في الصورة: جندي من البحرية الباكستانية يقف للحراسة قبل حفل أقيم في ميناء جوادار أثناء مغادرة سفينة صينية محملة بالبضائع. 13 نوفمبر 2016، جوادار، باكستان.
إعداد مهربان، مراسلة إذاعة آسيا الحرة من واشنطن.
في الآونة الأخيرة، تزايدت التقارير التي تشير إلى حدوث توتر بين الصين وباكستان، بالإضافة إلى تراجع التعاون بينهما في إطار مبادرة "الحزام والطريق".
في 27 نوفمبر 2024، نشر موقع "مترجم" التابع لمعهد لوي في سيدني، الذي يتابع أوضاع الدول الآسيوية، تقريرًا تحت عنوان "العلاقات الدبلوماسية بين باكستان والصين في تراجع وتحليل العوامل". ووفقًا للتقرير، فإن قوات من بلوشستان في باكستان تهاجم بشكل متكرر المواطنين الصينيين العاملين في الشركات الصينية التي تستثمر في مشروع "حزام واحد، طريق واحد" في المنطقة. وقد أدى هذا إلى تدهور العلاقات بين البلدين، وتباطؤ عملية بناء "الممر الاقتصادي الصيني الباكستاني"، وهو مشروع بنية تحتية بقيمة مليارات الدولارات.
وقال الدكتور أركين أكرم، الأستاذ المساعد بجامعة هاجي تبه التركية، إن العلاقة الطويلة الأمد بين الصين وباكستان مهددة الآن إذا لم تتمكن الحكومة الباكستانية من السيطرة على الأنشطة الإرهابية المتزايدة ضد المواطنين الصينيين في مناطق مثل بلوشستان، مما قد يؤدي إلى توقف مشاريع التعاون الاقتصادي بين البلدين.
من جهة أخرى، صرح السيد عمر أويغور، أحد نشطاء الأويغور في باكستان، أن هناك حاليًا نحو مليوني مواطن صيني يعملون في بناء البنية التحتية بتمويل صيني في باكستان. ومع تدهور الاقتصاد الباكستاني، قامت الشركات الصينية التي تم التعاقد معها لتنفيذ مشاريع البناء بجلب العمال الصينيين، خاصة في بلوشستان، وهو ما أسفر عن العديد من الاحتجاجات في المنطقة. وفي ظل هذا الوضع، تصاعدت الهجمات على المهندسين والعمال الصينيين، مما جعل المواطنين الصينيين في باكستان غير قادرين على التنقل دون حماية من الشرطة الباكستانية.
ونقل تحليل "صوت أمريكا" عن الحكومة الباكستانية رفضها اقتراح الصين بإنشاء "أجهزة أمنية مشتركة" تضم أفراد أمن صينيين لحماية الأمن، وهو ما أدى إلى مزيد من التوتر بين باكستان والصين.
وفي مقابلة مع إذاعة صوت أمريكا يوم 15 نوفمبر، قال الدكتور غلام علي، نائب مدير مركز أبحاث آسيا في هونغ كونغ، إن باكستان بذلت جهودًا كبيرة لحماية المصالح التجارية الصينية في البلاد، لكن هذا جاء بتكلفة اقتصادية كبيرة. وأضاف أن باكستان تواجه حالة من عدم الاستقرار المتزايد بسبب الأنشطة الإرهابية التي تستهدف المواطنين الصينيين، وأن الجيش الباكستاني نشر أكثر من 15 ألف جندي لحماية العمال الصينيين، رغم أن المشكلة لا تزال مستمرة.
وبحسب السيد عمر أويغور، أشار إلى أن الحكومة الباكستانية تتعرض لضغوط كبيرة لحماية المواطنين الصينيين، إلا أنها رفضت طلب الحكومة الصينية بإرسال 100 ألف جندي صيني لحماية الأمن، مما ساهم في تدهور العلاقات بين البلدين.
وفي رأي الدكتور أركين أكرم، يعد التدهور الحالي في العلاقات بين باكستان والصين انتكاسة كبيرة أخرى في مشروع "حزام واحد، طريق واحد"، وهو مشروع التعاون الاقتصادي الذي دافع عنه الرئيس الصيني شي جين بينغ منذ 10 سنوات.
ويُعتبر "الممر الاقتصادي الصيني الباكستاني" جزءًا أساسيًا من هذا المشروع، ومنذ بداية تنفيذه، وصل عدد العمال الصينيين الذين لقوا حتفهم في باكستان إلى 21 هذا العام. وتم الإبلاغ عن مقتل 7 مواطنين صينيين آخرين في تفجيرات سيارات مفخخة في مارس وأكتوبر 2024.
في الجزء التالي من برنامجنا، سنناقش الوضع الذي يواجهه الأويغور في باكستان بسبب التوترات بين الصين وباكستان.
مصدر الخبر: إذاعة آسيا الحرة.
https://www.rfa.org/uyghur/xewerler/xitay-pakistan-dawalghush-uyghur-12052024163330.html
الترجمة من الأويغورية: عبد الملك عبد الأحد.