نائل أولباق.. لا ينبغي للحكومة التركية أن تدعم الصين في بناء طريق الحرير الجديد!

في الصورة: يتحدث رئيس مجلس العلاقات الاقتصادية الخارجية التركية نائل أولباق. 13 أكتوبر 2023، إسطنبول.

إعداد أركين تاريم، مراسل إذاعة آسيا الحرة من أنقرة.

في تصريح صحفي صدر مؤخرًا، أكد رئيس مجلس العلاقات الاقتصادية الخارجية التركي، نائل أولباق (Nail Olpak) ، على أن الصين تستخدم مشروع "حزام واحد وطريق واحد" للإضرار بصادرات تركيا والاقتصاد التركي. في 18 سبتمبر، أدلى رئيس مجلس العلاقات الاقتصادية الخارجية التركية، نائل أولباق، ببيان لصحيفة ekonomik.com الإلكترونية حول العلاقات التجارية بين تركيا والصين. وحذر الشعب التركي من الصين.

وفي بيانه، تتجه الصين، التي استثمرت ما بين 50 إلى 60 مليار دولار في بناء "حزام واحد وطريق واحد" حتى الآن، من شحن البضائع إلى السوق الأوروبية عن طريق البحر إلى نقل البضائع عن طريق السكك الحديدية التي تمر عبر تركيا. وشدد على أن الصين تحاول أن تقتصر المسافة من 40 -45 إلى 7-8 أيام.
 
وفي بيانه، قال السيد نائل أولباق إن أوروبا هي أكبر سوق لتركيا، وإذا تم تنفيذ مشروع "حزام واحد وطريق واحد" الصيني، فسوف يتسبب في أضرار كبيرة للاقتصاد التركي. وأكد على أن الشاحنات المغادرة من غازي عنتاب، وهي أكبر مقاطعة لدينا لتصدير البضائع إلى أوروبا، ستصل إلى أمستردام في غضون 3-4 أيام. وإذا وصل القطار الصيني خلال ثمانية أيام، فإننا نواجه خطر خسارة أسواقنا. عندما ندعم مبادرة الحزام والطريق، يجب أن نعرف ما الذي ندعمه. لأن الصين سوف تسرق أسواقنا الأوروبية. لذلك علينا أن ننظر إلى المشروع من وجهة النظر هذه!

وذكر أنه أعد تقريرين بهذا الشأن، وقال: "لقد أعددنا تقريرين بهذا الخصوص لمجلس العلاقات الاقتصادية الخارجية التركي. نحن بحاجة إلى تحليل الأمر بشكل صحيح أولا. إذا استخدمنا عقولنا يمكننا تحويل هذه المسألة إلى فرصة. لقد أصبحت الصين الآن أكبر شريك تجاري لنا. ولكن هناك خللاً كبيراً في التوازن التجاري مع الصين. علينا أن نوازن ذلك."

حسب المعلومات الواردة إلينا، فإن حجم التبادل التجاري بين تركيا والصين في عام 2023 بلغ 44 مليار دولار. ولكن، لم تصدر تركيا سوى بضائع بقيمة أربعة مليارات دولار إلى الصين، مما يعني أن تركيا في وضع سلبي في العلاقة التجارية بين البلدين. ويرى الخبراء أن هذا الخلل سيتفاقم إذا بدأت حركة المرور الرسمية على خط السكة الحديد "حزام واحد". في مثل هذا الوقت، كيف ينبغي لنا أن نفهم أن السيد نائل أولباق، رئيس مجلس العلاقات الاقتصادية الخارجية التركي، الذي يضم في عضويته 97 شركة تصدير، يصدر مثل هذا التصريح؟ إذا تحقق "مشروع طريق الحرير الجديد" الصيني، فكيف سيؤثر على تركيا؟

وعبر السيد مَولان تنغريقوت، طالب دكتوراه في العلاقات الدولية بجامعة ابن خلدون بإسطنبول، عن آرائه في هذا الشأن وقال: "إن العلاقة بين تركيا والصين علاقة معقدة. ولا يمكن مقارنة علاقات الصين مع دول الشرق الأوسط وآسيا الوسطى. الأول هو أن تركيا كانت دائماً قريبة من الدول الأوروبية من حيث التجارة والأمن؛ والثاني هو مشكلة الأويغور. 

وبحسب السيد مَولان تنغريقوت، فإن أسباب هذا التصريح القاسي لرئيس مجلس التجارة الخارجية التركي السيد نائل أولباق تتعلق بالعديد من المجالات. مع ذلك، فإن استثمار الصين في تركيا في إطار "طريق الحرير الجديد" يعتبر صغير جدًا مقارنة بدول آسيا الوسطى الأخرى ودول أخرى. ولهذا السبب قامت تركيا مؤخراً بتعديل سياستها الخارجية. وهذا يلعب دورًا مهمًا في تطوير العلاقات مع الصين. وتحدث عن النقاط التي تؤكد عليها الحكومة التركية في هذا الصدد: "الأول هو زيادة الاستثمار في تركيا، والثاني هو شراء المزيد من البضائع من تركيا، والثالث هو ربط الممر الأوسط لتركيا بطريق الحرير الصيني. وعلى الرغم من توقيع العديد من الاتفاقيات بين تركيا والصين، إلا أنه لم يتم تنفيذ سوى القليل منها. وإذا استمر الوضع الحالي فإن تركيا ستفقد أفضليتها، كما جاء في البيان. وحتى عندما يتعلق الأمر بقضية الأويغور، سينفذ ما تقوله الصين. ولن يستفيد الأويغور أيضًا. لذلك أعتقد أنه من المهم بالنسبة لتركيا أن تظهر للعالم أنها تنتهج سياسة خارجية مستقلة، وأن ما تقوله القوى الكبرى لن يكون القول الفاصل على الدوام.

وقال السيد حامدخان كوكتورك، الرئيس السابق لـ " وقف تركستان الشرقية"، والذي كان يراقب عن كثب سياسة تركيا تجاه الصين لسنوات عديدة، إن "بناء طريق الحرير الجديد" سيسبب ضررًا كبيرًا للاقتصاد التركي، وهذا التصريح مهم جدا في تحذير الحكومة التركية والشعب التركي من التهديد الصيني. 

ويؤكد الخبراء أن تركيا دولة ذات نظام ديمقراطي يتبنى القيم الغربية، وبالتالي فإن علاقاتها مع الصين الاستبدادية لن تصل أبدا إلى المستوى الذي تريده الصين.  
 
مصدر الخبر: إذاعة آسيا الحرة.
‏https://www.rfa.org/uyghur/xewerler/turkiye-xitay-yengi-yipek-yoli-09202024121112.html
قام بالترجمة من الأويغورية: عبد الملك عبد الأحد.