الذكرى ٤٣ لحادثة 30 أكتوبر في تاريخ كاشغر

في الصورة: في أورومتشي، تتجول القوات المسلحة في أنحاء المدينة بسيارة سوداء وترفع شعار " فلنحم وحدة الأمم" مع إشهار الأسلحة. 9 يوليو 2009، أورومتشي.

  إعداد أكرم، مراسل إذاعة آسيا الحرة من ميونخ.

 وفقًا للسجلات، خلال الثلاثين إلى الأربعين عامًا الأولى بعد غزو الجيش الصيني الشيوعي لتركستان الشرقية في عام 1949، وقعت عدة حوادث سياسية كبرى ضد الحكم الصيني في مدينة كاشغر، المعروفة باسم "مهد ثقافة الأويغور". إحداها هي "انتفاضة مجيد وآخونوف" عام 1969، أي قبل 55 عامًا، وينسب مؤرخو الأويغور حركة المقاومة هذه إلى "حزب شعب تركستان الشرقية الثوري"، وهو تنظيم سري كان يتزعمه نائب رئيس حكومة منطقة الأويغور الحكم الذاتية السابق، محمد أمين أمينوف. وأن الانتفاضة، التي بدأت وتمركزت في مدينة كاشغر، قد تم قمعها بشكل دموي من قبل الجيش الصيني.

 ومن حركات المقاومة الأخرى ضد النظام الصيني الشيوعي في كاشغر "حادثة 30 أكتوبر" التي وقعت في كاشغر قبل 43 عامًا. وقع هذا الحادث في 30 أكتوبر 1981 في وسط المدينة عندما أطلق صاحب متجر صيني يُدعى يي شين النار ببندقية صيد على مزارع أويغوري يُدعى عبد الكريم وقتله. وشارك في الإحتجاج أكثر من 50 ألف من أهالي كاشغر.

 في البداية، بدأ الاحتجاج سلميا بالمطالبة بـ "القبض على القاتل ومعاقبته"، لكنه تحول فيما بعد إلى هجوم انتقامي من قبل الشباب الممتلئ بالغضب تجاه القوى الاستعمارية. وأسفرت الاحتجاجات عن مقتل العديد من رجال الشرطة والجنود والمدنيين الصينيين في كاشغر، إضافة إلى تدمير العديد من المباني والمنشآت الحكومية.

 وحاولت شرطة كاشغر في وقت لاحق التقليل من حجم الحادث وتأثيره من خلال تقرير كاذب مفاده أن "أكثر من 10 آلاف شخص شاركوا في المسيرة، ومات أكثر من 10 أشخاص، وأصيب أكثر من 100 شخص". لكن بحسب كتابات المؤرخ والثوري الراحل نظام الدين حسين، الذي سجل الأحداث التاريخية في ذلك الوقت، فإن "حادثة 30 أكتوبر" في كاشغر عام 1981 كانت تتزامن مع نهاية "الثورة الثقافية" في الصين وبداية عصر "الإصلاح" و"الانفتاح"، وكانت واحدة من أولى الاحتجاجات ضد النظام الصيني الشيوعي في تركستان الشرقية. قال أحد القادة السياسيين الأويغور في ألمانيا، السيد أركين أليبتكين، الذي زار كاشغار في عام 1983،، إن "حادثة 30 أكتوبر" كان لها تأثير كبير في ذلك الوقت، وأن هذه الحادثة تركت أثراً عميقاً في قلوب الناس في كاشغر.

 ورغم أن الحكومة الصينية في ذلك الوقت، خوفًا من انتشار آثار هذا الحادث، قامت بتحريك القوات المسلحة من آقسو وآتوش وخوتان، كما نقلت عددًا كبيرًا من القوات النظامية من البر الرئيسي للصين وحاصرت مدينة كاشغر من الجهات الأربع، إلا أنه لم يتم اتخاذ أي إجراءات فورية حتى 9 نوفمبر، أصبحت مدينة كاشغر كأنها "منطقة حرة". لقد تشكلت حالة حيث جاء شباب المدينة بالهراوات وتجولوا في الشوارع بحثًا عن "فريسة" للهجوم. ولم يجرؤ أي جندي أو شرطي أو مواطن صيني على النزول إلى الشوارع.

وتبين أن عدم قدرة النظام الصيني على السيطرة الفورية على المدينة بقوات عسكرية أو شرطية كان بسبب الخوف من منظمة سياسية سرية في كاشغر. وفي الفترة من 1980 إلى أكتوبر 1981، قامت منظمة تسمى "اتحاد شباب الأويغورستان في آسيا الوسطى" بنشر وإلصاق صحف حائطية تحمل شعارات مناهضة للنظام الصيني في جميع أنحاء مدينة كاشغر، مطالبة بالعدالة والحرية للأويغور، مما أربك النظام الصيني لأكثر من عام. وانتشر اسم هذا التنظيم بين أهل كاشغر باسم "الجيش المسلح". ولكن في بعد، عندما انكشفت المنظمة، أنها لم تكن قوة مسلحة كبيرة، بل مجموعة صغيرة كان مؤسسوها بشكل رئيسي من طلاب المدرسة الثانوية الأولى في مدينة كاشغر.

 وتاريخ التأسيس الرسمي للمنظمة، التي تعتبر "الجماعة الثورية" التي تسببت في "حادثة 30 أكتوبر"، كان يوم 26 سبتمبر 1981، وتم اعتقال أعضاؤها الـ17 بحلول الساعة الثانية من صباح يوم 9 نوفمبر. وبعد ذلك نشرت الحكومة جنودا وأفراد شرطة للسيطرة على المدينة.

 أطلقت الحكومة الصينية على "حادثة 30 أكتوبر" اسم "حادثة هدم وتدمير 30 أكتوبر"، وشنت فيما بعد حملة اعتقال جماعي، واعتقلت أكثر من ألف من شباب الأويغور الذين شاركوا في الحادثة، وحكمت عليهم بالسجن لمدد مختلفة.

وفقًا للشخصية العامة في ألمانيا، السيد عبد الحميد تورسون، فإن مثل هذه الاحتجاجات ضد النظام الصيني حدثت في أجزاء كثيرة من تركستان الشرقية لسنوات عديدة وستستمر في الحدوث في المستقبل.

بعد حادثة 30 أكتوبر، غادر معظم الصينيين الذين كان عددهم صغيرًا في الأصل في كاشغر المدينة وانتقلوا إلى المقاطعات الصينية. لفترة طويلة، لم يجرؤ المستوطنون الصينيون على وضع أقدامهم في كاشغار، التي تم تصنيفها "واحدة من أخطر 10 مناطق في البلاد" في الوثائق الرسمية للحكومة الصينية.

إلا أن مدينة كاشغر، التي كانت مهد ثقافة الأويغور منذ آلاف السنين وشاهدة على أحداث تاريخية عظيمة، حسب استنتاج المراقبين، تحولت إلى معسكر للرهائن، ومدينة فارغة مليئة بالمتاحف تحمل ذكريات الماضي، ومسكنا للمظلومين.

 أصبحت "حادثة 30 أكتوبر" عام 1981 واحدة من أكثر الذكريات التي لا تنسى في تاريخ المدينة الحديث.

 مصدر الخبر: إذاعة آسيا الحرة.

https://www.rfa.org/uyghur/xewerler/qeshqer-30-oktebir-weqesi-10302024121211.html

قام بالترجمة من الأويغورية: عبد الملك عبد الأحد.