في الصورة: الأويغور الذين دمرت منازلهم في جبال يامالك ولم يتمكنوا من جمع وأخذ ممتلكاتهم. 2010، أورومتشي.
إعداد جول تشهرة، مراسلة إذاعة آسيا الحرة من واشنطن.
في الآونة الأخيرة، تم تداول مقطع فيديو قصير شاركه الناشط الأويغوري عبد الولي أيوب على موقع X ووسائل التواصل الاجتماعي الأخرى على نطاق واسع وتسبب في ردود فعل قوية. يُظهر هذا الفيديو، الذي تم تصويره في كاشغر، يبين كيفية استيلاء الصينيين على منازل الأويغور.
في هذا الفيديو القصير، مصدره الأصلي منصة "دوين" الصينية، يظهر أن رجلاً صينياً شريراً يقوم بطرد امرأة من الأويغور بكل وقاحة وعنف من منزلها.
ويظهر هذا الفيديو القصير، الذي لفت انتباه المراقبين، أن الأويغور، المحرومين من منازلهم، يتم إجلاؤهم حاليا من منازلهم التي تم نقلهم إليها، ويتعرضون لمضايقات مستمرة من قبل المستوطنين الصينيين، وحياتهم غير مضمونة على الإطلاق.
في الماضي، تم تدمير منازل الأويغور ومصادرة أراضيهم بذرائع استملاك الجيش للأراضي، وبناء ما يسمى بـ "المنازل المقاومة للزلازل"، و"مشاريع هدم وتجديد الأحياء والبيوت الضعيفة"؛ ومن المعروف أن العديد من الأويغور تم اعتقالهم كعائلات، وتمت مصادرة منازلهم أو تسليمها للمستوطنين الصينيين خلال عملية الاعتقال المستمرة واسعة النطاق للأويغور من قبل السلطات الصينية.
نتيجة لتسريع الصين عملية إضفاء الطابع الصيني على الجزء الجنوبي من تركستان الشرقية، تم تدمير مجتمعات الأويغور التقليدية ونُقل القرى بأكملهاقسرا. تم نقل مجتمعات بأكملها إلى مستوطنات مسورة مصممة لتناسب أسلوب الحياة الصيني وتم بناؤها مثل عُلب الكبريت ومجهزة بأنظمة مراقبة عالية التقنية.
أُجبر الأويغور على العمل في المصانع الصينية المقامة في هذه المناطق.
وقد أدت مصادرة الحكومة لمنازل المزارعين الأويغور وأراضيهم الزراعية بهذه الطرق إلى ترك المزارعين الأويغور في حالة من الفقر والتبعية. بعد هذه السلسلة من الإجراءات القسرية، حُرم الأويغور ليس فقط من حقوق ملكية الأراضي، ولكن أيضًا من حياتهم الاعتيادية وعادات حياتهم التقليدية المرتبطة بالأحياء والمجتمع.
ولمعرفة المزيد عن أصل هذا الفيديو القصير والأسرار الكامنة وراءه، أجرينا مقابلة مع عبد الولي أيوب، الذي شارك الفيديو على وسائل التواصل الاجتماعي. حسب رأيه أن الفيديو يظهر مؤامرة الحكومة الصينية لإلغاء هوية الأويغور من خلال حرمانهم من منازلهم.
وفي الواقع، اقترحت الحكومة الصينية استراتيجية لتحويل تركستان الشرقية إلى "قواعد الإنتاج الثماني الرئيسية" مع جعل المنطقة قاعدة إنتاج زراعية مهمة لضمان أمن الإمدادات الغذائية والتموينية في الصين.
حسب المعلومات الواردة في الآونة الأخيرة، أن وادي تاريم، إحدى المقاطعات الثلاث في الجنوب، التي لديها أكثر المناطق ملاءمة للزراعة، وتتمتع بتربة خصبة و يشكل الأويغور أكثر من 90 بالمائة من السكان، تنفذ فيها عملية التصيين بشكل مكثف.
في 15 سبتمبر، أصدر ما شينغ روي، سكرتير لجنة الحزب في منطقة الأويغور ذاتية الحكم، تعليمات حول كيفية الاستفادة الكاملة من مزايا الموارد في المنطقة، والاستخدام الفعال لموارد الأراضي، ومواصلة توسيع مساحة الأراضي الصالحة للزراعة. وهذا يشير إلى أن عدداً كبيراً من المستوطنين الصينيين يستقرون الآن في جنوب تركستان الشرقية بحجة الزراعة.
كما ردت نيرولا إليما (Nyrola Elima) ، الباحثة المستقلة في أوروبا، على الفيديو القصير الذي شاركه عبد الولي أيوب على قناة X. وشاركت الفيديو عبر حسابها X، وكتبت: "في هذا الفيديو، المسؤول الصيني يطرد المرأة خارج منزلها ويستخدم كلمة "اغربي". وتخضع جميع تحركات الأويغور الذين أعادت الحكومة توطينهم لمراقبة صارمة. في هذا النوع من مشاريع التوطين، تتم السيطرة على أراضي الأويغور ومنازلهم وحياتهم. "هذه المنازل ليست ملكهم، وسيظلون يواجهون التهديد بالإخلاء".
أجرت نيرولا أليما مقابلة معنا وقالت: إنها تجري بحثًا حول موضوع حرمان الأويغور من منازلهم. ويعتقد أن استراتيجية الحكومة الصينية المتمثلة في نقل الأويغور إلى مستوطنات جديدة قد تم تعزيزها بالتوازي مع سياسات الإبادة الجماعية ضد الأويغور.
يعتقد السيد ما جو، وهو مثقف تونجان (مسلم صيني من عرق هوي) من الولايات المتحدة، أن سياسة الصين المستمرة المتمثلة في حرمان الأويغور من الأرض، واستعمار أراضي الأويغور من قبل الصينيين، وإبادة شعب الأويغور ومحوهم من الوجود هي جزء من سياسة الإبادة الجماعية. وأبدى وجهة نظره في هذا الشأن على النحو التالي:
"في الماضي، كان طغيان الصينيين في انتزاع منازل الأويغور كان السبب الأبرز في توسيع فيلق البناء للجيش الذي أنشئ بعد الاحتلال الصيني لتركستان الشرقية. لقد استغلوا السياسة الاستعمارية للحكومة الصينية للاستيلاء على أخصب وأغنى أراضي شعب الأويغور وبالأخص المناطق الحدوية لتركستان الشرقية. وبالنظر إلى الوضع الحالي، فإن الحكومة الصينية تعمل على تشتيت الأويغور من جذورهم، أي من منازلهم وقطع روابطهم بأرضهم وحياتهم التقليدية. أسوأ ما في الأمر هو أن الحكومة الشيوعية الصينية تغطي هذا النوع من السياسة الاستعمارية المفتوحة بأسماء جميلة مثل "الإثراء" و"التحرر من الفقر". من ناحية، تشجع هذه الإجراءات المستوطنين الصينيين على الاستقرار في تركستان الشرقية، ومن ناحية أخرى، تجبر الأويغور على العيش بدون منازل. ونتيجة لذلك، يضطرون إلى التجول في مقاطعات الصين لكسب لقمة العيش. أرى أن هذا استمرار لسياسة الحكومة الصينية في إبادة الأويغور، وهي إبادة جماعية.
وأضافت الباحثة المستقلة نيرولا أليما أيضًا أن الحزب الشيوعي الصيني يستخدم حاليًا المستوطنين الصينيين لتكملة القوى العاملة في المنطقة؛ من ناحية أخرى، ومن أجل حل الأزمة الاقتصادية، إنه يعزز سياسة الصبغة الصينية الكاملة لتركستان الشرقية، وخاصة الجنوب، حيث يشكل الأويغور غالبية السكان. وشددت أيضًا على ضرورة توثيق هذه الحوادث للكشف عن حرمان المسلمين الأويغور من معتقداتهم الدينية وثقافتهم وهويتهم الوطنية وعن أراضيهم، وتشتيتهم، والقضاء عليهم في نهاية المطاف.
مصدر الخبر: إذاعة آسيا الحرة.
https://www.rfa.org/uyghur/xewerler/uyghur-oy-makan-09252024163547.html
قام بالترجمة من الأويغورية: عبد الملك عبد الأحد