فهل تؤدي مشنقة الديون الصيني إلى إرغام الأفارقة على غض الطرف عن جرائم الإبادة الجماعية التي ترتكبها الصين ضد الأويغور؟

في الصورة: صورة تذكارية لاجتماع "منتدى التعاون الصيني الأفريقي". 4 سبتمبر 2024، بكين.

عقد "منتدى التعاون الصيني الأفريقي" في بكين في الفترة من 4 إلى 6 سبتمبر. وشارك في الاجتماع قادة من أكثر من 50 دولة أفريقية، وألقى الزعيم الصيني شي جين بينغ كلمة افتتاحية في 5 سبتمبر.

وفقا لتقرير هيئة الإذاعة البريطانية في 4 سبتمبر، "منتدى التعاون الصيني الأفريقي: حضور الصين في أفريقيا - السكك الحديدية والقروض وتجارة الأسلحة"، فقد تأسس "منتدى التعاون الصيني الأفريقي" في أكتوبر 2000، وشارك فيه 53 دولة من القارة الأفريقية في هذا المنتدى ، ويبلغ عدد الدول في القارة الأفريقية 54 دولة. كل ما في الأمر أن مملكة إيسواتيني، التي لا تزال تحافظ على علاقتها دبلوماسية مع تايوان حتى الآن، لم تنضم إلى المنتدى.

وفقا للتقرير الإخباري، قبل بدء اجتماع "منتدى التعاون الصيني الإفريقي"، أصدر الجانب الصيني كتابا أزرق بعنوان "تقرير حول تطوير "حزام واحد، طريق واحد" تم بناؤه بشكل مشترك بين الصين وإفريقيا".

ووصف نتائج مشاريع البنية التحتية الصينية في أفريقيا ويقدم المعلومات التالية: "في الوقت الحالي، يبلغ طول خطوط السكك الحديدية التي بنتها الصين وجددتها في أفريقيا أكثر من 10000 كيلومتر، وطول الطرق البرية أكثر من 100000 كيلومتر، وعدد الجسور أكثر من 1000، والميناء البحري أكثر من 100، ويبلغ طول خطوط نقل الطاقة أكثر من 66 ألف كيلومتر، وخطوط الشبكة الاتصالات أكثر من 150 ألف كيلومتر. 

لقد وقفت الغالبية العظمى من الدول الأفريقية باستمرار إلى جانب الصين في الإبادة الجماعية الصينية ضد الأويغور.

قال الدكتور أركين أكرم، الأستاذ المشارك في جامعة هاجي تبه التركية والخبير الاستراتيجي، إن النظام الصيني، منذ فترة طويلة، منذ عهد ماو تسي تونغ إلى عهد شي جين بينغ، يجمع الدول الأفريقية حول نفسه ويستخدمها كقوة ضد الغرب. وأشار إلى أن هدف مؤتمر "منتدى التعاون الصيني الأفريقي" الذي سيعقد في بكين هذه المرة هو تعزيز العلاقات مع الدول الأفريقية والنظام الصيني.

وبحسب التقرير، فإن النظام الصيني الشيوعي، جمهورية الصين الشعبية، كان دولة مغلقة بلا أصدقاء وقت تأسيسه. منذ الستينيات، تمكن الدبلوماسيون الصينيون من "كسب قلوب" بعض الدول الأفريقية من خلال الذهاب إلى نفس الدول الضعيفة التي تشبهها في اليُتم الدبلوماسي في أفريقيا من أجل تحرير بلادهم من اليتم الدبلوماسي. وفي عام 1971، عندما حلت جمهورية الصين الشعبية محل تايوان وأصبحت عضوا في الأمم المتحدة وأصبحت فيما بعد واحدة من الأعضاء الخمسة الدائمين في الأمم المتحدة، صوتت 22 دولة أفريقية لصالح الصين. حتى اليوم، على الرغم من أن النظام الصيني جعل شعبه فقراء وجائعين، فقد كانت هناك مجاعة كبيرة في الصين، واستمرت "الثورة الثقافية الكبرى"، ولم تتوقف الكوارث الداخلية، رغم تلك الكوارث والفقر المدقع، لم يتوقف النظام الصيني أبدًا عن مساعدة البلدان الأفريقية.

بحلول عام 2023 حجم التبادل التجاري بين الصين والدول الإفريقية يصل إلى 282 مليار دولار 

يعتقد السيد بختيار عمر، محلل الوضع في النرويج، أن الدول تحتاج إلى نظام دكتاتوري مطلق إلى جانب المساعدات المالية الصينية من أجل الحفاظ على نظامها وحكم شعوبها دكتاتوريا مثل الصين. ولهذا السبب يغضون الطرف عن جرائم الإبادة الجماعية المرتكبة ضد الأويغور من قبل الصينيين. ولكن في المستقبل، مع ضعف الصين، سوف يُجبرون على أن ينأوا بأنفسهم تدريجياً عن الصين.

وقد تم استثمار رأس المال الصيني في مشاريع البنية التحتية الكبرى مثل الطرق والموانئ والسدود ومحطات الطاقة والمطارات في البلدان الأفريقية. ولكن هذه المساعدات لم تنقذ البلدان الأفريقية من الفقر، والجوع، والصراعات الأهلية، والأمراض. وبدلا من ذلك، تختنق العديد من البلدان بسبب الديون الثقيلة ذات نِسبة الفائدة المرتفعة. وتظهر إحصائيات مراكز الأبحاث في لندن أنه في الفترة من 2000 إلى 2022، زاد الدين الخارجي للكومنولث الأفريقي 5 مرات، ليصل إلى 696 مليار دولار. ومن هذا المبلغ، هناك 83.52 مليار دولار مستحقة للصين.

ووفقا للسيد بختيار، فإن السكان المحليين لم يحصلوا على أي فائدة من المساعدات الصينية للدول الأفريقية. ولهذا السبب، أصبحت بعض الدول الأفريقية غير راضية بشكل متزايد عن مشروع "حزام واحد وطريق واحد" الصيني.
 
ما هي أكبر فوائد الاستثمار الصيني في الدول الأفريقية؟
 
وفقا للتقرير، تحصل الصين على 3 فوائد من الدول الأفريقية. وأحد هذه المكاسب الدبلوماسية. والثاني هو المواد الخام. ثالثا، تجارة الأسلحة.

تشير عبارة "المنفعة الدبلوماسية" إلى المصالح الوطنية للصين في المنتديات الدولية الكبرى مثل الأمم المتحدة. على سبيل المثال، منذ عام 2020، صوت ما يقرب من نصف الدول الأفريقية لصالح الصين في قضايا هونغ كونغ وتركستان الشرقية التي تحتلها الصين وتسميها "شينجيانغ" والتبت التي كانت مثيرة للجدل في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة. وعندما نددت الدول الغربية باضطهاد الصينيين للأويغور، لم تدعمهم أي دولة أفريقية. 

وقال إريك أولاندر (Eric Orlander)، مؤسس "المشروع الصيني الأفريقي": "بالنسبة للزعماء الأفارقة، فإن عدم العداء مع بكين هو الأهم من بين العديد من السياسات الخارجية المهمة. "النقطة الرئيسية التي فشل المنتقدون في فهمها هي أن الغالبية العظمى من البلدان النامية الفقيرة مثقلة بديون ثقيلة لبكين، وأنها تعتمد على الصين في الغالبية العظمى من تجارتها. ولا يمكنها تحمل هجوم انتقامي محتمل عن طريق إثارة غضب الصين. ". 

ثاني أكبر فائدة للصين من الدول الأفريقية هي المواد الخام. تجمع الصين جميع أنواع المواد الخام من أفريقيا وتزود أفريقيا بالمنتجات الرخيصة التي تنتجها. وتزود الصين ما بين 60 إلى 70 في المائة من السوق العالمية بالليثيوم والكوبالت، وهي المواد الخام اللازمة لصناعة السيارات، من البلدان الأفريقية. وبحلول عام 2023، سيكون محصول الصين من الليثيوم والكوبالت أكبر من محصول الولايات المتحدة وأوروبا مجتمعتين.

منفعة رئيسية أخرى تحصل عليها الصين من أفريقيا هي تجارة الأسلحة. وبعد غزو روسيا لأوكرانيا في 24 فبراير 2022، انخفضت إمدادات روسيا من الأسلحة إلى الدول الأفريقية بنسبة 44 بالمئة. اغتنم النظام الصيني الفرصة، واستولى على السوق على الفور وبدأ في بيع أسلحته الرخيصة إلى الدول الأفريقية.
 
مصدر الخبر: إذاعة آسيا الحرة.
https://www.rfa.org/uyghur/xewerler/qerz-sirtmiqi-afriqa-xitay-09042024102427.html
في الترجمة من الأويغورية: عبد الملك عبد الأحد