا والتبت وتركستان على الانفصال عن الصين أو تأسيس حكومات ذاتية كاملة الحقوق حسب رغبتهم ، كما جاء في إعلانه في عام 1922 ثم في نظام الجمهورية السوفياتية الصينية التي أعلن الشيوعيون الصينيون تأسيسها في 7 نوفمبر 1933 تضمن نظامها في المادة الرابعة : كل المغول والأويغور و التبت والمياو واللي والكوريين وغيرها من القوميات التي تعيش في الصين تتمتع بالحق الكامل على تقرير مصيرها حول رغبتها للانفصال عن الاتحاد السوفيتي الصيني أو تأسيس الحكم الذاتي الخاص بها ( Colin Mckerras : China`s Minorities – Integration and Modernization in the Twenthieth Century Oxford University Press , Hong Kong 1994 ,p.72 ، ولكن عندما استولى الحزب الشيوعي الصيني  على الحكم في عام 1949تنكر لوعوده السابقة ووضع نظاما شكليا لحكومات ذاتية الحكم في المناطق التي تتركز فيها الأقليات القومية مؤكدا على رفضه لأي حق لانفصالها عن الصين ، معترفا بحق التعددية الثقافية واللغوية والعرقية والدينية في الصين ، كما نصت عليها المادة الثالثة التي وردت في الدستور الذي أقره المؤتمر الشعبي الوطني في 20 سبتمبر 1954، ولكن بعد أن تولى دينغ شوبينغ  Deng Xiopingزعامة الحزب الشيوعي الصيني بعد موت ماوزيدونغ  Mao   Zedong في عام 1979 وبدء عهد الانفتاح الاقتصادي والتغيير السياسي في الصين ، نشرت جريدة الشعب اليومية في ابريل 1979 برنامجا لتذويب الأقليات القومية وفق الخطوات التالية :

1- تطوير لغة عامة مشتركة

2- إلغاء الوحدات الجغرافية للأقليات القومية

3- تطوير نظام اقتصادي عام

4- إيجاد مشترك ثقافي وفكري واحد

        ولم تكن الخطوتان الثانية والثالثة من البرنامج جديدتين ، لأنه منذ خمسينات القرن الماضي ، فالإصلاحات الاقتصادية المزعومة والتهجير الجماعي كانا ينفذان في مقاطعة شينجيانغ ( تركستان) ، ومسألة اللغة المشتركة كانت تثار من وقت لآخر  ولكن لم توضع موضع التنفيذ إلا في ثمانينات القرن العشرين ، حيث بدء تطبيق وحدة اللغة والثقافة المشتركتين منذ أوائل الثمانينات ( A.Altuni : Cultural Policy in Xinjiang Uighur Autonomous Region, ( East Turkestan) pp.10-11 ، وبعد أن أدى التوطين المكثف لملايين الصينيين وانتشارهم في كل مجالات الحياة و بخاصة بعد سيطرتهم على مواقع الحكم والعمل والتعليم إلى التغيير الديمغرافي لتركستان ، اتخذه الحكم الصيني ضغطا وذريعة لفرض سياسة التذويب اللغوي والثقافي من خلال أجهزة التعليم والثقافة والإعلام . ويقول الباحثان ماكفرسون  وبكيت Macpherson, & Beckett  عن مناهج التذويب الخفية في التعليم الصيني الحديث : أن مناهج التعليم  العلماني الحديث التي تنفذ من خلال إصلاح مناهج التعليم لشعبي التبت والأويغور اللذين يعانيان التمييز المباشر والغير مباشر يتضمن بعض الممارسات الثقافية التي تمت صياغتها في المناهج المركزية بهدف صهر ثقافات القوميات ، لأن هذه المناهج لا تتضمن أي محتوى ثقافي محلي لهم ، وتستعمل اللغة الصينية في تدريسها

)   Samuel Hinton : Perspectives on Cultural- Sustainbility , National Unity and Possibilities of Muticultural Education in China , 2009 Fulbright-Hays Seminars Abroad to China Curriculum Project Estern Kentucky University ,p.7

            و الاهتمام الصيني بتحقيق التطور الاقتصادي في مناطق الأقليات أنما هو أيضا سبيل لدفع القوميات إلى الانصهار في بوتقة الأمة الصينية  وخدمتها , لأن ثقافة ولغة ودين وقوميات الأقليات المتميزة مما يمنع هذا الانصهار التام ، فالإجراءات تتجه نحو إزالة تلك العقبات ، فيقول رئيس الحزب الشيوعي الصيني لمقاطعة شينجيانغ ( تركستان) في تصريح له في أكتوبر 2006 :   (ليس الهدف الرئيسي  حماية ثقافة الأويغور وإنما رفع مستواهم المعيشي ، فالحياة الثقافية تقوم على ما يجده الناس من طعام كاف ، وإذا لم يأكل الناس ، لن يستطيع أي واحد منهم أن يغني أو يرقص) و هذا مما يوضح أن الثقافة في نظر المسؤولين هو الغناء والرقص ، وليس اللغة والتعليم والهوية ، والمسألة معقدة أكثر من الحصول على الطعام الكافي لأن تهميش الأقليات من التطور مرتبط بالانتهاكات التي تتعرض لها حقوقهم المدنية والسياسية و تعيق مشاركتهم الفاعلة في الحياة العامة ، ولا يؤدي إلى حماية ثقافة الأقليات أو حتى إلى تحقيق التطور الاقتصادي المزعوم (  Minority Exclusion , Marginalization and Rising Tensions, Report of Human Rights in China , Minority Rights Group Internal , UK ,2007 ,p.31   ، والمنظمة الدولية لحقوق الإنسان بدون حدود Human Rights Without Frontiers international ( HRWF) ذكرت في تقريرها لعام 2008 بعنوان الحرية الدينية في الصين : أن الحكومة الصينية عززت من جهودها لقمع أي توجه سياسي فكري يختلف عن ممارستها الرسمية وأن الاويغور الذي يتطلعون إلى الحرية والديمقراطية تنتهك حقوقهم القانونية والثقافية والاقتصادية ويواجهون إقصاء ثقافيا واستغلالا اقتصاديا و اضطهادا دينيا ( International Forum: Human Rights in China and 2008 Olympics ,Human Rights Without Frontiers International (HRWF http://www.hrwf.orgInt`l)  ِ ، كما أن ترويج سلطات بكين لقضية الانفصاليين والإرهاب ليست لها علاقة بأي تهديد داخلي أو خارجي بقدر ما هي سياسة داخلية هدفها تكريس الانتباه نحو إيديولوجية الاندماج الوطني تحت شعار الوطنية الصينية لأنها تظن أنها أكثر فعالية من إيديولوجيتها الماركسية أو توجهاتها الرأسمالية ، وغرس الإيديولوجية الوطنية الصينية في النفوس حتى تصل إلى مستويات عقائد الصين الكونفوشوسية أو البوذية أو التاوية ، و هذا ما يفسر حربها الضروس ضد المسلمين الأويغور ومذهب الدلاي لاما البوذي في التبت ، وكتب مودوس اوبراندي من النمسا : إن الأويغور يعانون ضغوطا شديدة لمحو لغتهم و ثقافتهم وهويتهم مما يدفعهم على مقاومتها حفاظا على هويتهم الإسلامية التركية ضد الهيمنة الصينية الغير إسلامية ،لأن المساجد والإعلام والمطبوعات والتعليم تحت المراقبة الصارمة و أداء فريضة الحج لا تتم إلا لأفراد محدودين يتم اختيارهم تحت قيود مشددة ، والأنشطة الدينية تعتبر في جملتها أنشطة انفصالية ، و الأويغور أنما يرفعون أصواتهم لمقاومة الضربة القوية التي تطبقها السياسة الصينية عليهم ( Modus Operandi : The Uyghur fight against Chinese Cultural Assimilation, Fiche d`experience , mhtml: file://E:/The Uyghur fight against Chinese Cultural Assimilation.mht   وقد اتخذت السلطات الصينية سياسات الإقصاء والتذويب في كل المجالات الثقافية والتعليمية عملا شموليا ،وتشير منظمة العفو الدولية إلى ذلك بقولها : إن الأويغور يواجهون سياسة مقننة لطمس هويتهم اللغوية والدينية والثقافية ، بتقييد استعمال اللغة وتشديد منع الممارسات الدينية China : Briefing for the UN Committee on the Elimination of Racial Discrimination , 75th Session August 2009 , Amnesty Internal , Index : ASA 17/024/2009 p.10  . وقد كتب باول جورج في مجلة كومنتري العدد73 الصادر في ربيع 1998 : أن سياسة التمييز التي تمارسها الصين ضد المحليين لصالح الصينيين في توفير العمل والتعليم والعناية الصحية وغيرها من الخدمات بالإضافة إلى القيود الصارمة في المناشط الثقافية التقليدية والدينية جعلت المسلمين يشعرون بالإساءة وأنهم يعاملون معاملة الدرجة الثانية في المواطنة في بلدهم الأم ، فمثلا بينما يجبر المسلمون على تعلم اللغة الصينية ، فالصيني لا يهتم حتى بتعلم اللغة الأويغورية والاختلافات اللغوية والثقافية والدينية بين الطرفين تزداد اتساعا، ويفقد الأويغور لغتهم و ثقافتهم ، مع أن المادة 47 من نظام الحكم الذاتي يلزم المسؤولين والموظفين الصينيين تعلم لغة الأقليات التي يسيرون أمورها   

 

التاريخ التراث الشعبي :

لقد استهدفت السلطات الصينية التراث الشعبي للمسلمين الأويغور لضمان قطع صلتهم بماضيهم الذي يقوم على هويتهم الإسلامية التركية العريقة وتعمل على فصل جذورهم الأصلية وتشويه تاريخهم  ، حتى يسهل مسخهم ودفعهم إلى أحضان البوذية الصينية ، ويشير التوني  Altuni إلى المواد التي صنفت والخطوات التي نفذت :

الصنف الأول من التراث الذي  اعتبر أكثر حساسية لما فيه من معلومات تم حفظه في مكتبات الدولة السرية
الصنف الثاني الذي اعتبر أقل خطورة تم تخصيصه لاستعمال المسؤولين
الصنف الثالث الذي اعتبر أقل حساسية تم وضعه في المكتبات ليستفيد منه المتخصصون في ثقافة الأقليات
الصنف الرابع  الذي لا يشكل خطورة ويمكن الاستفادة منه في سياسة الانصهار سمح بتداوله ، وهذا الصنف لا يمثل إلا 1% مما هو موجود ، و يتم إعادة صياغته بما يتفق مع الأهداف الرسمية ،

           ومع أن الباحث تطرق في شرح ما ذكره  إلى ما تطبقه السلطات الصينية نحو الأغاني الأويغورية وموسيقاها ، وقد أتخذها الصينيون هدفا لتكوين فنا جديدا يحل مكان التراث الشعبي عند الأويغور ، فإنه يؤكد على أن هذا الأمر يعكس اهتمام حكومة الصينية أن التذويب الثقافي هو من أقصى أولوياته لأن التمايز الثقافي يعتبر في نظرها معيقا في عملية الانصهار , وعلى ضوء هذا فإن عمليات الانصهار التي بدأ تركيزها منذ عام 1980 يتم تطبيقها على قدم وساق (  A.Altuni : Cultural Policy in Xinjiang Uighur Autonomous Region ( East Turkistan)Unrepresented Nations and Peoples Organization UNPO , 28 January 2004  pp.1-19  وفي التقرير السنوي لعام 2005 للجنة الصين التنفيذية في الكونغرس الأمريكي  يذكر : أن حكومة الصين المركزية تعمل على طمس ظهور معالم ثقافات الأقليات القومية والتاريخية والدينية في أجهزة الإعلام والمدارس والمؤسسات الأكاديمية كما تشدد من رقابتها على منع العبارات الثقافية التي تستعملها القوميات نحو الصينيين ، وفي عام 2002 قامت السلطات الصينية بحرق الكتب التي ألفتها القوميات ، لأنها تحتوى على معلومات اعتبرتها مضرة بعلاقاتها مع القوميات ، كما أنها أنشئت مراكز ثقافية تجمع القوميات فيها لمزاولة الاحتفالات والممارسات الثقافية المشتركة التي اعتمدتها في صيغ التكوين الجديد لصهر القوميات  ( Congressional –Executive Commission on China – Annual Report 2005 , One Hundred Ninth Congress , First Session , Oct.11,2005 ,p.19  ومن الأمور التي يلاحظها المهاجر التركستاني الذي يزور بلاده بعد غيبة طويلة أن الأويغور المسلمين المثقفين يستعملون عبارات اجتماعية  لم تكن مألوفة من سابق ، مثلا عندما يلتقي الأويغوري بقريبه أو زميله بدلا من أن يقول له : ( السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ) الذي لا يزال المسنون يستعملونه منذ اعتناقهم الإسلام ، يقولون لبعضهم : ( ياخشيمي سيز ؟ ) على النمط الصيني (?  Ne Ha ) ، وعند الاستفسار عن هذا التغير يفيدون أن المدرسين والأساتذة يمنعونهم من التخاطب بذلك و يفرضون عليهم استعمال ( ياخشمي سيز = مرحبا )

         والرئيس خو جينتاو Hu Jintao في كلمته الافتتاحية لاجتماع المؤتمر الوطني لعمل شؤون القوميات في 27 مايو 2005  قال : ( إن معالجة مشكلات القوميات تتم من خلال فرض التطور الاشتراكي وتشجيع تعامل القوميات مع بعضها البعض ، والتفسير الصحيح لتاريخ القوميات ) ( Congressional-Executive Commission on China , Annual Report 2005, One Hundred Ninth Congress , First Session , Oct 11, 2005 , 14   وفي سبيل تنفيذ هذه المقولة يتم دفع القوميات كلها لبناء الأمة الصينية الواحدة التي يسعى إلى تكوينها الحزب الشيوعي الصيني ، وإذا كان التطور الاقتصادي والتغيير الديمغرافي في تركستان يفسر تحقيق الشق الأول من المقولة ، فإن تطبيق الشق الثاني يتم من خلال إتلاف وإحراق كتب التراث و تاريخ الأويغور،  فقد ذكرت المصادر الغربية إحراق أعداد كبيرة من الكتب  في كاشغر في شهر مايو 2002 (  Xinjiang-Uighurs : CECC 2002 Annual Report : Congressional –Executive Commission On China – Virtual Academy , p.2  وكذلك  تعميم مفردات الثقافة الصينية على الأويغور المسلمين ، لأن معظم الصحف والمجلات والكتب الدراسية والاجتماعية والعلمية والقصص والروايات يتم ترجمتها ونشرها من اللغة الصينية ، و ما يكتب مباشرة باللغة الأويغورية يتم ترجمتها إلى الصينية ثم بعد إجازتها من المحرر الصيني و اعتمادها منه ، يتم نشرها بعد ذلك ،و كل المواد التي يراد نشرها لا بد أن تجيزها هيئة فحص المطبوعات وإجازتها( Nashiriyat matbut takshurup bekitish orun)  وأما حديث الناس وبخاصة المفكرين والعلماء والأساتذة وطلاب العلم فإن شرطة اللغة Til Sakchi  تقوم بالمراقبة ، وقد فرضت اللغة الصينية في كل مجالات الحياة، حتى أضطرر الفلاحون البسطاء على التعامل مع الأسماء الصينية للخضروات والسماد ومبيدات الحشرات بدلا من  الأسماء الأويغورية المحلية التي هي موجودة في لغتهم و ثقافتهم الأصلية ,  

        و قد يتم نشر بعض المقالات الأدبية باللغة الأويغورية  وعندما يعرف مضمونها يكون حسابها عسيرا ، كما حدث مع الشاعر تورسون أحمد بتهمة نشر قصيدة اعتبرتها السلطات الصينية  مسيئة لسياستها وحكمت عليه بالسجن في 1 يناير 2002 و الأديب نور محمد ياسين الذي كتب قصة خيالية  بعنوان ( الحمام البري Wild Pigeon  ) تصور قصة حمامة انتحرت لأنها لم تجد مخرجا لها من القفص , و  نشرت في مجلة كاشغر الأدبية في عام  2004 ، حكمت عليه السلطات الصينية بالسجن لمدة عشرة أعوام في عام 2005، كما سجن رئيس تحرير المجلة قريش حسين لمدة ثلاثة أعوام  ( Persecution of Uyghurs in the Era of the ` War on Terrror` Uyghur Human Rights Project , Washington D,C. ,Oct.16 , 2007 p.7

        وفي يناير 2002 أعلن عبد الأحد عبد الرشيد رئيس مقاطعة شينجيانغ أن الفنانين والكتاب و الممثلين والمؤرخين وغيرهم الذين ينوهون في فنونهم وكتاباتهم إلى أفكار انفصالية  سيكونون أهدافا لحملة أضرب بشدة وقد ذكرت التقارير الرسمية أنها سجلت أكثر من 3000 قضية في شهر مايو 2002

          ونظرا لارتباط ثقافة الأويغور و هويتهم  الوثيقة بالإسلام فقد فرضت السلطات الصينية قيودا مشددة على التعليم الديني ونشاط الأئمة و الاجتماعات الدينية ، و أصبحت المساجد أهداف  دائمة لرجال الأمن والجيش ، وأجبرت الحكومة الصينية الأئمة على اجتياز دورات التأهيل الوطني التي تمت إقامتها في معسكرات عدة لمدة عشرين يوما  تضمنت دروسا في الوطنية وعقيدة الحزب الشيوعي و كيفية مقاومة أفكار الانفصال , كما كلفت لجنة توجيه الشؤون الإسلامية الصينية التي تكونت في مايو 2001 بأن تتولى  الجمعية الإسلامية الصينية بتقييد ممارسة النشاط الإسلامي وفق العقيدة الصينية السياسية ,كما تولت اللجنة مهمة إعداد وترجمة الكتب الدينية وفق القانون الصيني  وكذلك إعداد الخطب وتوزيعها على الأئمة ( CECC 2002 Annual Report : Xinjiang –Uighurs Section , Congressional –Executive Commission on China , Virtual Academy

          وأكثر الموضوعات حساسية بين حكومة الصين الشعبية والأويغور هو تاريخ تركستان التي تصر على تسميتها شينجيانغ ، وجعلت من استعمال اسم(  تركستان الشرقية  ) جريمة يعاقب عليها القانون الصيني ، بدعوى أن تركستان لم تكن موجودة ،  وإنما هو مفهوم سياسي أخترعه الغرب لفصل هذا الجزء الذي تعتبره أرضا صينية ( Zhai Jun: Xinjiang Uighur : A letter to the Editor , Arab News ,Nov.18, 1994   منذ أكثر من ألفي عام ، و الأويغور أقلية عرقية تعيش فيها ، وإذا كانت الصين تنكر وجود تركستان ، فهي  تنكر أن يكون الأويغور من الأتراك( تصريح لدبلوماسي صيني ، جريدة الرياض العدد 13210 وتاريخ 8 رجب 1425 ) حتى تقطع صلة تركستان الشرقية وشعبها  بشعوب جمهوريات آسيا الوسطى الإسلامية التي تكون الجزء الغربي لتركستان ( تركستان الغربية)   وكذلك بعالم الأتراك ، وعلى هذا المفهوم تفسر حكومة الصين الشعبية تاريخ تركستان الشرقية وشعبها الأويغور وعلاقاتهم التاريخية بالصين  وعلى هذا الأساس فإن  كل ما يكتب عن الدور المستقل لهذه البلاد  والعلاقات السياسية التي عرفت بالندية و أحيانا بغلبة الأتراك و الأويغور على الصين حتى مما هو مؤكد في حوليات الأسر الصينية المالكة والتاريخ الصيني القديم يتم تفسيره بما يحقق أهداف السياسية الصينية الاستعمارية لجعل هذا الموطن الإسلامي إقليما صينيا بحتا ، وبخاصة إن السلطات الصينية تعتبر الأويغور والقازاق والقيرغيز وهم شعوب المنطقة    Indigenous Peoples  أقليات قومية طارئة في الصين مع أنهم شعوب تركستان الأصليين ،

         وقد أمر  سونغ جيان Song Jian وزير العلوم والتقنية ببدء برنامج جديد لكتابة التاريخ الصيني و في كلمة التحرير لجريدة العلم والتقنية بتاريخ 17 مايو 1996 أكد أن هدف البرنامج هو أبراز حضارة الصين التي تطورت بدون انقطاع منذ ستة آلآف سنة وأنها ليست مثل الحضارة المصرية أو البابلية أو الهندية ، وأن البرنامج سيكتمل في الأول من أكتوبر 1999 ، وبالتأكيد سيقضي على إدعاءات الانفصاليين ، و سيعتبر نشاط المسلمين الانفصالي هو ضد التاريخ و ليس ضد مصير الصين الوطني فحسب ، وإذا تم تحقيق هذه الأيديولوجية التاريخية سيكون الأويغور في خطر بطمس هويتهم التاريخية في القرن الواحد والعشرين ، وقد بدء الصينيون يعيدون كتابة تاريخهم منذ بداية غزوهم الأول لآسيا الوسطى قبل الميلاد  Chinese Colonialism : Sep.6 ,2007 .p.8  File://F:/Asian Racism Chinese Colonialism.htm  ) وفي سبيل فرض سياستها على طمس أدوار  تاريخ تركستان المستقلة ودولها الوطنية الحرة وعلاقاتها السياسية بالصين التي عرفت بالمد والجزر عبر التاريخ ، تمنع السلطات الصينية أن يقرأ الاويغور كتب التاريخ التي كتبها أبناؤهم مثل كتاب ( شرقي تركستان تاريخي) لمؤلفه المرحوم محمد أمين بوغرا والذي يعتبر حيازته جريمة يعاقب عليها القانون الصيني ، وغيره من الكتب التي ألفها  الشيخ عبد العزيز عاشور جنكيزخان( خريج الأزهر) والشيخ ثابت بن عبد الباقي داملا ( خريج مدرسة العلوم الشرعية في المدينة المنورة)  و المرحوم الشيخ عيسى يوسف البتكين ( عضو المجلس التأسيسي لرابطة العالم الإسلامي )  ، وحتى الكتب التاريخية التي نشرت مؤخرا في تركستان مستفيدا من التغيير الجزئي الذي حصل في عهد  هو ياو بانغ Hu Yao Bang  الإصلاحي  قبل مجزرة ربيع بكين 1989 ، مثل كتب ( هون لارنيك قسيقجه تاريخي  = تاريخ الهون المختصر ، كاشغر 1986  ) ، و( تاريخ الأويغور = أويغورلار، أورومجي 1989 ) ، و ( قديمكي أويغور أدبياتي = الأدب الأويغوري القديم ، كاشغر 1987) التي كتبها ونشرها الأستاذ تورغون ألماس في أورومجي وكاشغر تعرضت لانتقادات  شديدة من السلطات الصينية وفرضت على المؤلف الإقامة الجبرية في منزله حتى مات(  Cao Chang-Cheng : Uyghurlar and Turgun Almas , The Taipei Times, Oct.16,1999   وجمعت نسخ الكتب الثلاثة وأحرقت ومنع تداولها ومعاقبة من يمتلكها ( Qutluq Almas: Dadam Turgun Alamsning Terjimali,http://uyghuramerican.org/forum/showthread.php?19985-Dadam-Turgun-Alasning-terjimali .html  والباحث الأويغوري توختي تونياز ( موزارت ) Tohti Muzart  خريج قسم التاريخ من جامعة القوميات المركزية في بكين 1984 و طالب الدكتوراه في الجامعة الصينية في طوكيو باليابان عام 1995 أعتقل في عام  1998 وحكم عليه بالسجن لمدة 11 عاما في عام 1999 ،وذلك  بتهمة  نشر كتاب  ( القصة الداخلية لطريق الحرير ) باليابانية تدعى السلطات الصينية أنه يروج الانفصال ، على الرغم أن اليابانيين ينفون صدور مثل هذا الكتاب  , كما اعتقل عبد الخليل زنون لترجمته الإعلان العالمي لحقوق الإنسان إلى اللغة الأويغور و حكم عليه بالسجن لمدة عشرين عاما في نوفمبر 2001   

            وبعد أن استبعدت السلطات الصينية التركستانيين من كتابة تاريخهم أو الاستفادة من تراثهم التاريخي بالترهيب والاعتقال والحرق والإتلاف  فرضت على الشعب التركستاني المسلم  كتبا ألفها الصينيون و اللجان الحكومية الصينية ، مثل:
كتاب ( شينجاكنيك يه رليك تاريخي = تاريخ شينجيانغ المحلي ) أعدته مجموعة إعداد الكتب التاريخية للمدارس العليا في لجنة المعارف لمقاطعة شينجيانغ وفي الصفحة الثالثة من مقدمة الكتاب ذكر أعضاء المجموعة وهم وانغ يودي ، شوي خه شينغ ، ليوزشياو فينغ داجين ووياوجينغ وكلهم من الصينيين ، ونشرته جامعة شينجيانغ 1992 وفرض تدريسه في المدارس الثانوية والمعاهد والكليات  ،  وتكرر نشره في الاعوام 1994 و1996 و1999
شينجاكنيك يه رليك تاريخيدين قسقيجه ئوقوشلوق = قراءة مختصرة من تاريخ شينجيانغ المحلي ، ألفه جيه ن بوجوه ن ، وانغ بينغ خوا باشراف خي فولين ( وكلهم من الصينيين) ، وفرض تدريسه لمادة وحدة القوميات ، و نشرته دار نشر شينجيانغ الشعبي في اورومجي 1999
شينجاكنيك قسقيجه تاريخي = تاريخ شينجانغ الموجز ، لجنة دراسة القوميات في أكاديمية شينجانغ الاجتماعية برئاسة جين خوا و عضوية غوبينغ ليانغ ، وانغ جي له ي ( وكلهم صينون) والكتاب في ثلاثة أجزاء ، ونشرته دار نشر شينجيانغ الشعبي في أورومجي عام 1979
ئويغورلارنيك قسيقيجه تاريخي = تاريخ الأويغور الموجز أعد من قبل لجنة كتابة تاريخ الأويغور تحت إشراف لجنة الحكومية لشؤون الأقليات القومية في بكين  ونشر في  عام 1989
شينجكديكي ميلله تله ر نيك تاريخي = تاريخ القوميات في شينجيانغ ، كتبه جيه ن بوجوه ن ( صيني )دار نشر شيجيانغ الشعبي أورومجي عام 1999
قه ديمكي ئويغورلار تاريخي = تاريخ الأويغور القدماء ، ألفه لين كه ن وكاو زيخو ( وكلاهما صينيان) ونشر في 2000
ئويغور لار تاريخي = تاريخ الأويغور ( أربعة أجزاء)  ألفه ليو زشياو (صيني)، ونشرته دار نشر القوميات في بكين ، 1987

            ومن خلال مثل هذه الكتب تمكنت السلطات الصينية من استحداث تاريخ جديد لتركستان ضمن الإطار العام لتاريخ الصين تجعل من الأويغور وغيرهم من القوميات شعوب تابعة ممسوخة  ومن تركستان أرضا صينية تاريخها جزء من تاريخ الصين حتى تبرر أنها جزء لا يتجزأ منها ، وأما المسلمون التركستانيون لا يسمح لهم بحرية الكتابة عن تاريخهم ، كما لا يسمح بدخول وتداول الكتب التي تنشر عن تاريخ تركستان في الخارج في تركيا وأوروبا وأمريكا وغيرها ، لأنها تفضح سياستهم العنصرية لإبادة تاريخ وثقافة الشعب التركستاني المسلم ، وحتى لا يصل أيدي الأويغور إليها ،وتقول الباحثة الأمريكية ليندا بنسون Linda Benson    : الكتب التي كتبها علماء الأويغور عن تاريخهم ممنوعة ، ولكن يتم تداول نصوصها سريا أو بالفم ، والحكومة تجبر الطلاب على قراءة الكتب التاريخية المعتمدة منها رسميا ، وهي لا تتضمن ذكرا لأحداث الماضي ، وإنما يمثل النشر الإيديولوجي لنظريتها  في شينجيانغ( Linda Benson : China`s Muslims Through Western Eyes, Etudes Orientales ,No.25, 1st, Semestre 2008 , p.129 ، و الكاتب الصيني المنشق والصحفي السابق في وكالة الأنباء الصينية شينخوا،  ليو بينيوان Liu Binyuan يقول : ( الوطنية والعنصرية الصينية هما الأداتان الأساسيتان  في ترسانة الإيديولوجية للحزب الشيوعي الصيني ) ( Far Eastern Economic Review , Nov.1995   ، والسلطات الصينية تستخدم وسيلة الجمع و الحرق للقضاء على الكتب الأويغورية التاريخية والثقافية , كما حدث لكتب تورغون ألماس الثلاثة ، وحتى الكتب التي تشرح الحرف الخاصة بالاويغور مثل صناعة الحرير والسجاد والنجارة جمعت من مكتبات  شينخواXinhua الرسمية ومكتبات المدارس والمعاهد ومن الأفراد في كل تركستان وقال شهود العيان إن الكتب التي جمعت من المدرسة الثانوية الأولى في كاشغر أحرقت ، وإحراق هذه الكتب هو جزء من الحملة الأيديولوجية التي تنفذها السلطات الصينية ضد الأويغور ، وفي الاجتماعات التي عقدت في كاشغر في شهر يونيه 2002 تم تدريب مئات العمال وتدريسهم ثم إرسالهم إلى المدارس والقرى في كل  أجزاء مقاطعة شينجيانغ لإحراق الكتب والدعاية ضدها، وعقدت الاجتماعات الخاصة بذلك في بلدات ومدن مارالباشي و ينكي حصار و قارغيليق و يوبورغه وياركند وفيض آباد ومدينة كاشغر ذّاتها، وفي 23 يونيه 2002 صرح وانغ ليجون رئيس الحزب الشيوعي الصيني لمقاطعة شينجيانغ أن العمل الإيديولوجي والتعليمي هو في قمة أولوياته ضد الانفصال     (  Michael Dillon : Uyghur Language and Culture Under Threat in Xinjiang , in Central Asia-Caucasus Institute Analyst , 08/14/2002

       وفي عام 2001 بدء تصفية المواد التعليمية من أية إشارة دينية أو تاريخية ، ولم تعد كتب الدراسات الاجتماعية في المدارس المتوسطة تشير إلى الفترات التي كان الأويغور أحرارا فيها و مستقلين قبل 1949 ، وإذا حدث أن استفسر طالب عن ذلك التاريخ يتهم في الحال بالدعوة إلى الانفصال.

        و يجب أن يدرس الطلاب الصينيون والأويغور معا ( تاريخ مقاطعة شينجيانغ) المعد و المعتمد من حكومة الصين ، والذي يؤكد على العلاقة التاريخية بين الصين و شينجيانغ ، وفي عام 1990 فرض على الطلاب الأويغور في المعاهد والجامعات دراسة تاريخ شينجيانغ المعتمد الرسمي ، والاختبار في محتوياته والنجاح ، وإن كان الطلاب الأويغور يشككون في صحته إلا أنه لا يتخرجون من المعاهد والجامعات بدون النجاح في مادته ، و لا يزال هذا الأمر مستمرا إلى اليوم بسبب وجود قضية الانفصال ( Nancy Eranosian : Chinese National Unity vs. Uyghur Separatism , Can Information and Communication Technologies Integrated with Customizied Economic Development Plan Help Avoid A Cultural Collision? ,The Fletcher School, Tufts University , Master Of Arts in Law & Diplomacy Thises, 21 July 2005 , p.26-27

        ولم تكن سياسة محاربة السلطات الشيوعية الصينية ضد كتب الثقافة الإسلامية أقل ضراوة منها ، لأن الهدف هو مسخ هوية المسلمين الأويغور ودفعهم إلى قبول الهوية الصينية ، ولأن ما هو مسموح للمسلمين الصينيين ممنوع عليهم ، فقد اعتقلت السلطات الصينية ثمانية شبان يبيعون الكتب الإسلامية التالية :

تفسير أبن كثير  2- النبع الصافي 3- مختصر سيرة التابعين 4- الإيمان والحياة 5- شروط الإيمان 6- الأسس الإسلامية 7- ماذا يقول الإسلام للنساء 8 – أثر الهجرة 9- تربية الأولاد في الإسلام 10- الحلال والحرام في الإسلام 11- طريق المسلمين 12- الخلفاء الراشدون 13 – مفاهيم يجب أن تصحح 14- قاموس عربي – أويغوري

          والتهمة كما جاء في قرار محكمة التفتيش الشعبية لمدينة أورومجي المؤرخ في 13/1/2010 والمنشور نسخته في الملحق رقم (1) هو شراؤهم تلك الكتب من مسلم صيني اسمه ( ما خاكي) في مدينة لانجو في مقاطعة كانسو بالصين و بيعها في مدن أورومجي ، وكاشغر وخوتن واقسو في شينجيانغ ( تركستان) ، وذكر تقرير المنظمة الدولية لحقوق الإنسان بدون حدود أن السلطات الصينية اعتقلت عددا من المسلمين الأويغور بسبب حيازتهم كتاب (مشكاة المصابيح للإمام الخطيب التبريزي ) بحجة أنه كتاب ديني غير قانوني (International Forum: Human Rights in China and 2008 Olympics , Human Rights Without Frontiers International ( HRWF) , http://www.hrwf.org  وكانت حكومة شينجيانغ قد أعلنت أن العدد النسخ التي تم مصادرتها من الكتب الدينية والسياسية التي اعتبرتها غير قانونية بلغ ( 877,193) نسخة في شينجيانغ في عام 2008 ، وكان منها 29,905 مادة  اعتبرت سياسية ( 2009 Annual Report of Congressional –Executive Commission on China , 111th Congress , 1st , Oct.10 , 2009 ، وكذلك تمت مصادرة وإتلاف ترجمة معاني القران الكريم باللغة الأويغورية التي طبعت في مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف في عام 1415هـ /1995، وأرسلت  منها 200 ألف نسخة هدية من خادم الحرمين الشريفين إلى  الجمعية الإسلامية الصينية في مقاطعة شينجيانغ عام 1997 معروفة عند المسلمين في تركستان ، وقد نشرت جريدة شينجيانغ الرسمية بتاريخ 12/11/2003 صور إحراق المصاحف

ومع أن السلطات الصينية تعترف بوجود الأويغور والقازاق والقيرغيز والأوزبك والتتار  والسالار وهم شعوب تركية ويتحدثون أحدى لهجات التركية الشرقية و تسمح أحيانا في الوثائق العلمية بذكر عائلة اللغات التركية Tujue yuzu والثقافة التركية Tujue wenhua  ، ولكن أن يقول أحد أفراد هذه الشعوب : أنه تركي يعتبره الحزب الشيوعي الصيني ذلك منه إدعاء بالقومية التركية التي تهدد أمن الصين ، ودعوة للانفصال ، وعلى ذلك فهو لا يعترف بمثل هذه العرقيات التي تؤدي إلى هذه القومية ، وحتى مصطلح  اللغة التركية الذي كان مستعملا  مثل : (  قسم التركيات  Turjueyu xi = Turkology ) في المعهد المركزي للقوميات والذي تحول إلى جامعة القوميات المركزية في بكين منذ عام 1996 أصبح بدلا من ذلك يسمى ( قسم لغتي القوميتين Minyu er xi ) يعني لغتي الأويغور والقازاق , ثم في ابريل 2000 عام  أصبح هناك قسمان : الأويغورية والقازاقية على اعتبار أن كلا منهما قومية مستقلة ( غير تركيتين) ، وأما في جامعة شينجيانغ نفسها في أورومجي فيها قسمان : قسم اللغة الصينية xi ْ    Zhongyuوقسم لغات الصين وآدابها Zhongyu wenxue xi   ، حيث يم تدريس اللغة التركستانية على أساس أنها  لغات القوميات التي تقطن في الصين ولغة كل قومية على حدة ، بمعنى أن لهجات الأويغور والقازاق والقيرغيز وألاوزبك ليست لهجات تركية وإنما لغات مختلفة بأسماء القوميات   بينما في جمهوريات آسيا الوسطى الإسلامية المجاورة والتي تنتمي إليها تلك القوميات تقوم الدراسات على وحدة اللغات التركية وآدابها وثقافتها المشتركة

The Xinjiang Conflict: Uyghur Identity , language Policy and Political Discourse , pp.3-32   

       و تتواصل محاربة الشيوعيين الصينيين لثقافة المسلمين الأويغور في كل المجالات بدون هوادة ومن ذلك التقليد الاجتماعي المعروف عند المسلمين الأويغور باسم ( مشرب ) وهو اجتماع يعقد أسبوعيا في الأرياف ومجتمعات الرعاة والفلاحين يجتمعون في المساء بعد عمل اليوم المنهك يرفهون فيه عن أنفسهم و يتبادلون الأحاديث في أحوالهم الاجتماعية ، وهي عادة اجتماعية تحدث في معظم المجتمعات البشرية وبخاصة في القرى والأرياف يحضره شيخ القبيلة أو رئيس القرية وفي المجتمعات العربية يكتسب أسمها من اليوم الذي يعقد فيه فيقال الأثنينية أو الخميسية ،و في الكويت الديوانية ، وهكذا ،  ونظرا لأهمية هذا التراث التقليدي فقد كون السيد تيمور دوامت رئيس مقاطعة شينجيانغ الأسبق لجنة لتسجيل ( المشرب)  أشكاله و نصوصه و صدرت مجموعة كاملة منه ( جونككو ئويغور مه شره بلري )  مجازا رسميا بعدد 31 قرصا مضغوطا في بكين وزعتها (ميلله تله ر ئون- سن نه شرياتي)  في عام  2008 ، ولكن السلطات الشيوعية الصينية وجدت في ممارسة هذا التراث القومي الأويغوري الذي يذكر الأويغور بتقاليدهم و أسلوب حياتهم ويساعد على حفظ هويتهم القومية و معالجة مشاكلهم الاجتماعية خطرا على سياستها التي تستهدف محو الشخصية القومية للأويغور.

        وفي قرية كيبك يوز التابعة لمدينة غولجه تمكن الأويغور بموافقة السلطات المحلية تنظيم الاجتماع التقليدي لهم (مشرب ) في أواخر  عام 1994و استمر هذا الاجتماع القروي بمشاركة المسؤولين الأويغور أنفسهم وعمل من خلاله على معالجة انتشار المخدرات والإيذ  بين الشباب ومحاربة الخمر والتدخين لإنقاذ المجتمع المسلم ، و نجح القائمون على هذا الاجتماع على الحد من انتشار المخدرات و إصلاح سلوكيات بعض الشباب و عودتهم للأخلاق الإسلامية ، ولكن السلطات الشيوعية لم يعجبها هذا التحسن في سلوك المواطنين الأويغور ، فاعتقلت  السيد عبد الخليل الذي كان يترأس هذه الاجتماعات الدورية مع بعض زملائه في 13 /8/1995 ، واستمرت  تعتقل بعض أفراده ، ولكن لعدم صدور أمر حكومي يمنع هذه الاجتماعات لمشاركة بعض المسؤولين الأويغور فيها استمر الأهالي على تنظيمها بينما استمرت حكومة الصين في اعتقال أعضائها  وعندما استفحل الأمر خرج الأهالي بمظاهرة سلمية يطالبون إطلاق الأسرى في مدينة غولجه في يومي 5 و6 فبراير 1997 ، وكالعادة استعملت الحكومة الصينية الجيش في قتلهم واعتقالهم ومنعت هذا النوع من الاجتماعاتChina: Remembering the victims of police Brutality in Gulja, Xinjiang on 5-6 February 1997 , Amnesty International , http://web.amnesty.org/library/index/engasa170052005,         

  The 5 February 1997 incident in Gulja ( Yining) and its context , in Refugee Review Tribunal, Research Response Number : CHN31450 , Australia , date 14, March 2007

        وإصرار حكومة الصين على هدم مدينة كاشغر التاريخية التي تعتبر المركز الحضاري والثقافي العريق لمسلمي تركستان الشرقية ومعقلهم وإعادة بنائها على النمط الصيني بما يتلاءم مع متطلبات المهجرين الصينيين يستهدف أيضا القضاء على هويتهم القومية ومعالم تاريخهم ودفعهم إلى التكيف مع الشخصية الصينية الجديدة التي يجلبها الصينيون معهم نمطا وثقافة وسلوكا سيجعل منه تكثيف التهجير الصيني إليها كارثة حقيقة على الوجود الإسلامي في هذه المدينة التي كانت تقترن ببلاد الإمام البخاري ، فكان يقال لها بخارى الصغرى بعد أن أصبحت قاعدة إسلامية منذ أن فتحها قتيبة بن مسلم الباهلي في عام 96 هجرية

 

اللغة الأويغورية والتعليم :

 

          الأويغورية هي أحدى  اللغات التركية الشرقية وهي وثيقة الصلة بالأوزبكية وإن كان المتحدثون  بالأخيرة أكثر عددا من الأولى ، وكل من الأويغور والأوزبك هم سكان الواحات وكلاهما يدعيان أنهما الوارثين الأصليين لثقافة ولغة جغتاي التركية التي كانت سائدة عند أتراك آسيا الوسطى في العصور الوسطى ، والأويغورية حاليا تكتب بالأحرف العربية  المعدلة و أكثر من 30 % من مفرداتها كلمات عربية و10% كلمات فارسية وهي لغة المسلمين الأويغور وغيرهم من الأتراك الذين يزيد عددهم عن 12 مليونا ، و يتحدثون ويكتبون بها و يتعلمونها في المدارس والمعاهد في تركستان ، وقد تعرضت خلال الحكم الصيني الشيوعي في الفترة من 1950-1980 لثلاثة تغيرات لأبجدية كتابتها ، فقد كان الأويغور منذ تشرفهم بالإسلام يكتبون بالأحرف العربية ، ( مع أن لهم أبجدية خاصة عرفت بالأبجدية الأويغورية لا يزال المغول يستعملونها حتى الآن) كما هي تماما مثل أحرف القران الكريم بدون تحريف ، ثم فرضت عليهم في عام 1955 الكتابة بالأبجدية السلافيه( كيريل Cyrillic )كما في الاتحاد السوفياتي عندما كانت علاقة الصين معه جيدة ، و عندما ساءت العلاقة بين الطرفين ألغي ذلك وفرضت عليهم الأبجدية اللاتينية في عام 1966، ولكن خوفا من أن يؤدي ذلك إلى علاقات ثقافية مع تركيا ألغي ذلك أيضا وفرضت عليهم الأبجدية العربية المحرفة المستعملة منذ عام 1984 ، هذه التغيرات الثلاثة في كتابة اللغة الأويغورية خلال ثلاثين عاما أدى إلى اضطراب تعليمي وثقافي بين الأويغور ،  ولكنها حققت أهداف الساسة الصينيين على زعزعة أسس الثقافة الأويغورية وعزلها ومنع علاقاتها مع أبناء عمومتها المجاورين من الأوزبك والقازاق والقيرغيز والتركمان والتتار الذين يستعملون الأبجدية السلافية ( أبجدية كيريل) وأتراك تركيا الذين يستعملون الأبجدية اللاتينية وتركمان إيران والعراق الذين لا يزالون يستعملون الأبجدية العربية  وكلهم أتراك و يتكلمون لهجات تركية متقاربة ، بينما لا توجد بين الأويغورية وبين اللغة الصينية أية علاقة لغوية وصلة ثقافية حتى أن تأثرها بالمفردات الصينية حصل في العقود الأخيرة بحكم الاستعمار الصيني ،وقد كانت الأويغورية لغة التعليم العام التي استمرت في المساجد والمدارس الشعبية والرسمية والجامعات في تركستان منذ عشرات القرون ، وبحكم علاقات القرابة ووحدة الأصل فالأوزبك والقازاق والقيرغيز والتتار يستعملونها في تركستان، لأنها تنتمي إلى اللغة التركية التي تجمعهم ،

         والمادة الرابعة من دستور جمهورية الصين الشعبية  تفيد على أن : يمارس الحكم الذاتي في المناطق التي يتركز فيها مجموعات الأقليات القومية ، وكل القوميات تتمتع بحرية استعمال وتطوير لغاتها المنطوقة والمكتوبة ، وتصون أو تطور عاداتها و أساليب حياتها ، ( The PRC Constitution , Adpoted by the National People`s Congress on December 4 ,1982 with further revisions in 1988,1993 ,1999 and 2004   والإتفاقية الدولية لحقوق الطفل التي وقعت عليها الصين في عام 1992 تفيد :أنه في الدول التي توجد فيها الأقليات العرقية أو الدينية أو اللغوية أو الأفراد الذين ينتمون إلى الشعوب الأصلية ، فإن الأطفال الذين ينتمون إلى تلك الأقليات أو الشعوب لا يمكن حرمانهم من حقهم من التمتع بثقافتهم  وممارسة دينهم واستعمال لغتهم الخاصة بهم (  Convention on the Rights of the Child , adopted and opened for Signature , ratication and accession by General Assembly resolution 44/25 0f 20 Novermber 1989 , entry into  1/menu3/b/k2crc.htm    force 2 September 1990 , available at http://www.unhchr.ch/html

          ولكن السلطات الصينية اتخذت عدة إجراءات على محاربة اللغة الأويغورية في الحياة العامة منها أن التلفيزيون مع تعدد قنواته في تركستان الذي يبلغ 43 قناة منها ثلاث قنوات أويغورية  ولكن لا تعرض برامجها إلا ساعات محدودة ومنذ عام 1999 بدأ تقليص ساعات البث بالأويغورية إلى ثمان ساعات يوميا في كل من تلفزيون شينجيانغ وإذاعة شينجيانغ  وكان عدد الصحف التي تصدر فيها 100 جريدة في عام 2007 بيد أن الذي يصدر منها بالأويغورية لا يزيد عددها عن عشرين صحيفة  وأما أفلام السينما والفيديو التي تعد  باللغة الصينية أولا ثم تترجم اإلى اللغة الأويغور ، فالممثل الأويغوري  يجب أن يؤدي دوره باللغة الصينية وبعد أن تعتمد النصوص تترجم إلى الأويغورية وحتى الأخبار تعد باللغة الصينية ثم تترجم إلى لغة الأقليات (  The Xinjiang Conflict : Uyghur Identity, Language Policy and Political Discourse ,p.49  وتفرض حكومة الصين  استعمال المصطلحات الصينية وإطلاق أسماء صينية على المدن والقرى وترويج استعمالها ،و في الوقت الذي تستعمل الصين اسم (التبت Tibet)على بلاد التبت مع استعمال المرادف الصيني له ( شي زانغ Xizang  ) وعلى منغوليا الداخلية  ) ني منغو Nei Menggu ) بالإضافة إلى اسم (Inner Mongolia ) إلا أنها تصر وتعاقب كل من يستعمل أسم  (تركستان الشرقية ) أو ( أويغورستان ) على بلاد الأويغور مجبرة الإعلام والعلماء والأفراد والهيئات على استعمال الاسم الصيني ( شينجيانغ Xinjiang  ) و لم تكتف بفرض هذا الاسم على البلاد ، بل حتى أسماء المدن والقرى جرى تحويلها إلى أسماء صينية ، مثلا في الكتاب الذي ألفه  تيمور دوامت رئيس مقاطعة شينجيانغ أويغور الذاتية الحكم ( تركستان) الأسبق باللغة الأويغورية ثم ترجم إلى العربية و نشرته دار النشر الشعبية في شينجيانغ في اورومجي 1993 إليكم أسماء المدن كما تكتب بالأويغورية ثم كما جاء كتابتها في الكتاب نقلا من الصينية :

ص 1   توهكشيون    في الكتاب              وتكتب باللغة الأويغورية  ( توقسون)

ص 2   قيتسيلسو      في الكتاب             وتكتب باللغة الأويغورية ( قيزيل سو)

ص 2   هامي          في الكتاب              وتكتب باللغة الأيغورية    ( قومول)

ص 2   خوتيان        في الكتاب              وتكتب باللغة الأويغورية  ( ختن )

وكذلك غيرها من الأسماء التي وردت في الكتاب : مدينة كاشي ،جبال  تيان شان ، نهر يرتشيانغ ، و بحيرة تياننتشي ، ويستمر تصيين الأسماء في الكتب التاريخية ، وفي كتاب : ( A collection of Important Historical Sites and Relics in Western Regions , Edited : Wang Shumei , Beijing 1999 , لم يكتف المؤلف أن كتب تاريخا صينيا لمنطقة تركستان موضحا في أكثرها أن الآثار صينية بل استعمل الأسماء الصينية على المواقع التاريخية كالآتي :

Jiaohe for yargul ( p.20) cheshi for Qush , yanji( p.17)  for kenkit , tianchi(p17)for Tengry Gul,  qiuzi (p.73),for Kuchar, shule( p.8&9)for Soli  , Gaochang ( p.24 )  for Kara Khoja , Beiting ( p.106)for yuromchi       

 ويستعمل  الأويغور في الأغلب أسماء إسلامية عربية ولكن السلطات الصينية تكتبها بشكل مغاير تماما بحجة فرض تناسق كتابتها باللفظ الصيني ولأن الوثائق الرسمية كلها باللغة الصينية كما يتضح من جوازات سفر الأويغور:

 الاسم (زينورة  Zainora) لا يكتب كما يلفظ  أويكتب اويغوريا أوعربيا و أنما يتم تحويره إلى التلفظ الصيني ويكتب Sai nu la) )  واسم (محمد ) الذي يكتبه الأويغور (موهه ممد ) تكتبه السلطات الصينية  ( ( Maimaitiفي جواز السفر أو الوثائق الرسمية الصينية وهكذا ( أحمد)  يكتب ( ايمايتي Aimaiti  ) و ( مغفرت) يكتب ( Mai he pi lai ti ) و حبيب الله ( ابيبو Aibibu  ) و عبد الله ( ابولا Abula  ) و هكذا الأسماء العربية التي يستخدمها الأويغور و يكتبونها كما يكتبها العربي تحورها السلطات الشيوعية لكلمات غير مفهومة و لا معروفة بهدف فصل الأويغور عن هويتهم ، مع أن بالإمكان كتابة الأسماء العربية بالأحرف اللاتينية كما يحدث في كل بقاع العالم بدون إشكالية ، ولكنها وسيلة لفرض الأسماء الصينية على التركستانيين المسلمين ،  ثم جاءت الضربة القاضية على اللغة الأويغورية في تصريح وانغ ليجون رئيس الحزب الشيوعي لمقاطعة شينجيانغ ( تركستان) الذي نشر في 29 مارس 2002 :إن  لغات الأقليات القومية قاصرة عن استيعاب المصطلحات في العلوم والتقنية الحديثة مما يجعل التعليم بها مستحيلة ، وإنها لا تناسب القرن الحادي والعشرين ،

1-Joakim Enwall : Some thoughts about the background to the recent events in Urumchi from a Sociolinguist`s point view , Barha Nordic Asia Research Community , in Focus Blog , july 13 , 2009   

وفي 23 يونيه 2002 صرح وانغ لي جوان Wang Lequan سكرتير الحزب الشيوعي لمقاطعة شينجيانغ في مقابلة صحفية : إن العمل الإيدولوجي والتعليمي في غاية الأهمية في المعركة ضد الانفصال ، معقبا أن معاقبة الذين يرتكبون جرائم العنف هي قمة مسؤلياته ، وأنه لابد من تعليم الشعب من خلال إرسال الحملات إلى القرى بسياسة الدولة في المدارس والمؤسسات الدينية (  Michael Dillon : Uyghur Language and Culture under Threat in Xinjiang , in Central Asia-Caucasus Institute Analyst , 08/14/2002,  http;//www.cacianalyst.org ،

ومع أن الأويغورية هي أحدى لهجات اللغة التركية التي يتحدث بها شعوب الأوزبك والقازاق والقيرغيز والتتارولم  يشتكي شعب من هذه الشعوب أن اللغة التي يستعملونها قاصرة عن مواكبة التطور العلمي بل احتلت الدرجة الأولى في الكتابة والتدريس  والثقافة بعد اللغة الروسية التي كانت سائدة قبل استقلالها ، ولا زالت الأويغورية  تدرس في قازاقستان وقيرغيزستان و لم يعلن أحد عن قصورها وديوان لغات الترك الذي وضعه محمود الكاشغري في كاشغر  في القرن العاشر الميلادي يعتبر المرجع لكل اللغات التركية ، ولكنها السياسة الصينية التي تقصد الإبادة الثقافية لشعب الأويغور المسلم ، حيث أصدرت السلطات الصينية في 2مايو 2002 أمرا بفرض التدريس باللغة الصينية في الجامعات والمدارس في تركستان ، وفي جامعة شينجيانغ وحدها التي يبلغ عدد طلابها 32 ألف طالب وأكثر من نصفهم من الأويغور المسلمين فرضت عليهم الدراسة باللغة الصينية بعد أن أغلقت الكليات التي كانت تدرس طلابها بالأويغورية (  Xinjiang –Uighurs : CECC 2002 Annual Report , Congressional –Executive Commission on China  ويشير تقرير منظمة العفو الدولية أن عملية فرض اللغة الصينية يهدف إلى منع التدريس باللغة الأويغورية في كل المستويات التعليمية العليا حتى أن تدريس الأدب والشعر الأويغوري يتم بالصينية ,وتعمل السلطات الصينية على فرض اللغة الصينية في مراحل التعليم الأولى ، وأنها تلقت تقارير تفيد أن السلطات الشيوعية أخذت الأطفال بالقوة من أولياء أمورهم وحجزتهم لتعلم اللغة الصينية في المدارس لمدة 6 أيام في الأسبوع ، وقد أجبر الأطفال الأويغور الذين تبلغ أعمارهم خمسة أعوام للابتعاد عن أسرهم للتعلم اللغة الصينية في رياض الأطفال ، وذكرت التقارير أن الأطفال والمدرسين الأويغور يعاقبون ماديا إذا تحدث أي واحد منهم بكلمة أويغورية (  China: Briefing for the UN Committee on the Elimination of Racial Discrimination , 75th Session , August 2009  , Amnesty International , Index ASA 17/024/2009    وفي عام 2008 أعلنت حكومة شينجيانغ أنها ستقوم برفع عدد مدرسي المدارس الابتدائية الذي سيدرسون  باللغة الصينية حسب النظام الجديد إلى 15600 مدرسا خلال الأعوام 2008-2013 ، وإعداد المدرسين الذين ستحتاجهم الخطة على رفع مستوى طلاب رياض الأطفال بما يمكنهم من مواصلة تعليمهم باللغة الصينية في المدارس الابتدائية (  Zizhiqu xiaoxue shuangyu jiaoshi buchong jihua qidong= Autonomous Region Program for the Replenishment of Elementary School Bilingual Teachers is Launched , Xinjiang Daily 24 Sep.2008  ، ثم أعلنت أنها ستزيد العدد إلى 16,000 مدرسا في 20 يناير 2009 ( Xinjiang Xiaoxue shuangyu jiaoshi jiang kuochong zhi 16 wan ren, Tianshan Net ,online , 20 Jan.2009  ، وعلى تحقيق ذلك قامت حكومة الصين بتعميد عشر كليات وجامعات صينية من خارج مقاطعة شينجيانغ لإرسال طلابها لسد عجز المدرسين في شينجيانغ ، ودعت إلى التخلص من المدرسين الأويغور الذين لا تتفق معايرهم مع المستوى المطلوب لتدريس المواد  باللغة الصينية ، وعدم قبول المدرسين الأويغور ، وفي حالة الضرورة يتم قبول المدرسين الذين تقل أعمارهم عن 35 عاما على أن يكون على مستوي عال من الوعي السياسي ، وتكون توجهاته الدينية والقومية موافقا لسياسة الدول الماركسية و أن يكون مخلصا لنظام الحزب الشيوعي ، وفي مايو 2009 أعلنت إدارة التعليم في مقاطعة شينجيانغ عن طلبها ل 9,339 مدرسا من أنحاء الصين لشغل شواغر المدرسين باللغة الصينية في الأرياف في شينجيانغ ( تركستان)  2009 Annual Report of Congressional-Executive Commission on China , 111th Congress , 1st session , Oct.10, 2009 ,p.259 & p.261    ولم تكتف السلطات الصينية بهذا بل أخذت ترسل الطلاب الأويغور في بعثات داخلية إلى الصين لتعليمهم اللغة الصينية بلغ عددهم 18,685 طالبا في عام 2008(  http://www.tianshannet.comcn/news/content/2008-01/27/content_2416647.htm ,

Accessed at April 2, 2008  

لقد كان التعليم في مدارس تركستان يتم بطريقتين مختلفتين :
 Min Kao min المدارس الأويغورية التي يتم تدريس المناهج الدراسية فيها  باللغة الأويغورية ، ويتعلم الطلاب الأويغور وغيرهم  اللغة الصينية بحسبها اللغة الوطنية الثانية ،بدء من الصف الثالث الابتدائي 
Min kao han  المدارس الصينية التي يتم تدريس المناهج الدراسية فيها باللغة الصينية ، و يتعلم فيها عموما طلاب المهجرين الصينيين وبعض الطلاب من موظفي الأويغور وغيرهم ، و لا تدرس فيها اللغة الأويغورية ولكن يدرسون اللغة الانجليزية بدء من  المرحلة المتوسطة  

         وفي عام 1999 كانت المدارس الصينية 27 مدرسة متوسطة عدد طلابها 2629 طالبا وفي عام 2004 أرتفع عددها إلى 52 مدرسة و بلغ طلابها 35948 طالبا Guangyao Wang : the Influence of Population Migration and Mobility  on Culture Changes in Xinjiang Since the Foundation of PRC, Asian Social Science , Vol5,No.3 ,March 2009  , ، وبموجب القرار الذي صدر في 2 مايو 2002 أمر مكتب التعليم الإقليمي في شينجيانغ ان تكون الصينية ( Mandarin  ) لغة التعليم في كافة المدارس والمعاهد والجامعات ، وان تكون الأويغورية مادة دراسية في مدارس الأويغور في شينجيانغ (تركستان)  ، ومثلا في مدينة غولجة منذ سبتمبر 2007 أجبر الطلاب الأويغور على الدراسة باللغة الصينية بدء من الصف الأول الابتدائي بدون البدء من تعلم اللغة الأم  ، وفي الصف الرابع الابتدائي فقط يتعلمون المهارات الرئيسة للغة الأم ، وهكذا في جميع مدارس الأويغور في شينجانغ (تركستان) يدرس الأويغور لغتهم الأم كمادة دراسية إضافية لمدة ساعتين إلى أربع ساعات أسبوعيا ( وتسمي السلطات الصينية هذا النوع من التدريس ( التدريس المزدوج باللغتين ) يعني تدريس الأقليات القومية باللغة الصينية ، ودراسة اللغة الأم مادة ثانوية ، ويعني هذا أن اللغة الصينية ستكون لغة التعليم الوحيدة في السنوات القادمة ، وقد أتضح من خلال المسح الذي تم على الأطفال أن 12 % منهم لا يتعلمون لغتهم الأم ، وأن هذه النسبة سترتفع إلى 40 % في العام القادم 

(David Strawbridge ( Education Advisor ): The Challenges of Bilingual Education in Xinjiang  Uyghur Autonomous Region , People`s Republic of China   , Save the Children Organization , UK ,p.2   ،

وفي سبيل الإسراع على تعميم فرض التدريس باللغة الصينية فقد افتتحت فصول دراسية باسم ( فصول شينجيانغ )  في مدن صينية بلغ عددها 26 مدينة في عام 2006 نقلت إليها عشرات الآف من طلاب الأويغور لتدريسهم اللغة الصينية بعيدا عن مجتمعاتهم ، وقال عنها رئيس الحزب الشيوعي الصيني لمقاطعة شينجيانغ (تركستان)  وانغ ليجون : أن الهدف منها ليس الأعداد الأكاديمي بل التدريب على الفكر السياسي ، وتعميق الشعور الوطني وتقوية التوجهات السياسية لحماية وحدة البلاد والاستقرار والسلام على المدى الطويل ) وفي هذه الفصول التي تسمى ( فصول شينجيانغ ) يمنع الطلاب من التحدث باللغة الأويغورية  فيما بينهم ، وقد تم منع أحد الصحفيين الأويغور الذي كان في زيارة رسمية لهم من التحدث باللغة الأويغورية في مدينة جينغداوQingdao في 18 مايو 2007 , وإرسال الطلاب الأويغور إلى هذه الفصول في المدن الصينية إجبارية ، وقال أحد أولياء أمور الطلاب : إن المسؤولين يستعملون ضغوطا سرية ، ويقولون إذا لم يتم إرسال الطالب الذي يتم اختياره إلى فصول شينجيانغ سيواجه مشاكل ، أو أن الطالب قد يواجه مستقبلا سيئا ( Uyghur Language under Attack: The Myth of Bilingual Education in the People`s Republic of China , Uyghur Human Rights Project , July 24 , 2007        

 وفي يوم 4 يونيه 2009 نشر سوي جيا Cui Jia  مقالا بعنوان : دروس اللغة الصينية في شينجيانغ تساعد في محاربة الإرهاب ذكر : ( إن التعليم المزدوج يعني التدريس باللغة الصينية وتعليم لغة الأقليات كمادة مستقلة ، وأن الرئيس نور بكري قد أكد أن التدريس باللغة الصينية سيساعد المقاطعة على مقاومة الإرهاب ، لأن الإرهابيين من دول الجوار يستهدفون الأويغور المعزولين عن المجتمع بسبب عدم تحدثهم باللغة الصينية ) Cui Jia : Mandarin Lessons in Xinjiang `Help Fight Terrorism , China Daily , 4 June 2009

        وفي الوقت الذي فرض التعليم باللغة الصينية في المدارس الثانوية والمعاهد والجامعات في شينجيانغ (تركستان) فإن عوائل الأويغور في جنوب شينجيانغ( تركستان) لا يستطيعون تأمين نفقات تعليم أبنائهم التعليم العام في المدارس الحكومية مع أن التعليم العام لمدة تسع سنوات الأولى  لما قبل الثانوية هو تعليم إجباري إلا أن التعليم يتم بتسديد رسوم دراسية لا تستطيع تلك الأسر أن تتحمل تبعاتها ، والطفل الأويغوري الذي يأتي من الأرياف و تحصيله العلمي محدود لا يتمكن من الاستمرار في دراسته لما بعد المرحلة المتوسطة ، وإذا أرادت تلك الأسر من تعليم أطفالها على طريقتها التقليدية في المساجد عليها أن تنتظر إلى أن يبلغ الطفل من العمر  18 عاما ، أو أن عليها أن ترسله إلى أحد المساجد في أحدى مقاطعات الصين الأخرى أو أن ترسله إلى خارج الصين وهذا مما تمنعه السلطات الصينية أيضا , وبسبب هذه المعاناة يضطر الأطفال الذين يبلغون من العمر ما بين 12-14 عاما إلى العمل في سوق العربات التي تجرها الحمير في النقل في الأسواق الشعبية  (  Elisabeth Alles : Muslim Religious Education in China , China Perspectives ,Vol.45 , January- February 2003  وقد نقل تيموثي غروس  معاناة بعض الأويغور في تسديد الرسوم : قالت ربيكا امرأة أويغورية تدرس في بكين : أن والديها بسبب  رسوم دراساتها في الكلية لم يتمكنا من دفع رسوم شقيقها التوأم الذي يدرس في المدرسة  المتوسطة و قدرها 600 يوان للفصل الواحد ، لأن والديها لا يستطيعان تسديد الرسوم الدراسية إلا لطفل واحد ، ، وأرثر مدير مدرسة في قرية دا لانغ كان Da Lang Kan  بالقرب من مدينة تورفان قال :  أن على الطالب أن يدفع 100 يوان ( 12،50 دولارتقريبا ) للفصل الواحد في المدرسة الابتدائية و 600 يوان ( 75 دولار تقريبا ) في المدرسة المتوسطة و 1000 يوان ( 130 دولار تقريبا ) في المدرسة الثانوية ، وأكد أن الصعوبات المالية تجبر أولياء كثير من الطلاب على منع أبنائهم من الدراسة بعد المدرسة المتوسطة في أورومجي ، والمسح الميداني لنسبة الطلاب المنقطعين عن الدراسة بسبب الصعوبات المالية في ضاحية كاشغر رقم 51 بلعت 68% ، وأظهرت دراسة أجريت في قرية مولاومجون Mulaomacun  الزراعية بالقرب من كاشغر أن أكثر عوائلها سحبت أبنائها من الدراسة بعد الدراسة الإلزامية التي تقدر بتسعة أعوام بسبب ارتفاع الرسوم الدراسية ، وقد ذكر كثير من الأباء الأويغور أنهم لا يكسبون بما يكفي من مساعدة أبنائهم على استكمال دراستهم العالية ، مع العلم أن 81% من الأويغور هم من  الفلاحين ، ومتوسط دخل الفلاح الأويغوري 3220 يوان ( 420 دولار تقريبا)  في السنة   ، وأفادت مجموعة من الفلاحين في تورفان أن دخل الفرد منهم من زراعة وبيع الشمام والعنب 5000 يوان ( 650 دولار تقريبا) في السنة ومع ذلك يجدون صعوبة على تسديد الرسوم الدراسية لأبنائهم ( Timothy A.Grose: Educating Xhinjian`s Uyghurs: Achieving Success or Creating Unrest , Virginia Review of Asian Studies 2008 , p.7&8  ) وقد ذكر التقرير السنوي للجنة التنفيذية عن الصين في الكونغرس الأمريكي لعام 2008 أن حكومة الصين منعت وأعادت الطلاب الأويغور الذين يدرسون العلوم الإسلامية في مقاطعات الصين الأخرى بدعوى الانشغال في الأنشطة الدينية غير القانونية (  Xinjiang -2008 Annual Report   of the Congressional-Executive commission on China , Second Session, Oct.31,2008, p.4
          وبدلا أن تعالج السلطات الصينية الإشكاليات التي تحول دون استمرار الطلاب والشباب الأويغور في دراستهم والارتقاء بمستواهم العلمي والعملي بتخفيف الرسوم الدراسية وتسهيل سبل التعليم لهم , فرضت عليهم  الدراسة  باللغة الصينية في المدارس الابتدائية في الأرياف والقرى  وإلحاق  الطلاب الأويغور والصينيين معا فيها ، و بدأت  مدينة غولجه الأول في تطبيق نظام التعليم الصيني في مدارسها ، وألغيت المدارس الأويغورية ، وضم طلابها إلى المدارس التي تدرس باللغة الصينية وقد بلغ عددها 561 مدرسة منذ العام الماضي 2009 وقال عبد الحكيم المسؤول الحزبي لإدارة المعارف لمدينة غولجه  : إن المدارس الثانوية في الأرياف جرى إغلاقها بسبب عدم توفر الإمكانات المالية على تلبية الاحتياجات الخاصة بالتدريس باللغة الصينية ، وقد ذكر أحد المدرسين أن هذا الإجراء أدى إلى حرمان الشبان الذين تتراوح أعمارهم 16 - 17سنة من التعليم  ( Ghuljda yezilig toluq ottura mektepler mejburiy qosh tilliq mekteplerge ozgertilmekte , Radio Free Asia, 01,27,2010  ، وفرض على الطلاب الأويغور  الدراسة باللغة الصينية من الصف الأول الابتدائي ، وتعلم اللغة الأويغورية من الصف الرابع الابتدائي ( David Strawbridge : The Challenge of Billingual Education in the Xinjiang Uyghur Autonomous Region, People`s Republic of China ,p.2

      وحسب الخطة الخمسية الحادية عشر لجمهورية الصين فإن التعليم المزدوج باللغة الصينية سيتم تعميمها في كل مدارس شينجيانغ حتى عام 2012 ، وقد حلل بعض الباحثين الأويغور سياسة التعليم المزدوج التي تطبقه الصين في تركستان على ضوء التعليم المزدوج الذي ينفذ في بعض المدارس في بعض الدول الأخرى وأكد  كل من الدكتور أركين صديق و الدكتور قهار برأت  أن  الصين تهدف من سياستها إلى هيمنة التعليم باللغة الصينية ومحو اللغة الأويغورية وثقافتها ، ومع أن بعض المفكرين والأساتذة الأويغور كانت لهم أراء وأفكار لتصحيح المناهج الخاصة بالتعليم المزدوج باللغتين إلا أن حكومة الصين اعتبرت ذلك حركة مقاومة لسياستها فاعتقلت عددا منهم وطردت عددا آخر من أعمالهم ( Qosh tilliq oqutushning heqiqiy meqsiti , Radio Free Asia , Washington 01,28,2010

      و الباحث جيمس بيبين في بحثه الخاص برسالة الماجستير ومن خلال وجوده في المدرسة شينجيانغ الأولى Xinjiang Senior School  التابع لجيش الإنتاج والبناء ( بينتغوان Bintguan ) التي يدرس فيها نخبة من الطلاب الصينيين ، ولم يجد فيها الطلاب الأويغور يقول : إن استبعاد طلاب الأقليات من هذا النوع الجيد من التعليم يعني بالتأكيد استبعادهم من التطور الاٌقتصادي الذي تشهده شينجيانغ  واستمرار خضوع الأويغور اقتصاديا لهم و استمرار فوارق الدخل المالي بينهم ، و هذه المدارس و أساتذتها لا يمارسون فرض السيطرة الاقتصادية فحسب ، وإنما يهدفون على السيطرة الاجتماعية واللغوية عليهم .

James D.Pippin : Education on the Edge of Empire : Chinese Teachers`Perceptions of Development and Education in Xinjiang , China, , Thesis of Master Arts , Graduate College of Bowling Green State University , May 2009 , p.105  

      ومع أن المادة 49 من نظام الحكم الذاتي يقرر أن على الموظفين الصينيين والمسؤولين تعلم لغة الأقليات القومية تحدثا وكتابة ،  فأن السلطات الصينية بدلا من أن تتخذ الخطوات الكفيلة لتنفيذ القانون ويتحدث المسؤولون الصينيون لغة مواطنيهم الأويغور ، يعلن  وانغ ليجون رئيس الحزب الشيوعي الصيني لمقاطعة شينجيانغ ( تركستان ) أن تطبيق اللغة الصينية سيحقق تطوير الأقليات العرقية ويقضي على اللغات المحلية في القرن الحادي والعشرين  ورئيس حكومة مقاطعة شينجيانغ( تركستان)  نور بكري ذكر لجريدة الصين اليومية أن الإرهابيين من دول الجوار يستهدفون الأويغور الذين لا يستطيعون التحدث باللغة الصينية وهذا أوقعهم في الإرهاب ، وجعل الأويغور يحتلون المرتبة الأدنى في التعليم لأن التقدير الرسمي هو مدى معرفتهم باللغة الصينية والعلوم ، (      Teaching Mandarin lessons in Xinjiang Uyghur Autonomous Region is helping the people to fight terrorism : Chinadaily.com.cn June 5,2009  وحتى تكون اللغة الصينية هو مدخل التعليم لأطفال الأويغور وقبل أن يتعزز صلتهم باللغة الأم  فقد جعلت السلطات الصينية هي لغة روضات الأطفال وطبقت دورات تأهيلية لمدرسي رياض الأطفال لمدة سنتين في عام 2005 ، وأبلغتهم أن التدريس في كل الفصول ستكون باللغة الصينية في عام 2007 ، والمدرسون الذين لا يجيدون اللغة الصينية أما نقلتهم لوظائف أخرى أو فصلتهم عن العمل (  Xinjiang – 2008 Annual Report of the Congressional-Executive Commission on China, 110th Congress, Second Session , Oct.31, 2008

          ويقول الدكتور دافيد ستراوبردج المستشار التعليمي لمنظمة ( أنقذوا الأطفال) العالمية الذي زار تركستان ( شينجيانغ)  و بحث ودرس سياسة التعليم مزدوجي اللغة التي تطبقه حكومة الصين الشعبية في مقاطعة شينجيانغ ( تركستان) في بحثه المنشور بعنوان : ( تحديات التعليم مزدوجي اللغة في مقاطعة شينجانغ أويغور الذاتية الحكم بالصين الشعبية ) : في الصين  يعتبر حق الطفل على تعلم لغته الأم مع لغة ثانية سياسة تعليمية وطنية ، وهذا ما يتوافق مع نتائج دراسة واسعة أكدت جدوى هذه السياسة إذا تم تنفيذها من خلال تدريس الطفل أولا على التعلم بلغته الأم ، ثم تعلم اللغة الثانية ، ولكن ما ينفذ في شينجيانغ من تطبيقات التعليم مزدوجي اللغة يختلف عن ذلك و يزيد من صعوبة تحقيقها ،

ثم يذكر الصعوبات التي يعترض من فائدة التعليم مزدوجي اللغة الذي يجري تنفيذه في تركستان منها :

1 – نقص الفرص التي تساعد على الاستفادة من التدريس باللغتين في المدارس ، وذلك بسبب فرض اللغة الصينية وسيلة وحيدة في الدراسة في مدارس الأقليات ، ومنع البرامج الخاصة باستعمال اللغة الأم

2- تركيز المدرسين على رفع مستوى الطلاب في اللغة الصينية أدى إلى إهمال الطلاب للغتهم الأم

      ومع أن القوميات تدرك أهمية تعلم اللغة الصينية لتقدم أبنائهم ، ولكنها تدرك أيضا أن التركيز على اللغة الصينية فقط يؤدي إلى تقليص استعمال لغة الأم و اضمحلال الثقافة المحلية ، وقد ظهر هذا جليا في المدارس التي تمت زيارتها ، فقد كان الأطفال يتحدثون باللغة الصينية بطلاقة ، بينما يجدون صعوبة الحديث بلغة الأم

 و انتهى الباحث إلى القول بأن ليس من السهل لمنظمة ( أنقذوا الأطفال) أن تدعم سياسة التعليم مزدوجي اللغة التي تنفذ في شينجيانغ( تركستان)  ، لأنها تركز على اللغة الصينية على أنها الوسيلة الرئيسة أو اللغة الوحيدة في التدريس في المدارس ، لأن الدعوى على أنها وسيلة لرفع مستوى خريجي طلاب القوميات للالتحاق بسوق العمل أدى إلى تدني مستواهم في لغة الأم والثقافة المحلية

David Strawbridge , Education Advisor , Save the Children : The Challenge of Bilingual Education in the Xinjiang Uyghur Autonomous Region , People`s Republic of China , pp. 1-6

           ونسبة التعليم بين الأويغور هي الاخفض في تركستان ، إذ تبلغ نسبتهم في الجامعات 0,5% وفي التعليم 45% ، ونسبة الأمية 26,6% والتتار وهم أقلية مسلمة في تركستان تعتبر الأعلى إذ تبلغ نسبة الخريجين منها من الجامعات نسبة 3,6%  ونسبة الأمية فيهم 4,9% ، والذي يتضح من هذا أن التصنيف الرسمي يعتمد المعرفة باللغة  والعلوم الصينية (  Dru C.Gladney : China`s Minorities: The Case of Xinjiang and the Uyghur People , Commission on Promotion and Protection of Human Rights, Working Group on Minorities, Ninth Session, E/CN.4/Sub.2/AC.5/2003/WP.16, May 5,2003 p.10,

نسبة الطلاب الذين تبلغ أعمارهم 15 عاما أو أكثر  في شينجيانغ ( تركستان)  في عام 2006 :

 

القومية
المدرسة المتوسطة
المدرسة الثانوية
الكلية أو المعهد
الأويغور
33%
6,9%
3,1%
الصينيون
30%
9,6%
3,8%
الصينيون المسلمون
25,7%
9%
3,9%
Timothy Grose : Educating Xinjiang`s Uyghurs: Achieving Success or Creating unrest , Virginia Review of Asian Studies 2008 ,p.7

        ومع أن الهدف من تدريس الأويغور باللغة الصينية هو تأهيلهم لسوق العمل كما تدعي السلطات الصينية  إلا أن البروفيسور إلهام توختي أستاذ الاقتصاد في الجامعة المركزية للقوميات في بكين : يقول لا يعني تخرج الأويغور من الجامعات الصينية أنهم يحصلون على فرص عمل في السوق , بخاصة في الأجهزة الحكومية لأن خلفيتهم الثقافية غير مقبولة عند الصينيين . وأكبر أمين  البالغ من العمر 28 عاما من مدينة ألتاي في شمال شينجيانغ(تركستان) تخرج من مدرسة صينية ، ولكنه وقع في مأزق الثقافتين ، فهو يشعر أنه غريب عن الثقافتين ، لم يعد يفهم ثقافته الأصلية كما ينبغي ، كما أنه بالرغم من أجادة اللغة الصينية ونجاحه في استيعاب الثقافة الصينية لم يجعله صينيا في نظر الصينيين ، إذ لا يزال في نظرهم أويغوريا ، كما أن هناك نظرة استخفاف من خريجي المعاهد الأويغورية بالأويغور الخريجين من المدارس الصينية على أنهم لا يجيدون لغتهم الأم وتاريخهم وثقافتهم ، بينما هم في نظر هؤلاء ضيق الأفق ( Paloma Robles : Uyghurs Face an Education Dilemma , Asia Times Online ,    Oct.6,2009 . www.atimes.com وفي المسح الذي قام به وانغ جيان جون في عام 2003 ظهر أن 67 % من الناس الذين تم استطلاعهم لا يجيدون اللغة الصينية التي هي  ضرورية في الحصول على العمل في تركستان ( Wang Jianjun : kaizhan shehui diaocha peiyang shiyingxing hege rencai = Develop Social Surveys, Train Qualified Talent ), Advanced Scientific Education , vol.6 ( 2003) p.64-67

ومن الواضح أن حكومة الصين الشعبية ترى أن المبادئ الإسلامية أساس الأصولية ، مع أن الشواهد تؤكد أن كثيرا من الأويغور لا يعرفون القاعدة أو الطالبان أو علاقة الإرهاب بهما ، والتعليمات الصينية تفرض على الشباب الدراسة في المدارس حيث التعليم غير الديني و ألا يصلون ، و خلال دراسة الأطفال يحظر عليهم التعالم الدينية ، حتى يتشبع الطلاب بتعاليم ماركس الإلحادية ، و يعتقد الصينيون أنه  يمكن إذابة الأطفال في الثقافة الصينية الإلحادية المهيمنة مع بلوغهم السن 18 عاما، وأنهم سوف لا يهتمون بالإسلام فيما بعد ، و كل توجهات التعليم تشير إلى أن النظام التعليمي يستهدف إذابة الأويغور وفرض وحدة الوطنية الصينية عليهم من خلال تعليم أبنائهم ، كما أن الصين اتخذت التعليم المختلط للأويغور و الصينيين في المدارس بهدف التسريع لإذابة الأويغور حيث نفذ ذلك في المدرسة المتوسطة الأولى بضم 730 طالبا أويغوريا مع 1800 طالبا صينيا في مدينة كورلا ( Nancy Eranosian : Chinese National Unity vs. Uyghur Separatism , p.28-30     

   وقد أكدت وزارة التربية الصينية و لجنة الشؤون القومية المركزية أنه تقرر أن  تكون الوحدة الوطنية إجبارية من خلال المناهج الدراسية و اختبارات الدخول إلى المعاهد  جاء ذلك في كلمة المحرر لجريدة الصين اليومية في يومي 18-19 يوليه 2009 ( Teaching National Unity , China Daily ) وفي جريدة الشعب اليومية التي تصدر باللغة الإنجليزية كتب المحرر يقول : و حيث أنها بلد يضم قوميات متنوعة فإن فكرة الوحدة الوطنية موضوع أساسي لسلامة كل القوميات ، كما أنها وسيلة عظيمة تحفظ لحضارة الصين على الاستمرار ( People`s Daily Online : Urumqi Riots , July 16, 2009 , http://www.china.org.cn/china/xinjiang_unrest/2009-07/16/content_1814662.htm

 

1-David Strawbridge : The Challenges of Bilingual Education in Xinjiang Uyghur Autonomous Region , pp.6

2-Timothy A Grose : Educating Xinjiang `s Uyghurs: Achieving Success or Creating Unrest , Virginia Review of Asian Studies ,2008

3- Uyghur Language Under Attack : The Myth of ` Bilingual` Education in the People`s Republic of China , Uyghur Human Rights Project , July 24 , 2007

4-Uyghur Language Under Attack : The Myth of ` Bilingual ` Education in the People`s Republic of China , Uyghur Human Rights Project, July 24 , 2007

5-Arienne M. Dwyer : The Xinjiang Conflict: Uyghur Identity , Language Policy and Political Discourse, East-West Center , Washington, D.C. Policy Studies 15 , 2005  

 

 

 

 

 

 

 

 

 

الأضطهاد الديني :

  و تفيد الدراسات العلمية أن الفلاحين الأويغور و تقدر نسبتهم  سبعين في المائة  يفيدون أن قوميتهم الإسلام عندما يسألون عنها و أن معظم المثقفين يقولون أنهم أتراك ( Beller-Hann 2002) ، بمعنى أن الأويغور يعتبرون الإسلام عقيدة وقومية وثقافة ، وهم متمسكون به وكل زعمائهم السابقين والحاليين هم من العلماء ، و بخاصة العلماء الذين يتولون تدريس القران الكريم والعلوم الإسلامية في منازل  سرية ومع أن السلطات الصينية اعتقلت الآف منهم مثل الشيخ عبد الأحد مخدوم ، وهم يعتبرون أن الإسلام هو الذي يحفظهم من الإلحاد الشيوعي والهوية البوذية الصينية التي تسعى السلطات الصينية ا، تفرضهما عليهم ، ومن هنا ينطلق الصراع المرير بين التركستانيين وحكومة الصين الشعبية ،  

   والكتب البيضاء التي تصدرها الحكومة الصينية والدستور والتشريعات الوطنية وبعض القرارات الخاصة بالسياسة الإقليمية والوطنية التي يمكن مطالعتها وقراءتها في الصحف والمنشورات تفيد عن الحرية الدينية التي يتمتع بها المسلمون  ، إلا أن هناك لوائح وقوانين كثيرة تصدرها ولكنها تعتبر سرية جدا ، ومن ذلك صنفان من اللوائح والأنظمة وهما : ما يخص سياسة الأقليات الوطنية و الشؤون الدينية ، حتى وإن لم تكن تتصل بالأمن الوطني فهي سرية للغاية ، ومن ذلك اللائحة التي اتخذها مكتب حماية السرية الحكومية ولجنة المجلس الحكومي لشؤون الأقليات في عام 1995 ، وقرارات كل من مكتب حماية السرية الحكومية وإدارة الشؤون الدينية الحكومية ولوائحهما وصفت أنها سرية خاصة بالتداول الداخلي ولا يمكن نشرها أو الإعلان عنها بدون تصريح رسمي، ومعظم هذه الوثائق تتصل بالسياسة الدينية وشئون الأقليات ،، و حتى يتم معرفة حقيقة ما يجري في هذه الأمور لا بد من قراءة دقيقة لها

The Repressive Framework of Religious Regulation in Xinjiang , Human Rights Watch and Human Rights in China

      وفي البحث الذي نشرته جمعية عون الصين China Aid Association  في دوريتها القانون الصيني والرصد الديني Chinese Law & Religion Monitor تقول  : فرضت قيود صارمة على المناشط الدينية الرسمية و معاهد الثقافة والمدارس و دور النشر ورجال الدين و حتى على المنظر الشخصي و سلوك الأفراد الأويغور ، وتم فحص كل الأئمة على الدوام من خلال جلسات النقد الذاتي وفرضت المراقبة التامة على المساجد و إخراج المدرسين والطلاب المتدينين من المدارس و متابعة الأدب والشعر لرصد لما قد يكون فيهما من تلميحات سياسية أو أية تعبيرات لا ترى بكين أنها تعارض سياستها ضد الانفصالية التي تعتبر جريمة بحكم القانون الصيني ويعرض المتهم بها بعقوبة الإعدام .

والاحتفال بالأعياد الدينية و دراسة النصوص الدينية أو إظهار الصفة الدينية في المظهر الشخصي منع منعا باتا في المراكز الحكومية والمدارس ، وحكومة الصين تفحص فحصا تاما ودائما الإمام و نسخ القران المقبولة و أماكن التجمع الديني و ما يقال في هذه التجمعات الدينية

لأن بكين ترى أن هؤلاء الأويغور المسلمين قومية تهدد الحكومة الصينية ، ويقول المدير التنفيذي لمنظمة حقوق الإنسان في الصين شارون هوم : ولكون الإسلام هو الداعم الرئيس لهوية الأويغور، فإن الصين نفذت عمليات وحشية لتطويع الإسلام حتى تخضع الأويغور لسياستها، وقد رصدت المنظمة بعض الشواهد التالية :

 يقول أحد الأويغور : هذه مدرسة للأويغور ، ومعظم الذين يعملون فيها أويغور ، ولكن لا يسمح لنا في البيت أو في العمل أن نحدث أطفالنا عن الدين ، ولو حدث أن تحدث بذلك أعتبرت جريمة ، حتى ولو كان مع طفلي ،يفرض علي ألا أحدثه عن الإسلام ، كيف يمكن هذا ؟

ويقول مدير أحد المدارس : بعض الطلاب الذين يدرسون في مدرستنا لا يركزون في دراستهم لأنهم مشغولون بالصلاة والصيام ، وينشغلون ببعض المناشط الدينية ، وهذا يخالف الوثيقة رقم (5) للجنة التعليم لمقاطعة الحكم الذاتي التي نصت على عدم اشتراك الطلاب في المناشط الدينية ( الصلاة والصيام و غيرهما من الشعائر الدينية ) و عليهم الالتزام بشروط المدرسة .

  Human Rights in China & Human Rights Watch : Religious Repression in Xinjiang ,Chinese Law & Religion Monitor Vol.1 , No.3 ,( July- September ) 2005 , p.46 and 47 

و يقول اويغوري مسلم آخر : في قريتي يأتي الجيش الشعبي لتفتيش القرويين ، و يفتش منزلا بعد آخر و يأخذ من يجد من مواد دينية ، ويقومون بالاستجواب ، ويقولون : هذه مطبوعات دينية غير قانونية ، ووالدي فلاح بسيط كيف له أن يعرف أن القران كتاب قانوني أو لا !        

     ناقش المنتدى العالمي لحقوق الإنسان في الصين الذي عقدته المنظمة الدولية لحقوق الإنسان بدون حدود في تايبيه فيما بين 21-22 فبراير 2008 الحرية الدينية في الصين وذكرت إن الصين وهي عضو في مجلس الأمن الدولي ومنظمة الأمم المتحدة ملتزمة بما التزم به جميع الأعضاء بما جاء في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان و وقد وقعت على الاتفاقية الدولية الخاصة بالحقوق المدنية والسياسية ICCPR ودستورها التي تلتزم به تضمن مادته السادس والثلاثون الحرية الدينية لمواطنيها بما نص على : ( مواطنو جمهورية الصين الشعبية يتمتعون بالحرية في الاعتقاد الديني ، و لا يحق لأي هيئة حكومية أو منظمة شعبية أو أفراد إجبار المواطنين للاعتقاد أو عدم الاعتقاد لأي دين ، و لا يحق التمييز بين المواطنين بسبب الاعتقاد أو عدم الاعتقاد في الدين ، وأن الدولة تحمي الأنشطة الدينية العادية ، ولا يحق لأي أحد أن يستعمل الدين في المناشط التي تضر النظام العام أو صحة المواطنين أو يعارض النظام التعليمي الحكومي ، وأن الأجهزة والشؤون الدينية لا تخضع لأي سيطرة أجنبية ) ولكن النظام لا يوضح ما هي الأنشطة الدينية العادية المسموح بها، كما أن هذه الحرية الدينية مقيدة بشروط غير محددة تتصل بالنظام والتعليم والصحة ، مما يجعل حرية التعبير من خلال المناشط الدينية غير مضمونة ، وقد لاحظت ذلك مجموعة العمل الخاصة بالاعتقال التعسفي في الأمم المتحدة ، وفي تقريرها لعام 2004 أوصت بمراجعة الدستور وإضافة الضمان ،

             وفي نوفمبر 2004 أصدر مجلس الدولة الصيني لائحة الشؤون الدينية الجديدة التي وضعت موضع التنفيذ في الأول من مارس 2005، وقد تضمنت الآلية القانونية لإدارة كل الأديان في جمهورية الصين الشعبية ، ولكنه كان قرارا سياسيا يستهدف تقييد الأنشطة الدينية التي لم تكن تحت السيطرة الحكومية من قبل ، ومع أن المسؤولين يدعون إلى أن اللائحة الجديد تشكل تغييرا نموذجا في الفكر الرسمي نحو الشؤون الدينية ، وبالرغم من التأكيدات الأولية لهم من أنهم  يحررون الإدارة الحكومية للشؤون الدينية فإن هذه اللائحة وضعت واستخدمت بهدف تشديد قبضة الحكومة على الشؤون الدينية ، ومن ذلك تأصيل القوانين الخاصة بالأعمال التعسفية ومنحها للموظفين المحليين في ممارسة الاعتقال وإغلاق المواقع الدينية وفرض القيود على الحركات والاتصالات والزيارات ومراسلات الأشخاص الدينيين ، كما أن اللائحة الجديدة لا توضح ما هي الأنشطة الدينية العادية أو المتطرفة وما هي الأشياء التي تسبب الإضرار بالنظام العام التي يعاقب عليها الممارسون لشعائرهم الدينية ، وعلى هذا كان التغيير النموذجي الذي يدعيه المسؤولون الصينيون إنما إدعاء لا يعززه الواقع ، واللائحة الجديدة بموادها البالغة 56 مادة تعزز سيطرة الحزب الشيوعي و تقوى من فرض القيود المشددة على الأنشطة الدينية وتعاليمها.( Freedom of Religion in China in 2008 : International Forum: Human Rights in China and 2008 Olympics , Taipei 21-22 Feb.2008 , Human Rights Without Frontiers International , http://www.hrwf.org

والإعلان الدولي لحقوق الأطفال الذي صدر في نيويورك 1989  convention on the rights of the child 1989 New York a/res/44/25   تفيد مادته (30) : أن أطفال الأقليات لهم الحرية الدينية و يجب عدم منعهم من ممارستهم لشعائرهم الدينية التي يعتقدون فيها مع بقية أفراد جماعاتهم التي ينتمون إليها  ، كما تفيد المادة 13 : حق والديهم على اختيار المدارس التي توفر لأطفالهم الدراسة الجيدة والتعاليم الدينية والأخلاقية التي يرغبونها لأطفالهم  ، و جمهورية الصين الشعبية من خلال التزامها بقرارات منظمة الأمم المتحدة ملزمة بتنفيذها  ، كما أن قانونها الخاص بمقاطعات الحكم الذاتي تؤكد على  الحرية الدينية إلا أن أطفال المسلمين الأويغور يمنعون من ممارسة شعائرهم الدينية ، ،وفي البحث الذي أعده كولين كوكمان بعنوان : ( انفصالية الأويغور وسياسة الصين نحو الإسلام في حدودها الغربية ) يشير إلى أن الحزب الشيوعي الصيني يمارس طرق عدة لمحاربة الإسلام ، منها أنها تقدم الوجبات الغذائية المجانية للموظفين والعمال والطلاب خلال أيام شهر رمضان لمنعهم من الصيام ، كما تقدم المشروبات الكحولية المجانية لإجبار الأويغور على انتهاك المحرمات وتشديد الرقابة على المساجد و الأئمة و الخطباء و منع النساء من الحجاب ومنع ارتداء الملابس الإسلامية ومنع العمال من أداء الصلوات الخمس و منع الشباب من دخول المساجد  و تقييد سفر الأويغور إلى مكة المكرمة لأداء فريضة الحج ، وكل ذلك بهدف إضعاف تمسك الأويغور بالدين وخاصة بعد اعتقال الأئمة و أخراجهم من شينجيانغ ( Colin Cookman : Uyghur Separatism and the Politics of Islam in China`s Western Frontier , IR 586- Islam in South Asia , 12/05/2004 ,p.12, Online article      ومن المحظورات الدينية في تركستان ما يلي :

لوائح 1994 المعدلة في 2001 تمنع تدريس أي نص ديني إلا بموافقة مسبقة
عادة في الأرياف يقوم الوالدان بتعليم أطفالهما أمور دينهم ، وقد منعت السلطات الصينية ذلك بحجة أنها أنشطة دينية غير قانونية
المادة 14 من لوائح تطبيق وسائل قانون حماية الأقليات لمقاطعة شينجانغ الذاتية الحكم تمنع الوالدين من السماح لأطفالهما من المشاركة في الأنشطة الدينية ، وهذا المنع لا يطبق إلا في تركستان دون غيرها من المقاطعات في الصين
كل العبارات والتعابير الدينية ممنوعة في مدارس شينجيانغ
منذ عام 2001 تم تنفيذ التخلص من الكتب التي تحتوي على عبارات الانفصال من المكتبات و يتم تفتيش المدرسين والطلاب دوريا ومن يضبط يطرد ، وقد تم تحذير الطلاب الالتزام بهذه المتطلبات
يمنع منعا باتا ممارسة أي نشاط ديني مهما كان قدره من قراءة القران أو أداء الصلاة ، وفي نوفمبر 2001 طردت طالبة كانت تصر على أداء الصلوات الخمس
منع الطلاب والأساتذة والموظفين من صلاة العيدين والاحتفال بهما
وفي محلة ( ينكي حيات ) بمدينة غولجه حكم على ( نور تاي محمد)  البالغ من العمر 52 عاما بالسجن لخمسة أعوام لأنه رجل خرافي بسبب لحيته الطويلة بموجب المادة 62 من قانون الجنائي الصيني ( RFA: Ghuljida bir uyghur saqal qoyghanliqi uchun 5 yilliq qamaq jazasigha hokum qilindi , 20,08,2010)

        وفيما بين 15 مارس -23 ديسمبر 2001  نفذت الصين حملة تولاها كل من جبهة العمل المتحدة لبكين و مكتب الشؤون الدينية لمقاطعة شينجيانغ( تركستان) حيث قامت بجمع 8000  إمام و تدريسهم وتدريبهم على معالجة الأنشطة الدينية المتزايدة و قطع صلات الجماعات الانفصالية المزعومة بالمساجد ، كما تم تنفيذ حملة جديدة لثمانية الآف إمام في مارس 2002

و في أكتوبر 2006 برر رئيس الحزب الشيوعي لمقاطعة شينجانغ( تركستان) وانغ ليجوان  هذه الإجراءات ذلك أن الأويغور يستعملون الدين لتعزيز المشاعر الانفصالية ، وأن الانفصاليين دائما يستخدمون الدين لتبرير أعمالهم (   China : Minority Exclusion , Marginalization and Rising Tensions , Report by Human Rights in China , Minority Rights Group International ,UK 2007 , p.30

وفي دورات تأهيل الأئمة كما أفادت جريدة شينجيانغ اليومية الرسمية في 21/12/2001فقد تم تدريسهم كلمات جيانغ زمين رئيس الحزب الشيوعي الصيني المركزي حول القضايا الدينية و سياسات الحزب الشيوعي الصيني حول الدين والقوميات و القوانين والأنظمة المتصلة بهما و تاريخ شينجيانغ و تاريخ الدين في شينجيانغ ( Xinjiang Ribao December 21, 2001  )

وبحجة توحيد التعليم الوطني في الصين تم إغلاق جميع المدارس الإسلامية و نقل الطلاب المسلمين إلى المدارس الحكومية و لم يعد توجد  مدرسة إسلامية خاصة في تركستان الشرقية  في ( شينجيانغ )  International Forum: Human Rights in China and 2008 Olympics , Human Rights Without Frontiers International  ( HRWF) http://www.hrwf.org  

والباحثان الصينيان زاو لتاو Zhao Litaoو تان سون هينغ Tan Soon Heng في معهد آسيا الشرقية في جامعة سنغافورة الوطنية يكتبان : لا تزال السلطات الصينية تشدد الرقابة بدرجة عالية على النشاط الديني في شينجيانغ( تركستان)  بقيود مفروضة على أماكن عبادة المسلمين و دراستهم ، حيث تمنع بناء المساجد و تمنع تدريس العلوم الإسلامية لأطفالهم ، والمدرسون وأساتذة الجامعات و طلابها ممنوعون في المشاركة في ممارسة الشعائر الدينية في المساجد أو بشكل علني (ص 7) في الوقت الذي تقيد الصين نشاط المسلمين الأويغور الديني بشكل صارم و تعتبر الإسلام مهددا لها ، فإنها تترك المسلمين الصينيين الخوي يمارسون نشاطهم الديني بدون قيود (12ص)

Zhao Litao & Tan Soon Heng : China`s Regulation of Religion in Changes Context , Online article

وقد سجلت منظمة العفو الدولية في تقريرها لشهر يوليه عام 1996 عددا من الوثائق الخاصة بفرض القيود على الممارسات الدينية و إلقاء القبض على عدد من الطلاب و المشايخ والعلماء منهم : الشيخ عبد الحكيم مخصوم حاجي ، والأستاذ عبد الملك و الشيخ عبد القادر أيوب والشيخ عبد الرحمن عبد العزيز و الشيخ عالم جان قاري حاجي و الشيخ عمر خان مخصوم

Amnesty International : Religious Repression in China , AI INDEX: ASA 17/69/96 , Distr: SC/CO/GR/OUT , July 1996 , http://asiapacific.amnesty.org/library/print/ENGASA/170691996

       ويقول مراسل الغارديان : أن حكومة الصين تضع قيودا صارمة على الحياة الدينية ، وبموجب القانون لا يسمح لإي كان ممن يقل عمره عن 18 عاما بدخول المساجد وكذلك النساء وأعضاء الحزب الشيوعي ممنوعون أيضا من الشعائر الدينية التي تنظمها الأجهزة الحكومية مثل الجمعية الإسلامية الصينية ، ويمنع الطلاب من ممارسة الشعائر الدينية منعا باتا وذلك بمنع خروجهم من الجامعات بإغلاق أبوابها في أوقات الصلاة ،وإجبارهم على تناول وجبات الغذاء في شهر رمضان ، وإخضاع المسلمين الذين يرغبون الحج على شروط التي تفرضها الحكومة

Eric T Schuessel : Islam in Xinjiang : an Ancient rival for young China , The Guardian Co.UK. July 14, 2009

       وقد ذكر التقرير المشترك لمنظمة مراقبة حقوق الإنسان الدولية و منظمة حقوق الإنسان في الصين أن السكرتير الحزب الشيوعي الصيني لمقاطعة شينجيانغ ( تركستان)  أمر بمنع بناء مساجد جديدة في شينجيانغ حيث نشر تصريحا في جريدة شينجيانغ اليومية الرسمية في 13 اكتوبر 2002 يفيد: ( أنه في الوقت الحاضر فإن الأماكن الخاصة بالممارسات الدينية في مقاطعة شينجيانغ( تركستان)  تكفي حاجة المؤمنين لممارسة شعائرهم الدينية ، وعلى هذا الأساس لا نحتاج إلى بناء أماكن جديدة ) ، وإذا تم حظر بناء المساجد الجديدة فإن ترميم وإصلاح المساجد القديمة أصبح مستحيلا حيث ذكرت الجريدة ذاتها شروط الواجب توفرها على ذلك ، منها : أن تكون هناك حاجة ضرورية وملحة لترميمها فعلا وعدم المشاركة في تكاليف الإصلاح من مصادر غير حكومية أو الأفراد و رجال الأعمال بدون ترخيص رسمي من السلطات ، كما أن الاعتراض على تحويل المساجد إلى مصانع يعرض المسلمين المعترضين على ذلك إلى الاعتقال فمثلا في اكتوبر 2001 في بلدة خوتن بجنوب شينجيانغ اعترض المسلمون على تحويل مسجد لهم إلى مصنع سجاد ثم راجع المسلمون السلطات الصينية في المقاطعة وفي بكين ، و لكنها رفضت طلبهم وتم تحويله إلى مصنع السجاد ، لأن المسجد يؤثر تأثيرا سيئا لطلاب المدرسة المجاورة له

The Repressive Framework of Religious Regulation in Xinjiang , Human Rights Watch and Human Rights in China , China Rights Forum No.2, 2005  

             وحول تفسير قوى التطرف الدينية أجاب رئيس قسم القضاء العليا في شينجيانغ ( تركستان)  لأعضاء اللجنة الزائرة له في أورومجي : أن الأنشطة الدينية غير القانونية تتضمن إثارة الاضطرابات وامتلاك ونشر المواد التي تحتوى على أفكار انفصالية والاشتراك في الحملات الدينية , وتأسيس مؤسسات غير قانونية وأي شيء تعتبره السلطات خطرا لأمن الدولة أو وحدتها ، والمشتركون في مثل هذه المناشط يتعرضون إلى الاعتقال لفترات طويلة أو الإعدام  ، كما أفاد أن عدد المعتقلين بهذه التهم أكثرمن ألف شخص في الوقت الحاضر (  CECC 2002 Annual Report : Xinjiang – Uighurs Section  

وتقول الدكتورة جاكي ارميجو أستاذة العلوم الاجتماعية والسلوك في جامعة زايد في أبو ظبي : أن التعليم الإسلامي ينتشر في مساجد المسلمين الصينيين ويعرف باسم جينغ تاغ جياويو Jingtang jiaoyu  ، ويدرس فيها الطلاب والطالبات من كل الأعمار و البالغين و ينتشر في كل مقاطعات الصين فيما عدا مقاطعة شينجيانغ ، و بالرغم من تصنيف الرسمي لشينجانغ على أنها مقاطعة ذات حكم ذاتي إلا أنها أكثر المقاطعات تشديدا واضطهادا للدين ، والدولة تخلط بين ممارسة شعائر الإسلام والأنشطة الانفصالية وتفرض سلسلة من القيود على معظم أنواع التعليم الإسلامي والممارسة الدينية العامة  ، وبعد أحداث 11سبتمبر2001 قفزت الصين بسرعة على عربة الحرب ضد الإرهاب مبررة اضطهادها القمعي في شينجيانغ حيث ألقت بآلآف من الآويغور في السجون و أعدمتالكثير منهم بدون محاكمة عامة (  

 ( Jackie Armijo : Islamic Education in China ,in Harvard Asia Quarterly , p. 9 and 20 online : mhtml:file://F:/Harvard Asia Quarterly-Islamic Education in China .mht

   وفي 30 مارس 2009 أصدرت حكومة بلدة ينكي شهر (shule) التابعة لمحافظة كاشغر أمرا بتنفيذ برنامجا للقضاء على قوى الشر الثلاثة و الدعوة إلى الوطنية والاشتراكية وذلك بمنع الطلاب والمدرسين من الانشغال بالممارسة الدينية  و، وقد اعتاد الحزب الشيوعي أن يعتبر الممارسات السلمية لشعائر الدين بالتطرف الديني والانفصال والإرهاب  ، وفي صلاة الجمعة الأخيرة لشهر مارس 2009 ألقت الشرطة القبض على مئات من الأويغور الذين يؤدون الصلاة في خارج قراهم ، لأن صلاة المصلي في خارج قريته تعتبر جريمة اجتماعية في نظر السلطات الصينية ، وقد أفاد بعض الأويغور ان الكامير الخفية لمراقبة المصلين منتشرة في كثير من المساجد ، ورجال المباحث السرية بملابسهم العادية يتجولون على المساجد ، لمعرفة المصلين الذين يترددون إليها

       وقد ذكرت منظمة العفو الدولية أن السلطات الصينية شددت من مراقبتها على المساجد والأئمة ووزعت رجال الشرطة في داخل المساجد وخارجها لمراقبة الأنشطة الدينية ، وأجبرت المدرسين ورجال الشرطة والعمال والموظفين المدنيين على عدم ممارسة شعائرهم الدينية مهددة بفصل من يضبط بفعل ذلك ، ومنعت الشباب الذين تقل أعمارهم عن 18 عاما من دخول المساجد أو تلقي أي نوع من التعليم الديني ، ومن يضبط منهم في داخل المسجد يتم فصلهم من المدارس ، و، وبالفعل تم طرد بعض الطلاب من الجامعة والمعاهد العليا بسبب ممارستهم لشعائر الدين ، وفي أيام الجمعة يتم حجز الطلاب في المدارس في وقت صلاة الجمعة لمنعهم من حضورها (   China: Briefing for the UN committee on the Elimination of Racial Discrimination , 75th Session, August 2009 , Amnesty International , Index: ASA 17/024/2009 , واستمرت الأجهزة الشيوعية تمارس قيودها بشتى الوسائل على منع المسلمين من صيام رمضان المبارك ( Religious Repression in Xinjiang Continues During Ramadan , CECC China Human Rights and Rule of Law Update, January 2008 ,and Saayar County Gonernment : Town of Yengi Mehelle in Shayar County Xinjiang Adopts Nine Measures to Strengthen Management During Ramadan , online , 28 August 2008    وفي 16 سبتمبر 2008 ذكر راديو آسيا الحرة أن السلطات الصينية اعتقلت مسؤولي مطعمين إسلاميين  لأنهما أغلقا مطعمهما في أيام شهر رمضان المبارك ولم يلتزما بتعليمات فتح المطعم (  Xinjiang Uyghurs Committed to Ramadan are Detained, Retired Han Official Criticizes Corruption, Radio Free Asia , Online ,16 September 2008  ، كما مارست الأجهزة الشيوعية منع النساء من الحجاب ( Chinese Government Now Forcing Women in Xoten to Exopse Their Faces, Radio Free Asia ,Online 27 August 2008  ويروج الإعلام الصيني فكرة أن الأويغور أقل ذكاء وجبناء وكسالى في العمل و ذلك بسبب ممارستهم لشعائر الإسلام (  Colin Cookman : Uyghur Separatism and the Politics of Islam in China`s Western Frontier, IR 586-Islam in South Asia, 12/05/2004 , Online article  

و يكتب إدوارد وونغ مراسل نيويورك تايمز من خوتن : اللوحة الكبيرة التي وضعت أمام الجامع الكبير تذكر أوامر الحزب الشيوعي أكثر مما يطلبه القران : الآ تزيد خطبة الجمعة عن 30 دقيقة ، الصلاة في الخارج ممنوع ، وأن صلاة سكان أهالي خوتن في مساجد في غير مدينتهم  محظور ، ولا يحق دعوة العمال و موظفي الدولة إلى  حضور الشعائر الدينية في المساجد ،

         ومن الأوامر أيضا أن النسخ الرسمية من القران هو المسموح بالقراءة فقط ، ولا يجوز أن يصوم الطلاب و موظفو الدولة و عليهم الأكل خلال نهار رمضان ، وتتم مصادرة الجوازات إذ لا يسمح بالحج إلا من ترشحه الدولة ضمن البعثة الرسمية ، وأية علامة دينية تظهر على العمال و الموظفين مثل اللحية ووضع الحجاب يعرض صاحبه على الفصل ، ومع أن هذه التعليمات كانت موجودة في الكتب و لكن تنفيذها لم يتم إلا منذ سنوات وفي خارج شينجيانغ يقول العلماء و خبراء الإرهاب : أن التشدد على تنفيذ هذه القيود ضد المسلمين أدى إلى تحول الأويغور إلى متطرفين ، و كثير من الصينيين يرون أن الإسلام هو أساس المشاكل الاجتماعية في شينجيانغ ، حيث يقول أحد رجال الأعمال الصينيين في كاشغر سمى نفسه زاو: أن الأويغور كسالى بسبب دينهم ، حيث يقضون أكثر أوقاتهم في الصلاة ، لماذا يدعون ؟

Edward Wong : Wary of Islam, China Tightens a Visa of Rules. The New York Times, Oct.19,2008  

التفريق بين المسلمين الأويغور والمسلمين الصينيين ( خوي Hui ):

        المسلمون الاويغور والصينيون الذين تصنفهم السلطات الصينية الشيوعية بقومية خوي Huizhu دينهم واحد الإسلام وينتمون عموما إلى المذهب السني الحنفي  و يعيشون تحت نظام حكومي واحد ، الذي يفترض أن تعاملهم بدون تمييز بينهم وفق للمبادئ الإنسانية العالمية والقيم الأخلاقية المشتركة وتنفيذا لدستور جمهورية الصين الشعبية وطبقا لأحكام الإسلام المبني على أن المسلمين أخوة ، و ليس هناك فرق بينهم ظاهريا إلا أن الأويغور يتكلمون اللغة التي تنتمي إلى اللغة التركية ، والمسلمين الصينيين الخوي يتكلمون اللغة الصينية

        بيد أن الحكومة الصينية التي دأبت على استعمال سياسة فرق تسد تفرق بينهم في التعامل , ويتمتع المسلمون الصينيون ( الخوي ) بحريتهم الدينية في ممارسة شعائرهم الإسلامية وتعليمهم الديني في المساجد  ومدارسهم الخاصة ، و لا يشترط بلوغ السن القانوني 18 عاما لدراسة العلوم الإسلامية ، ويشترك في هذه الحرية البنين والبنات  ،و لا يمنع الموظفون والأساتذة وغيرهم منهم من أداء الصلاة وصيام رمضان المبارك وحرية السفر لأداء فريضة الحج  ويشاهدونهم السياح والزوار المسلمون على هذه الحرية التي يتمتعون بها و هم منتشرون في كل أنحاء الصين ، ويعتقدون أن المسلمين في كل الصين يتمتعون بحريتهم الدينية و لا يبادر إلى ذهنهم ، و حتى بعضهم لا يصدق أن المسلمين الأويغور في مقاطعة شينجانغ لجمهورية الصين الشعبية محرومون مما يتمتع به أخوانهم المسلمون الصينيون في مقاطعات الصين الأخرى ، ونادرا ما تجد أحد المسلمين الزائرين إلى الصين يلاحظ هذا الفرق أو يكتب عنه !؟ مع أن من واجب الحكومات والهيئات الإسلامية أن تنبه إلى هذا التمييز العنصري البالغ ! أم أن الحديث عن حقوق الإنسان المسلم أصبح من مهمات غيرهم .

     وبالإضافة إلى الدكتورة جاكي ارميجو Jackie Armijo  الأستاذة في جامعة زايد في أبو ظبي بدولة الأمارات العربية المتحد التي تطرقت إلى سوء وضع المسلمين في تركستان في بحثها بعنوان : التعليم الإسلامي في الصين ) فقد كتبت الدكتورة اليزابث اليس Elisabeth Alles  في بحثها بعنوان التعليم الدين الإسلامي في الصين بعد أن تحدثت عن واقع التعليم الإسلامي عند مسلمي الصين في مقاطعات الصين   تقول : في مقاطعة شينجيانغ فرضت سياسة تعليمية مشددة في تدريس الدين واللغة ، والتعليم الديني الذي نشط في ثمانينات القرن العشرين منع في عام 1996 ، ثم بدء بانفراج في عام 2002 حيث أجيز للإمام أن يدرس طالب أو طالبين فقط ، وأن يكون ذلك بموافقة مكتب الشؤون الدينية والسلطات المحلية ، بينما مئات الطلاب يدرسون في مدارس المساجد في كل مقاطعات الصين الأخرى ، كما أن الشرط الذي ينص على أن يكون طالب العلوم الدينية يبلغ من العمر 18 عاما يطبق بشدة في مقاطعة شينجيانغ فقط ، التي  لا يوجد فيها إلا معهد قراني في أورومجي تديره السلطات الصينية و تراقبه (  Elisabeth Alles : Muslim Religious Education in China , in China Perspectives , Vol.45 , January-February 2003   ويقول الباحثان في معهد آسيا الشرقية في جامعة سنغافورة الوطنية : إن الإسلام يعتنقه ألاويغور كما يعتنقه المسلمون الصينيون ( الخوي) المنتشرون في أنحاء الصين ، وفي الوقت الذي تعتبره حكومة الصين تهديد سياسيا لها في شينجيانغ( تركستان)   فتحاربه ، فإن المسلمين الصينيين في مقاطعات نينغشيا وكانسو و جنغهاي وغيرها أحرار في ممارسة شعائرهم الإسلامية الدينية ، (Zhao Litao & Tan Soon Heng : China`s Regulations of Religion in a Changing Context , p.13 , Online Article

  في خارج مقاطعة شينجيانغ تسمح حكومة الصين لبعض الجماعات المسلمة في إدارة مدارس خاصة في المناطق الفقيرة والقيام ببرامج الإغاثة والإعانة ، وقد امتدح موقع إلكتروني حكومي منجزات مدرسة إسلامية خاصة في مقاطعة كانسو  في عام 2005  ، كما شكرت صحافة مقاطعة جينغهايQinghai مسجد دونغوان  Dongguanعلى تقديمها الطعام والمأوى للمحتاجين ، وفي خارج شينجيانغ ترخص للمساجد أن تنظم الدروس الدينية للأطفال الذين تقل أعمارهم عن 18 عاما

 ولكن في مقاطعة  شينجيانغ فإن حكومة الصين تصنف ممارسات الأويغور للشعائر الإسلامية بالتطرف الديني والانفصال القومي ، و تفرض على الأويغور قيودا شديدا على حياتهم الدينية أكثر مما تفرضه على المسلمين الآخرين ، وطبقا لأقوال أحد أعضاء أكاديمية العلوم الاجتماعية في شينجيانغ : فإن شينجيانغ ( تركستان)  تتميز بكثرة القوانين الدينية أكثر من أي مقاطعة أخرى تستخدمها الدولة سلاحا لمحاربة الدين ، ويمكن ملاحظة ذلك في التصريح السياسي لسكرتيرالحزب الشيوعي لمقاطعة شينجيانغ ( تركستان)  حيث أعلن السكرتير وانغ ليجون  في يناير 2005 : (لن يتهاون التعليم العام  بتفعيل الإلحاد على تغير العادات الاجتماعية حتى يقود الجماهير إلى تطوير حياتها العلمية والمدنية والصحية و يحفز على التطور الوطني )

وفي الوقت الذي أعلن مسؤلو الحكومة المركزية في بكين للإعلام الخارجي في مارس 2005تأكيدهم  أن الأقليات يتمتعون بالحرية في ممارسة شعائرهم الدينية ، كانت حكومة شينجيانغ ( تركستان) تمنع الأطفال الذي تقل أعمارهم من دخول المساجد و دراسة العلوم الدينية حتى في منازلهم ، وتمنع الطلاب من المشاركة في الأعياد الدينية ومن الصيام في رمضان أو ارتداء الملابس الإسلامية في المدارس , وكانت تطلب من المدرسين أن تبلغها عن الطلاب الذين يصلون أو يصومون ، وبينما قيدت بناء المساجد فإنها أغلقت العديد منها ، كما أغلقت المدارس الدينية  منذ تسعينات القرن العشرين .

و لم تكتف الصين بتقييد الحرية الدينية وانتهاك حقوق المسلمين في شينجيانغ ولكنها انتهكت أيضا حريتهم في التعبير و حقهم في حماية ثقافتهم الخاصة والتي منحتها لهم قانون مناطق الحكم الذاتي القومي والعهود العالمية التي ألتزمت بها الصين دوليا .

2005 Annual Report : congressional-Executive Commission on China , 109th congress , 1st Session , Oct.11,2005 .pp.51-52 , Online article : http://www.cecc.gov.com  

ومن المفارقات العجيبة أن نشر وتوزيع الكتب الدينية الإسلامية مسموح بها في مقاطعات الصين ولكن  في شينجيانغ ( تركستان)  و هي مقاطعة صينية أيضا لا يسمح فيها بتداول الكتب و نقلها من مقاطعات الصين و نشرها فيها تعتبر جريمة كبرى يعاقب عليها القانون الصيني الذي يسمح هناك و كلها في نظام دولة واحد ، هذا ما حدث وهذا ما يوضحه قرار محكمة التفتيش الشعبية في أورومجي بتاريخ13/1/2010 ( الملحق رقم 1) ويتضمن ما يلي :

السلطات الصينية اعتقلت 8 أشخاص هم :
عبد الأحد محمد أمين ، 3 عاما ، من قراقاش في خوتن بتاريخ 5/6/2009
عبد الكريم يعقوب ، 30 عاما , من مدينة اقسو بتاريخ 5/6/2009
على ناصر ، 32 عاما, من مدينة كاشغر بتاريخ 1/4/2009
أحمد محمود ،31 عاما,  من بلدة كوما بولاية خوتن 1/4/2009 
عبد السلام عبيد الله , 39 عاما ، من آباد بمدينة اقسو بتاريخ 1/5/2009
محمد يوسف محمد أمين ، 26عاما , بلدة كوما بولاية خوتن بتاريخ  10/4/2009
يوسف عبد القادر , 31 عاما , من بلدة كوما بولاية خوتن بتاريخ 22/3/2009
عبد الحميد عبد الجليل , 28 عاما ، من بلدة كوما بولاية خوتن بتاريخ 19/4/2009

فقد قام هؤلاء المتهمون بجمع مبلغ 32 ألف يوان ( 4700 دولار) والشراء من ماخاكي ( مسلم صيني غير معتقل)  في مدينة لا نجو في بولاية كانسو و شراء الكتب التالية :

تفسير أبن كثير  2- النبع الصافي 3- مختصر سيرة التابعين 4- الإيمان والحياة 5- شروط الإيمان 6- الأسس الإسلامية 7- ماذا يقول الإسلام للنساء 8 – أثر الهجرة 9- تربية الأولاد في الإسلام 10- الحلال والحرام في الإسلام 11- طريق المسلمين 12- الخلفاء الراشدون 13 – مفاهيم يجب أن تصحح 14- قاموس عربي – أويغوري

 وعدد النسخ التي تم شراؤها من هذه الكتب أكثر من عشرين ألف نسخة ، ثم تم نقلها إلى مدن أورومجي و خوتن وكاشغر واقسو و بيعها ، وحيث إن هذه الكتب كلها كتب غير قانونية وتحرض على الانفصال فقد تم اعتقال المذكورين وسجنهم لمحاكمتهم طبقا للمادة 141 من قانون جمهورية الصين الشعبية الجنائية ، الموقعون على القرار من محكمة  التفتيش الأهلية لمدينة أورومجي  :

المفتش المؤقت : فريدة محمد   ،  والمفتش المؤقت أمير الدين حسن في يوم 13/1/2010

المعتقلون في سجن شسه ن

وهكذا لم تكتف حكومة الصين الشعبية من إساءة معاملة الأويغور بالنسبة إلى الصينيين  ،  القومية الرئيسة هان Hanzhu  بل تسئ إليهم حتى بالنسبة إلى إخوانهم المسلمين الصينيين ، الخوي Huizhu وما هو مسموح لهم يعاقب عليه الأويغور ، أنظر إلى أي درجة وصل التمييز العنصري ؟ حتى أن الطلاب الأويغور الذين يدرسون في مدارس المسلمين الخوي تمنعهم من الدراسة فيها وتعتقلهم السلطات الصينية و تعيدهم بالقوة إلى شينجيانغ( تركستان) بدعوى الانشغال بأنشطة دينية غير قانونية (  Xinjiang -2008 Annual Report of the Congressional –Executive Commission on China , 110 Congress, Second Session , Oct.31,2008

و عندما فرضت في المعهد الإسلامي في أورومجي و هو المعهد والمدرسة الإسلامية الوحيدة في مقاطعة شينجيانغ ( تركستان) المواد الشيوعية وهي : تاريخ الحزب الشيوعي الصيني ، وتاريخ شينجيانغ ، النظرة الماركسية نحو الدين و مختارات من أقوال الرئيس دينغ شاوبينغ ، أحتج كل من أساتذة المعهد الشيخ محمد عبد الله الحاج و الشيخ يوسف الحاج واعتقلا و أجبر مدير المعهد الشيخ محمد صالح على الاستقالة في أكتوبر  2000 ، وفي بلدة قراقاش في ولاية خوتن أغلق مسجد دونغ Dong لأنه مجاور لمدرسة ابتدائية يتردد إليه طلابها ،  وفي عام 1989 في  بلدة توقسون بولاية اقسو عندما طالب المسلمون بأرض مسجد رسته Reste باعتها السلطات الصينية لرجل أعمال صيني  ، اعتقلت كلا من : ياسين تردي والهام مجيد و اوتكور عمر و محمد أحد و تردي أحمد و توختي قوتي و عيسى حسن و رحيم رحمان و لا يزال أكثرهم معتقلون في السجن الأول في أورومجي حتى الآن ( Western development strategy : Disaster in East Turkistan, Eastern Turkestan Information Center, Uygurischer Verein e. V, Vereinsregister VR 151617 , 2008-09-01, p.26