في الصورة: انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي أنباء عن قيام سكان الأويغور بتصوير أنفسهم أثناء تناول وجبة الغداء خلال شهر رمضان وإرسالها إلى المسؤولين لديهم. مارس 2025.
من إعداد شهرت هوشور، مراسل إذاعة آسيا الحرة من واشنطن.
في الأسبوع الماضي، كشف تقرير متداول على مواقع التواصل الاجتماعي أن أحد سكان بمنطقة فيض آباد، في ولاية كاشغر قام بتصوير نفسه وهو يتناول الغداء وأرسله إلى مشرفه. خلال المقابلات الهاتفية التي أجراها مراسلنا مع أهالي تلك المنطقة ، اتضحت أن هذه لم تكن حادثة معزولة، بل هي واحدة من سلسلة من القيود الرمضانية التي تم تنفيذها في فيض آباد، لإجبار السكان على تقديم الأدلة لعدم صيامهم.
على مر السنين، اتخذت السلطات الصينية تدابير لمنع السكان من الصيام، بما في ذلك عقد اجتماعات تهديدية، وإصدار إشعارات، وإجراء عمليات تفتيش من منزل إلى منزل خلال النهار، وتسيير دوريات ليلية لمنع الأهالي من تناول وجبة السحور. كما طبقت تدابير مثل إبقاء المطاعم مفتوحة في الأسواق، وتوزيع الطعام والمشروبات على الجمهور، وإقامة الولائم العامة. ومن خلال الردود، يبدو أن السلطات الصينية، غير مطمئنة، أجبرت السكان في بعض الأماكن على تقديم أدلة تثبت أنهم لا يصومون هذا العام.
اتصلنا بالسلطات الأويغورية المعنية للحصول على معلومات حول هذه القيود. وقال ضابط من قسم شرطة أمن الدولة بمكتب شرطة مقاطعة كوتشار إن الصيام محظور هذا العام، كما هو الحال في السنوات السابقة، لكنه لم يتمكن من تقديم معلومات حول الإجراءات المختلفة التي طُبِّقت هذا العام. أصرّ ضابط شرطة ردّ على مكالمتنا من فيض آباد على منع السكان المحليين من الصيام منعًا باتًا. ولكن عندما سألناه عمّا إذا كان يُسمح للسياح المسلمين الأجانب بالصيام، قال إنه لا يملك أي معلومات عن الأمر. وطلب من قائد الشرطة معلومات عن هذا الأمر، لكن قائد الشرطة لم يتمكن من الإدلاء بأي تصريح مقنع، وقال إنه سيطلب المعلومات من الجهة المختصة وسيتواصل معنا.
وفي الأسبوع الماضي، ظهر تقرير إخباري يفيد بأن أحد سكان فيض آباد سجل مقطع فيديو لنفسه أثناء تناول الغداء وأرسله إلى مشرفه. وقال أيضًا إنه سيستمر في نشر مثل هذه الرسائل المصورة لمدة شهر. وقال مسؤول من منطقة فيض آباد، الذي رد على مكالمتنا ولكنه لم يرغب في الكشف عن هويته، إن نظام تقديم أدلة الفيديو لإثبات عدم الصيام مستخدم على نطاق واسع تقريبًا في المقاطعة. وقال أيضًا إنه على الرغم من عدم ذكر مثل هذا الإجراء في الوثائق والإشعارات ذات الصلة من الأعلى، فإن الإجراء الأكثر فعالية للمسؤولين على مستوى القاعدة الشعبية للقيام بواجباتهم بنسبة 100٪، أي التأكد من عدم وجود شخص صائم في منطقتهم، هو مطالبة السكان بإرسال مقاطع فيديو لأنفسهم وهم يأكلون بين وقت الظهر والإفطار. اتصل بعض المسؤولين بشكل مباشر بالسكان وطلبوا منهم أن يظهروا لهم ما يأكلونه. وأشار أيضاً إلى أن من بين الذين يقضون عقوبات حالياً في المعسكرات والسجون، هناك من عوقبوا بسبب الصيام، لذلك لم يرفض السكان المحليون مطالب السلطات غير المعقولة في هذا الصدد. واعترف ضباط الشرطة الذين ردوا على مكالماتنا الهاتفية من فيض آباد بوجود مثل هذا النظام. وكشف أحد المسؤولين أن هذا النظام يتم تطبيقه أيضًا في قرى جولباغ، وباي آباد، وتريم في فيض آباد.
كشف ضابط يعمل في قرية ميشا في فيض آباد، عن إعداد حفلات جماعية وحفلات موسيقية لإجبار الأشخاص الذين يصومون سراً على الإفطار، وأكد أنه يتم استخدام أدلة فيديو على عدم الصيام في هذه القرية أيضاً.
على الرغم من أن الوضع في تركستان الشرقية خلال شهر رمضان لا يزال متوتراً ومقلقاً كما كان من قبل، فإن وسائل الإعلام الصينية على كافة المستويات في تركستان الشرقية لم تنشر أي وثائق أو إعلانات أو أخبار عن شهر رمضان منذ ما يقرب من أسبوعين منذ بداية شهر رمضان. ويرى بعض المراقبين الأويغور في الشتات أن هذا الصمت في وسائل الإعلام الصينية هو محاولة صينية لإخفاء الوضع عن المجتمع الدولي، في حين يرى آخرون أنه إجراء لجعل السكان المحليين ينسون شهر رمضان.
مصدر الخبر: إذاعة آسيا الحرة.
https://www.rfa.org/uyghur/xewerler/uyghurda-ramazan-03102025170118.html
في الترجمة من الأويغورية: عبد الملك عبد الأحد.