بدأ الملتقى الأخوي العالمي السادس عشر لأبناء تركستان الشرقية ومجلس الشورى الوطني السابع لتركستان الشرقية، الذي استضافه الاتحاد الدولي لمنظمات تركستان الشرقية، مساء 4 أكتوبر 2024 في إسطنبول، بحفل استقبال وترحيب للمشاركين.
في صباح 5 أكتوبر حوالي الساعة 9:30، أقيمت الجلسة الافتتاحية الرسمية بمشاركة رؤساء أويغوريين من أكثر من 30 دولة، إلى جانب مثقفين يدافعون عن قضية تركستان الشرقية، ورجال الدولة، وبرلمانيين، وأكاديميين، وممثلين عن مختلف المنظمات المجتمعية، وشيوخ، وأعضاء من العالم الإسلامي العربي.
بدأت الجلسة الافتتاحية بتلاوة القرآن الكريم، حيث افتتحت بتلاوة القارئ الشيخ محمد أمين قاري بعد النشيدين الوطنيين لتركيا وتركستان الشرقية. ألقى بعدها السيد هداية الله أوغوزخان، رئيس جمعية المعارف لتركستان الشرقية ورئيس الاتحاد الدولي لمنظمات تركستان الشرقية، كلمة افتتاحية دعا فيها إلى وقف المظالم اللاإنسانية ضد المظلومين في تركستان الشرقية، بالإضافة إلى فلسطين وغزة والروهينجا وميانمار وسوريا وغيرها من الدول الإسلامية.
الأزمة العالمية واستقلال تركستان الشرقية
أعرب هداية الله أوغوزخان عن امتنانه لجميع المشاركين من شتى أنحاء العالم لدعمهم المستمر للقضية التركستانية. ووجه الدعوة إلى المجتمع الدولي لإعلان وقف دائم لإطلاق النار ووقف الجرائم ضد الإنسانية، مشيراً إلى أن القضية في فلسطين وتركستان الشرقية وغيرها هي مسؤولية إنسانية عالمية.
حيث قال: "أصدقائي الأعزاء من جميع أنحاء العالم، المناصرين المخلصين لقضية تركستان الشرقية، السادة النواب، ممثلو الدول، العلماء، الأكاديميون، والصحفيون الأعزاء، أشكركم على حضوركم الملتقى الأخوي العالمي السادس عشر لأبناء تركستان الشرقية ومجلس الشورى الوطني السابع لتركستان الشرقية.
أود أن أبدأ حديثي اليوم بالدعوة إلى وقف الحروب، والصراعات، وسفك الدماء في جميع أنحاء العالم، وإعلان وقف دائم لإطلاق النار، مع وقف الجرائم ضد الإنسانية بشكل عاجل. يجب إيقاف الجرائم الإنسانية في فلسطين على الفور وإعلان وقف إطلاق النار، ويجب ضمان سلامة الشعب اللبناني، كما ينبغي إرساء بيئة آمنة، دائمة ومستقرة في الشرق الأوسط. هذه الأمنيات تعبر عن مسؤولية العالم تجاه العدالة والسلام. وأعتقد أننا جميعًا هنا نتشارك هذه الرؤية، وأود أن أعرب عن شكري لكم مرة أخرى قبل أن أبدأ حديثي.
تركستان الشرقية تعرضت للغزو العسكري الصيني في عام 1948، وفقدت سيادتها، وتم احتلالها رسميًا في عام 1949. الصين، التي أعلنت تأسيسها بعد ذلك، قامت بعمليات إبادة جماعية واضطهاد ضد الشعوب المختلفة، بما في ذلك شعب تركستان الشرقية. ورغم الاحتلال، لا يزال شعب تركستان الشرقية مناصراً للسلام، والعدالة، وحقوق الإنسان، والمساهمة في تطور العالم. بينما تواصل الصين سياساتها التوسعية، كما يظهر في مبادرات مثل "الحزام والطريق"، والتي تهدف إلى السيطرة الإقليمية والدولية.
حديثي اليوم هو ترحيب بالضيوف المشاركين، وتأكيد على أهمية الجلسات، وورش العمل، والمناقشات القادمة خلال اليومين المقبلين، التي ستركز على قضية تركستان الشرقية وما تعنيه للعالم. قضية تركستان الشرقية هي معركة من أجل الحقوق السياسية ومواجهة الإبادة الجماعية والانتهاكات المستمرة ضد أكثر من 35 مليون شخص. كما أنها قضية المسلمين ومسؤوليتهم الدينية، وهي جزء من النضال من أجل تحرير الأراضي التركية، وهي قضية إنسانية عالمية تتعلق بالعدالة والكرامة.
ندرك جميعًا أن العدو قوي وقاسٍ، لكننا نسير على خطى من سبقونا في هذا النضال. قضيتنا تستمر عبر مشاريع وخطط استراتيجية واقعية تركز على أهداف مرحلية ونهائية. اليوم وغدًا، سنناقش التحديات والفرص المستقبلية لقضية تركستان الشرقية.
فيما يخص الأزمة الفلسطينية، ورغم جهود العالم، لم يتمكن المجتمع الدولي من وضع حدٍ للمعاناة هناك، مما يؤكد أن العدالة العالمية باتت مفقودة. تركستان الشرقية تواجه تحديات مماثلة. من الضروري أن تتحرك الدول بشكل جاد لإنهاء الاحتلال والإبادة الجماعية.
كما أن خطر الصين لا يقتصر على تركستان الشرقية، بل يمتد إلى أماكن أخرى مثل ميانمار، وجنوب شرق آسيا، وآسيا الوسطى، وأفريقيا. الصين تشكل تهديدًا عالميًا من خلال سياساتها التوسعية. أشيد هنا بموقف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تجاه قضية تركستان الشرقية، وأود أن أعرب عن تقديري له.
في الختام، أدعو جميع مؤيدي قضية تركستان الشرقية إلى مواصلة العمل المشترك. سنواصل نضالنا لتحقيق الاستقلال والعدالة بناءً على مبادئ القانون الدولي، وسنظل متمسكين بعملنا الاستراتيجي لتحقيق أهدافنا".
كما تم خلال الاجتماع عرض أفلام قصيرة حول التحديات والمصاعب التي واجهها الشعب التركستاني على مدى السنوات الستة عشر الماضية، مما أثار إعجاب الحضور.
الكلمات الترحيبية
بعد ذلك، ألقى العديد من الشخصيات البارزة كلمات ترحيبية. كان من بين المتحدثين كل من: رئيس اتحاء علماء تركستان الشرقية الدكتور عالم جان بوغدا، ومسؤول العلاقات الدولية في حزب أمانة نغارا الماليزي السيد راجا داتو إير حاجي كامارول بحر شاه، ونائب رئيس رابطة العلماء الأوروبيين الدكتور هيثم الحداد، وعضو مجلس الشيوخ في البرلمان الهندي سوجيت كومار، ورئيس مجلس العلاقات الخارجية في مكتب شيخ الإسلام بتايلاند السيد أنوسورن سريادولبان، ورئيس رابطة العلماء الماليزيين داتو وان محمد عبد العزيز، ورئيس رابطة علماء المغرب الدكتور حسن الكتاني، وعضو البرلمان الجزائري مسعود بساس، ونائب رئيس المؤتمر العالمي للأويغور الدكتور أركن أكرم، ومفتي سانجاك محمد ديمروفيتش، ورئيس رابطة الأئمة في سانجاك السيد فاروق إماموفيتش، وعضو البرلمان الجزائري السيد عبدولاني موساميداه، ورئيس جماعة المحمدية للدعوة والإرشاد السيد توان فهمي سليم، وكبير مستشاري رئيس الجمهورية السيد أحمد سليم كوروغلو، ومستشار رئيس الجمهورية السيد أيهان أوغان، وعضو البرلمان عن حزب الخير في إسطنبول السيد محمد ساتوق بورا كافونجو، ورئيس اتحاد المنظمات الأهلية للعالم الإسلامي السيد أيوب أكبال، ورئيس جمعية الإحسان العامة السيد محمد جوني، الأمين العام لرابطة علماء فلسطين الدكتور محمد والي، ونائب رئيس حركة الشباب الماليزية إس إم السيد أنور إسماعيل، وعضو الهيئة الاستشارية العليا لاتحاد العلماء العالميين الدكتور جمال عبد الستار.
الإبادة الجماعية وتأثيراتها الوطنية: الخصائص والنتائج
في فترة ما بعد الظهر، بدأت الجلسة الأولى بعنوان "الإبادة الجماعية وتأثيراتها الوطنية: الخصائص، النتائج، والتأثيرات" بإدارة السيدة فاطمة أر. شارك في الجلسة كل من نور محمد تركستاني، والدكتور عالم جان بوغدا، والدكتور عادل جان أرأويغور، حيث تناولوا التأثيرات الاجتماعية والثقافية للإبادة الجماعية المستمرة في تركستان الشرقية على المستوى الوطني.
آثار الإبادة الجماعية على الصعيد الوطني
أقيمت الجلسة الأولى تحت عنوان "آثار الإبادة الجماعية على الصعيد الوطني" وأدارتها السيدة فاطمة أر. وقد تناولت الجلسة الآثار الاجتماعية والثقافية للإبادة الجماعية المستمرة في تركستان الشرقية، وشارك فيها العديد من الأكاديميين.
التهديد التوسعي للصين في آسيا
بعد ذلك، استمرَّت فعاليات الجلسة الثانية بعنوان "التهديد التوسعي للصين في آسيا" بإدارة الأمين العام لجمعية مراقبة حقوق الإنسان في تركستان الشرقية السيد عبد الأحد أودون. وشارك في الجلسة نخبة من المتحدثين، من بينهم البروفيسور الدكتور ماهيش رانجان ديباتا، والبروفيسور الدكتور يشار ساري، والدكتورة ساديا رحمان، والأستاذ الدكتور عمر كول، والبروفيسور الدكتور سيجي نيشيهارا. وتم خلال الجلسة تقديم عروض شاملة تناولت التأثير المتزايد للصين في آسيا، سياسات الطاقة، مبادرة "الحزام والطريق"، التوازنات الإقليمية، والمشاكل الأمنية المتزايدة في ظل حكم الرئيس الصيني شي جين بينغ. ومع هذه العروض اختُتِم اليوم الأول من اللقاء.