طريقة جديدة لإجبار الأويغور على الزواج القسري: "زهرة الخطوبة من شينجيانغ"

في الصورة: لقطة من مراسم زواج إجباري المسمى "زهرة سفير شينجيانغ" والذي يتم تنفيذه في حديقة بولاقتاغ بمدينة أورومتشي. 10 أبريل 2024، أورومتشي- تركستان الشرقية التي تحتلها الصين وتسميها"شينجيانغ".

 إعداد آسيه أويغور، محللة إذاعة آسيا الحرة من أمستردام.

 في السنوات القليلة الماضية، كانت الأخبار المتعلقة بـ "الخطوبة" المباشرة للخطّابة العجوز وانغ في كايفنغ بمقاطعة خنان بالصين، موضوعًا ساخنًا في وسائل الإعلام الصينية لبعض الوقت. طريقة الخطوبة للجدة وانغ هي "المطابقة والزواج" من الفتيات أو الأولاد غير المتزوجين على الفور، الأمر الذي اجتذب الكثير من الناس. وبهذه الطريقة، لم تصبح العجوز وانغ نجمة على الإنترنت بسرعة فحسب، بل جمعت أيضًا الكثير من المال. ولكن بالنسبة لنظام شمولي مثل الصين، الذي يشعر غالبا بالتهديد بسبب التجمعات العامة ويمنع الناس من التحرك في مجموعات، فإن ظهور شخص مثل العجوز وانغ وبقاءها في الساحة دون عوائق جذب انتباه الرأي العام بطبيعة الحال. ولهذا السبب، تم طرح العديد من التكهنات الجيدة والسيئة حول الجدة وانغ. وأرجع كثيرون هذه الظاهرة إلى الحد من تزايد الإحجام عن الزواج بسبب الانكماش الاقتصادي في الصين.

  ومن المثير للاهتمام، أن امرأة أويغورية تُدعى "زهرة شينجيانغ الخطّابة" أصبحت مؤخرًا نجمة إنترنت بفضل "التعريف بالراغبين على الزواج" بأسلوب العجوز وانغ من كايفنغ. وفي 11 نوفمبر٢٠٢٤، أصدرت "موقع شينخوا" التي تديرها الصين أيضًا رسالة فيديو حول موضوع "رسالة جولي إلى شعب شينجيانغ". في هذا الفيديو، تم عرض الأنشطة التبشيرية لهذه المرأة الأويغورية التي تدعى زهرة غول عمر، الملقبة بـ "زهرة شينجيانغ الخطّابة ". أي أن الفتيات أو الفتيان الذين جاءوا إلى مسرح المرأة للبحث عن فتاة أو فتى مناسب تم وضع كرة زهرة مطرزة في أيديهم، وقاموا برمي الكرة إلى من وقع اختيارهم من بين الجمهور أمامهم. وكانت المرأة التي تدعى زهرة غول عمر ترتدي قميصًا من الأتلس الأويغوري (قماش برسومات خاصة بالفن الأويغوري) على الطراز الصيني وأدارت البرنامج بالكامل باللغة الصينية. ولم يكن من الممكن تمييز لهجتها عن لهجة الصينيين، ولم يُقدَّم أي معلومات حولها وإلى أي وكالة تنتمي وكيف تم تشجيعها ودعمها "لتطوير مهمة العجوز وانغ من كايفنغ في شينجيانغ". ولكن تمكنا من الحصول على الكثير من المعلومات حول "زهرة شينجيانغ الخطّابة" من وسائل الإعلام الصينية. على سبيل المثال، في عدد "تشاينا ديلي" في أبريل من هذا العام، كانت هناك مقابلة حول "زهرة شينجيانغ الخطّابة". في هذه المقابلة، قيل إن هذه المرأة الأويغورية التي تدعى زهرة غول هي موظفة في لجنة سكان منطقة بولاقتاغ. أثناء عملها، أدركت أن هناك العديد من الفتيات والفتيان غير المتزوجين، وأرادت مساعدتهم. في هذه المعلومات، يقام برنامج "زهرة خطّابة شينجيانغ" مرة واحدة في الأسبوع في حديقة منطقة بولاقتاغ بمدينة أورومتشي، وقد ساعدت زهرة غول أكثر من 100 رجل وامرأة أعزب على الزواج. بالإضافة إلى ذلك، ذكر أن البرنامج تم تنظيمه من قبل إدارة الدعاية لمنطقة بولاغتاغ وإدارة الدعاية للجنة المركزية الصينية ومكتب الثقافة لتنفيذ مبادرة "تعزيز تغيير العادات والدعوة إلى الاتجاهات الجديدة في الزواج والولادة." من النقاط المهمة التي يجب لفت الانتباه إليها في "برنامج الخطابة" أنه لا توجد قيود على جنسية أو جنس أو حالة المشاركين في البرنامج. أي شخص مؤهل لهذا البرنامج طالما أنه أعزب. في هذه المعلومات، يظهر أن الشباب من جميع الجنسيات يجتمعون معًا في هذا البرنامج وستتاح لهم الفرصة للالتقاء وجهًا لوجه وتبادل الأفكار. ومن خلال هذا، من الممكن العيش معًا من خلال التفاعل والاندماج. بمعنى آخر، يُظهر مصطلح "الحوار بين المجتمعات" طبيعة برنامج "زهرة خطَّابة شينجيانغ" المصمم لاستيعاب الأويغور.

  في الواقع، منذ عام 2017، عندما تم الكشف عن سجن الأويغور في المعسكرات، أن الصين بدأت في محاولة تغيير الطريقة التي يعيش بها الأويغور في التجمعات بطريقة جذرية تمامًا. وفي جنوب تركستان الشرقية، حيث يعد الأويغور الأكبر والأكثر كثافة سكانية، تم هدم منازل الأويغور ونقلها إلى أماكن أخرى بسبب هذا الوضع. في ظل هذه الظروف، من المستحيل على أي أويغوري أن يجمع جمهورًا ويقوم بأي أنشطة. لذلك، هنا، على الرغم من أن الصين تريد التأكيد على أن الترتيب لهذا الحدث قد بدأ بواسطة زهرة جول، إلا أن المحتوى الكامن وراء البرنامج كشف عن الطبيعة الحقيقية للأمر. بمعنى آخر، يمكننا أن نصل إلى نتيجة أن هذا النشاط تجريه الحكومة الصينية بطريقة هادفة ومخططة.

  إذا نظرنا إليها، يمكن أن نرى أن معدل الزواج المختلط بين الأويغور والصينيين هو الأدنى في الصين حتى في إحصائيات التعداد الوطني السادس للصين في عام 2010. ولكن منذ عام 2018، وفقًا لتقارير مختلفة من الصين، لا يمكن لأحد أن ينكر أن معدل الزواج بين الأويغور والصينيين بدأ في زيادة بوتيرة مسرعة. على الرغم من أن الصين تحاول إخفاء هذه الحالة الشاذ في زواج الأويغور من الصينيين بـ "حرية الزواج"، من الزيادة المستمرة في "مراكز التقديم الكفء" التي تم بناؤها في بلدات جنوب تركستان الشرقية في السنوات الأخيرة، فقد ثبت أن هناك العديد من الأمور غير طبيعية التي يجهلها الناس. وإذا تذكرنا، حتى في عام 2014، كانت السياسة الجديدة للجنة الحزب في مقاطعة تشيرتشان بشأن الزواج بين الأعراق واحدة من الموضوعات التي جذبت الكثير من الاهتمام الدولي.

 في ذلك الوقت، أعلنت مقاطعة تشيرتشان عن "إجراء لمكافأة العائلات المتزوجة بين الأويغور والصينيين". وفي هذا "الإجراء"، ستكافئ حكومة المقاطعة العائلات الأويغور المتزوجة من الصينيين بمبلغ 10000 يوان لمدة خمس سنوات، بالإضافة إلى الوظائف والسكن والرعاية الطبية، أنه سيقدم تنازلات مختلفة فيما يتعلق بالرسوم الدراسية لأطفالهم.

 من الواضح أن الزواج القسري يلعب أيضًا دورًا مهمًا في سياسات الإبادة الجماعية التي يمارسها الصينيون ضد الأويغور. ولكن الصين اضطرت إلى ممارسة ألعاب مختلفة لإخفاء الطبيعة القسرية لهذا النوع من "الزواج بين الأعراق" عن أعين العالم. بعبارة أخرى، من أجل خلق بيئة حيث "يتزوج الناس من جميع الأعراق بحرية" في جو يبدو سعيدا، تحتاج الصين إلى الاستمرار في إنشاء منصات جديدة. ومن الواضح أن حادثة "زهرة خطّابة شينجيانغ" هي إحدى تلك المراحل الجديدة التي كشفت فيها حكومة الحزب الشيوعي الصيني عن وسيلة لإخفاء سلوكها الإبادة الجماعية ضد الأويغور. لكن السؤال هو، إلى متى يمكن للصين أن تستمر في هذا النوع من الأكاذيب؟

 

[ملاحظة: الآراء الواردة في هذه المراجعة هي آراء الكاتب ولا تمثل موقف محطتنا الإذاعية]

مصدر الخبر: إذاعة آسيا الحرة.

https://www.rfa.org/uyghur/mulahize/uyghurlarni-mejburiy-toylashturush-11132024184240.html

قام بالترجمة من الأويغورية: عبد الملك عبد الأحد.