تدمير ثقافة الأويغور في "سياحة شينجيانغ" المزعومة

في الصورة:فتاة ترتدي ملابس صينية ترقص في مسجد بتركستان الشرقية التي تحتلها الصين وتسميها "شينجيانغ"خلال شهر رمضان المبارك، أبريل 2023.

إعداد مهربان، مراسلة إذاعة آسيا الحرة.

أفادت وسائل الإعلام الصينية تديرها الدولة أن "السياحة في شينجيانغ" آخذة في الارتفاع منذ عام 2024. وبحسب خبر "تانغريتاغ" في 9 أغسطس "في الأشهر السبعة الأولى من عام 2024، تم استقبال 165 مليون سائح في المنطقة، وصلت إيرادات السياحة إلى 186.851 مليار يوان، بزيادة قدرها 28.53% مقارنة بالفترة نفسها "من العام الماضي."
 
وذكر التقرير الخاص بما يسمى "سياحة شينجيانغ" أن السياح الأجانب هذا العام هم بشكل رئيسي من كازاخستان وماليزيا وتايلاند؛ السياح من داخل الصين هم من مقاطعات ومدن مثل سيتشوان وتشونغتشينغ وجيانغسو وتشجيانغ. وقال التقرير إن "شينجيانغ ستسعى جاهدة لتحقيق هدف استقبال 300 مليون سائح في خطة 2024".
وبحسب الأخبار، فقد ركزت 14 مقاطعة وولاية ومدينة في المنطقة هذا العام على السياحة الثقافية، والمشاريع السياحية المختلفة مثل الجولات في مدينة كاشغر القديمة، والجولات توضح أنماط حياة المواطنين العاديين في المقاطعات والأرياف، وجولات في الأماكن السياحية الخلابة وتم التأكيد على أن السياحة المنتظمة تم تطويرها. 
لكن في مقاطع الفيديو التي نشرها السياح الصينيون، تم التأكد أن المساجد تم تحويلها إلى الفنادق والمطاعم في هذه المواقع السياحية، وهي أماكن مقدسة للعبادة الدينية للإيغور، وأن السياح الصينيين يمارسون سلوكيات غير أخلاقية مختلفة في هذه الأماكن المقدسة (المساجد).
 
على سبيل المثال، في مقطع فيديو نشرته على فيسبوك يوم 8 أغسطس الناشطة زمرت داوود، وهي أويغورية، إحدى شهود معسكر الاعتقال، المقيمة في الولايات المتحدة، يظهر فيه أن السياح الصينيون يقومون بزيارة أحد أشهر المعالم التأريخية في تاريخ الأويغور الذي يمتد لآلاف السنين من توربان كاريز، على عكس اعتقاد الأويغور في الحفاظ على نظافة المياه، يظهرون وهم يغمسون أقدامهم القذرة في ماء توربان كاريز ويرمون قشور الفواكه وبقايا الطعام والزجاجات الفارغة.
وأظهر مقطع فيديو تم تسريبه سابقًا أن سياحًا صينيين يشاهدون فتاة أويغورية نصف عارية تؤدي "رقصة كوسين" في مسجد شهير في كوتشار خلال شهر رمضان عام 2023. وقد أثار هذا الفعل، الذي يهين المعتقدات الدينية والتقاليد الأخلاقية للأويغور، غضب شعب الأويغور وتلقى إدانة شديدة من المنظمات في الخارج.
قال السيد تورغونجان علاء الدين، نائب رئيس الشؤون الدينية بمؤتمر الأويغور العالمي، إنه بالإضافة إلى تدمير معظم المساجد، تم تحويل المساجد المتبقية إلى مناطق الجذب سياحي للمستوطنين الصينيين لزيارة المنطقة. وأكد أنه حتى خلال شهر رمضان، تكون المساجد مغلقة أمام الأويغور ومفتوحة أمام السياح الصينيين، وتم تحويل بعضها إلى حانات للترفيه الصيني. وهذه أدلة على أن السلطات الصينية تقوم بشكل متعمد وممنهج بتدمير المعتقدات الدينية وثقافة الأويغور.
 
بالإضافة إلى ذلك، تم الكشف أن كثيرا من المساجد في تركستان الشرقية تم تحويلها إلى مطاعم ومقاهي.
إحداها، في مدينة غولجا، وهي منطقة سياحية في "منطقة قازانتشي السياحية" التي حولها الصينيون إلى فندق، وتسمى "فانجينغ" باللغة الصينية، وتعني "ساحة ذات مناظر خلابة"، وهو ما أكده قسم الأويغور لإذاعة آسيا الحرة في أبريل 2022. 
 
حسب المعلومات التي وردت إلينا، أن الفندق تم فتحه للسياح في عام 2019 من قبل رجل أعمال صيني من بكين. وأفاد أشخاص يعرفون الوضع في غولجا للإذاعة إن الفندق، الذي يقع في المركز السياحي لمدينة غولجا، في "منطقة كازانشي السياحية"، كان في الأصل مسجدًا يسمى "المسجد الأوزبكي" بالقرب من السوق الصيني بمدينة غولجا، وكان يتم أداء الصلوات في هذا المسجد حتى عام 2016.
 
السيدة زبيرة شمس الدين، إحدى نشطاء الأويغور في أمريكا وهي باحثة في "مشروع حقوق الإنسان الأويغوري"، أجرت محطتنا الإذاعية مقابلة معها وقالت: إن المنظمة تعد تقريرًا خاصًا عن الغرض السياسي للترويج السياحي للحكومة الصينية، ويطلق عليها "سياحة شينجيانغ" وثقافة الأويغور التي يتم تدميرها في هذا الصدد.
وقالت إنه على الرغم من أن الحكومة الصينية تعمل على تعزيز تنمية السياحة في تركستان الشرقية وجني فوائد اقتصادية كبيرة، إلا أن هذا النوع من السياحة الذي يدر أرباحاً للحكومة الصينية والشركات الصينية، يدمر الأماكن المقدسة والآثار الثقافية لتركستان الشرقية وشعب الأويغور.
 
تُظهر مقاطع الفيديو التي نشرها السياح الصينيون أيضًا أكوامًا من القمامة التي تركها السياح الصينيون في المواقع السياحية أثناء زيارتهم للمواقع السياحية في تركستان الشرقية.
 
مصدر الخبر: إذاعة آسيا الحرة.
‏https://www.rfa.org/uyghur/xewerler/sayahetchilik-uyghur-medeniyiti-08122024103924.html
في الترجمة من الأويغورية: عبد الملك عبد الأحد.