لماذا لا يستطيع الأويغور الاستفادة من ثرواتهم الطبيعية في وطنهم؟

أعدته شاديه، مراسلة إذاعة آسيا الحرة منواشنطن.

لقد مر أكثر من 20 عامًا منذ أن بدأت السلطات الصينية "مشروع نقل الغاز من الغرب إلى الشرق(شرق الصين)" في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين في تركستان الشرقية، والمنطقة الجنوبية المكتظة بالسكان، وأغلبية سكانها من الأويغور لا تزال بدون غاز، وأنهم لا يستمتعون بالموارد الطبيعية الغنية لأراضيهم حتى يومنا هذا.

المعلومات الواردة في السنوات الأخيرة أن الحكومة الصينية تعمل على تسريع تنفيذ تحويل تركستان الشرقية إلى "8 مجموعات إنتاج رئيسية" في الصين، كما تعمل على تسريع توسيع شبكة خطوط أنابيب الغاز الطبيعي في المنطقة و"نقل الغاز من الغرب إلى الشرق".

ذكرت أخبار "شبكة تانغري تاغ" الصينية في 31 أكتوبر أنه في 28 أكتوبر، تم الانتهاء من خط أنابيب جديد آخر للغاز الطبيعي يمر عبر الجزء الجنوبي من تركستان الشرقية في "مشروع الغاز من الغرب إلى الشرق" الصيني. ووفقاً للتقرير، من مشروع خط أنابيب الغاز المذكور سوف "ينتفع" ما يقرب من 10 ملايين شخص في جنوب تركستان الشرقية. ومع ذلك، وبحسب الإحصائيات الصينية، أن عدد السكان يزيد عن 12 مليون نسمة يعيشون في ثلاث مقاطعات جنوبية ومحافظتين،ويشكل الأويغور 70% من سكان هذه المناطق. إذا كان بإمكان 10 ملايين شخص الاستفادة من إمدادات الغاز الطبيعي، فإن أكثر من 2 مليون شخص لم يحصلوا عليه بعد.

وفي أخبار الصين، أن خطوط أنابيب الغاز من الجزء الجنوبي من تركستان الشرقية إلى البرالرئيسي للصين تدعم حياة أكثر من 400 مليون شخص في عشرات المقاطعات والمدن واحتياجات العديد من المصانع منذ سنوات عديدة. ومع ذلك، لايزال عدد كبير من الأويغور حول وادي تاريم، وهو مصدر الغاز الطبيعي، يعيشون بدون غاز. وبحسب تقارير صحفية صينية، فقد قاموا بتمديد خط الأنابيب لتزويد جنوب تركستان الشرقية بالغاز الطبيعي وبدأوا مشروع توصيل الغاز في الجنوب منذ سنوات عديدة، لكنهم حتى الآن لم يتمكنوا إلا من إمداد الغاز إلى 46 فيلقا وموقع إنتاج و42 مقاطعة ومدينة التابعة لـجيش الإنتاج والبناء في ثلاث ولايات ومحافظتين في الجنوب.

أن خط الإمداد بالغاز يغطي فقط المناطق التي يهيمن عليها الصينيون. لكن الغاز لم يصل بعد إلى العديد من قرى الأويغور.

السؤال الأهم هنا، على الرغم من أن الغاز الطبيعي المنقول من تركستان الشرقية إلى الشرق يلبي الاحتياجات المعيشية لأكثر من 400 مليون ساكن في عشرات المقاطعات والمدن في الصين منذ سنوات، لماذا السكان المحليون من الأويغور لم يتمكنوا من التمتع الكامل بهذه الموارد والامتيازات التي تخرج من أراضيهم.

وشدد تنغ بياو، الأستاذ الزائر في جامعة شيكاغو بالولايات المتحدة، والمحامي والمحلل في مجال حقوق الإنسان، في رده على ذلك، على أن هيكل الدولة الاستبدادية للحزب الشيوعي الصيني،الذي كان دائما يضع مصالحه الخاصة في أولوياته، وهذا عامل مهم في التسبب في حرمان السكان المحليين الذين يعيشون في المنطقة الغربية من موارد أراضيهم الخاصة، وأعرب عن رأيه على النحو التالي:

وفقا للقوانين ذات الصلة في الصين، يتم تعريف ملكية الموارد الطبيعية على أنها ملكية الدولة. إن أبسط أشكال الديمقراطية في الصين هي دولة استبدادية بلا حقوق أو مصالح أو مساءلة. ولذلك،فإن الأصول المملوكة للدولة مملوكة بشكل عام للحكومات أوالشركات. فعندما يصوغ السياسات وينفذ القوانين، فهو دائما يضع مصالح نظامه أومصالح حزبه السياسي في المقدمة. ولهذا السبب، غالبًا ما يتم انتهاك حقوق ملكية المواطنين، مما يعني أن حقوقهم تنتهك من قبل الحكومة المركزية، سواء كانت المجموعات العرقية مثل الأويغور والتبتيين. في الأصل، وفقًا لقانون الحكم الذاتي الوطني في المناطق الغربية والقوانين واللوائح ذات الصلة والدستور، يجب أن تتمتع هذه المناطق بدرجة عالية من الحكم الذاتي في صياغة السياسات الاقتصادية المحلية. ومع ذلك، فإن هذه الدساتير مجرد كلمات فارغة في الصين، ولا يتم تطبيقها بشكل صارم أو احترامها. وهذا يؤدي إلى معاملة غير عادلة للمواطنين والأفراد والأقليات فيما يتعلق بالموارد".

كما أكد أن الحكومة الصينية تنهب الموارد الطبيعية لتركستان الشرقية، وأنها تسبب أضرارًا جسيمة لحقوق ومصالح السكان المحليين وتلوث البيئة.

إن استغلال الحزب الشيوعي الصيني لموارد شينجيانغ بشكل جشع قد انتهك مصالح السكان المحليين، بما في ذلك تدمير بيئة المنطقة. ولكن على أية حال، ومن وجهة نظر القانون الدولي، فمن الصعب أن نرى أي أحكام صالحة حتى الآن لإدانة الصين. بالإضافة إلى ذلك، لا يملك النظام القانوني الدولي الحالي والنظام الدولي لحقوق الإنسان تدابير فعالة لمعاقبة الاستغلال غير القانوني للحزب الشيوعي الصيني للموارد الطبيعية في المنطقة، حتى أنه لا يصنف أفعاله على أنها استعمار. على سبيل المثال، فرضت بعض الدول الديمقراطية بعض العقوبات على العمل القسري والإبادة الجماعية وما إلى ذلك، ونفذت بعض العقوبات على الأشخاص والشركات المسؤولة. ومع ذلك، لا توجد حتى الآن قيود وعقوبات فعالة على الممارسات الاستعمارية مثل الاستيلاء الكامل على الموارد والنهب. »

وبالفعل أصبحت تركستان الشرقية أهم قاعدة لإنتاج الطاقة بالنسبة للحكومة الصينية، ومؤخراً تزايدت جهودها لجعلها قاعدة لتأمين الطاقة والموارد المعدنية المهمة.

وقدمت الدكتورة جولميره بيرداش، التي حصلت على الدكتوراه في الجغرافيا الطبيعية في اليابان وتعمل حاليًا محاضرة في قسم السياحة بجامعة إسطنبول في تركيا، معلومات عن وفرة الموارد الطبيعية في محميات أراضي الأويغور. وقالت إنها لا تعتقد أن خط أنابيب الغاز الطبيعي الجديد الذي يمر عبر الجزء الجنوبي من تركستان الشرقية سوف "يوصل الغاز" إلى أكثر من 10 ملايين شخص جنوبية تركستان الشرقية،كما ورد في الأخبار الصينية.
 
وقالت الدكتورة جولميره بيرداش إن بناء خط الأنابيب الدائري هذا في جنوب وشمال تركستان الشرقية سيدعم بشكل أساسي سكان فيلق الإنتاج والبناء الصيني والمدن والمناطق التابعة له، فضلاًعن جذب المزيد من المستوطنين الصينيين إلى تركستان الشرقية والتوفير لهم الظروف المواتيةولا شيء آخر. وحين تحدثت عن ذلك أوضحتبالبيانات الإحصائية من الذي ينتفع بالفعل من"مشروع نقل الغاز من الغرب إلى الشرق" الذي بدأت الصين في تنفيذه أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين.

وفقًا لمحامي حقوق الإنسان تنغ بياو، استهدف الحزب الشيوعي الصيني باستمرار هذه المواردا لطبيعية الغنية في تركستان الشرقية من أجل تعزيز نظامه الاستبدادي والحفاظ عليه. وقال.

"وبطبيعة الحال، فإن القلق الأول للحزب الشيوعي الصيني هو استمرار نظامه الاستبدادي. لأنه من ناحية يمكنه الاستمرار في هذا النظام من خلال التحكم في المعلومات والأيديولوجية. ومن ناحية أخرى، من خلال قوة الاقتصادية والعسكرية بشكل مباشر. وكلما زادت الأموال والموارد التي يمتلكها، كلما شعر بأن نظامه أكثر استقرارًا. هناك موارد غنية في المناطق الغربية من الصين، وتمتلك تركستان الشرقية، التي تشغل سدس مساحة الصين، الكثير من النفط والغاز الطبيعي والموارد الطبيعية الأخرى. ولذلك،فإن الحزب الشيوعي الصيني ينهب بقوة هناك. لكن في عملية تنمية هذه الموارد، من ناحية، لميستفيد السكان المحليون من مواردها. ومن ناحيةأخرى، فقد أهملوا حماية البيئة بشكل كامل في نهبهم المستمر للموارد الطبيعية، مما تسبب في أضرار جسيمة لبيئة المنطقة وتدهورت حالة البيئة.
 
منذ تنفيذ مشروع "نقل الغاز الغربي إلى الشرق" في الصين، عارضت منظمات الأويغور الدولية ونشطاء البيئة بشدة. قال خبراء في مجال حمايةالبيئة إن مثل هذه الإنشاءات في الصين ستقلل منالمساحة المعيشية للأويغور في أراضيهم وتزيد منعدد السكان الصينيين.

صحيح أن سلسلة مشاريع استخراج ونقل الموارد الاستراتيجية في الصين تحت اسم "مشروع نقل الغاز من الغرب إلى الشرق" والتي تسرق الموارد الطبيعية الغنية للأراضي الخصبة لتركستان الشرقية لن تفيد الأويغور، لكن سيتم حرمان شعب تركستان الشرقية من حياة صحية وحرة في بيئة نقية.
 
مصدر الخبر: إذاعة آسيا الحرة.
https://www.rfa.org/uyghur/xewerler/uyghurlar-zemin-bayliq-nefit-gaz-11012024165156.html
قام بالترجمة من الأويغورية: عبد الملك عبد الأحد.