تواجه نساء الأويغور أسوأ أنواع القمع والانتهاكات

في الصورة: أظهر تقرير نشرته الأمم المتحدة يوم 25 نوفمبر، اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة، أن العنف ضد النساء والفتيات يعد أحد أكثر انتهاكات حقوق الإنسان انتشارًا في العالم.

من إعداد جول تشهره، مراسلة إذاعة آسيا الحرة من واشنطن.

أوضح التقرير الذي نشرته الأمم المتحدة في 25 نوفمبر، اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة، أن العنف ضد النساء والفتيات يُعد من أكثر انتهاكات حقوق الإنسان شيوعًا في العالم. وفقًا للتقرير، تعرضت واحدة من كل ثلاث نساء للعنف الجسدي و/أو الجنسي، أو كليهما، مرة واحدة على الأقل في حياتها. وفي عام 2023، قُتلت ما لا يقل عن 51,100 امرأة بسبب العنف القائم على النوع الاجتماعي من قبل شركاء حياتهن أو أفراد العائلة.

كما بيّن التقرير أن جميع أنواع العنف ضد النساء في تزايد، بما في ذلك في الفضاء الإلكتروني، وأصبحت هذه الانتهاكات أكثر خطرًا في المناطق التي تشهد حروبًا وصراعات. وقد زادت هذه القمعية بسبب الأزمات المختلفة مثل الصراعات المسلحة وتغير المناخ. وأشارت الأمم المتحدة إلى ضرورة وجود "استجابات أقوى، ومحاسبة الجناة، وتسريع العمل من خلال استراتيجيات وطنية أفضل، وزيادة التمويل لحركات حقوق المرأة".

كما أطلقت الأمم المتحدة أيضًا حملة "16 يومًا" في الفترة من 25 نوفمبر إلى 10 ديسمبر لتعبئة العالم لإنهاء العنف ضد المرأة. بمناسبة الذكرى السنوية الخامسة والعشرين لإنهاء العنف ضد المرأة، وفي وقت يتزايد فيه الضغط الدولي لتجديد الالتزامات والعمل للقضاء على العنف ضد النساء، التقت الإذاعة مع السيدة مهريجول تورسون، التي تعرضت لإيذاء جسدي ونفسي شديد في معسكرات الاعتقال الصينية في تركستان الشرقية، وهي الآن مقيمة في الولايات المتحدة. قالت مهريجول: "لم أكن أعرف حتى أن هناك يومًا عالميًا للمرأة. في الصين، حيث النساء الأويغور يتعرضن لأقصى درجات الاضطهاد، هذا اليوم غير معروف هناك".

وفي حديثها عن أبرز أشكال العنف التي تواجهها نساء وفتيات الأويغور اليوم، قالت مهريجول: "أخطر ما تواجهه نساء وفتيات الأويغور هو الزواج القسري من رجال صينيين، وحرمانهن من حقهن في الإنجاب وتعليم أطفالهن". كما أضافت أن جسدها وروحها لم يستعيدا عافيتهما من التعذيب الوحشي الذي تعرضت له في معسكرات الاعتقال.

وأكدت مهريجول أن حياتها الآن تجد معنى في رفع صوتها لصالح شقيقاتها من الأويغور الذين لا يزالون تحت الاضطهاد في الصين، وتأمل أن تشعر النساء والفتيات الأويغوريات المضطهدات بأنهن لسن بمفردهن.

في الواقع، فإن العديد من نساء الأويغور اللاتي يعشن في الدول الديمقراطية قد أصبحن من المدافعات عن حقوق النساء الأويغوريات. إحدى هؤلاء النساء هي السيدة زبيرة شمس الدين، الباحثة في مؤسسة حقوق الإنسان للأويغور، التي أجرت مقابلة مع إذاعة آسيا الحرة بمناسبة اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة في 25 نوفمبر.

وقالت السيدة زبيرة شمس الدين إن نساء وفتيات الأويغور لا يزالن يعانين من انتهاكات خطيرة، وأكدت أن أشكال الاضطهاد الأكثر شيوعًا تشمل الاعتداءات الجنسية والجسدية، والاغتصاب، والزواج القسري من الصينيين، والعقم القسري، والاستعباد والعمل القسري.

وأوضحت السيدة زبيرة أن هذه الأعمال العنفية، رغم خطورتها، لا يتم الإبلاغ عنها أو التحقيق فيها. وغالبًا ما تكون النساء الأويغوريات، اللاتي يتم أخذ أزواجهن وأبنائهن إلى معسكرات الاعتقال، مضطرات لمواجهة هذه الفظائع بمفردهن، في حين يُجبر أطفالهن على العيش في ظروف غير آمنة.

وقالت السيدة زبيرة أيضًا إنه بالنظر إلى أن معظم هذه الجرائم تُرتكب من قبل الحكومة الصينية، فإنه بدلاً من معاقبة مرتكبيها، يتم خلق بيئة من الخوف والعار للمضطهدين. ولا تستطيع النساء اللواتي يتعرضن للاعتداءات الجنسية تقديم شكاوى، لأنهن إذا اشتكين فلن يحصلن على العدالة. بل يُجبرن على إخفاء ما تعرضن له بسبب شعورهن بالعار.

وفي إطار حملة يوم الأمم المتحدة العالمي لإنهاء العنف ضد المرأة لهذا العام، تم التركيز على العنف القائم على الجنس الذي تواجهه النساء والفتيات المشردات. وتم لفت الانتباه إلى تزايد خطر العنف، ودعوة المجتمع الدولي إلى إعطاء الأولوية لهذه القضية، بالإضافة إلى توفير الموارد اللازمة لحمايتهن.

في 25 نوفمبر 2024، وفي الذكرى السنوية الخامسة والعشرين لليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة، أصدر وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن بيانًا خاصًا حول هذه المناسبة، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة جعلت من هذا الموضوع أولوية. وأوضح في بيانه أن حكومة الولايات المتحدة قدمت أكثر من 273 مليون دولار في عام 2024 لتمويل منع العنف الجنسي والاستجابة لحالات الطوارئ المرتبطة به.

مصدر الخبر: إذاعة آسيا الحرة.
https://www.rfa.org/uyghur/xewerler/uyghur-ayalliri-zulum-xorluq-11252024162645.html
الترجمة من الأويغورية: عبد الملك عبد الأحد.