الصين تقوم بتسويق حملة "مكافحة الإرهاب" لإحكام سيطرتها على تركستان الشرقية

في الصورة: قامت أجهزة الأمن العام في تركستان الشرقية بحملات متنوعة وأنشطة "تثقيفية" لمكافحة الإرهاب عبر وسائل مختلفة.

إعداد أويغار، مراسل إذاعة آسيا الحرة من واشنطن.

بحجة إحياء الذكرى التاسعة لصدور قانون "مكافحة الإرهاب" لجمهورية الصين الشعبية، استأنفت السلطات الصينية حملات "مكافحة الإرهاب" والأنشطة "التثقيفية" في تركستان الشرقية. ويشير الخبراء إلى أن هذا مرتبط بجهود الحكومة الصينية لإبقاء تركستان الشرقية تحت السيطرة.

وذكرت "صحيفة شينجيانغ" يوم 27 ديسمبر أن نشاطًا ترويجيًا تحت اسم "مكافحة الإرهاب وإحلال السلام" أقيم في مركز أورومتشي الثقافي بمناسبة الذكرى التاسعة لصدور قانون مكافحة الإرهاب لجمهورية الصين الشعبية. وفي الوقت نفسه، نفذت وكالات الأمن العام في تركستان الشرقية حملات وأنشطة "تثقيفية" لمكافحة الإرهاب بطرق مختلفة.

وتحدث تشن مينغو، نائب أمين لجنة الحزب في منطقة الأويغور، وأمين لجنة القانون السياسي، ورئيس مجموعة قيادة مكافحة الإرهاب، في الحدث الذي أقيم في مركز أورومتشي الثقافي وأكد على ضرورة انتظام واستدامة حملات "مكافحة الإرهاب" في المنطقة والحفاظ على الاستقرار بكل الجهود.

وقال إن "الوضع الاجتماعي الشامل في شينجيانغ لا يزال مستقرا، وتظهر شينجيانغ جوا من الرخاء الجديد والتنمية النشطة".

إذا كان الوضع كما يدَّعي، فلماذا تستأنف السلطات الصينية حملات "مكافحة الإرهاب" والأنشطة "التثقيفية" واسعة النطاق ضد الأويغور؟

أجاب الدكتور هنريك زادزيفسكي (Henryk Szadziewski) ، الباحث في مؤسسة حقوق الإنسان الأويغورية، على سؤالنا:

منذ عام 2017، أقرت بعض الحكومات والبرلمانات الأجنبية سياسة القمع القاسية التي تنتهجها الصين في تركستان الشرقية بأنها إبادة جماعية. ووصفها المراقبون بأنها جريمة ضد الإنسانية. فلماذا تكون الصين في حاجة لتنفيذ أشكال مختلفة من الدعاية والأنشطة "التثقيفية" لمكافحة الإرهاب في تركستان الشرقية ؟ ولماذا يفعلون ذلك عندما تكون سياساتهم ناجحة؟ ووفقا لمزاعم الحزب الشيوعي الصيني، تم ضمان الرخاء الاقتصادي والاستقرار الاجتماعي في المنطقة. في هذه الحالة، لماذا تقوم الحكومة الصينية بحملات مكافحة الإرهاب؟ أعتقد أن هذا له علاقة بالإجراءات التي يتم اتخاذها للحفاظ على السيطرة على تركستان الشرقية. وتشعر الحكومات الاستبدادية والديكتاتورية بالحاجة إلى إدامة الشعور بالإرهاب والترهيب لدى شعوبها من أجل الحفاظ على سيطرتها وتبرير سياساتها القمعية.

وقال الدكتور رون ستينبيرج(Rune Steenberg) ، عالم الأنثروبولوجيا والباحث في جامعة أولوموك بالاكي في جمهورية التشيك، إنه بسبب بعض التغييرات في الوضع الداخلي للصين والتغييرات الدولية، بدأت الصين حملة لمكافحة الإرهاب وأنشطة تثقيفية في تركستان الشرقية، لا علاقة له بالذكرى التاسعة لصدور قانون مكافحة الإرهاب. إن هدف الصين هو قبول قمعها وتبرير سياستها القمعية. "قد تزيد الصين من قمعها ضد الأويغور والكازاخ في المستقبل القريب."

وشدد تشن مينغو: "علينا أن نستمر في الحفاظ على وضع الضغط العالي والتأثير، والإصرار على منع الحوادث قبل وقوعها والسيطرة عليها". عندها فقط لن يتمكن الإرهابيون المتطرفون من تحقيق أهدافهم. وعلينا أن نشكل قوة موحدة في الحرب ضد الإرهاب. وأضاف "علينا أن نلتزم بفكرة "لعبة الشطرنج" وأن نبني نموذج عمل لمكافحة الإرهاب يدار بشكل مشترك من قبل الحزب والوكالات الحكومية وينطوي على مشاركة جميع قطاعات المجتمع".

لكن الدكتور أركين أكرم، الأستاذ المشارك في كلية التاريخ بجامعة حاجي تبه التركية ومدير معهد أبحاث الأويغور في أنقرة، أشار إلى أن الحكومة الصينية تقوم بمحو هوية الأويغور تحت ذريعة "الإرهاب"، وتفرض عليهم هوية صينية منذ فترة طويلة. لن تنتهي ذريعة الصين (محاربة الإرهاب) و"الدعاية المناهضة للإرهاب" حتى تتمكن من تدمير هوية الأويغور بشكل كامل.

مصدر الخبر: إذاعة آسيا الحرة.
https://www.rfa.org/uyghur/xewerler/xitay-sherqiy-turkistan-terrorluq-12302024170028.html
في الترجمة من الأويغورية: عبد الملك عبد الأحد.