جامعة الأزهر تواصل التعاون مع الصين

في الصورة: مشهد لقوات الأمن المصرية أثناء تفتيش السيارات المارة على بوابات جامعة القاهرة.

إعداد جَولان، مراسل إذاعة آسيا الحرة من واشنطن.

يُعد التعاون الوثيق بين الدول العربية الإسلامية والصين أحد الأسباب الرئيسية التي تساهم في تقليل التأثير الدولي لمعاملة الصين مع مسلمي الأويغور. دول مثل مصر وباكستان لا تقتصر على كونها شريكة اقتصادية ودبلوماسية للصين، بل تساهم المنظمات الإسلامية والجامعات ومعاهد البحث في هذه الدول في تعزيز العلاقات مع الجمعية الإسلامية الصينية، التي تُعتبر من الجهات المناهضة للإسلام.

مؤخرًا، نشر موقع "زيمستان" مقالًا أشار إلى أن الجمعية الإسلامية الصينية رحبت بزيارة عباس شومان، الأمين العام لمجلس مشايخ جامعة الأزهر، وأثنى على "سياسة شينجيانغ" التي تتبعها الحكومة الصينية ودعمها الحملة القمعية ضد الأويغور.

في نهاية أكتوبر 2024، التقى أعضاء الجمعية الإسلامية الصينية مع عباس شومان وأخذوه في جولة إلى مسجد دونغشي ومركز المعارض في بكين، حيث تركز هذه الأماكن على إضفاء الطابع الصيني على الإسلام. كانت هذه الزيارة تأتي بعد لقاء الأمين العام للحزب الشيوعي الصيني، شي جين بينغ، مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، حيث كانت الزيارة تمثل الذكرى العاشرة لتأسيس التعاون الاستراتيجي بين البلدين وتعزيز علاقاتهما العامة في مختلف المجالات.

قال السيد عبد الحكيم إدريس، رئيس مركز أبحاث الأويغور في الولايات المتحدة، إن مصر والصين تعتبران شريكتين لا يمكن فصلهما من حيث الاقتصاد والدبلوماسية.

وفقًا للجانب الصيني، أشاد عباس شومان بـ"سياسة الحرية الدينية" التي تتبعها الصين، مؤكدًا أن مصر وجامعة الأزهر تدعمان الحملة الصينية ضد ما تصفه بـ "الإسلام الراديكالي" و"التطرف الديني" و"الانفصالية".

ويشير المقال إلى أن هذه المصطلحات "الإسلام الراديكالي"، و"التطرف الديني"، و"الانفصالية" ما هي إلا مبررات يستخدمها الحزب الشيوعي الصيني لتبرير قمع الأويغور وغيرهم من المسلمين الأتراك. بعض الدول تصف هذا القمع بأنه "إبادة جماعية". لكن عباس شومان صرح بأن مصر يجب أن تعزز التعاون مع الصين، مؤكدًا أن البلدين يواجهان تهديدات من التطرف الديني والإرهاب، وأنهما سيتخذان تدابير لمكافحتهما.

وفي عام 2017، عندما بدأت عمليات الاعتقال الجماعي للأويغور، تعاونت الحكومة المصرية مع الصين وأعادت مئات الطلاب الأويغور الذين كانوا يدرسون في مصر إلى الصين، حيث تعرضوا للسجن والتعذيب. وذكر تقرير نشر عام 2021 أن هؤلاء الأويغور تم اعتقالهم واحتجازهم في ظروف قاسية لمدة تجاوزت 15 عامًا.

العديد من الدول الإسلامية السُّنِّية تعتبر جامعة الأزهر في مصر مؤسسة فكرية رائدة، وبالتالي فإن زيارة شخصية بارزة من الجامعة للصين وتهنئتها ودعمها لسياسات الحزب الشيوعي الصيني يُعد أمرًا مثيرًا للانتقاد. وفي مقال على موقع "زيمستان"، تم التأكيد على أن الصين ومصر تتعاونان في إخفاء جرائمهما المتعلقة بحقوق الإنسان في الأمم المتحدة وغيرها من المنتديات.

قال السيد عبد الحكيم إدريس إن الحكومة الصينية والحكومة المصرية تعملان سويًا للسيطرة على وسائل الإعلام وحرية التعبير، وأن جامعة الأزهر هي واحدة من ضحايا هذه الجهود.

دعم العديد من الدول الإسلامية للصين في قمعها للأويغور يعطي الحكومة الصينية دعمًا كبيرًا في تعزيز دعاية مؤيدة لسياساتها في الخارج.

في 30 نوفمبر، في مقطع فيديو نُشر على منصة التواصل الاجتماعي X، نفى السفير الصيني في نيوزيلندا، وانغ شياو لونغ، القمع ضد الأويغور، قائلًا: "عندما تتحدث الدول الغربية عن اتهامات بشأن إجراءاتنا ضد الأويغور في شينجيانغ، لم تجرؤ أي دولة مسلمة أو إسلامية على انتقاد الصين أو قول: إن ما تفعله الصين خطأ، إنه انتهاك لحقوق الإنسان". وأظهر هذا التصريح مدى قرب العلاقات بين الحكومة الصينية والدول الإسلامية، ودعم هذه الدول لسياسات قمع الأويغور.

مصدر الخبر: إذاعة آسيا الحرة.

https://www.rfa.org/uyghur/xewerler/ezher-uniwersiteti-xitay-12032024171000.html

الترجمة من الأويغورية: عبد الملك عبد الأحد.