الأويغور ممنوعون من استخدام المصطلحات الدينية في تواصلهم

في الصورة: حاولت الحكومة الصينية إضفاء الطابع الصيني على الأقليات العرقية في مناطق مثل منغوليا الداخلية، والتبت، وتركستان الشرقية، حيث منعت المزيد من المدارس من التدريس باللغة الأم.

أعدته مِهربان، مراسلة إذاعة آسيا الحرة من واشنطن.

  حسب المعلومات الواردة إلى إذاعة آسيا الحرة، أنه منذ عام 2016، حيث بدأت موجة اعتقال واحتجاز الأويغور في المعسكرات، طرأ تغيير كبير في عادات التحدث لدى الأويغور في حياتهم اليومية. وقال محللو الوضع إن الأويغور أصبحوا في الآونة الأخيرة حذرين بشكل متزايد من استخدام المصطلحات الدينية في خطابهم اليومي، أو تجنبها أو حتى التهرب من استخدامها.

 وفقًا للتقارير الواردة في منتديات وسائل التواصل الاجتماعي الصينية ولدى إذاعتنا، منذ عام 2017، في موجة عمليات الاعتقال والاحتجاز للأويغور واسعة النطاق وزجهم في المعسكرات، تم استهداف الأويغور المتدينين والمثقفين الذين دافعوا عن الحفاظ على الهوية الوطنية للأويغور. منذ سبتمبر 2017، تم تدريس جميع الفصول في المدارس المتوسطة والابتدائية باللغة الصينية، وتم إلغاء التدريس باللغة الأويغورية بشكل كامل. بينما أُجبر الأويغور المسجونون في ما يسمى بمعسكرات "إعادة التعليم" على تعلم اللغة الصينية والتخلي عن هويتهم الوطنية؛ تم تجميع أطفالهم في مدارس داخلية تسمى "رياض الأطفال باللغة الصينية" وما يسمى "مدارس الملائكة" أو "معسكرات الأطفال". تم غسل أدمغة هؤلاء البراعم في رياض الأطفال الصينية باسم "تعليم اللغة الوطنية" وأجبروا على التخلي عن المعتقدات الدينية والممارسات الثقافية الوطنية التي تركها أسلافهم وقبول ما يسمى "الثقافة الصينية". ونتيجة لذلك، تغلغلت الكلمات والمصطلحات الصينية في عادات الكلام في الحياة اليومية للأويغور، وظهرت بعض التغييرات وعلامات التكيف والاندماج في مفردات اللغة الشفوية للأويغور.

 قال شهود عيان مطلعون على هذا الوضع، في تحيات الحياة اليومية للأويغور، مثل حالات الوفاة والموت والعزاء، ومجالس التعزية، والزفاف، والختان، ومراسم التسمية، لا يتم استخدام المصطلحات الدينية الأصلية الشائعة بين الأويغور، أو حتى بدلاً من هذه المصطلحات، يتم إنشاء واستخدام كلمات جديدة من باب الحذر.

 وكانت السيدة قلبنور صديق، إحدى شهود المخيم، وتعيش حاليًا في هولندا، كانت تعمل كمعلمة في مدرسة ابتدائية في أورومتشي. وقالت إنه منذ نهاية عام 2016، مُنع المعلمون والطلاب الأويغور في المدرسة التي كانت تدرس فيها من التحدث باللغة الأويغورية مع بعضهم البعض في المدرسة، وحتى في المحادثات مع أولياء الأمور، تم تشجيعهم على التحدث باللغة الصينية.

 كما تذكرت السيدة قلبنور الوضع عندما عملت في معسكر يعرف باسم "مركز إعادة التعليم" في أورومتشي منذ مارس 2017، وقالت إنه منذ تلك السنوات، أصبح الأويغور حذرين من استخدام المصطلحات الدينية.

  علمت محطتنا الإذاعية أنه في 2017-2018، عندما تم احتجاز الأويغور في المعسكرات، تم إغلاق المساجد ومُنع الأويغور من دخولها وأداء فريضة الصلاة. بالإضافة إلى ذلك، منع منعاً باتاً إقامة الأعياد الدينية كعيد الفطر وعيد الأضحى والأعراس والجنازات والدفن وغيرها حسب العادات الدينية. حتى التحيات، يستخدم الأويغور كلمات "مرحبًا"، و"وداعًا"،و"كن آمنًا" بدلاً من "السلام عليكم"، و"وعليكم السلام"، و"في أمان الله". فمثلاً في مراسم الجنازة  كان المسلمون يغسلون الميت ويصلون عليه في المسجد أو في المقبرة، كانوا يواسون ويعزون أهل الميت وأقاربه بكلمات، مثل: غفر الله له ورحمه وجعل مثواه الجنة! وأما الآن يحظر مواساة أهل المتوفي بقول مثل هذه الكلمات. وتحت إشراف مسؤولين حكوميين من اللجان المجتمعية، يتم نقل الجثث مباشرة إلى المقبرة بسيارات تقل الجثمان ويتم دفنه دون صلاة. بين الأويغور، يُطلق على "مائدة العزاء" اسم "التوديع" أو "حفلة الوداع"، وعن المتوفى، انتشر أقوال كـ "فليكن مكانه جميلًا، وليرقد بين الزهور!".

 في ذلك الوقت، روت السيدة قلبنور صديق الظروف التي رأتها عن مراسم دفن أحد الأويغور الذي أعيد إلى عائلته بعد وفاته في المعسكر.

وتظهر بعض مقاطع الفيديو المنتشرة على وسائل التواصل الاجتماعي مثل تيك توك وويتشات، أن الأويغور محرومين من استخدام المصطلحات الدينية ويمنعون من الإدلاء بمعلومات عن أقاربهم المعتقلين للتعبير عن غرضهم من خلال بعض الأسماء الجديدة. على سبيل المثال، بدلاً من كلمات مثل "إن شاء الله"، "إذا أراد الله"، "إذا وفّقني الله"، "بارك الله"، "أقسم بسم الله"، يتم استخدام الكلمات مثل: "إذا أمر الحزب"، "إذا أرادت حكومة الحزب"، "أقسم باسم الحزب" أصبح استخدام هذه الكلمات أكثر شيوعًا بين الأويغور. وتم إلغاء مراسم الزواج الديني للعروس والعريس، ومنع استخدام كلمة "نكاح". تمت إزالة جميع القواعد الدينية لحفلات الزفاف الخاصة بختان الذكور، وتم تصنيف الدعوات على أنها "احتفالات للمراهقين".

 السيدة زمرد داود، شاهدة على المعسكر في الولايات المتحدة، هي واحدة من نشطاء الأويغور الذين وجدوا مقطع فيديو للحادث متداولًا في منتديات التواصل الاجتماعي الصينية ونشروه أكثر من غيرهم على فيسبوك ومنصات التواصل الاجتماعي الأخرى.

 وفي إشارة إلى المواقف التي شهدتها في عامي 2017-2018، قالت السيدة زمرد داود، إن حفلات زفاف الختان تسمى "حفلات زفاف المراهقين"، بل إنها تحتاج إلى إذن خاص من لجنة السكان لإجراء هذا الحفل.

 وأشارت السيدة زمرد داود أيضًا إلى أنه منذ عام 2017، تم تجهيز جميع الهواتف التي يستخدمها الأويغور ببرنامج خاص "لتصفية الكلمات الحساسة". وقالت إن الشرطة ستصل بمجرد العثور على "مصطلحات دينية حساسة" على الهاتف.

 وقالت السيدة زمرد داود إن الأويغور أصبحوا الآن حذرين من استخدام المصطلحات الدينية التي كانوا يستخدمونها غالبًا في حياتهم اليومية. وقالت إنه نتيجة لسياسة القمع الشديدة التي تنتهجها الحكومة الصينية ضد معتقدات الأويغور الدينية، اختفت المصطلحات الدينية التي كان الأويغور يستخدمونها منذ آلاف السنين في التحدث اليومي.

 

مصدر الخبر: إذاعة آسيا الحرة.

https://www.rfa.org/uyghur/xewerler/xitaylashturush-11062024170014.html

قام بالترجمة من الأويغورية: عبد الملك عبد الأحد.