في الصورة: شوهد منسوبوا وسائل الإعلام الباكستانية وهم يرقصون في منطقة غولجا شمال تركستان الشرقية للسياحة الثقافية. 22 أغسطس 2024، غولجا.
إعداد جُل تشهرة، مراسلة إذاعة آسيا الحرة من واشنطن.
في الأيام الأخيرة، تنتشر على وسائل التواصل الاجتماعي، مثل فيسبوك وإنستغرام، صور ومقاطع فيديو لوفد زائر مكون من 10 أشخاص من باكستان إلى تركستان الشرقية بدعوة من الحكومة الصينية، وهم يرفعون الأعلام الصينية ويقيمون مآدب خاصة ورحلات تنظمها السلطات الصينية في أورومتشي وكاشغر وكورلا وأماكن أخرى، وههم يشاهدون العروض الموسيقية ويمدحون السلطات الصينية بملء فيهم بأن "المسلمين من جميع الأعراق يعيشون بسعادة في شينجيانغ".
وعلى الرغم من أنه ليس جديدًا أن تقوم الحكومة الصينية بتنظيم وفود من باكستان لزيارة تركستان الشرقية منذ سنوات، إلا أن ما يلفت الانتباه وجود أشخاص يرتدون قبعات الأويغور وهم يشكلون نفوذ رئيسي ضمن ما يسمى "الوفد الزائر لممثلي الأعمال والصناعة الباكستانيين".
وفي الرسائل الانتقادية التي ينشرها الأويغور حول هذا الأمر على وسائل التواصل الاجتماعي، يؤكدون أن الأشخاص الذين يزورون تركستان الشرقية من باكستان بدعوة خاصة من الصين هم الأويغور.
في الصورة: أعضاء وفد باكستاني مكون من 10 أعضاء يزور تركستان الشرقية بدعوة من الحكومة الصينية. أغسطس 2024، أورومتشي.
وقد دعا رئيس وقف عمر أويغور، الذي قام بحملة ضد الإبادة الجماعية في تركستان الشرقية الشعب الباكستاني إلى عدم تصديق الدعاية الصينية والتوقف عن الدفاع عن الصين.
وقال عمر أويغور، رئيس الوقف والناشط الأويغوري في مجال حقوق الإنسان، إن الوفد الزائر تم تنظيمه بشكل مشترك من قبل السفارة الصينية في باكستان والجمعيةالصينية الباكستانية، من الأشخاص في روالبندي، وجيلجيت، وإسلام أباد الذين استفادوا دائمًا من العلاقات الوثيقة مع السفارات والقنصليات الصينية، وترأس الوفد ناصر خان صاحب، رئيس جمعية X الصينية والرئيس السابق لغرفة التجارة والصناعة في إسلام أباد، الذي استفاد منهم، ويضم أيضا عظيم جان، رئيس المجلس التنفيذي لجمعية X الصينية، وعبد العزيز وأكبر وغيرهم من رجال الأعمال الأويغور..
غادروا باكستان إلى أورومتشي في 19 أغسطس، ومن 20 أغسطس، قاموا بزيارة أورومتشي وكورلا وكاشغر وأماكن أخرى على نفقة الحكومة الصينية بالكامل.
في الصورة: أعضاء وفد باكستاني زائر مكون من 10 أعضاء إلى تركستان الشرقية بدعوة من الحكومة الصينية. أغسطس 2024.
وقال السيد عمر إن الأويغور في الوفد الزائر، فور وصولهم إلى الصين، كتبوا باللغة الأردية والإنجليزية عبر وسائل التواصل الاجتماعي أنهم رأوا الأويغور وغيرهم من المسلمين يعيشون في تركستان الشرقية في أمن وسلام ووئام، وأن الصين تعمل على تطوير تركستان الشرقية، وأن الأخبار المتعلقة بتركستان الشرقية في الغرب كاذبة، وكما كان متوقعا، بدأوا بترويج حملة الصين "شينجيانغ مكان جيد".
لقد تواصلنا مع جمعية Xالصينية، التي تعمل في روالبندي، للحصول على تفاصيل حول تركيبة الوفد الزائر والغرض من الزيارة، لكن لم يرد أحد على الهاتف.
يوجد حاليًا ما يقرب من ألف عائلة من الأويغور تعيش في جيلجيت وروالبندي بباكستان، ولم يتم منحهم الجنسية الباكستانية ويعانون من أزمة الجنسية على الرغم من أنهم موجودون في باكستان منذ أكثر من 50 إلى 60 عامًا تم الكشف عن تكتيكات التحكم عليهم بالاشتراك مع منظمة المغتربين الصينيين "X Chinese Society" في باكستان.
وفي روالبندي، لا يزال ما يقرب من 100 من الأويغور الذين قدِموا كلاجئين إلى باكستان من أفغانستان معرضون لخطر الترحيل إلى الصين أو أفغانستان لأنهم لا يملكون أي أوراق ثبوتية في باكستان.
في الصورة: أعضاء وفد باكستاني زائر مكون من 10 أعضاء إلى تركستان الشرقية بدعوة من الحكومة الصينية. أغسطس 2024.
وقال السيد عمر، رئيس وقف الأويغور في باكستان، إنه غاضب جدا من الجالية الأويغورية في باكستان لتعاونهم مع السفارة الصينية في التستر على الإبادة الجماعية التي تتعرض لها شعب الأويغور وقيامهم بزيارة تركستان الشرقية ضمن وفد رجال الأعمال الأويغور في باكستان، التي تنظمها الحكومة الصينية.
وقبل ذلك، في الفترة من 20 إلى 24 أبريل، وبدعوة من اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، قام ما يسمى بـ "وفد النخبة الشبابية الباكستانية" بزيارة أورومتشي وكاشغر وآتوش، وقالوا إنهم قاموا بذلك وشهد الوضع الحقيقي للاستقرار والتنمية الاقتصادية والوئام الديني والازدهار الثقافي والتنمية القوية في المنطقة. وذكرت الصحافة الصينية في جميع وسائل الإعلام أنهم قالوا: "يمكننا أن نرى الناس يرقصون بسعادة طوال الوقت. أشعر حقًا أن حياة الناس في شينجيانغ أحلى من العسل". وأعربوا عن دعمهم لجهود الصين في مكافحة "الإرهاب" و"التطرف" بعد زيارة معرض حول "مكافحة الإرهاب والتطرف" في أورومتشي لوسائل الإعلام الصينية.
وفقًا لمقاطع الفيديو القصيرة لعبد العزيز، وهو رجل أعمال أويغوري من جيلجيت، الذي ذهب إلى تركستان الشرقية بدعوة من الصين، على فيسبوك، فإن الأويغور الباكستانيين الذين تمت دعوتهم إلى "رحلة شينجيانغ" يبدو هذه المرة أيضًا بدأوا جولتهم بزيارة المعرض لمكافحة الإرهاب والتطرف، على غرار زيارتهم لأورومتشي السابقة.
الجانب الصيني، شكل الوفد الزائر المكون من 10 أشخاص برئاسة ناصر خان صاحب، رئيس غرفة التجارة والصناعة في إسلام أباد، وتم ترتيب ما مجموعه 8 أيام من الزيارات إلى تركستان الشرقية اعتبارًا من 20 أغسطس.
وتكشف التصريحات التي شاركها أن الزيارة تمت بالكامل على نفقة وترتيبات الحكومة الصينية. بدأوا زيارتهم التي رتبتها الحكومة الصينية في أورومتشي، بالإضافة إلى تناول الطعام مع مسؤولي الحكومة الصينية في المآدب الكبرى، وزيارة معرض أورومتشي لمكافحة الإرهاب، والبازار الدولي، ومعهد شينجيانغ "الإسلامي"، وغيرها من "المواقع السياحية في شينجيانغ" التي حددتها الصين، وعُلم أيضا أنهم شاركوا في "أسبوع التراث الثقافي" الذي نظمته المدينة في 22 أغسطس/آب، "شينجيانغ مكان جيد".
لقد تواصلنا مع هذا الإيغوري الذي يُدعى عبد العزيز عبر منصات التواصل الاجتماعي الخاصة به، لكنه لم يرد على استفساراتنا.
وتم الكشف عن قيام السفارة الصينية في باكستان بحملة "جولة شينجيانغ" للمغتربين الأويغور في باكستان قبل بضعة أشهر.
وعقدت "جمعية X للمغتربين الصينيين" في روالبندي، والتي تعمل بشكل مستمر لصالح الحكومة الصينية مع السفارة الصينية، ندوة في 18 مايو في إسلام آباد بعنوان "آفاق شينجيانغ في عيون باكستان". حضر اللقاء رئيس الجمعية الصينية محمد ناصر خان وعضو اتحاد المغتربين الصينيين محمد عظيم خان. وركز مسؤولو السفارة الصينية في الاجتماع على تعزيز "الحرية الدينية" للمسلمين في تركستان الشرقية وحقيقة أن المنطقة أصبحت وجهة سياحية.
وفي الوقت الذي تواصل فيه السلطات الصينية الإبادة الجماعية للأويغور وتحاول من ناحية أخرى ذر الرماد في عيون المجتمع الدولي بـ "سياحة الإبادة الجماعية"، يستخدم بعض الأويغور في باكستان للترويج لدعايتهم أن "شينجيانغ مكان جيد" .
تلقت السيدة حنا زبيري مقابلتنا، وهي من أصول باكستانية، رئيسة مكتب واشنطن لمنظمة Justice for All وهي منظمة إسلامية بارزة في الولايات المتحدة. وقالت: في حين أن الأويغور في باكستان لا يزالون غير مدركين لمصير آبائهم وإخوتهم في وطنهم، فإن قيام بعض الأويغور بزيارة وطنهم بدعوة من السفارة الصينية ومشاركتهم في تبرير سياسة الإبادة الجماعية التي تتورط فيها الحكومة الصينية، إنه لأمر محزن للغاية، وقالت: إن دعاية "الصداقة الصينية الباكستانية" يتم غرسها في قلوب الناس في باكستان من الطفولة. ليس فقط القطاع السياسي في باكستان، ولكن أيضًا قطاع الأعمال يحاول الحفاظ على علاقة وثيقة مع الصين، ويمكننا أن نرى حالات تبنِّي الصينيين ثقافيًا من خلال إنتاج أفلام تصور الزواج بيين الصينيين والباكستانيين. لكن الكثير من الباكستانيين لا يفهمون بعد كيف سيؤثر ذلك على الجالية الأويغورية التي تعيش في باكستان وشعب الأويغور الذين يواجهون الإبادة الجماعية في الجانب الآخر من الحدود.
يواجه الأويغور في تركستان الشرقية سياسة الإبادة الجماعية التي تنتهجها الحكومة الصينية أو الاستيعاب، وليس لديهم خيار سوى أن يصبحوا صينيين أو يموتوا. عندما يزور الأويغور في باكستان تركستان الشرقية في تخطيط وترتيب الحكومات الصينية الباكستانية، فإن الصين تستخدم بعض الشعب الذي تضطهده بجرائم ضد الإنسانية في محاولة للتغطية على جرائمها. "ولسوء الحظ، فإن حكومة باكستان، التي تعتمد بشكل كامل على الاقتصاد الصيني، تتعاون مع هذا النوع كمثل شعبي "قلي لحمه في دهنه" الذي تستخدمه الصين للأويغور في باكستان".
وتابعت السيدة حنا: "أما بالنسبة لكيفية استخدام الأويغور في باكستان للدعاية الصينية، فربما باع بعض الأويغور في باكستان ضمائرهم إلى الصين مقابل دراهم بخسة، وبعضهم اضطروا إلى ذلك لأن أقاربهم كانوا احتجزتهم الحكومة الصينية كرهائن وكانوا تحت التهديد." "أعتقد أن هذا ممكن."
مصدر الخبر: إذاعة آسيا الحرة.
https://www.rfa.org/uyghur/xewerler/pakistan-uyghur-sayahet-omek-sodiger-08262024171741.html
في الترجمة من الأويغورية: عبد الملك عبد الأحد.